الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حازم ضاحي شحادة : أيّامٌ في البدروسية
#الحوار_المتمدن
#حازم_ضاحي_شحادة ثمّةَ قصصٌ تحدثُ في حياةِ الرجلِ مرّةً واحدة، وعلى خلافِ العشراتِ من القصصِ التي يَنساهَا أو يتناسها، يستحيلُ عليهِ نسيانُ تلك.وصلتُ شاطئَ البدروسيةِ أوَّلَ مرّةٍ صيفَ عام 1996 وهذا التاريخُ يَجعلنِي بِالنسبةِ لبعضكم، قديماً نوعاً ما.عندما استدارَ السائقُ بالميكروباص يساراً إثرَ رحلةٍ من اللاذقيةِ استمرَّت ساعةً وبدا البحرُ في نهايةِ شارعِ السّروِ تذكّرتُ أينَ سأطلبُ منهُ التوقفَ كما أخبرني الخالُ (أبو محمد) عبرَ الهاتفِ حينَ دعانِي لمساعدتهِ في تأجيرِ (الشاليهات) للمُصطافين وصيدِ السمكِ بالأقفاصِ الحديدية.في تلكَ الظهيرةِ كانَ الشاطئُ شبهَ خاوٍ من الناسِ وأشعةُ الشمسِ تسكبُ فوقَ الموجِ والرمالِ بريقاً عجيباً. وقفتُ فوقَ التلّةِ المُتاخمةِ للطريقِ ورميتُ بصري باتجاهِ (الشاليه) الذي تليهِ أشجارُ الكينا فعرفتُ أنّهُ المقصود.في خيمةٍ جُدرانها من القصبِ وسقفها الأغصان كانَ الخالُ متّكئاً على سريرٍ خشبي يشربُ المتةَ ومِن آلةِ تسجيلٍ قديمةٍ يقولُ عبد الحليم حافظ:ـ ضِحكِت تانِي.. نفسِ الضِّحكة وراحِت ماشيهزيِّ الدنيا ما تِيجي بثانيه وتِمشي بثانيهبعدَ أن رحّبَ بي دعاني للجلوسِ على جذعِ شجرةٍ مقطوعةٍ ذي حلقاتٍ دائريةٍ كثيرةٍ وبعدَ أن استرحتُ قال:ـ لنبني عرزالاً في الحال، يجبُ أن يكونَ لكَ مكانٌ تنامُ فيه.مع حلولِ المساءِ كانَ العرزالُ جاهزاً بعدَ أن قمنا بثبيتِ الأخشابِ جيّداً ووضعنا فيهِ فرشةً وغطاءً.أثناءَ العمل شرحَ لي الخالُ كيفَ أستقبلُ المُصطافين وأصحبهم بين غرفِ الشاليهِ المزودةِ بالمراوحِ والثلاجةِ والغازِ والأسرَّةِ وجميعِ لوازمِ المطبخِ وبعدها أقولُ لهم السعرَ المُترتبَ عن استئجارها كلَّ يومٍ ففي حال تمّت المُوافقةُ أستلمُ منهم البطاقةَ الشخصية لربِّ العائلةِ أو من ينوبُ عنهُ وأسلّمهم المفاتيح.ـ وبعد؟سألتهُ، فأجاب:ـ هذا كلُّ شيء.المُهمُ عندي ألا تكونَ الشاليهُ فارغة فمتى كانَ الزبائنُ يَشغلونها بعدَ دفعِ المالِ يمكنكَ أن تفعلَ ما تريدهُ. البحرُ من أمامكِ والسمكُ في قلبهِ أمّا النساءُ فأنتَ وشطارتك.ضحكتُ مع قليلٍ من الحياءِ فأنا لم أكن قد جاوزتُ بعد عامي الرابع عشر لكنَّ دقّات قلبي عزفت بنشيدٍ لم أعدهُ من قبل.كانَ الخالُ بدر ذا ملامح جميلةٍ وطيّبةٍ أمّا جسدهُ فكانَ رياضيّاً نتيجةً لرفعِ الأثقالِ والعيش قربَ البحرِ وأنا تأثّراً به رحتُ أرفعُ الأثقالَ وأتمرّنُ كثيراً كي يصبحَ جسدي مثل جسدهِ وفي تلك الأيام.. نجحتُ شيئاً ما.حينَ حلَّ المساءُ كانت إضاءةُ الخيمةِ مصباحاً أصفر تمَّ تعليقهُ على غصنِ شجرةِ الكينا وعن يسارنا كانَ صفُّ الأشجارِ المُتاخمةِ مُعتِماً بالكامل.في الحقيبةِ الصغيرةِ التي أحضرتها معي ثمَّة بعضُ الملابسِ القليلة جدّاً وكتابٌ لصنع الله ابراهيم اسمه (نجمة أغسطس) ولأيّام طوالٍ هناك، كانَ صديقي الوحيد، تقريباً.هكذا أصبحَ مقرُّ إقامتي الجديد جاهزاً وبعدَ أن ذهبَ الخالُ لمقابلةِ بعضِ الأصدقاءِ في مكانٍ ما قربَ نبعِ البدروسيةِ صنعتُ لنفسي كأساً من المتة وجلستُ وحيداً.تفقّدتُ أشرطةَ الكاسيت التي كانت مَرميّةً في كيسٍ بلاستيكي قديم فعثرتُ على خمسةِ أشرطة لأمِّ كلثوم وثلاثةٍ لفيروز واثنين لعبد الحليم حافظ.انتقيتُ كاسيت (من أجل عينيك عشقتُ الهوى) ثم أشعلتُ سيجارة ورحتُ أستمع.في البحرِ كانت أضواءُ مراكبِ الصيدِ تنعكسُ على الماءِ كالنجومِ ومن خلفي كانَ جبلُ البدروسية شامخاً زيّنتهُ بع ......
#أيّامٌ
#البدروسية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709211