الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علي حمدالله : في بعض الغياب حضور أكثر - عن ماذا حضر أكثر بغياب شيرين؟
#الحوار_المتمدن
#علي_حمدالله إنّ اللغة تعجز عن ابتكار كلمة تعبر فيها عن شعور الفلسطيني اتجاه شهيدة الحق والحقيقة شيرين أبوعاقلة. شعور بالحزن العميق والفرح التوّاق والغضب وطلب الثأر في آن، مشاعر تجيش في الصدر، تختلج معاً في لحظة فقدٍ شعبيِّ عام، وتضرب جدران الصدر، تتفلّت في جنازات ممتدة تصل جنين بالقدس، جنازات حزن وفرح وغضب تلتحم في جنازة واحدة على شكل مسيرة تحرير، ترفع تابوتاً يأبى كما العلم النكوص والتنكيص، ويرفض الدفن قبل أخذ الثأر. بنادق جدعان جنين الأسطورة حرست التابوت هناك، والمد الشعبي الذي أعلن السيادة الفلسطينية في القدس حرس التابوت في عاصمتنا الحبيبة مهد الديانات والحضارات. هذا الحزن القومي ليس غريباً، فصوت الشهيدة شيرين أساس في الذاكرة السمعية للانتفاضة الفلسطينية الثانية وما قبلها وما بعدها، إنّ شيرين مكوّن أصيل في ذاكرتنا القومية الحديثة. نعاها البعض الذي لم يلتقيها يوماً، بأنّ خسارتها كخسارة أحد أصدقاء الطفولة، فهي صديقة الطفولة لجيل كامل من الفلسطينيين لم يعرف من الطفولة إلّا الحجر والبندقية والشهادة والأسر والنضال والدمار وإشعال الكاوتشوك والهتافات الحماسية وأغاني الكتائب وأغنية فتنت روحي يا شهيد. تختفي ذاكرة الانتفاضة الثانية ويوميّاتها وحيثيّاتها من حياة الفلسطينيين، فنادراً ما تظهر في الحوارات العادية، إذ أنّ هول صدمتها كان عميقاً في الذاكرة بحيث يصعب استعادته، كما لعبت المنظومة الصهيونية وسلطة أوسلو ومن خلال مجموعة واسعة من الأدوات والسياسات دوراً مهماً في وأد الذاكرة الجمعيّة للانتفاضة الثانية، وإجهاض أي احتمال لاندلاع انتفاضات جديدة.يكاد يصعب علينا جميعاً استعادة يوميات الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ولكن!إنّ انطباع ذاكرة الانتفاضة الثانية عميقاً في وجدان الفلسطينيين، جعل من الصعب على العقل التعامل الواعي مع هذه الذاكرة، وبقيت أسيرة أعماق الوجدان، مدفونة تحت ركام كبير يصعب نبشه، إلّا أنّها ذاكرة رغم اختفاءها كانت وما تزال تفعل فعلها فينا دون أن ندرك. وهنا إذ أركّز على ذاكرة الانتفاضة الثانية، لا أذهب أبداً إلى تهميش الذاكرات التي سبقتها والتي تشكّل معاً ذاكرة قومية فلسطينية، بل أخصّ الانتفاضة الثانية لأنني أتحدث عن جيل محدد، اختمر وعيه في انتفاضة الأقصى التي شكّلت جوهر ذاكرته. وجزء من هذه الذاكرة، كان صوت شيرين أبوعاقلة. برز صوت شيرين أبوعاقلة عبر قناة الجزيرة في الانتفاضة الثانية، كصوت يوميّ، ينقل لنا أخباراً كثيفة وثقيلة يومية، تترك فينا مشاعر مختلطة، فخبر الفقد يتبعه خبر الثأر، وخبر الاعتقال يتبعه خبر الاضراب، وخبر الدمار يتبعه أخبار شعوب العالم تنتفض لأجل فلسطين. ارتبط صوتها بمشاعر وجدانية أصيلة وعميقة يصعب الفصل فيها بين الفرح والحزن والغضب والحقد والخوف والقلق والترقب والأمل، ذلك أنّ الانتفاضة نفسها تبعث في القلوب كل هذه المشاعر معاً. وبقليل من الجرأة يمكن القول أنّ الفلسطيني غير قادر أبداً على الشعور بالفرح كما أنّه غير قادر أبداً على الشعور بالحزن أو الغضب أو الخوف أو القلق، ليس لأنّ الشعور صعب عليه، بل لأنّ شعوره صعب على هذه المشاعر المنفردة السطحية، ذلك أنّ مشاعره الوجدانيّة أعمق وأوسع وأكثر أصالة من تلك الكلمات التي تدعي قدرتها على التعبير، لأنّ الفلسطيني لم يختبر أبداً شعور الحزن دون الفرح، شعور الفقد دون الغضب، شعور الخوف دون الاقدام. جيل كامل لم يختبر أبداً في أي لحظة من حياته المشاعر العادية، إذ نحتاج دوماً لاجتراح لغة جديدة، وإلى ذلك الحين، تخرج مشاعرنا بأشكال صوتيّة بدائية مثل الزغرودة، والتي كغيرها من التعبيرا ......
#الغياب
#حضور
#أكثر
#ماذا
#أكثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756013