سعيد أولاد الصغير : زكام في ضريح مجهول
#الحوار_المتمدن
#سعيد_أولاد_الصغير كنتُ دومـاً أقـول : « هذا مُشاع... ففـي الطِّبـاع، مُنذ وُجدَتِ الكلمة وُجـد الخِداع... هي حكاية خرقـاء، يحكيها أهـلُ قريتـي مُنذ زمن بعيـد، كلّما حلّت بهم نِقمـة أو شِدّة... ». لكنْ، هذه المرّة، حيّرني طَبعٌ غريبٌ مِن الطِّباع؛ فداهَمنـي شعـور مُلتهب... تحت جُنح الظّلام، حملتُ شَمْعتَيـن في جيبي... وعلى كتفـي بندقيّـة جدّي... وقصدتُ ضريحـاً بأطـراف القرية... بات الجميع يصرخ منه ويهـذي... أنا لا أدري ما قصدي... لعلّـي أطارد وهـمي أو أكشف سرّاً؛ قدْ يُكتب يومـاً مـا على شاهـد قَبـري...!. هناك، حضنْـتُ بُندقيّتـي، رفعـتُ بصـري إلى السّـماء... أحكمت قَبضتي على مِقبض الباب واقتحمـتُ المكان... صَمْتٌ رهيبٌ، مـوحـشٌ ومخيـفٌ... تمـالكتُ نفسي قليـلاً وأشعلتُ الشّمعـة الأولـى... قصدتُ رُكنـاً من الأركـان وجلستُ بهـدوء، أنشد الأمن والأمـان... وما هي إلاّ لحظـة، حتّى خِلتُ أنّني أطاردُ صِنفـاً من الجُنون، لا يُصدّ و لا يُحدّ... ضاعفـتُ جُرأتـي... ثمّ زحفـتُ ببـطء نحـو القَبـر ورفـعـتُ كِسْوتـه... أمرٌ فظيع وشنيع... ذُيول للثّعـالب وعنـاكب و نُـتَـفٌ من بقايا السّنـاجب، والكثير، الكثير مِن عجـب العجـائـب... بـسرعـة، نثـَرتُ يدي مـن السّتـار... فدغـدغَـتْ أنْفـي ذرّاتٌ من الغبار... عطستُ بشدّة حتّى رنّ في مَسمعـي صوت غريـب، يسُبُّ أهل الأرض جميـعا ثمّ يُكلّمني فيقـول: « يا هذا، ما ظـنُّك أنْ يُفعَـل بك الآن...!؟. هتكتَ الحجاب وخرّبتَ الخراب... أما عاد للحكايـة عندك أُصول و أنساب...!؟. هيّا، أخرجْ شيطانك من هُنا وأغلـقْ الباب... فَرَبُّ السّمـاء تـَابَ على مَـنْ تـاب...!».وقفـتُ مذعـوراً و أوْصـالـي ترتجـفْ. أصبعـي يتحـسّسُ الزّناد. لكنّي لمْ أجدْ ما أصوّب عليـه... اسْتبَـدَّ بـي الرُّهـاب؛ فـأحسستُ أنّي مُتـعَـب و مُصـاب... رميـتُ البندقيّة ورفـسـتُ الأرض ثمّ عدت مترنّحـاُ، ملفـوفـاً بالحسرة... لمّا وصلتُ، كـان البيـتُ يمُـوج موجـاً بأهـل القريـة... لَمْ ألتـفـتْ قَـطّ، لِمَا كان يُكتبُ على شاهـد قـبـري... فقـط، أقفلـتُ علـيّ بـاب غـرفتـي وأوقَدتُ الشّمعـة الثّـانية على النِّصف المُنـهـك من رئتـي... مزاجي متقلّبٌ، لا يهدأ ولا ينام... أنفاسي أنيـنٌ و آلام... أنا الطّريـدُ والطّـارِد زُكـام.......................... سعيد أولاد الصغيـرtel: +212 06557908ص.ب: 807. العرائش المغرب ......
#زكام
#ضريح
#مجهول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676297
#الحوار_المتمدن
#سعيد_أولاد_الصغير كنتُ دومـاً أقـول : « هذا مُشاع... ففـي الطِّبـاع، مُنذ وُجدَتِ الكلمة وُجـد الخِداع... هي حكاية خرقـاء، يحكيها أهـلُ قريتـي مُنذ زمن بعيـد، كلّما حلّت بهم نِقمـة أو شِدّة... ». لكنْ، هذه المرّة، حيّرني طَبعٌ غريبٌ مِن الطِّباع؛ فداهَمنـي شعـور مُلتهب... تحت جُنح الظّلام، حملتُ شَمْعتَيـن في جيبي... وعلى كتفـي بندقيّـة جدّي... وقصدتُ ضريحـاً بأطـراف القرية... بات الجميع يصرخ منه ويهـذي... أنا لا أدري ما قصدي... لعلّـي أطارد وهـمي أو أكشف سرّاً؛ قدْ يُكتب يومـاً مـا على شاهـد قَبـري...!. هناك، حضنْـتُ بُندقيّتـي، رفعـتُ بصـري إلى السّـماء... أحكمت قَبضتي على مِقبض الباب واقتحمـتُ المكان... صَمْتٌ رهيبٌ، مـوحـشٌ ومخيـفٌ... تمـالكتُ نفسي قليـلاً وأشعلتُ الشّمعـة الأولـى... قصدتُ رُكنـاً من الأركـان وجلستُ بهـدوء، أنشد الأمن والأمـان... وما هي إلاّ لحظـة، حتّى خِلتُ أنّني أطاردُ صِنفـاً من الجُنون، لا يُصدّ و لا يُحدّ... ضاعفـتُ جُرأتـي... ثمّ زحفـتُ ببـطء نحـو القَبـر ورفـعـتُ كِسْوتـه... أمرٌ فظيع وشنيع... ذُيول للثّعـالب وعنـاكب و نُـتَـفٌ من بقايا السّنـاجب، والكثير، الكثير مِن عجـب العجـائـب... بـسرعـة، نثـَرتُ يدي مـن السّتـار... فدغـدغَـتْ أنْفـي ذرّاتٌ من الغبار... عطستُ بشدّة حتّى رنّ في مَسمعـي صوت غريـب، يسُبُّ أهل الأرض جميـعا ثمّ يُكلّمني فيقـول: « يا هذا، ما ظـنُّك أنْ يُفعَـل بك الآن...!؟. هتكتَ الحجاب وخرّبتَ الخراب... أما عاد للحكايـة عندك أُصول و أنساب...!؟. هيّا، أخرجْ شيطانك من هُنا وأغلـقْ الباب... فَرَبُّ السّمـاء تـَابَ على مَـنْ تـاب...!».وقفـتُ مذعـوراً و أوْصـالـي ترتجـفْ. أصبعـي يتحـسّسُ الزّناد. لكنّي لمْ أجدْ ما أصوّب عليـه... اسْتبَـدَّ بـي الرُّهـاب؛ فـأحسستُ أنّي مُتـعَـب و مُصـاب... رميـتُ البندقيّة ورفـسـتُ الأرض ثمّ عدت مترنّحـاُ، ملفـوفـاً بالحسرة... لمّا وصلتُ، كـان البيـتُ يمُـوج موجـاً بأهـل القريـة... لَمْ ألتـفـتْ قَـطّ، لِمَا كان يُكتبُ على شاهـد قـبـري... فقـط، أقفلـتُ علـيّ بـاب غـرفتـي وأوقَدتُ الشّمعـة الثّـانية على النِّصف المُنـهـك من رئتـي... مزاجي متقلّبٌ، لا يهدأ ولا ينام... أنفاسي أنيـنٌ و آلام... أنا الطّريـدُ والطّـارِد زُكـام.......................... سعيد أولاد الصغيـرtel: +212 06557908ص.ب: 807. العرائش المغرب ......
#زكام
#ضريح
#مجهول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676297
الحوار المتمدن
سعيد أولاد الصغير - زكام في ضريح مجهول