الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد الباسوسي : علاقة مفترقية تتحرر من فخ اللوعة والغواية..قراءةة في رواية لوعة الغاوية للكاتب السعودي عبده خال
#الحوار_المتمدن
#احمد_الباسوسي ربما تتملكك الدهشة والفجيعة حينما تكتشف في نهاية رحلتك طائفا على ما يزيد عن اربعمائة صفحة من القطع المتوسط انك كنت مجرد ضحية "لسؤ تفاهم"، وان مبخوت تلك الشخصية الاسطورية المهيمنة على مفاصل رواية لوعة الغاوية للكاتب السعودي عبده خال الصادرة عن دار الساقي في بيروت عام (2012) لم يكن شريرا بقدر ما كان حالما جميلا، ومخلوق رقيق يحب الغناء ويحب الاطفال، ويغدق عليهم الهدايا انفاذا لعهد سبق وان اتخذه في طفولته المبكرة مع توأمه وروحه المتوحدة داخله شقيقته قبل ان تلقي مصرعها بالخطأ في حادث دامي غريب في أحد الأعراس المحلية مع آخرين حصدهم رصاص المجاملات الطائش في هذه المناسبات. وان فتون الشخصية الاستثنائية صاحبة الروح المخطوفة لم يتم اغتصابها في صباها المبكر بواسطة مبخوت، وان الدم الذي رأيناه مخضب ساقيها لم يكن سوى دم الحيض نتيجة الدورة الشهرية التي هاجمت الصبية للمرة الأولى في حياتها، حينها ولجت لدى مبخوت الذي يعني لديها (وهي في هذه السن المبكرة) الحبيب/الأب/ الزوج/ الوليف/المؤنس لها من وحدتها الداخلية، مبخوت ملأ داخلها الفارغ من الحنان والروح والحب والاهتمام. هرعت فتون اليه في هذه اللحظة الفارقة لتفهم ما الذي يحدث معها. ان "سوء الفهم" تيمة تبدو جاذبة لكتاب الدراما منذ قديم الأزل، وتعتمد على ما يحدث لدى الناس من تشوهات معرفية نتيجة للتعجل باصدار الاستنتاجات والأحكام على الناس والاحداث والمواقف من دون روية ولا دلائل تؤكدها. والنتيجة الدخول في متاهات وتعاريج وصراعات تشكل العمود الفقري لأحداث العمل الروائي الدرامي. هذا ما حصل بالضبط في الرواية التي زخمت بتعدد مستويات الحكي، ومستويات أزمنة واماكن الحكي، ومستويات الحالات النفسية والانسانية التي تشيع في تفاصيل الرواية في المجمل. الصراع في الرواية يبدو انساني/زماني/مكاني، تداخلت فيه اصوات الرواة، تشابكت وامتزجت، وتضفرت نتف الاحداث، وصراعات الداخل والخارج، والأماكن المهيبة التي احتوت هذه الجديلة داخل اطار يمثل لوحة انسانية شديدة التعقيد، عظيمة الانسانية، لاتملك حيالها سوى الاعجاب، ولاتملك حيالها أيضا سوى الولوج داخل تفاصيلها الدقيقة المدهشة. وعندما تغادرها تكون قد استغرقتك المتعة والدهشة. تلاعب الكاتب بقارئه مثلما يتلاعب المحلل النفساني باعماق مريضه، ويظل في حالة تراقص مع آليات دفاعه المتحفزة والمعوقة لحركة تكيفه مع الواقع والآخرين قبل ان يجهز عليها ويحرر مريضه المسكين منها ومن تبعاتها، عند هذا الحد يستطيع المحلل النفساني ان يعلن ان مريضه تعافى ولم يعد في حاجة الى استخدام هذه الحيل الدفاعية المعوقة لحركة الحياة. هكذا فعل عبده خال بالضبط، افتتح نصه الروائي بمشهد الظهور المفاجئ لشاب غريب يدعى مبخوت داخل احدى القرى في مدينة جدة الساحلية يبحث عن مأوى، وعلى طريقة مخرجي السينما يتنقل الكاتب بكاميرا الذاكرة ويستنطق الماضي بتجلياته واحداثه القديمة الموجعة، فتظهر فتون الطفلة/المرأة المهيمنة على الأمور رغم الانسحاق ومقاومة الواقع الاجتماعي المتخلف الفقير في المادة والمعرفة والروح. تظهر فتون التي نضجت مبكرا، عمرها العقلي سبق عمرها الزمني بكثير، نكتشف تعلقها بمبخوت، شاب غامض بلا تاريخ، وجدوه بينهم فجأة قادما من قرية تسمى "الخوبة" واقعة في حدود مدينة جازان في سهول تهامة التي تعطي ظهرها لليمن. مبخوت يغدق على جميع اطفال القرية الهدايا والحنان والاهتمام، وفتون واحده منهن. لكن الأمر اختلف مع فتون الطفلة الجميلة التواقة للحب والحنان والاهتمام، اصبح مبخوت بديلا لها عن عائلتها الذين عجزوا عن التواصل معها وامدادها بما تحتاجه طفلة ......
#علاقة
#مفترقية
#تتحرر
#اللوعة
#والغواية..قراءةة
#رواية
#لوعة
#الغاوية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687252