عباس الخضري : سحابة مطر
#الحوار_المتمدن
#عباس_الخضري كتب الشاعر والناقد عباس الخضريينحدر الكاتب مجيد الكفائي من مدينة جنوبية عريقة ، فبين بساتينها، وتحت حنايا مضايفها ولد وعاش، ومن قيم ومرؤة أهلها تشربت مفاهيمه, نما وترعرع خياله الخصب تحت مظلة طبيعتها الساحرة، انها مدينة الرميثة، مدينة العز والإباء ، تلك المدينة التي ولد من رحمها أولى ثورات الحق ، هذه المدينة التي ربت رجالها على القيم والشرف ، من بين ربوعها التي تفوح منها رائحة قهوة الدلال، راح يفكر كيف يترجم كل هذه القيم التي نشأ عليها إلى واقع يحقق من خلاله سر وجوده في هذا العالم البائس.ناصر الحق والقيم بسلاح القانون حيث ارتدى عباءة القانون باحثاً عن سيف الحق ليبارز به الباطل والرذيلة فأخفق، لان سيفه كان مثلوماً .فعرف حينها ان لا سلاح يستطيع ان يواجه الظلم وخبث ودناءة النفس الإنسانية سوى سلاح الكلمة.اصدر دواوين ومجاميع شعرية ومجاميع قصصية تدور رحاها حول القيم الرفيعة التي دنستها وحطت من شأنها خباثة النفس ولؤمها. وعرف أخيراً ان لا مناص لديه من مهاجمة عدوه في عقر داره. ليكشف للعالم حقيقته.قرر أن يمتطى صهوة الكلمة ويتسلح بقلمه ليجوب مدينة الذات الإنسانية متحدياً ظلمة طرقاتها بنور اليقين والقيم التي نمت داخله.جاب الطرقات ، وطرق أبواب بيوتاتها، باحثاً عن الحب ، سائلاً عن الشرف ، متفقداً الأمانة ، مناشداً الإخلاص ، متوسلاً بالمودة ، جالس الرحمة ، وتحاور مع الإنسانية ، مختبراً الصدق ، ومساجلاً الوفاء.كان كلما أحس بالتعب استضافته أرائك المراهقين، الحالمين، ليرتاح.. وليضمد جراح قلبه الدامي من هول ما اكتشفه في تلك البيوتات النتنة ، وليلملم شتات عقله الذي بعثرته مواقف وأفعال أصحاب تلك البيوت.كان يبحث عن الحب، فوجد الأوهام قد أصبحت عنوان له.صاح في الطرقات منادياً عن الشرف والأمانة، فسمع صدى الغدر والرذيلة.سأل عن أبواب الإخلاص والمودة ، فدلوه على بيوتات الخسة والهوان.انه كان يحلم .... يحلم بمدينة الضمير ، حيث سكانها الرفعة والقيم وحاكمها التقوى.لكنه رجع إلى واقعه وقلبه معصور الماً وهو يصرخ .... أيها الناس .. كل ما تشاهدوه وتسمعوا عنه من قيم، وما يترائى به الآخرون في مساجلاتهم وخطبهم ... ما هي إلا سحابة مطر ... حيث فعلها يزول بشروق شمس الحقيقة ... هذه القصة هي خلاصة رحلة الفارس مجيد الكفائي في بيوت النفس الإنسانية حيث وجد في كل بيت سحابة مطر.بل المجتمع أصبح لا يستطيع العيش دون تلك السحابة ، حيث تتجسد تارة كسحابة خير وتارة أخرى كسحابة شيطانية.استطاع القاص ان يدخل بنا إلى عالم النفس البشرية ليكشف لنا زيفها ودناءتها وتدني القيم لديها، رغم ما بها من تناقضات خير وشر، ورغم معرفته السابقة بخفايا النفس التي تحمل على سجيتها هذه التناقضات إلا انها تكون بأبشع صورها حين تكشر عن انيابها .هذه العوالم التي سنعيشها مع شخوص لم نسمع بهم في واقعنا .. إلا ان البيوت في الحقيقة تخفي مثل هؤلاء الشخوص. نراهم ونضحك معهم ونسامرهم ونواددهم ونجالسهم ونحن لا نعلم انهم شخوص قصص سحابة مطر ......
#سحابة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754820
#الحوار_المتمدن
#عباس_الخضري كتب الشاعر والناقد عباس الخضريينحدر الكاتب مجيد الكفائي من مدينة جنوبية عريقة ، فبين بساتينها، وتحت حنايا مضايفها ولد وعاش، ومن قيم ومرؤة أهلها تشربت مفاهيمه, نما وترعرع خياله الخصب تحت مظلة طبيعتها الساحرة، انها مدينة الرميثة، مدينة العز والإباء ، تلك المدينة التي ولد من رحمها أولى ثورات الحق ، هذه المدينة التي ربت رجالها على القيم والشرف ، من بين ربوعها التي تفوح منها رائحة قهوة الدلال، راح يفكر كيف يترجم كل هذه القيم التي نشأ عليها إلى واقع يحقق من خلاله سر وجوده في هذا العالم البائس.ناصر الحق والقيم بسلاح القانون حيث ارتدى عباءة القانون باحثاً عن سيف الحق ليبارز به الباطل والرذيلة فأخفق، لان سيفه كان مثلوماً .فعرف حينها ان لا سلاح يستطيع ان يواجه الظلم وخبث ودناءة النفس الإنسانية سوى سلاح الكلمة.اصدر دواوين ومجاميع شعرية ومجاميع قصصية تدور رحاها حول القيم الرفيعة التي دنستها وحطت من شأنها خباثة النفس ولؤمها. وعرف أخيراً ان لا مناص لديه من مهاجمة عدوه في عقر داره. ليكشف للعالم حقيقته.قرر أن يمتطى صهوة الكلمة ويتسلح بقلمه ليجوب مدينة الذات الإنسانية متحدياً ظلمة طرقاتها بنور اليقين والقيم التي نمت داخله.جاب الطرقات ، وطرق أبواب بيوتاتها، باحثاً عن الحب ، سائلاً عن الشرف ، متفقداً الأمانة ، مناشداً الإخلاص ، متوسلاً بالمودة ، جالس الرحمة ، وتحاور مع الإنسانية ، مختبراً الصدق ، ومساجلاً الوفاء.كان كلما أحس بالتعب استضافته أرائك المراهقين، الحالمين، ليرتاح.. وليضمد جراح قلبه الدامي من هول ما اكتشفه في تلك البيوتات النتنة ، وليلملم شتات عقله الذي بعثرته مواقف وأفعال أصحاب تلك البيوت.كان يبحث عن الحب، فوجد الأوهام قد أصبحت عنوان له.صاح في الطرقات منادياً عن الشرف والأمانة، فسمع صدى الغدر والرذيلة.سأل عن أبواب الإخلاص والمودة ، فدلوه على بيوتات الخسة والهوان.انه كان يحلم .... يحلم بمدينة الضمير ، حيث سكانها الرفعة والقيم وحاكمها التقوى.لكنه رجع إلى واقعه وقلبه معصور الماً وهو يصرخ .... أيها الناس .. كل ما تشاهدوه وتسمعوا عنه من قيم، وما يترائى به الآخرون في مساجلاتهم وخطبهم ... ما هي إلا سحابة مطر ... حيث فعلها يزول بشروق شمس الحقيقة ... هذه القصة هي خلاصة رحلة الفارس مجيد الكفائي في بيوت النفس الإنسانية حيث وجد في كل بيت سحابة مطر.بل المجتمع أصبح لا يستطيع العيش دون تلك السحابة ، حيث تتجسد تارة كسحابة خير وتارة أخرى كسحابة شيطانية.استطاع القاص ان يدخل بنا إلى عالم النفس البشرية ليكشف لنا زيفها ودناءتها وتدني القيم لديها، رغم ما بها من تناقضات خير وشر، ورغم معرفته السابقة بخفايا النفس التي تحمل على سجيتها هذه التناقضات إلا انها تكون بأبشع صورها حين تكشر عن انيابها .هذه العوالم التي سنعيشها مع شخوص لم نسمع بهم في واقعنا .. إلا ان البيوت في الحقيقة تخفي مثل هؤلاء الشخوص. نراهم ونضحك معهم ونسامرهم ونواددهم ونجالسهم ونحن لا نعلم انهم شخوص قصص سحابة مطر ......
#سحابة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754820
الحوار المتمدن
عباس الخضري - سحابة مطر