الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رائد الحواري : السيرة الغيرية في كتاب -الطيور لا تغرد بعيدا عن أوطانها- للكاتبة وفاء عمران
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري رائد الحواري| فلسطينالوفاء سمة جميلة ومحمودة في الإنسان، لهذا تجدنا نحترم من يفي للآخرين، ويمنحهم شيئاً من السعادة، إن كان من خلال أشياء مادية أم معنوية، لكن أعتقد أن تقديم مادة أدبية لهؤلاء أو عنهم يعدّ ذروة الوفاء، ولا يمكن أن يقاس بأي شكل من الأشكال، فالكاتب/ة يمنح ذاته الأدبية والإنسانية لهم كرد على ما قُدم لهم، من هنا تأتي أهمية السيرة الغيرية، فهي تعبير إنساني عن الوفاء والنبل الذي يتمتع به كاتب السيرة.وبما أننا أمام نص أدبي فمن الضروري أن تكون العناصر الجمالية والمتعة حاضرة فيه، وهذا ما نجده من خلال سلاسة اللغة وتسلسل الأحداث، والتوقف عند المحطات المهمة في السيرة، من هنا نجد معلومات مهمة لكل من يريد أن يعرف طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الضفة الغربية في حقبة الستينات وحتى العقد الثاني من القرن الحالي.دائما الأفكار التي تطرح بطريقة غير مباشرة لها وقع جميل على المتلقي، حيث يشعر أن الكاتب يحترم عقليته، لهذا يخاطبه بعقلية الناضج وليس التلميذ، الكاتبة تحدثنا عن حالة القمع التي سادت فلسطين إبان العهد الأردني بهذه الطريقة: "بدأت تنتشر في تلك الفترة الأفكار الشيوعية،... وانضم معظم الشباب لهذا الحزب "الحزب الشيوعي"، وأصبحت الاتهامات تكال جزافا لكل شخص على أنه شيوعي، وكان الملك حسين في تلك الفترة يحكم على من يشاع عنه أو يتم التأكد من شيوعيته بالسجن، فلما ذهب الملك بنفسه ذات مرة إلى منطقة في فلسطين سمع شخص يقول له "أنت شيوعي" فعرف أن الاتهامات تكال أحيانا دون وجه حق، فأمر أن كل من يشيع عن الآخر أنه شيوعي دون دليل مطلق فسوف يحاسب.في تلك الفترة أيضا اتخذت بلدة سلفيت مقرا لتكون داعمة للشيوعية، فأوعز الملك للمخابرات أردنية أن تتعقب من يساند الشيوعية، "في أيام الخريف هبت رياح شرقية شديدة بحيث التزم معظم الناس بيوتهم فكان ينادي بأعلى صوته على ولده صارخا: "هل سقيت الجحش؟ سمح رجال المخابرات نداءه لأكثر من مرة وأكثر من يوم، فتهادي إلى بالهم أن تلك كلمة سرية فقبضوا على الرجل وأشبعوه ضربا لمدة خمسة أيام متواصلة، ولما خرج مكث شهرين كاملين طريح الفراش" ص31، إذا ما توقفنا عند هذا المقطع، يمكننا الاستنتاج أنالحكم كله كان بيد الملك، بمعنى حكم الفرد الاستبدادي، ونلاحظ تفشي سلطة المخابرات التي كانت تعمل دون رادع أو معايير تقيد/ تحد من تغولها على الشعب، من هنا كانت تهمة الشيوعية كالزندقة تطلق على كل معارض للنظام، وهذا القمع هو من جعل الجهل والتخلف والضعف سائدا في المملكة عامة، وفي الضفة الغربية خاصة، وهو من مهد وأسس للاحتلال بقية فلسطين عام 1967، بهذا الشكل استطاعت السيرة أن تقدم واقعنا السياسي والاجتماعي بصورة واضحة وبعيدا عن المباشرة والصوت العالي.المبدع من يستطيع أن يتجاوز واقعه وينتصر عليه، "عمران" صاحب السيرة أثناء دراسته يمر بحالة مادية صعبة جدا، لهذا يقرر: "التغيب يومين من الأسبوع عن محاضرات الجامعة من أجل توفير أجرة المواصلات" ص36، وهذا حال دون علمه بوجود امتحان، مما أدى إلى عدم استعداده له ورسوبه، لهذا كان مطلوبا منه أن يحصل على علامة النجاح وأن يحقق علامة تعوضه عن تلك التي فاتته: "هناك أمل في مئة وأربعين علامة مستقبلا هي وزن الاختبار النهائي في آخر الفصل. استطعت الحصول على علامة مئة وسبعة وعشرين من وزن العلامة النهائية" ص36، الجميل في هذه المحطة أنها لم تقدم "عمران" كمستسلم/ كضحية للواقع، بل قدمته كمناضل يحسن التصرف، ويعي أنه مسؤول عن أخطائه لهذا عمل على تصحيحها من خلال بذل الجهد وإخراج ما فيه من طاقة وقدرة.أما ع ......
#السيرة
#الغيرية
#كتاب
#-الطيور
#تغرد
#بعيدا
#أوطانها-
#للكاتبة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760762