هيفاء أحمد الجندي : الميركنتيلية الجديدة
#الحوار_المتمدن
#هيفاء_أحمد_الجندي تزيد من حدة الاستقطاب الطبقي وتعجل بحدوث الثورات الإجتماعية في الأطرافاستطاعت الرأسمالية التجارية " الميركنتيلية" ، وكما حلل ماركس بدايات نشوءها وولادتها، التي كانت تقطر دماً وقذارة ،من كل مسامها أن تخضع المستعمرات البعيدة،والتي أصبحت سوقاً لتصريف منتجات المانيفكتورة،وتعرضت هذه المستعمرات إلى عمليات نهب ،لا رحمة فيها على يد التجار والمغامرين ، الذين تاجروا بأحقر أنواع التجارة ، وهي تجارة العبيد الذين اقتنصوا من أمريكا ، بأبشع وسائل العنف وأرسلوا وهم مكبلين بالسلاسل، إلى مزارع السكر والدخان، بعدما أبيد سكانها الأصليون واستطاعت الرأسمالية التجارية ، أن تكدس أرباحاً ضخمة ، بعدما عملت على ترسيخ نمط الإنتاج الكولونيالي في هذه البلدان ، والذي أرسى دعائمه المستوطنين البيض ، في فترة الكشوف الجغرافية وبذلك تكون قد قطعت الطريق على تطور هذه البلدان، وهذا ما يفسر عدم وجود نمط إنتاج مهيمن وظهور بورجوازية كولونياليةتجارية تعايشت مع ملاك الأرض، في مرحلة تحول الرأسمالية إلى امبريالية ، وتمثل حالة التاجر الرأسمالي في الأطراف حالة متكيفة مع التشكيلة الإقطاعية ، على عكس الغرب الذي تحولت فئة من منتجيه السلعيين الصغار وبفضل التجارة الخارجية إلى رأسماليين. وتمكنت الرأسمالية التجارية من خلال شفطها للكنوز من الأطراف ناهيك عن الجزية التي فرضتها على المستعمرات ، أن توفر أحد المصادر الهامة للتراكم في مرحلة الثورة الصناعية، واستمرت من بعدها بتطويع وتكييف هذه البلدان ، لكي تتماشى مع الحاجات المتغيرة الجديدة لتطور الرأسمالية الصناعية ، إذ لم تعد الرأسمالية تقتصر على السكر والبهارات والدخان والرق، بل اتسعت لتشمل المواد الخام الضرورية لاستمرار الصناعة ، وبذلك تكون قد طورت من قواها المنتجة ، في الوقت الذي دمرت فيه الانتاج الحرفي في المستعمرات، وفرضت على هذه البلدان نمطاً جديداً للتخصص، تقوم من خلاله بإنتاج المواد الأولية الزراعية والمنجمية ، على أن تستورد في مقابل ذلك ، المنتجات المصنعة في الغرب ، وكان ماركس أول من أماط اللثام، وكشف عن عملية الاستغلال هذه، وكما جاء في المجلد الثالث من الرأسمال عندما طرح السؤال التالي :هل يرتفع معدل الربح العام ، بارتفاع معدل الربح الذي يولده رأس المال الموظف في التجارة الخارجية،وخاصة التجارة الكولونيالية؟! وبهذا يكون ماركس أول من كتب عن التطور اللامتكافىء ، بصيغته الأولية ويمكن أن نقتبس نصاً من المجلد الثالث لرأس المال كي يؤكد هذه الفكرة "إن رؤوس الأموال الموظفة في التجارة الخارجية ، يمكن أن تدر معدلات ربح أعلى لأنها تتنافس في المقام الأول ، مع سلع تنتجها بلدان أخرى في ظروف إنتاج أقل ملاءمة ، بحيث أن البلد الأكثر تطوراً ، يبيع سلعاً بما يفوق قيمتها رغم أنه يبيعها بسعر أرخص من سعر البلدان المنافسة ، ويرتفع معدل الربح لأن عمل البلد الأكثر تطوراً يقدر بعمل ذي وزن نوعي أعلى لأن ثمن هذا العمل، لا يدفع بوصفه عملاً ذا نوعية أعلى، ولكنه يباع بوصفه كذلك ، ويمكن أن ينشأ وضع مماثل بالنسبة للبلد الذي ترسل إليه السلع ، وكذلك بالنسبة للبلد الذي ترد منه السلع، فمثل هذا البلد قد يعطي عملاً متشيئاً عينياً ، أكثر مما يأخذ ويتلقى مع ذلك السلع المقصودة ، وهي أرخص له مما لو أنتجها بنفسه ، وبالنسبة الى رؤوس الأموال الموظفة في المستعمرات فيمكن لها أن تدر معدلات ربح أعلى ، بفضل تدني مستوى التطور شأنه شأن درجة استغلال العمل بفعل العبيد والحمالين والفعلة المحليين ، وليس ثمة موجب يمنع هذه الأرباح ......
#الميركنتيلية
#الجديدة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707869
#الحوار_المتمدن
#هيفاء_أحمد_الجندي تزيد من حدة الاستقطاب الطبقي وتعجل بحدوث الثورات الإجتماعية في الأطرافاستطاعت الرأسمالية التجارية " الميركنتيلية" ، وكما حلل ماركس بدايات نشوءها وولادتها، التي كانت تقطر دماً وقذارة ،من كل مسامها أن تخضع المستعمرات البعيدة،والتي أصبحت سوقاً لتصريف منتجات المانيفكتورة،وتعرضت هذه المستعمرات إلى عمليات نهب ،لا رحمة فيها على يد التجار والمغامرين ، الذين تاجروا بأحقر أنواع التجارة ، وهي تجارة العبيد الذين اقتنصوا من أمريكا ، بأبشع وسائل العنف وأرسلوا وهم مكبلين بالسلاسل، إلى مزارع السكر والدخان، بعدما أبيد سكانها الأصليون واستطاعت الرأسمالية التجارية ، أن تكدس أرباحاً ضخمة ، بعدما عملت على ترسيخ نمط الإنتاج الكولونيالي في هذه البلدان ، والذي أرسى دعائمه المستوطنين البيض ، في فترة الكشوف الجغرافية وبذلك تكون قد قطعت الطريق على تطور هذه البلدان، وهذا ما يفسر عدم وجود نمط إنتاج مهيمن وظهور بورجوازية كولونياليةتجارية تعايشت مع ملاك الأرض، في مرحلة تحول الرأسمالية إلى امبريالية ، وتمثل حالة التاجر الرأسمالي في الأطراف حالة متكيفة مع التشكيلة الإقطاعية ، على عكس الغرب الذي تحولت فئة من منتجيه السلعيين الصغار وبفضل التجارة الخارجية إلى رأسماليين. وتمكنت الرأسمالية التجارية من خلال شفطها للكنوز من الأطراف ناهيك عن الجزية التي فرضتها على المستعمرات ، أن توفر أحد المصادر الهامة للتراكم في مرحلة الثورة الصناعية، واستمرت من بعدها بتطويع وتكييف هذه البلدان ، لكي تتماشى مع الحاجات المتغيرة الجديدة لتطور الرأسمالية الصناعية ، إذ لم تعد الرأسمالية تقتصر على السكر والبهارات والدخان والرق، بل اتسعت لتشمل المواد الخام الضرورية لاستمرار الصناعة ، وبذلك تكون قد طورت من قواها المنتجة ، في الوقت الذي دمرت فيه الانتاج الحرفي في المستعمرات، وفرضت على هذه البلدان نمطاً جديداً للتخصص، تقوم من خلاله بإنتاج المواد الأولية الزراعية والمنجمية ، على أن تستورد في مقابل ذلك ، المنتجات المصنعة في الغرب ، وكان ماركس أول من أماط اللثام، وكشف عن عملية الاستغلال هذه، وكما جاء في المجلد الثالث من الرأسمال عندما طرح السؤال التالي :هل يرتفع معدل الربح العام ، بارتفاع معدل الربح الذي يولده رأس المال الموظف في التجارة الخارجية،وخاصة التجارة الكولونيالية؟! وبهذا يكون ماركس أول من كتب عن التطور اللامتكافىء ، بصيغته الأولية ويمكن أن نقتبس نصاً من المجلد الثالث لرأس المال كي يؤكد هذه الفكرة "إن رؤوس الأموال الموظفة في التجارة الخارجية ، يمكن أن تدر معدلات ربح أعلى لأنها تتنافس في المقام الأول ، مع سلع تنتجها بلدان أخرى في ظروف إنتاج أقل ملاءمة ، بحيث أن البلد الأكثر تطوراً ، يبيع سلعاً بما يفوق قيمتها رغم أنه يبيعها بسعر أرخص من سعر البلدان المنافسة ، ويرتفع معدل الربح لأن عمل البلد الأكثر تطوراً يقدر بعمل ذي وزن نوعي أعلى لأن ثمن هذا العمل، لا يدفع بوصفه عملاً ذا نوعية أعلى، ولكنه يباع بوصفه كذلك ، ويمكن أن ينشأ وضع مماثل بالنسبة للبلد الذي ترسل إليه السلع ، وكذلك بالنسبة للبلد الذي ترد منه السلع، فمثل هذا البلد قد يعطي عملاً متشيئاً عينياً ، أكثر مما يأخذ ويتلقى مع ذلك السلع المقصودة ، وهي أرخص له مما لو أنتجها بنفسه ، وبالنسبة الى رؤوس الأموال الموظفة في المستعمرات فيمكن لها أن تدر معدلات ربح أعلى ، بفضل تدني مستوى التطور شأنه شأن درجة استغلال العمل بفعل العبيد والحمالين والفعلة المحليين ، وليس ثمة موجب يمنع هذه الأرباح ......
#الميركنتيلية
#الجديدة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707869
الحوار المتمدن
هيفاء أحمد الجندي - الميركنتيلية الجديدة