الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
آراس بلال : تآزر التقنية والمعنى..في من كينونة العطر
#الحوار_المتمدن
#آراس_بلال يعتمد النجاح الادائي للنص على وجود فرضية ذهنية ونفسية، مقصودة أو غير مقصودة، واعية أو غير واعية، يكتشفها القارئ بحسب قدراته التأويلية وأدوات القراءة التي يمتلكها، ولذلك تتعدد القراءة بتعدد الوعي القرائي، وكل وعي هو ذات متساوية ومساوية، أي إنه ليس وعيا أدنى ولا وعيا أعلى، انما وعي موجود في عالم الكثرة والتنوع والتعدد، وهكذا لايستهان به او يهمل، ولذلك فإن النجاح الادائي للنص لا يكتمل الا بقدرته على توليد قراءة أو قراءات ناجحة نتيجة غوايته للقارئ واستدراجه لمحاولة التفاعل والفهم، اما الاستغلاق النصي على الفهم فيعني بشكل ما فشل في الايصال ولا عذر في ذلك بعدم قدرة القارئ على الفهم كما يشاع في الثقافة العربية وتحديدا فيما يخص القراءة الشعرية.الايصال والتفاعل الشعري قد يكون متيسرا بشكل أكبر عندما يعمد الشاعر/ة الى طرح فكرة واضحة يبقيها في حدود العمل الفني غير الساذج في مباشريته وقصدتيه الارسالية، بل يعتمد على مشاغبة القارئ وادهاشه عبر احباط فرضية القراءة الاولى لديه، وهي الفرضية الاكثر سذاجة وبساطة عادة، كما يحدث في قصيدة (من كينونة العطر) للشاعرة جوانا إحسان ابلحد، فمطلع القصيدة:كنتُ ذرَّة بزُجاجةِ عِطرِكَ..وشاءتْ البخَّاتُ مِنْ يدِكَ اللاهيَة أنْ ألتصقَ على ياقتِكَ..يدفع القارئ الى انه يقدم على قراءة نص عاطفي تكون فيه المرأة الطرف الاضعف الخاضع لمشاعره الجياشة، لكن المقطع اللاحق يهاجم القارئ ويصدمه:ها قَدْ وصلنا معاً إلى الحفلِ السَّاهرأنا الذرَّة الفارَّة مِنْ سجنِ القنينةِ العطريَّةأنتَ مجموعُ الذرَّاتِ الأكبر بسجنٍ أكبرأنا الذرَّة اللامرئيَّة..حاسَّةُ الشَّمِ عندَ الآخرين لو اِشتغلتْ عليَّ، هي الدليلُ الأقوى على وجودِي العابق،وسيظلُّ النكرة بالعِطرِ عندكَ..أنتَ الكيانُ المرئيُّ..القارئ يجد نفسه أمام حالة صراع وهجوم تشنه المرأة على رجلها، عبر الكشف عن ضآلة وجودها مقارنة بتضخم وجوده، وهو كشف تأنيبي لائم وليس اقرارا بالوضع، فالتفاوت هو القاعدة التي تهاجمها المرأة عبر فضح وجودها كشاعرة عبر قولها (وسيظلُّ المُعرَّف بالشِّعر عندي.. )، لتبدأ سلسلة انتقادات لاذعة للرجل الشريك، التي تصل حد السخرية والاهانة:أراكَ تسحلُ نفسَكَ بحبلِ التظارُفِ - لإضحاكِ النواهد -والحبلُ اِلتفَّ فوقَ الرُكبةِ بشبريْن،بالتناص مَعَ الظاهرِ مِنْ سيقانِهنَّ..أراكَ تشنقُ نفسكَ بحبلِ المُجاملات الأغلظوالحبلُ اِلتفَّ تحتَ العُنقِ بنظرتيْن،بالتناص مَعَ الظاهرِ مِنْ صدورهِنَّ..ولا ينحصر النقد والسخرية بالرجل بل يمتد الى النساء اللواتي يزيفن اجسادهن بالتجميل، لخوض حرب مباهاة وتنافس وجذب واغواء، وهو ما ترفضه المرأة الشاعرة، بالقول:بالقصيدة فقط أقوى أنْ أكُونَكَ.. وعلى سريرِ الدلالاتِ الكائنة بالشِّعر..هكذا كُنْتُ ذرَّة مِنْ عِطركَ الثمين ليسَ إلَّا..وما كانَ مِنْي..لَمْ أُصَدِّقْ حتَّى اللحظة، أنَّهُ ( فعلٌ ماضٍ ناقص ) لامَحَلَ لهُ مِنْ العِطر..وإذا كان هذا هو المعنى، وهو معنى متيسر مباح سهل المنال، فإن جمالية النص الشعري تحيل هذا السهل الى حركة صعبة ومغوية في نفس الوقت، عبر الصور السردية هنا، فالقارئ يشاهد احداثا في القصيدة ولا يقرأها فقط، وهذا مستوى من مستويات التآزر بين التقنية والمعنى، إذ يأخذ النص القارئ كمتفرج يرافق المرأة والرجل في حفلتهما.ويستخدم النص السخرية السوداء كتقنية بلاغية تستعين بالصور الشعرية واللغة المستفزة (أراكَ تسحلُ نفسَكَ بحبلِ التظارُفِ - لإضحاكِ النواهد -)، (بالتنا ......
#تآزر
#التقنية
#والمعنى..في
#كينونة
#العطر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740467