الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
شريف حتاتة : يغذى الدودة فى الحجر
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة إنه يغذى الدودة فى الحجر-------------------------------------- ذلك اليوم توجهنا قرب الساعة التاسعة صباحا إلى مبنى السفارة الأمريكية , حتى نقوم بتقديم الأوراق اللازمة للحصول على فيزات السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية . فمنذ أحداث 11 سبتمبر تصر السلطات القنصلية على إجراء مقابلة مع الذين يستعدون للسفر إليها . هبطنا من سيارتنا " الاسكودا " , نوال وأنا , وسرنا مسافة قصيرة على أقدامنا لنصل إلى الأبواب الحديدية للاستقبال الخارجى الذى يقود إلى القسم القنصلى . كان الجو جميلاً ، والشوارع مغسولة فى هذا الحى الأجنبى من المدينة الذى وهبه الاحتلال الإنجليزى اسم " جاردن ستى " , وكانت أوراق الشجر ترقص فى ضوء الشمس فتلكأنا قليلاً نستمتع بالجو ، بدأ يصفو مع قدوم الشتاء ، وانقشاع " السحابة السوداء " التى ابتلى بها خريفنا فى السنين الأخيرة . كلما مررت بحى " جاردن ستيى " عادت إلى ذكريات قديمة . أيامى فى كلية طب قصر العينى ، الدراجة التى كنت أمتطيها سائراً على الطريق الممتد بين نادى الجزيرة ، وكوبرى " قصر النيل " لأستكمل مشوارى إلى مستشفى قصر العينى ، ماراً تحت الأشجار العالية مازالت ترفع قامتها منذ نصف قرن ، موحية بالأصالة ، والقدرة على مواجهة العواصف التى مررنا بها . اجتزنا الأبواب الحديدية ، والحديقة الصغيرة . قدمنا أوراقنا فى " الشباك " وأجبنا على الأسئلة الخاصة بزيارتنا ، ثم عدنا أدراجنا خارجين من المبنى المغلق إلى الصالة المفتوحة قرب البستان . ونحن نجتاز صفوف المقاعد التفت إلينا أحد الجالسين ، وألقى ناحيتنا بابتسامة . لمحت أسنانه البيض فى الوجه الأسمر ، مثل قبس من النور والتفاؤل ، وسط الوجوه الواجمة المتراصة تنتظر نداء الميكروفون . قالت " نوال " : " ألمحت الشاب الذى ابتسم إلينا ؟ ، هيا ننتقل إلى جواره لنتحدث معه ، إنه يبدو ظريفا ، أليس كذلك ؟ " . ودون أن تنتظر حتى أجيب اتجهت ناحيته وجلست على بعد قليل منه ، تاركة مقعداً خالياً بينهما ، ثم أشارت لى لكى أنتقل إلى جواره . تأملته وهو يجيب على أسئلتها . فى لحظات كانت تبدو عليه الجدية ، والتأمل العميق ، وفى لحظات أخرى تشرق ابتسامته وتشع من وجهه بسعادة الطفل البرىء . عيناه سوداوان فيهما بريق . يتكلم ويضحك ويحرك يديه ، وجسمه بحيوية . لم أشعر بأى تصنع فى كلامه . ابن يخاطب أمه وأباه فى هذه الجلسة الطارئة التى جمعته بنا ، وهو على وشك الرحيل ، تاركاً ما عاشه وراءه . رأى الدكتورة " نوال " على شاشة التليفزيون فى برنامج ( حوار صريح جدا ) ، فأعجب بالشجاعة التى أجابت بها . ضحك ثم أضاف ( وبشكلها وشعرها الأبيض ). سألناه فحكى . سنه ستة وعشرون عاما , وهو أصغر الأولاد لأم و أب أنجبا ثلاث عشرة من الأبناء ، والبنات . تخرج من معهد الخدمة الاجتماعية فى القاهرة ، وظل يبحث عن عمل . أخذ قرضاً من شقيقه الأكبر ، استثمره فى شراء شقة ليبيعها يثمن يربح منه أربعة أو خمسة آلاف من الجنيهات . لكن بعد أن اشتراها من صاحب العمارة اكتشف أنها أقيمت بطريقة غير قانونية ، وآخذ ينتقل من قضية إلى قضية إلى أن فقد كل شىء . يقول : " البلد كلها فساد " . بعد ذلك ظل يبحث عن عمل ، لكن دون جدوى . طرق جميع الأبواب ، وحاول أن يقتات بأى وسييلة لكنه فشل . " كنت انتقل بين بيوت أخواتى الكبار لاتناول الطعام ، فأشعر بالمهانة تأكل فى نفسى . تصورا شابا مثلى عنده قدرات لكنه بلا عمل ، بلا نفع لأحد ، ثم يحدثوننا عن الإنتماء للوطن . أين هو هذا الوطن الذى لا يستطيع أن يطعم أبناءه ، أن يجد لهم عملاً ؟!! . أصبت بإكتئاب شديد وأ ......
#يغذى
#الدودة
#الحجر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754077