الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
زكرياء مزواري : رمضانُ في الذّاكرة ج4
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري (19): في العشر الأواخر من شهر "سيدنا رمضان"، عشر "العتق من النّار"، يدخل حيّنا في حالة تأهّبٍ قُصوى، تستنفر معها قوى الساكنة، لا مشهد يعلو فيها على مشهد "موكب الكعك"، وحمل "صوانيه" على رؤوس الصّغار والكبار، كانت "خالتي الصابرة" –رحمها الله رحمة واسعة- المعروفة بقِصر قامتها وروحها المرحة، أوّل المبادرات في "فلاج الفگيگ" بتحضير "الكعك" و"الكاطو"؛ إذ كثيراً ما كانت تطلب منّا نحن الأطفال الذهاب إلى "فران الحومة"، وجلب عددٍ من "الصواني" المخصصة للكعك من "عمي الصديق" صاحب المحلّ، مُقابل الظفر بحفنةِ "كَعْكٍ" لذيذةٍ، أو شيءٍ من عطاياها، حيث ألفنا كرمها غير محدود معنا. كان فران "عمي الصديق" فضاءً جميلاً تفوح منه دائماً رائحةُ الخُبزِ اللّذيذة التي تنعش الرّوح قبل فتح شهية الأكل، وكانت تتكوّم على جنبات فوهة الفرن أكوامٌ من الخشب والنّجارة تنتظر إبّانها في تذكية النّار وإيقادها، وكان الطاهي الماهر "عمي الصديق" يقلّب خبزه بلوحته الخشبية الطويلة ذات اليمين وذات الشمال، بينما هو بَاسِطٌ ذراعيه بوصيد الفرن. كان "موسم هجرة" جماعية إلى فرّان الحيّ في هذه العشر الأواخر، لدرجة أن "صواني الكعك" التي كان يمدنا بها "عمي الصديق" تنفذ عن آخرها بسبب الإقبال الجماهيري عليها، وتضطرّ بذلك الأسر إلى إعارة هذه الحوامل من الجيران الذين انتهوا من عملية تحضير الحلويات، لا شيء يُنافس نسيمَ "الحريرة" في الأزقّة الضيّقة حينئذٍ عدا رائحة "الكعك"، كأنّها عطرُ ريحان فاحت به جِنانُ السّماء وهي تحتفي بأيّام وليالي القدر العظيمة. يزداد نشاط الجميع في أواخر هذا الشهر الكريم، ويُكثر الكّل من الأعمال الصالحات، وتزدان القلوب بالرّحمة، وتتجمّل الأرواح بالتّراحم، وتُشنّف الآذان بتلاوة القرآن، حتّى تصفّى النّفوس من أدران الأرض، وتصّعد في مراتب الأنس بالله، وأذكر ذات رمضان، أنّي اجتهدت في العبادة أيمّا اجتهاد، وحرصت على تطبيق وصايا دُعاة مسجد "عكاشة" ببراءة، منها: أنه من يَقُم إيماناً واحتساباً في هذه العشر الأواخر؛ عشر ليالي القدر، ونزول آيات لذّكر الحكيم، تفتح له أبواب السّماء، وحينها يطلب ما يشاء ثمّ يُستجاب له، هكذا نظرت في ليلة السابع بعد العشرين من رمضان المبارك إلى السّماء حيث كانت مقمرة، وبدأت أحملق في هذا الفضاء المديد، وعيناي مشدوهتان بملكوت الرّب، عسى الرؤية تتحقق، وبذلك غمرتني رهبةٌ شديدةٌ وأنا أنتظر، لكن في النّهاية لم أر شيئاً، واستغفرت الله كثيراً، ودعوته أن يرقّي روحي طوراً، حتّى تُجلّى لها منازلُ الجمال.***(20): "ليلة القدر" وما أدراك "ما ليلة القدر" في "فلاج الفگيگ"، ليلةٌ عندنا، خيرٌ من اثني عشر شهراً، ليلةٌ تعكفُ فيها السّاكنة في محراب "عكاشة" حتّى مَطلع الفجر، ليلةٌ تتنزّل فيها الرّحمة، وتغشاها الطمأنينة، وتحفّها الملائكة، ويذكرها الملأ الأعلى، أو هكذا كان يُخيّل إلينا وقتئذٍ، كنّا نحن الصّغار ننتظر هذه اللّيلة بألفِ لَهفةٍ وشوقٍ؛ حيث كلّ شيءٍ يُغري بقيام اللّيل، بدءاً بجلسات الوعظ، وكثرة الأئمة في التّناوب على صلاة التراويح الطويلة، وتحدّي الصّبية قبل الكبار في إتمامها، والأهم بعد ذلك وجبات "الكسكس" اللّذيذة المرفوقة بكؤوس اللّبن الشّهية. كان هناك عُرفٌ اجتماعي شبه مُقدسٍ في هذه الليّلة، حيث يصير من باب الواجب على كل منزلٍ أن يجعل عشاءه "الكُسْكُسَ" أو ما نسميه ب"الطْعامْ"، ثمّ يتبادل الجيران فيما بينهم بعض الأطباق طمعاً في مزيدٍ من الأجر والثّواب، وذلك في "جوٍّ تراحميٍّ" بديعٍ تخِرُّ له الجبال، أم ......
#رمضانُ
#الذّاكرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690696
زكرياء مزواري : رمضانُ في الذّاكرة ج1
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري (1) من منّا نحن صغار الحيّ لا يتذكّر شهر رمضان المُبارك؛ كانت لهذا الشّهر طقوسٌ خاصةٌ تهيؤ الصّغير قبل الكبير لاستقباله. كنّا نحن الصّبية نتنافس في ما بيننا على صيامه، إذ بمجرد ما يخرج الواحد منّا للحيّ إلاّ ويُطالب صديقه بفتح فمه، وإبراز لسانه حتّى يرى شكله، فإذا كان يميل إلى الحُمرة وفيه شيء من اللُّعاب ننعته مباشرة بتلك اللازمة: "يَاهْ، وَكَّالْ رَمْضَانْ" أو "وَكَّالْ رَمْضَانْ مَحْرُو&#64404-;-ْ لَعْظَامْ". وهكذا كان كلّ واحد منّا يطوّر حيلة؛ فقبل أن يخرج من منزله، يذهب إلى المرآة ليرى لون لسانه، ويبدأ بعدها بإخراج كل ألوان المخاط، ومسح لسانه بيده أو بمنديلٍ حتّى لا يظهر عليه أي شكل من أشكال الرطوبة. من منّا ينسى أجواء الحيّ في رمضان الكريم، خاصة بعد صلاة العصر، إذ يتحوّل الزّقاق إلى فضاء تكتسحه رائحة "الحريرة"؛ نعم "الحريرة"، هذه الأكلة العجيبة التي لا يمكننا الاستغناء عنها، أو تصوّر مائدة رمضانية دونها. كان لُعابنا يسيل كلما استنشقنا رائحتها، وننتظر بفارغ الصبر أذان المغرب، حتّى يرفع عنّا التكليف. هذه الأكلة اللّذيذة المكونة من "العدس" و"البصل" و"القُزبر" و"المعدنوس" و"لكرافص" أو ما كان يطلق عليه ب"قْوَامْ لَحْرِيرَة"، كانت نسوة الحي يتفننّ فيها، ويتبادلن بعض الأطباق(زْلاَيَفْ أو لَغْرْفْيات) حتّى تُقوّم كلّ واحدةٍ عمل الأخرى، والمرأة التي تتقن هذه الأكلة، تسمى في عرف النّساء "حادگة" (من الحذق). كانت لدى أبناء الحيّ علاقة روحية مقدسة مع مسجد "عكاشة". هذا المسجد الصّغير، بمعداته البسيطة، وأثاثه القديم، كان يملأ قلوبنا سكينة ونشوة، عكس مساجد أخرى كنّا نرفضها، إما بسبب قمع بعض المسنّين لنا، أو لأنّها كانت تقع وسط أحياء كنّا نعدها "بورجوازية". ولكن في حقيقة الأمر كنّا نخاف أن يُفتضح أمرنا، لأننا كنّا نُغير على أشجار منازلهم في شكل مجموعات وقت فصل الصيف ونسرق منها البرتقال والمشمش والتفاح... وما على شاكلتها من ألوان الفواكه التي كنا نأكلها قبل أن يحين موعدها ودخولها إلى السوق، وكنا نفخر بذلك لأننا السبّاقون دون غيرنا. رغم سنّنا الصّغير كنّا نتنافس في شهر رمضان على أداء الصلوات في وقتها، و التراويح منها خاصة؛ كان مسجد "عكاشة" الصغير يملأ عن آخره في هذا الشهر. كان كثير من أقراني لا يصلّون إلا صلاة "المغرب"، لا لشيء إلا لأن بعض الأخيار من رجال الحيّ، كانوا يُقدمون على إحضار التّمر وإطعام الصائمين عسى الله يثيبهم عليه، كنّا نسعد أيما سعادة حين يقدم لنا ذاك التمر، رغم ضعف جودته، كما كنّا نسخط أيما سخط من بعض المسنين(شْوَابَنْ) الذين كانوا يحرموننا من ذلك، بمبرر أننا أطفال ولم نبلغ بعد مرحلة الصّيام("مَزَالْ مَا يْحَقْ عْلِيكُم")، وفي كثير من الأحيان كنّا نعاقب صاحب الفعل ليلاً، وذلك برشق منزله بالحجارة وما شابه ذلك. بعد أداء صلاة المغرب، كنّا نجتمع نحن الصغار، ونعقد تحديا غريبا: "لِي رَاجَلْ يَهْوَدْ دُورْكْ لَطْرِيقْ سِيدِي يَحْيَى وَيَنْعَسْ فِيها"، أي من يمتلك رجولة حقيقية، عليه بالنّزول إلى طريق "سيدي يحيى" ويستلقي وينام فيها بعض الوقت، لماذا هذا التحدي؟ كانت لدينا سردية غريبة عن طريق "سيدي يحيى" تتناقل جيلا بعد جيل، وهي أن هذه الطريق حصدت الكثير من الأرواح، وبعضهم من أبناء الحي، وبالتالي هي "مسكونة"، أي تسكنها أرواح شريرة، ولم ترق عليها لحدود الساعة أية دماء من الحيوانات حتّى تكف عنا غضب أهلها "مَّالِينْ لَمْكَانْ".آهٍ، كم هي لحظات في غاية السّعادة، فطريق "سيدي يحيى" التي كانت طوال النّهار مليئة بالسيارات والعر ......
#رمضانُ
#الذّاكرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690693
زكرياء مزواري : رمضانُ في الذّاكرة ج2
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري (5): لم يكن لنا ملاذ نحن -المعذّبين في الأرض- ننسى به فواجع المؤسسة، وحي القدس اللّعين، غير دوري كرة القدم الذي كان يتجدّد كلّ شهر رمضان؛ إذ لازلت أتذكر كيف كنت أراقب عقارب السّاعة بدقة متناهية وهي تسجّل دقائق وثواني حصصنا الفصلية المسائية، كانت رنّة جرس المدرسة كرصاصة الرّحمة التي تخرق صدر سَجِينٍ أَنْهَكَهُ طُول مُقامِ التّعذيب. هكذا أنطلق معية رفاق حيي بخطى حثيثةٍ إلى زُقاقنا العتيد، إذ بمجرد أن يصل الواحد مِنّا إلى منزله يُلقي توّاً محفظته -التي لا تفتح إلا أوقات تغيير الكتب والدفاتر- ثمّ ينتظر بقية الأصدقاء، للاتجاه إلى ملعب من الملاعب التي كانت تحتضن لقاءات فريق "الصفرة" و"الحمرة"، نعم، هما فريقان عتيدان من أبناء "فلاج الفگيگ"، هذا الحي الذي أنجب لاعبين حقيقيين بكل ما تحمله الكلمة من المعنى، إذ لولا لعنة "الفقر" و"قلّة ذات اليد"، و"عُسر الزمان" لكان للواحد منهم شأنٌ عظيمٌ في مسار كرة القدم. كان "فلاج الفگيگ" حيّاً مقسمّاً أيّام شهر رمضان إلى طائفتين كبيرتين، طائفةٌ متعصّبةٌ للفريق الذي كان يرتدي القميص الأصفر الفاقع لونه، وطائفةٌ أخرى مهووسة بالقميص الأحمر القاني، لم تكن هذه القسمة أبداً قسمة ضيزى؛ إذ هي في الحقيقةِ امتدادٌ للانقسام المجالي الذي كان يعرفه حيّنا والمعروف ب:"الفلاج الفوقاني" و"الفلاج التحتاني"، ومن الغريب أننّا نحن أبناء الحي الواحد كنّا نتوحد حين يواجه أحد فرقنا خصماً أجنبياً كأن يكون من فلاج: "المقسم" أو "ولاد درب السايح" أو "فلاج الجديد" أو "درب الجوع" أو"فلاج بام" وغيرها من الأحياء الشعبية التي كانت تشارك بعضها في الدوري الرمضاني، عكس الأيّام الأخرى التي كنّا نكن لبعضنا العداء الخفيّ، أما حين يتقابل الغريمان التقليديان "الصفرة" و"الحمرة" فتجد الواحد منّا يميل بالضرورة إلى أبناء منطقته، ولمّا كنت أنتمي "للفلاج التحتاني" كان لزاماً علي أن أشجع "الصفرة مون أموغ". هكذا وشمت ذاكرتي بأسماء لاعبين كنت حينها مبهوراً بهم، وأتمنى أن يطوى الزمان سريعاً حتى أحمل أنا بدوري ذلك القميص الأصفر الذهبي، ومن هؤلاء أذكر قائد الفريق "بن زيان" وأخيه عبد الكريم ثم "ميلود السباعي" و"إدريس الراشدي" و"ملوكي" وآخرين، نستهم ذاكرتي التي كانت تحفظ أسماءهم عن ظهر قلب آنذاك، كنت حينها مُعجباً ب"الكابيتان بن زيان"، هذا المدافع القوي الذي كان يملك رِجلاً يساريةً قويةً، حيث كنت أقارن تسديداته دوماً باللاّعب البرازيلي "روبرتو كارلوس"، ثم بإحدى شخصيات الرّسوم المتحرّكة وهي شخصية "شامل" في تلك السلسلة الكارتونية المعروفة باسم "شوت"، إضافة إلى اللاّعب الخلوق "إدريس الراشدي" الذي كان يمتلك أسلوب السهل الممتع في ترويض الكرة، كما أحببته أيضاً لأنه كان ينجز معي بعض التمارين المنزلية التي أنقدتني أكثر من مرة من بطش المعلّمين، والحمد لله، أما عن فريق "الحمرة" فهو بدوره فريق شرسٌ لا يقل ضراوة عن "الصفرة مون أموغ"، إذ احتضن لاعبين يُضرب بهم المثل في مداعبة الكرة؛ فأذكر مثلا حارسهم القوي "معافة"، هذا الرجل هو وحده ضمن الحرّاس من كنت أعتبره قادراً على صدّ مدفعيات الكابتان "بن زيان" الرهيبة، ثم المدافع غير المروض "حسن الديبار"، الذي كنّا نخافه منذ الصغر، وكثيراً ما كان هذا الهلع ممزوجاً عندنا بصورة أخيه الجسور "عزيز الديبار"، ثم المايسترو "أفاطنة" الذي كنّا نُفتن نحن الصّغار بمراوغاته الجميلة وقُدرته على مُحاكاة مهارات اللاّعبين الكبار، كما لا أنسى وسط الميدان الجميل الذي كنّا نلقبه بزيدان فريق "الحمرة" وهو "يحيى الناجم"، أما عن مهاجمهم "سعيد بيزانو" فك ......
#رمضانُ
#الذّاكرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690705
زكرياء مزواري : رمضانُ في الذّاكرة ج3
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري (10)كان صيام "ولاد بابا وماما" غريباً بالنسبة لنا نحن أبناء المعذبين في الأرض؛ حيث لا نكف عن السّخرية منهم والاستهزاء بهم؛ إذ كيف يعقل أن يصوم الواحد منهم نصف يومٍ، وإذا ما ناله شيء من العطش بادر إلى شربة ماءٍ يبلّل بها بلعومه، وحجته في ذلك أنّه يتمرّن على الصيام؛ أما في النّصف من شهر رمضان الفضيل فيجتهد الواحد منهم بصيام اليوم كاملاً، ويحتفي به أهله أيّما احتفالٍ، كأنّما صام الدّهر بأكمله؛ إذ أذكر ونحن صغار حين نزور مركز مدينة وجدة ليلاً ونتجوّل في أسواق بيع الملابس لكي نعلم الماركات والموضات الجديدة التي أتى بها التّجار، كنّا نجد في "ساحة الحمام" أو "طريق مراكش" صبية مع أسرهم وهم يرتدون ملابس المصوّر، ويلتقطون صوراً مع تصفيقات أهلهم، كنّا نستهجن هذا التصرّف، ونقول لبعضنا: هيّا نستطلع أجواء أبناء "لفشوش" وحكايتهم مع صيام رمضان، ولمّا ننهي ذلك، نضحك بمكرٍ على حال هؤلاء، ونرفع من شأن الثقة في أنفسنا، ونقول: "يَحْيَى وْلاَدْ الشّعبْ".مسلسل الدّهشة مع المنعّمين في الأرض لا ينتهي أبداً، حيث يحتفظ كلّ واحد من أبناء الأحياء الشعبية ممن كانوا يدرسون في "القدس" بقصص وحكايات معهم، فأستحضر هنا قصة طريفة وقعت لي مع أحد هؤلاء، فكنت في المرحلة الابتدائية على غرار كثيرٍ من أقران حارتي من هواة تربية "جراء الكلاب"، وكان مكاننا المفضل الذي نستودعهم فيه "الحصيدة" أو "مور الديور"؛ فهذا الفضاء بالإضافة إلى كونه يحتوي على ملعبٍ من ترابٍ حيث تدار لقاءاتنا الكروية القوية في سبيل نيل نصف درهمٍ، كان أيضا مرتعاً خصباً لبعض المدمنين على شرب الكحول، حيث يوجد بعين المكان تاجر خمرٍ يدعى ب"أوتشي"، وكان قصير القامة وزئبقياً، لدرجة أن رجال الأمن لم يتمكنوا يوماً من ضبطه في منزله الأشبه بدهليز نملٍ.في هذه المساحة الشاسعة المسماة ب"الحصيدة"، نشطت تربيتنا لجراء الكلاب، حيث شيدنا منازل لهم، ولقبنا كل جرو باسمه، وحاولنا أن نرصد حتّى نوعية سلالة كل كلب صغير، فكان لدينا (chien- loup، berger، doberman، policier، Bouledogue ، husky، pitbull،...)، و لكن هذه السلالات كانت متخيّلة وليست أصلية، حيث لم يكن في حوزتنا غير كلاب الأرض المعذبة المنبوذة التي رمت بها الأقدار إلى إخوانها الكادحين، هكذا وبافتخار شديد تباهيت أمام زميلٍ لي في الفصل وهو من أبناء حي القدس، بنوعية هذه الجراء التي أمتلكها معية رفاق حارتي، وطالبني بإعطائه جرواً واحداً، وقال لي حينها بلفظ فرنسي لم أفهمه إلا بعد سنوات: (on est d accord ?). طبعاً، لم يأخذ شيئاً من ذلك، وما محاولتي في إسالة لُعابه إلا من باب استعراض العضلات، وإثبات الذات، التي حرمتنا إياها مدرستنا الطبقية، ولفظه الغريب آنذاك بالفرنسية كان غيضاً من فيضٍ، فأذكر وأنا في السادسة ابتدائي، وبالضبط في بداية الموسم عند معلم الفرنسية، سأل إحدى التلميذات عن مهنة والدها، فأجابته بلغة موليير:(un juge)، ثم تواصل الحديث بينهما دون أن نفقه شيئاً ممّا كان يقال، ولا أتذكر إلا كلمة ضحكت في قرارة نفسي عليها، وهي: (avocat)، لم أدرك معنى الكلمتين حتّى بلغت عمراً معيناً، وعلمت أن الأولى تفيد "القاضي" والثانية "المحامي"، وليس نوعاً من الفاكهة التي ترمز في متخيلنا إلى زيادة القوة الجنسية، وهذا دليل كافٍ على حجم التفاوتات الطبقية التي كانت ترزح فيها المدرسة، وخاصة أن مؤسسات التعليم الخصوصي لم تكن كثيرة حينذاك، وإلا لكان الأفضل لهؤلاء أن يدرسوا فيها، ويتركوا للمقهورين الفضاء علّه يتماشى وأحلامهم. (11): للإنصاف، لم يكن أبناء القدس وبعض من أولاد الحي ا ......
#رمضانُ
#الذّاكرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690704
زكرياء مزواري : في رحاب الزاوية
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري "من عرف.. وصل !!"بهذه الشذرة الجامعة المانعة، تنفّس صاحبنا الصُّعداء، وأطلق لخياله العِنان، وبدأ يحملق في الأفق، أفق اجتراح مسالك أخرى تقرّبه من معين السُّدة العالية. هكذا تراءى لباحثنا "الجاد" و"المائز" سيناريو المحطة المقبلة، بعد إعلان اسمه ضمن لائحة الأساتذة الذين تمّ قبولهم للالتحاق بالزاوية. كانت خطوات "بوزريويطة" -مُنذ البدء والحقُّ يُقال- تنطوي على قدرٍ كبيرٍ من الحرفية العالية، مرفوقة ببنات أفكاره التي تشي بهندسة دقيقة فائقة، إذ منذ أن التحق بأسلاك الدراسة في الزاوية، وعينه صوب الغنيمة. في شبه توقفٍ للزمن، أعاد بوزريويطة شريط ماضيه، ماضي الوضاعة والثعلبية الحقيرة، وتذّكر حجم المصاعب والرّهانات الكبرى التي قامر عليها حتّى يظفر بمنصب الأستاذية. وها هو اليوم أضحى "دك-توراً" على شاكلة أسلافه متوّجاً بأعلى شهادة علمية تُمنح في بلاده. تذّكر صاحبنا جيّداً هوسه اللامحدود في البحث عن مزيدِ أضواء، إذ لم يجد بُدّاً من بُلوغ مُراده سوى مسلك الظهور بزيّ الباحث الغيور على الشأن الثقافي. لذلك كان دائم التسابق نحو تنظيم الأنشطة العلمية، وعقد اللقاءات الفكرية، وتنويع الجلسات المعرفية، ودائم الوصال لكل وليّ نعمة. مكّنته هذه العملية من كسب ولاء العديد من "الوجوه البلاستيكية" التي سطت على هذا الحقل الرمزي، وعاثت فيه فساداً حد الاستنقاع، بعد أن سحلت كلّ مثقف حقيقي قادرٍ على تخصيب مخيال المتعلمين.كانت سنوات تحضيره للدكتوراه أبهى سنوات حياته كلها؛ إذ كثّف فيها باحثنا الألمعي كل طاقته ووقته لهندسة ما بعد الشهادة، وسخّر كل مخزون دسائسه للحفل التنكري الذي أجراه على مرأى النّاس. لم يكن "ساذجاً" حتّى يمسح رفوف المكتبات الوطنية، ويُقمّش كل فكرة ألمعية تخدم رسالته "العلمية"، ولم يكن "بليداً" ليسكن محراب المعرفة، حتّى يهضم ما كُتب ويكتب في تخصصه، ولم يكن "غبيّاً" ليثني ركبه ويقوس ظهره، حتّى يستدرك تكوينه الهشّ إلى أقصى الحدود، بل كلّ ما في الحكاية أنه خبِر دُروب الوصول في بلده الضارب في التخلّف حدّ الغثيان، إذ تكفي كثير علاقات ممزوجة بكمية لابأس بها من المكر والدهاء، بتحقيق أعزّ ما يُطلب في هذا الباب.بدأت خطة بوزريويطة في هندسة المشهد بغصب رئاسة الجمعية التي جرى الاقتتال عليها كثيراً في الكواليس، لأن جمعية تعنى بالشأن الثقافي مثلها تتماشى وهدفه اللا مصرح به؛ فهي جمعية بحمولة فكرية تاريخية أسسها رجال لم يغرهم فتات مادي وضيع، أو هوس رمزي مزيف. لذلك بعد أن نأت مثل هذه الأيادي النّظيفة عمّا بات يُحاك للشأن العلمي في البلاد، اهتبل "بوزريويطة" الفرصة، واقتنص المبادرة، وأعلن عزمه على حمل المشعل.مكنته رئاسة الجمعية من معرفة ما يجري في الساحة الثقافية، كما يسّرت له تمتين علاقات مع أساتذة لهم اليد الطولى في "الزّطاطة" وقطع طريق الأرزاق. لذلك، بعد فهمه اللعبة جيدّاً، قرّر خوض المُغامرة. دشّن صاحبنا أوّل خطوته في الجمعية بندوة "علمية" عن موضوع "تراث گناوة في دوار قصبة هدراش: واقع وآفاق"، ألقاها أستاذ مغشوش خامل الذكر بين أوساط الباحثين. كانت هذه الدراسة التي تقدّم بها، بيضته الوحيدة التي أنجزها لنيل/غصب شهادة الدكتوراه. ثم بعد هذا الحفل التنكري الذي أخرجه، سجّل أطروحته في الزاوية المنشودة مع هذا المشرف المعروف بالخواء والتساهل الرّهيب.كانت هذه على سبيل "التنبيه والإشارة" البدايات الأولى لباحثنا "المائز" و"الجاد" بحسب لغتهم المسربلة بالركاكة والوهن، إذ مسرح جريمته لم يقف عند هذا الحد، بل امتد إلى هندسة مشاهد أخرى أكثر حبكة حتى لا يترك أثراً يُثبت إد ......
#رحاب
#الزاوية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701491
زكرياء مزواري : مجتمع الحشية.. نحو نموذج تفسيري جديد
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري مجتمع "الحشية".. نحو نموذج تفسيري جديدكثر مؤخراً الحديث عن "تمغربيت" في وسائل الإعلام، ثم انتقل الكلام إلى حقل الثقافة، وانبرى باحثون محليون للتنظير لهذه الصيغة الجديدة التي ينبغي أن تكون عليها الوطنية المغربية. وبما أنني أنتمي إلى هذا الحقل الرمزي الاخير، آثرت الاسهام في هذا النقاش، والخوض في المعجم الحضاري الذي تمتح "التمغربيت" منه لغتها. ومن هذا المنطلق، اخترت بشكل غير ذاتي غير موضوعي تسليط الضوء على ظاهرة سوسيولوجية مغربية مركبة، تمكّن من رصد الثّابت والمتحوّل في مواقف الفاعل الاجتماعي وتمثلاته للذات وللآخر، هذه الظاهرة هي ما نصطلح عليه ب"مجتمع الحشية".1-*ما معنى "مجتمع "الحشية"؟ قبل الخوص في المعاني التي يضفيها الفرد في "مجتمع الحشية" على أفعاله، وإدراك النموذج الكامن وراءها، نحتاج بدءاً الوقوف عند دلالة اللفظ، وضبط المدلول الذي يمنح له، بغية الوصول به إلى مفهوم إجرائي يعيننا على رصد الظاهرة المزمع مقاربتها. نجد في قاموس "تمغربيت" لفظ "الحشية"، وهي مشتقة من الجذر ح-ش-ى، ومنها يشتق فعل "حشى"/"يحشي"/"حشيانا"و"حشوا"/"الحشية"/"حشائيات"/"حشيلو"/"تحشاتلو"/"حشاوهالو"/"حشاه"/"حشيها"... إلى غير ذلك من الصيغ الصرفية والتحويلية لهذا الفعل المتعدي بالضرورة. كما أن هناك عائلة لفظية قريبة من نفس المدلول الذي يحمله اللفظ، من قبيل: "تقولب"؛ "تزرف"؛ "تشمت"؛ "تزطم"؛ "تخور"؛"تزكر"؛...2-* من اللفظ إلى بناء المفهوم: نُعلن منذ البداية تحيّزنا في عملية بناء هذا المفهوم، ذلك أن طبيعة النموذج الجديد الذي نقترحه، جردناه من كمّ كبير من العلاقات والتفاصيل والوقائع، فهو نموذج يستبعد بعض العناصر باعتبارها غير دالة من وجهة نظره، ويستبقي أُخرى، ثم يربط وينسق بينها حتى تصير متماسكة، وتكون مقدرتها التفسيرية عالية؛ وهكذا، يكون المعنى الاجرائي الذي نمنحه لمفهوم "الحشية" هو كالآتي: "الحشية هي البنية اللاشعورية الكامنة وراء أفعال الكائن المغربي الاجتماعية سواء كان ذكراً أم أنثى، والتي تجعل تصرفه الاجتماعي منضبطاً بقاعدة "الربح"-"الخسارة"-"التعادل"".3-*من بناء المفهوم إلى تنويعاته الميدانية: كلّ معرفة سوسيولوجية هي بالضرورة معرفة جدلية بين النظري والتطبيقي، أو إن شئت قل حوار خلاّق بين إحكام العقل للواقع وتوسيع الواقع لما صدق العقل؛ وبذلك يكون هذا الذهاب والإياب بين النظري/التجربي مناط مقالتنا التي ترمي إلى تأسيس براديغم جديد يخول لنا فهم تحولات المجتمع المغربي بما هو مجتمع مؤسس على فعل "الحشية".4-*الفرد والمجتمع وجهان لعملة واحدة: ننطلق في البداية من مسلّمة هي كالآتي: "هناك علاقة تفاعل دائم بين الفرد والمجتمع، فهما وجهان لعملة واحدة، وليس جوهران متمايزان". وانطلاقاً من هذه المسلّمة، سنسلط الضوء على الفرد باعتباره ميكروكوزماً، لفهم ما يجري على مستوى الماكروكوزم، أو بلغة العلم التجريبي الاستقرائية الانتقال من الخاص إلى العام. ذلك أن طبيعة المجتمعات المعاصرة-والمغربي ليس استثناء منها- لم تعد وحدة كلية منغلقة على ذاتها، بل صارت بفعل العولمة والمجتمع الشبكي سائلة ومفتتة، ورصد الفرد فيها كفاعل اجتماعي (acteur social)، يعيننا على فهم ما يقع في المجتمع من تغيرات وطفرات.وقبل ضرب الأمثلة العينية على ذلك، نريد التذكير أن هذا النموذج قابل للأخذ والردّ، قابل للمراجعة والإضافة، قابل للتأكيد والتفنيد، وليس أمراً نهائياً مطلقاً.بناء على هذا، لنعد إلى مجتمعنا، وإلى ظواهره القائمة على مبدأ "الحشية"؛ ......
#مجتمع
#الحشية..
#نموذج
#تفسيري
#جديد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719857
زكرياء مزواري : فصل المقال في تقرير ما بين العلم والعوام من انفصال
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.قال الفقيه الإمام العلامة وحيد القرن أبو أحمد بن سعيد بن زكريا بن نشيد رضي الله تعالى عنه وأرضاه:أمّا بعدَ حمدِ واجبِ الوجودِ، وأصل الجودِ، صاحب العزّة والجبروتِ، ومالك الملك والملكوتِ، والصّلاة والسّلام على محمد المصطفى عدد ما تعاقبت الآحاد والسّبوتُ، فإنّ الغرض من هذا القول أن نفحص على جهة النّظر العُمراني، هل النّظر في المعرفة شأنٌ متوقّفٌ على الخاصة وخاصة الخاصة أم الأمر مُباحٌ أيضاً للعامّة من النّاس، وهل دمقرطة المعرفة أمرٌ مأمورٌ به على جهة النّدبِ أم على جهة الوجوب؟إعلم، أيّها الولد المتوحّد، أدام اللّه حُسنك، وأنسأ في عُمرك، وأوقد فطنتك، وحفظ فطرتك، أن فعل المعرفة ليس شيئاً أكثر من النّظر في الموجودات طبيعية كانت أم إنسية، واعتبارها من جهة دلالتها على السُّنن التي تحكمها، وكلما كانت المعرفة بالصناعة أتمّ كانت المعرفة بالتغيير أتمّ أيضاً. وكان الشّرع نَدبَ إلى هذا النوع من الاعتبار، وذلك بيّنٌ في غير ما آيةٍ من آي الذّكر الحكيم. وإذا تقرر شرعاً وجوب النّظر، وكان هذا الأخير استنباط المجهول من المعلوم، اعتماداً على آلية القياس العقلي، فإن الذي نؤكد عليه أن هذا العقل البُرهاني ليس ملكاً إلاّ للخاصة وخاصة الخاصة، وبيان ذلك من الأوجه الآتية:*أولاً، إنّ العلم عزيزٌ، وإنْ وهبته كلّك أعطاك بعضه، وإن منحته بعضك، لن تظفرَ منه شيئاً؛ *ثانيا، إنّ مقتضى تحصيل المعرفة يستلزم ضرورة استفراغ الوسع، وهذا أمر لا يقدر عليه إلاّ من نذر حياته للإبحار في العلم، فهبْ أن شخصاً يريد أن يكون سبّاحاً ماهراً، وهو لا يبرح الشاطئ، ولا يغوص إلاّ مع العجائز، حيث يختلط عليه الزّبد بمياه بول الصبية!!؛*ثالثاً، إن الانقطاع لتحصيل العلم، لا يتنهي بانتهاء التّرقي في مسالك التعليم، ولا يقف عند حفظ الملخصات وإجازة الشيخ، ذلك أنه -أي العلم- لا ينال إلا بتقويص الظّهر، وثني الرّكب، وإقامة محراب له للتعبد فيه آناء الليل وأطراف النهار؛*رابعاً، إنّ اجتماع العلم بالأخلاق شرطٌ أساسٌ لقيام أي معرفة، ذلك أن طالب العزيز -أي العلم- ينبغي أن يكون عزيز النفس أيضاً، فلا يرضى لها الهوان، ولا يقبل لها الانبطاح، ولا يُمرّغها في أوحال التملّق وصلصال الدونية؛*خامساً، إنّ تحصيل العلم لا يكون إلا بالتمهّر في أدواته، وعلى رأسها العقل واللغة، ذلك أن الإنسان المحروم من أبسط قواعد المنطق، ولا يملك شيئاً من اللغات الحية التي تنتج بها المعرفة كونياً، لا خلاقُ له في هذا الميدان العزيز؛*سادساً، إن هذه الشروط التي سبق الإلماع إليها، وإن على سبيل التنبيه والإشارة، ليست في مُكنة الجميع، وما دام الأمر كذلك، ينبغي للعوام الانصراف عنه وتحصيل ما ينفعهم في صلاح الحال وحُسن المآل فقط، طمعاً في خير الدارين، وأن دمقرطة المعرفة جنت على العلم كل الويلات، وأصابته في مقتلٍ، وأن إلجام العوام عن الكلام في المعرفة واجبٌ نقلاً وعقلاً، حتّى ينقشع نور التّبر وتضمحل كيمياء التبن، ويظهر الحق ويزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً.والله تعالى أعلى وأعلم. ......
#المقال
#تقرير
#العلم
#والعوام
#انفصال

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728004
زكرياء مزواري : مجتمع -العطية-... نحو نموذج تفسيري جديد
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري لا ينفي عاقلٌ حجم الإبداع الذي بلوره الكائن الإنساني وهو يسعى إلى تدبير شأنه العام، ذلك أن طبيعته الميّالة إلى الاجتماع، ما كان لها أن تضمن البقاء لولا الآليات التي أنشأها هذا الكائن. فالسياسة كنشاط وفعالية مارسها الإنسان منذ القدم، ومورست بأشكال مختلفة لدى كلّ المجتمعات. لكن، أرقى أشكال هذا التدبير هو النظام الديمقراطي في صيغته الحديثة، كنظام ينظر للدولة كمجموعة من المؤسسات التي عبرها تمارس السلطة، وهذه الأخيرة مؤطرة بترسانة قانونية قوية. هذا النظام الذي يؤمن بتداول السلطة، عبر العملية الانتخابية، مكّن المجتمعات من تحقيق الحق وإقرار العدل. سياق ولادة هذه الدولة معروف ومرتبط بعصر جديد هو عصر الحداثة السياسية، كنمط تبلور في المجتمعات الغربية، وأخذ حيزاً زمنياً مهماً في تجذير الوعي به اجتماعياً. لكن، عندما انتقل هذا الشّكل إلى المجتمعات الثالثية -عبر الآلة الاستعمارية- وقع شرخٌ في جسم هذه الأخيرة، فهي وإن تبنت بنية الدولة الحديثة –مؤسسات قوانين وضعية...- فإنها ظلت مجرد "بنية سطحية"، وما كان يعتمل في جوف هذه الدولة هي "البنية العميقة" القائمة على "الولاءات" و"الإكراميات" و"الهبات"...لذلك، تبقى العملية الديمقراطية شعاراً تلُوكه الألسن كلّما اقتربت مواعد الانتخابات. لفهم "الكرنفال الانتخابي" المغربي جيداً، ينبغي أن نقف مليّاً عنده، ونتأمل في جانب من جوانبه المشتغلة في الخفاء، قصد إماطة اللّثام، وكشف المستور، وتعرية اللاّمفكر فيه. وفي هذا الصدد، سأسلط الضوء على مثالٍ واحدٍ، ويحق للقارئ النّسج على منواله بأمثلة أخرى، ما دمنا نرى فيه تجسيداً "للحظة النماذجية". هذا الدّال هو ما نطلق عليه ب"نموذج العطايا"، لكن ماذا نقصد به؟ أولاً، ينبغي تحديد هذا الدّال لغويا، فهو لفظٌ مشتقُّ من فعل "عطا" بمعنى منح، وجمعها "العطية" أي ما يعطى دون مقابل. لكن، هذه الدلالة اللغوية لا تسعف في فهم "نموذج العطايا" الذي نروم تعقب روحه المبثوثة في النسيج الاجتماعي، ومن ثمة، نحتاج إلى بناء مدلوله، فنقول: إن "العطية" أو "العطايا" ليست دائماً الأشياء الممنوحة دون مقابل، وليست هذه الأشياء المتبادلة تتخذ دائماً صبغة مادية، بل تحمل أيضاً أشكالاً رمزيةً. وبهذا نعني ب "نموذج/نسق العطايا" الآتي: "هو كل شكل من أشكال التبادل يقع بين الفاعلين الاجتماعيين، ولا يقتصر على تبادل الخيرات المادية فقط، بل يتعداه إلى الخيرات الرمزية، ويخضع لضوابط وعلاقات محددة ومبنية اجتماعيا". لبسط مقدرة هذا التعريف الإجرائية، ورصد قوته التفسيرية، سأحتاج إلى الوقوف عند تمثلات هذا اللفظ المشترك الذي يحيل على أكثر من حقل، وأفضل هنا الانطلاق من الحقل "الجنسي" لسبب ذاتي لا أقل ولا أكثر، وهو أن ذاكرتي منذ الصّبا ربطت بشكل ميكانيكي بين الدال ومدلوله؛ فكنّا نطلق لفظ "العطاي أو العطايا" على كل فرد مفعولٍ به جنسياً، وقد يأخذ على ذلك مقابلاً مادياً وقد لا يأخذ. ثم بعد ذلك بدأ إدراكنا يتسع، وبتنا نستعمل اجتماعيا اللفظ في سياقات أخرى، فعندما تقع مشاجرة بين الأفراد سواء بالكلام أو بالضرب وينتصر طرف في هذه المعركة، نقول: "والله إيلا عطاه/عطاتها علامن يدور/تدور". أو في مجال االزواج، إذ غالباً ما يوظف اللفظ لوصف المصاهرة التي تحدث بين أسرتين، خاصة من جهة الأنثى، فيقال: "راه عطات بنتها لولاد فلان". كما نجد للدال أيضاً حضوراً في المجال الاقتصادي، ففي المفاوضات الشرائية مثلا نستعمل العبارة الآتية:"شحال عطاوك فيها" أو "شحال تعطيني فيها" أو عطاوني فيها كذا" إلى غير ذلك. ويمكن أن نجد اللفظ في المجال المعرفي، فعندما نقرأ ......
#مجتمع
#-العطية-...
#نموذج
#تفسيري
#جديد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730578
زكرياء مزواري : عيد المولد النبوي الشريف في حينا
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري كانت لحارتنا الشعبية طقوسٌ خاصةٌ تميّزها إبّان كلّ عيدٍ، حيث يُجند الصغير قبل الكبير للاحتفاء بالحدث، حدث إعادة ي بناء الذاكرة التاريخية، وتقوية عُرى الروابط الاجتماعية. كان عيد المولد النبوي الشريف في زُقاقنا حدثاً فريداً ومتفرداً عن باقي الأعياد الدينية الأخرى؛ إذ كنا نحن الصغار نستعد لاستقبال أيّام العيد بطقوسنا الخاصة. من منا لم يدخر بعض الدريهمات المعدودات، ومن منا لم يقصد الأسواق السوداء للمفرقعات. نعم، كانت أسواقاً سوداء في مخيلتنا، حيث كنّا ننسج قصصاً خيالية عن هذه الأسلحة الثقيلة التي تُحدث صوتاً مدوياً في الحي، وأساطير تراجيدية عن المهربين الذين كانوا يهربون مثل هذه السلع من الحدود الجزائرية. كنّا نظنّ أن الجهاز القمعي للدولة يهاب انتشار هذا النوع من المفرقعات، لأنه ببساطة ينافس مسدساتها وبنادقها الرشاشة التي تبث الهلع في البلاد والعباد.كان صوت أسلحتنا النارية البدائية آية في الآفاق على دنو عيد المولد النبوي الشريف، عتادنا الحربي كان مكونا من "لمحارقْ" و"لقنابلْ" و"لكاربينْ" و"سوارخْ" و"فلونبو" و"نجومْ" و"لميشْ" و"سلكْ"... وما عداها من الألعاب النارية التي كانت توفرها لنا السلع الجزائرية المهربة. جميع أنشطتنا نحن الصغار تتعطل، ننسى الدراسة أولا، إذ كنا نسلم أنفسنا طواعية للمعلمين ولا نبدل أي جهد في إنجاز تماريننا الصفية، كما ننسى لعبتنا المفضلة كرة القدم، إذ لا شيء يعلو حينها عن بهجة العيد. كانت المدرسة عندنا نحن أبناء الأحياء الشعبية فرصة لرد الاعتبار، ونزع الاعتراف من أبناء "الفشوش"، كنا نقذف في قلوبهم الرعب حين نهتبل فرصة الانفراد بهم، ونرميهم ببعض أنواع المفرقعات. كما نقتنص الفرصة ليلاً حين نجوب فيلاتهم وأحيائهم الأنيقة، ونرمي منازلهم بأسلحتنا الثقيلة!!، هذا فضلاً عن سخريتنا من ألعابهم الفاقدة لحس المغامرة والشجاعة.أما عن حيّنا، فلا يلبث أن يتحول اللّعب المسالم في البداية إلى حالة حرب مزرية، حيث يأكل القوي الضعيف؛ ذلك أن المالك لوسائل إنتاج الرعب الثقيلة من "قنابل" و"كاربين" هو وشلته من يضمن سحق الخصم وإعلان الظفر بالمعركة. بجانب هذا العنفوان، كان زقاقنا الشعبي، يزدان بالمساء بعبق رائحة "تَقْنَتَ" و "بَرْكُوكَشْ"، وهي أكلات وجدية خالصة لا ترى النور إلا أيّام عيد المولد النبوي الشريف. هذه الوجبات الدسمة كانت نسوة الحي تبرعن فيها، وتتبادل فيها الأطباق عملاً بحق الجار والجوار.زيادة على هذا الجو المفعم بالتّراحم، كان مسجدنا العتيق، مسجد "عكاشة" ليلة عيد المولد يتزين بمُسحٍ جمالية لطيفةٍ، تُضفي على جنباته سكينةً وروحانيةً غير مألوفتين؛ إذ يبادر المأموم الفقيه "عمي الصحراوي" رحمه الله بفتح أبواب المسجد مبكراً، وحرق بعض "أعواد القماري" و"حبات الجاوي" حتّى تفعل فعلها في اللّيلة المباركة، ليلة ولادة خير الخلق. عريس من عرسان السماء هو مسجد "عكاشة" تلك الليلة، ريح ٌ طيب، حضور وقور، نشوة بادية تكسو وجوه الجميع، جو تراحمي بديع، تؤدة تؤثث المشهد، وطعام في الأخير يجمع أواصر أبناء الحي. مسجد تلك الليلة خزّان حقيقي من خزانات الأرض للقداسة السماوية، كل أيقوناته وعلاماته ورموزه تعرج بك إلى ملكوت الرب، فيقتات قلبك من معين الحضرة الإلهية، وتعبر روحك في مدارج السالكين، ثم تظفر بأعزّ ما يطلب في باب مشاهدة منازل الجمال. هكذا، كان مسجدنا العظيم في الليلة المباركة، مسجد كله دفءٌ ورحمةٌ ومودةّ، والكل منشد خلف الإمام: ولد الهدى فالكائنات ضياء* وفم الزمان تبسم وثناء. ......
#المولد
#النبوي
#الشريف
#حينا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735028
زكرياء مزواري : مفهوم القودة...نحو نموذج تفسيري جديد
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري قد تطول لائحة الفروقات بين الإنسان والحيوان إن نحن عددناها، وقد يطول بنا الكلام عن الأسباب المساهمة في انتقال الإنسان من حال الطبيعة إلى حال الثقافة؛ لكن، قد لا نجانب الصواب إن قلنا بأن اللغة هي الآية الفارقة بامتياز. اللغة، هذا النّسق من الإشارات والرموز شديد التعقيد، اضطلع منذ غابر الأزمان بوظائف عدة؛ أولهما التواصل، فطبيعة الإنسان الميّالة إلى الاجتماع فرضت عليه الحوار مع بني جنسه في مختلف الأغراض التي تشغل وجودهم المشترك. ثانياً، أمام هذا التنوع الهائل في الموجودات لم يجد الكائن العاقل بُدّاً من تسمية الأشياء، وإعطاء كل دال مدلولا؛ فاللغة في هذا المستوى تنزع منزعاً معرفياً، وتصير أداة من أدوات الإدراك، أي وجها آخر لنشاط الفكر وهو يسعى إلى تعقل الذات والعالم، فاللغة هي القالب الذي يصوغ به الإنسان أفكاره من جهة، كما أن حقيقة الفكر تنكشف عبر اللغة من جهة أخرى، فهما بهذا المعنى وجهان لعملة واحدة. ثالثاً، اللغة كظاهرة ثقافية، تعد وسيلة متميزة يتمثل بها الشخص ثقافة الجماعة التي ينتمي إليها.إن هذا التعدد الاستعمالي للغة، يوضح أن الإنسان لا يدرك الواقع بشكل تلقائي عفوي، بل تحايث هذه العملية الإدراكية اللغة كنظام من الرموز والاشارات. هذه الوساطة التي تضطلع بها اللغة، تساعد الفكر في مهمة تجريد العناصر المشتركة للظواهر، وصوغها في مصطلحات ومفاهيم تيسّر عليه استيعاب الواقع المتعدد.يشبه المفهوم طائر النّسر المحلّق في علياء السماء، فنظره الحاد وعلوه الشّاهق، يساعدانه على رسم صورة بانورامية لأماكن اصطياد طرائده، وكذا المفهوم له قدرة هائلة على تكثيف اللغة، وتدقيق النظر في الظواهر، بل والضرب عليها حتى تُسمع خادمها تقاسيم ورنّات ما يعتمل في جوفها. وتزداد قوة المفهوم أكثر كلما اختبرنا قدراته التفسيرية، ونقلناه من مجاله الضيق الذي نشأ فيه إلى مجال أوسع؛ وهذا التوسيع في مجال اشتغاله أو ماصدقه بلغة المناطقة فيه النفع الكبير لأفهامنا.على ضوء هذه الأرضية النظرية، أقترح عليكم مفردة أخذتها من قاموسنا الشعبي جرياً وراء موضة "التمغربيت" التي صارت بين عشية وضحاها دَيْدَنَ المخصيين من أهل الشأن الثقافي عندنا، هذه المفردة هي "القوادة"، وسأعمل على مفهمتها.بدءاً، قد أعتذر للقارئ وهو يسمع هذا اللفظ السّمج التي تمجّه الأسماع، لكن لا بأس من ذلك، ما دامت القاعدة تقول: لا حياء في الفضح وكشف الأقنعة. هذه المفردة "النتنة" يقتصر استعمالها في دارجتنا على الفعل الحقير الذي يقوم به الوسيط (ذكراً كان أم أنثى) بين من تبيع (وحتى يبيع !) جسدها بالتقسيط وحيوان مسعور يشتري الجنس كما يشتري الخضر. وهو المعنى نفسه للكلمة في اللغة العربية الفصحى ("قِوادة: وساطة الفحشاء؛ قوّدت، أُقوّد، قوّد، مصدرها تقويد"). هذا الفعل الذميم نجد القانون -والدين قبله- يعاقب عليه، نظراً لشناعته، ومآلاته على المجتمع وقيمه.في هذا المستوى، تكون "القوادة" مفردة تطلق على "سمسار" الفاحشة لتسهيل عملية الدعارة، مقابل أن يأخذ مبلغاً مادياً على خدمته التي يقدمها، وقد لا يأخذ ذلك إن هي ارتبطت عنده بقضاء مصالح دنيوية معينة. لكن، هذا النمط من القوادة المختزل في العملية الجنسية بالدرجة الأولى، قد يكون من أبسط أنماط الوساطة الوضيعة، ومن الغبن أن يبقى اللفظ حكراً على هذا المجال تحديداً.في سياقنا العالم الثالثي الموبوء، حيث بات فيه الفساد بنية مُبنينة متكاملة الأركان، ذات هندسة دقيقة لا تترك مجالاً إلاّ وأفسدته؛ نستطيع أن نرصد تقاسيم ضياع شديدة البؤس لحالنا السياسي والاقتصادي والثقافي... فالمسؤول مثلاً، ال ......
#مفهوم
#القودة...نحو
#نموذج
#تفسيري
#جديد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751817
زكرياء مزواري : مجتمع الحزقة.. نحو نموذج تفسيري جديد
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري كثيرة هي الظواهر التي تقع في حياتنا اليومية ولا نُلقي لها بالاً، ظانين أنها "طبيعية" وتقع في حكم "العادي" و"المألوف"، ولا تحتاج إلى إمعان النّظر، أو أنها "تافهة" ولا ينبغي اشغال الفكر بها، والحال أن ما يعتمل في هذا "اليومي" من ظواهر، وما يختلج في بواطنه من أمور، لمن شأنه أن يضيء للمهتم الناظر بعين الارتياب لا الاطمئنان مساحات من العتمة والخفاء والزيف والاستلاب والصراع والحراك.... إن اليومي هو مجال لاشتغال غير المألوف، و بحكم التعود على الشيء يتبلّد الوعي، ويصير الناس في غفلة عما يفعلون!!هكذا يتحول الوعي ب "اليومي" من مجرد معطى خام جاهز إلى موضوع مبني اجتماعياً وثقافياً، يحتاج من الباحث إرخاء السمع لتقاسيمه حتى يُفكّك مكوّناته الفاعلة والمنفعلة، ويكشف عن الوجوه الحقيقية للأقنعة المتخفية، لأن تعرية هذا اليومي المُبنين هو تعرية للمجتمع بكامله، وإماطة لحجب التحوّلات الكثيفة التي يمر منها هذا الاخير.بهذا الصدد، نقترح الاشتغال على "لغة" اليومي، ما دام "الكلام" وجها آخر للفكر، وسنأخذ مفردة شعبية مغربية محضة كثر استعمالها في هذا "اليومي"، وزادت مواقع التواصل الاجتماعي من انتشارها وهي مفردة "الحزقة"!في البدء نجد دال "الحزقة" ارتبط اجتماعياً بمدلول " الضراط أو الريح المنبعث من الاست"، وقد يتخذ صوتا ورائحة نتنة وقد لا يتخذ ذلك، لكن سرعان ما زحف هذا الدال إلى مجالات أخرى، وبات يعبّر عن مدلولات تحتاج من الواحد أن يقف أمامها نظراً لما تتيحه من إمكانات هائلة في الفهم والتفسير، وبدوري سأسلط الضوء على بعض منها، معولاً على القارئ اللّبيب مهمة تتميم التطبيق على الظواهر الاخرى."المقهى" هذا الفضاء الاجتماعي -الذي تناسل كالجراد في ما يُسمّى زُوراً وبُهتاناً مُدناً، والحال أنها مجرد قُرى يتكدس فيها آلاف البشر كما تتكدس البطاطس في الصناديق-، صار يؤدي أكثر من دور لرواده، وأضحى مجالاً خصباً لمن أراد البحث في "الاجتماعي" -عوض اجترار موضوعات بات الحديث فيها يثير التخمة ويبعث الغثيان-، نظراً لما يعتمل فيه من ظواهر قد تكون مدخلاً مهماً لفهم التغيرات القيمية التي يمر منها المجتمع المغربي. لعلّ أوّل ما يثير انتباه الملاحظ المشارك هو اكتساح العنصر النسوي لهذا الفضاء، مكسراً بذلك الحصن الأمين الذي احتكره الرجال لفترة مهمة، بل المفارقة أن كثيراً من المقاهي التي صار يخطب ودها الذكور، هي ملاذ أثير للإناث!!، وبذلك يتحول المكان من مجرد تزجية لوقت الفراغ إلى فضاء لنسج العلاقات واستعراض الوجاهات، لكن ما هي نوع الطبقة الاجتماعية المرتادة له؟هنا، نحتاج مرة أخرى إلى توظيف جملة من المهارات/التقنيات للكشف عن الأصول الاجتماعية والثقافية لهذه العينة، بدءاً بالانصات للحس المشترك ثم مروراً بالملاحظة المشاركة، ثم وصولاً إلى سِيرِ حياةِ نُدُل المقاهي ومعرفتهم الدقيقة بهندسة الفضاء. حقاً، لا وجود لمقهى بصيغة المفرد، فهي في العمق مقاهي بتعدد الشرائح الاجتماعية، فمقاهي المنعمين في الأرض تختلف عن مقاهي المعذبين، ومقاهي المنتحرين طبقيا تقع بين بين. لكن، ما يُثير الانتباه أن لفظ "الحزقة" الذي ذكرناه سابقاً، وكان محتكراً للمعنى البيولوجي، صار الآن يطلق على هذا الفضاء، وبتنا نسمع بمقاهي"الحُوزّاق" أو "الحازقين/الحازقات"، وهي مقاهي أغلب روادها من المنتحرين طبقياً، ذكوراً وإناثاً. زيارة هذه الفضاءات والتأمل في جنباتها، تشعرك وكأنك في قاعة زفاف للأعراس، التطاوس في المشي، التغنج في الكلام، الأكل بتؤدة، ونظرات العُجب بالذات المتبادلة.في مقاهي "الحُوزّاق" يكثر الاستعراض والتمثيل ......
#مجتمع
#الحزقة..
#نموذج
#تفسيري
#جديد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757807
زكرياء مزواري : الدين والطقسنة القاتلة
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري لكل الأديان أهداف نهائية ومقاصد غائية، تُضفي على حياة معتنقيها معنىً، وتمنحهم سعادة، وترسم لهم طريق خلاص. هذا البعد النظري للأديان، يحتاج إلى قنوات لتنزيل هذه المعاني، وجعلها تسري في حياة الناس، وتأتي الشعائر والطقوس بغرض القيام بهذه الوظيفة.عملية التنزيل هذه، تمحي عن الدين مثاليته المطلقة، وتجعله في حالة تفاعل مستمر مع الواقع، الأمر الذي ينتج عنه تنوّع في أشكال فهم وتأويل هذا الدين، ومن ثم الحديث عن التدين.هذه المسافة بين الدين والتدين مهمة في عملية تفسير الظواهر الدينية، وهي بالنسبة للناظر مَرجعٌ يهتدي به متى تاه في التفاصيل والجزئيات. لنأخذ شعيرة/طقس الأضحية في الإسلام، وننظر في مقاصدها (ما ينبغي أن يكون) وواقع تنزيلها (ما هو كائن)، نجد البون بادٍ بين الدين كتعاليم ومعتقدات تسمو بإنسانية الانسان، وبين التّدين كممارسة وتجسيد للتفاعل مع البنية الاجتماعية والثقافية.هذا التدين أخذ تمظهرات كثيرة في تاريخ المسلمين، لكن أخطره هو ما نشاهده الآن، وهو في حالة تناغم مع الاقتصاد المتحرر من أي قيمة، والمحرض على العملية الاستهلاكية. هذا الانقلاب في طقس الذبيحة /"الحولي" يغذيه اليوم بقوة عالمنا المرسمل، كعالم لا يضع عداوة بينه وبين الدين أو يبشر بأفوله، بل يجيد الاستثمار في الطقس/الغنيمة، ويفرغها من داخلها، ويحولها إلى مجرد مسألة استهلاكية، خاضعة لمقاييس السوق، وميكانيزمات العرض والطلب.أمام ابتلاع الاقتصاد الرأسمالي للدين، وتسليع شعائره، يزجّ أفراد المجتمع بقوة إلى حلبة الصراع الدارويني، ويتحول الطقس إلى آلية لتكريس التفاوت الطبقي، وتعميق الحقد الاجتماعي، بدل قيم الرحمة والتراحم. ......
#الدين
#والطقسنة
#القاتلة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761590
زكرياء مزواري : مجتمع الهمزة... نحو نموذج تفسيري جديد
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري في الأعياد الدينية والمناسبات الاجتماعية تطفو على السّطح الكثير من الأفعال والسلوكات الخارجة عن نطاق "المألوف" و"المعتاد"، هذه الأفعال تحمل قصداً وغايةً محددة، ما دامت موجهة نحو الآخر، الأمر الذي يجعل منها موضوعاً سوسيولوجياً قابلاً للتفسير والتأويل. يعلمنا الدرس الفيبري أن "الفعل الاجتماعي" هو المجال الذي ينبغي أن تبحث فيه السوسيولوجيا، لأن الفاعل الاجتماعي الذي هو الفرد الواعي، لا يكسب فعله صفة "الاجتماعي" حتى يكون إرادياً ومتوجهاً نحو الآخر بقصدية معينة، وإلاّ صار مجرد سلوك شخصي، لا يرقى إلى مرتبة "الواقعة العلمية". عندما نلاحظ "الفعل الاجتماعي" عند الفرد المغربي أيّام الأعياد والمناسبات الدينية، ونضعه تحت المجهر الضوئي(الميكرو)، قصد توليد صور مكبّرة عمّا يجري على مستوى النّظام الاجتماعي ككل (الماكرو)، نرى تغيّراً واضحاً على مستوى التفاعل الاجتماعي؛ لننظر مثلاً إلى عيد الأضحى عندنا، وما يرافقه من نشاط اقتصادي ورواج تجاري، سنجد أن هناك نوعاً من "هجرة المقدس" ممّا هو "ديني" إلى ما هو "اقتصادي"، حيث ابتلع هذا الأخير الأول، وأفرغ نواته من الداخل، وجعله مجرد جسم بلا روح. هيمنة الاقتصادي على الديني بادٍ في فعل وتصرف الفرد المغربي، حيث يعتبر هذه المناسبات فُرصاً عُمرية موسمية ينبغي اهتبالها، ما دامت غير متاحة دائماً، أو بتعبير آخر، ففعله الاجتماعي محكوم بمنطق "الهمزة/الهوتة". هكذا، تنتشر في مثل هذه المناسبات، "ثقافة الهمزة"، بما هي ثقافة تحيل على الانتهازية واغتنام الفرص والمبادرة إليها بغرض تحقيق المصالح الشخصية. أمام هذا الجو المحكوم بثقافة "الهمزة/الهوتة" (أي الغنيمة)، يكثر الحديث عند الباعة والتّجار عمّا يسمى في اللسان الدارج ب: "الله يَجعلْ الغَفْلَة بِين البايعْ والشّاري"، ويوازيه حذر وتوجس شديدين من طرف الزبناء والمستهلكين، عملاً بقاعدة: "تْشًطّرْ مًزيانْ/ رَاهُمْ يَشَّمْتوكْ/ كُلْ وَاحدْ وَبَاشْ يْبيعَ/ رَاهُمْ غِي لْحَشّايَة". أما القيم الدينية السمحة فتتوارى إلى الخلف.دال "الهمزة" إن نحن أمعنا النّظر فيه، سنجد أنه من الغُبن أن نحصر مدلوله في هذه المناسبة الدينية فقط، أو أن نختزله في عملية البيع والشراء؛ ذلك أن الفرد المغربي هو "كائن همزاوي" بامتياز، يسعى دوماً إلى انتهاز (من هنا الانتهازية !!) الفرص متى تراءت له الغنيمة. خُذْ العلاقات الاجتماعية الحميمية عندنا، وانظر كيف صارت محكومة بمنطق "الهمزة/الهوتة"؛ ففي عصر السّرعة لم نعد نرى نموذج "الصداقة" المتأسس على قيم الفضيلة، بقدر ما بات مرتبطاً بالمصلحة، إذ بمجرد ما يرى فيك الطرف الآخر "الهمزة"/"الربح"/ "الغنيمة"، فهو رفيقك وظلك، وبمجرد ما تزول الحاجة المحركة تتبخر "الصداقة"، وتدخل في عداد كان وأخواتها أو الأفعال الناقصة. والأمر نفسه ينطبق على "الزواج"، الذي أضحى سلعة/ بضاعة يقيس فيها درجة "الهمزة/الهوتة". وقل الشيء عينه عن الحزب والجمعية والنقابة التي يجري الاقتتال على ترأسها، حيث يتوسّلها الفرد في بلوغ "الهمزة/ الغنيمة" التي يرسمها بين أعينه، وهكذا. ختاماً، هذه "البنية السطحية" التي تبرز أيّام الأعياد، مثلها كمثل الشّجرة التي تخفي الغابة، أو جبل الثّلج الذي يحجب الحقيقة أكثر ممّا يظهر؛ فثقافة "الهمزة" هي "بنية عميقة" مترسبة في اللاوعي الجمعي، ولها لحظات نماذجية تتجلّى فيها، ممّا يجعلنا أمام "نسق ثقافي" كامن في الفعل الاجتماعي المغربي. ......
#مجتمع
#الهمزة...
#نموذج
#تفسيري
#جديد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761681
زكرياء مزواري : المدرسة سجن كبير
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري مؤسسة المدرسة وليدة عصر الاستنارة، عصر ضبط الطبيعة والإنسان. لا وجود في هذه المؤسسة لاجتهادات الأفراد، أو انفراد جماعة بتدريس محتوى دون آخر. الكل مراقب من طرف الوحش البارد /الدولة، و الكل مسيّر بنظام إداري وقانوني صارم.هذه المدرسة تستلهم نموذجها في المراقبة والمعاقبة من سجن البانوبتيكون، السجن الحديث الذي رسمه جريمي بينتام، حيث يشعر جميع سجنائه بالمراقبة، ويستدخلون فكرة الانضباط والاكراه للسلطة، وتصير العبودية جزءا من السلوك المألوف للمسجون.هكذا، تنضبط سلوكات المتعلمين/السجناء في مؤسسة المدرسة/السجن، وأول ما يروض فيه جسده، تماما كما يحصل للسجين، فيفرض عليه زي معين، ويزجّ به في قسم/زنزانة معينة، ويلقن جملة من التعاليم/تعاقد بيداغوجي، كما يستبطن داخله سلطة المدرس، هذا الناطق الرسمي باسم الدولة، والتي خولت له صلاحيات واسعة لتدجين عقله وخياله عبر مقررات الوزارة الوصية، ونظامها التقويمي، حتى تضمن متعلما/سجينا منضبطا وخنوعا ومتماشيا مع المنظومة التربوية/العسكرية.هذه المؤسسة/السجن السلطوية التي تتغيا الانضباط الجماعي، تسمح للمتعلم/السجين الذي يقضي سحابة يومه فيها بفسحة/استراحة ليتنفس شيئا من هواء البانوبتيكون وهو تحت حراسة المراقبين التربويين/العسكريين إن هو أخل بنظام الاستراحة، ثم يعود جرس الرهبة والخوف ليدق من جديد معلنا انتهاء الفسحة، والتحاق المتعلم/السجين مجددا بالقسم/الزنزانة.في المدرسة/الثكنة، يتم إضفاء هالة رمزية على المعرفة المقدمة، وتسييجها بقدسية، حتى تصير معتقدا يعتنقه المتعلم/السجين، ويعيد انتاجه بشكل تراجيدي طوال حياته. إن المدرسة في نهاية التحليل، سجن للمعرفة والفكر والضمير وكذا الجسد. ......
#المدرسة
#كبير

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763948
زكرياء مزواري : المدرسة والمتعلم وتزييف الوعي
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري من مظاهر تزييف الوعي التي تمارسها المدرسة على المتعلّم هي قدرتها على اختراق وعيه وجعله يستبطن معايير المنظومة حتّى تصير فيما بعد "قناعة" و "معتقداً" يتمثّل من خلالها المتعلّم نفسه. ومن بين هذه المعايير التي تذوّتها (=صارت جزءاً من الذات) معياري "الناجح/المتفوق" و"الفاشل/الراسب"، وصار يقيس بها نفسه وعلاقته مع الآخرين، مُنزلاً إيّاها منزلة الجواهر لا الأعراض.خطورة هذا التنميط تزداد حدّة مع تدرج المتعلّم في أسلاك المنظومة التعليمية، ويزيد من قدح زندها المدرّسون المدجّجون بأسلحة الفاقة المعرفية والغباء العاطفي، الشيء الذي ينعكس سلباً على سيكولوجية المتعلّم وعلى ثقته بنفسه، وبذلك يستسلم لهذه المعايير الفاقدة للأصالة، وقد يستدمج كُرهاً/ عُنفاً رمزياً تجاه ذاته.لننظر في معيار "الناجح" و"الفاشل" عندنا وندقق في أصالته، وهل هو جوهر أم عرض، سنجد أن أساسه مبني على بعد واحد من أبعاد الكائن الإنساني هو البعد المعرفي، على اعتبار أن التقويم الفصلي الذي تسنّه المؤسسة لا يقيس إلا جانب التعلّمات التي تلقّاها داخل الفصل، ولا يمتد إلى بقية الأبعاد الأخرى. ثم إذا دققنا النّظر أكثر في طبيعة هذه التعلّمات نجدها تطرح الكثير من الإشكالات، بدءاً من مدى ملاءمتها لسنّ المتعلم وذهنيته، وانتهاءً بآليات تنزيلها (ديداكتيك المدرس) للمتعلّم. "ثقافة الأزمة" هاته، شبيهة بكرة النّار، سُرعان ما تمرّر إلى يد المتعلّم، وعوض ما يصوبها نحو جهة ما، نجد المسكين يوجهها اتجاه نفسه، ويبتلعها ظاناً في عملية الابتلاع السبيل الوحيد لإطفاء جذوتها، والحال أنها تعتمل في داخله اعتمالاً رهيباً، تكون معه حجم التشوهات النفسية بليغاً.ومن مفارقات هذه المنظومة التعليمية الوحيدة البعد (وحالها كحال وحيد القرن المهدد بالانقراض)، أن المتعلم "الناجح" بمعيار المدرسة، قد يكون فاشلاً بالمعيار الاجتماعي، وعاجزاً أن يلبي أبسط احتياجاته؛ ذلك أن انضباطه الصفي، والحرص على انجاز تمارينه، وحفظ (وليس بناء) دروسه، وقلة تفاعلاته الاجتماعية، من شأنه أن يورث نظرة "مثالية" لذاته ولواقعه، وبذلك قد "يفشل/يرسب" في أدنى اختبار له خارج أسوار المؤسسة، ما دام التعليم عندنا يقيس رد البضاعة إلى أهلها، ولا يملك الجسور العابرة بينه وبين المجتمع. أما المتعلّم "الفاشل/الراسب" في منظور المدرسة، الذي لا ينجز ما يطلب منه، ولا يأخذ علامات عالية داخل الفصل، قد يكون "ناجحاً" على المستوى الاجتماعي، ذلك أنه حسم أمره مع المدرسة ومع معاييرها، واتجه صوب المجتمع وانخرط في مألوفه وسائده، وتكوّنت لديه نظرة "واقعية" تجعل تعاملاته مطبوعة بطابع براغماتي، وحتى وإن "فشل" في مسألة من المسائل الحياتية، فإن أثرها النفسي لا يكون بنفس الحدّة عند ذلك "المتفوق". وهكذا، قد نجني على أطفالنا/متعلمينا الويلات، إن نحن تركنا المعايير التي يتلقونها من المدرسة تسيطر على ذواتهم وتشوههم من حيث يُخيل إليهم أنها تنفعهم، ويزهق بذلك "الإنسان المرتقب" في تغيير السائد من الأوضاع. ......
#المدرسة
#والمتعلم
#وتزييف
#الوعي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768892