داخل حسن جريو : العراق ضحية الطيش السياسي
#الحوار_المتمدن
#داخل_حسن_جريو أدت الإنقلابات العسكرية التي شهدها العراق منذ العام 1958 إلى بروز نظم سياسية خاضعة لمشيئة فرد واحد بدرجة كبيرة, عرف تارة بالزعيم الأوحد , وتارة بالقائد الملهم وهكذا تعددت الصفات والألقاب لإضفاء هيبة وإجلالا للقائد الذي غالبا ما يشغل الموقع إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. والفرد أيا كانت صفاته وقدراته العقلية شأنه شأن الناس الآخرين معرضا للخطأ والزلل, بحاجة إلى المشورة لتصريف شؤون العباد والبلاد . كان بعض هؤلاء الرؤساء يعيب على رؤساء البلدان ذات النظم الديمقراطية الذين يشغلون مواقعهم لفترات محددة , بأنهم ليسوا قادة دول , بل هم أشبه ما يكونوا برؤساء مجالس إدارة شركات كبرى , حيث يخضعون للمساءلة كلما إقتضت الضرورة ذلك. ولأن هؤلاء القادة الأفذاذ في بلدانهم لا يخضعون لأية مساءلة من أية جهة كانت , فقد كانوا يتصرفون بإدارة البلاد حسب أمزجتهم وقناعاتهم وإجتهاداتهم دون رادع . نحن هنا لسنا بصدد تقييم أداء هؤلاء القادة بما لهم وما عليهم , إنما الإشارة إلى بعض القرارات التي إتخذها بعضهم والتي ألحقت أضرارا فادحة بالعراق ما زال يعاني من أثارها حتى يومنا هذا . كانت أولها إعلان عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق عام 1961 (عشية إعلان بريطانيا عن نيتها منح محمية الكويت إستقلالها ), بعائدية الكويت إلى العراق بوصفها قائممقامية تابعة لولاية البصرة في فترة الحكم العثماني , وكأنها المنطقة الوحيدة التي إنسلخت من ولاية البصرة قبل تأسيس دولة العراق الحديثة عام 1921, في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني عدم قدرة العراق أبدا على تحقيق مطلبه هذا , بصرف النظر عن شرعيته من عدمه, ولم يحصد العراق منها سوى إثارة أزمة إقليمية ولن يكون العراق رابحا فيها . دفعت هذه الأزمة جميع دول الجامعة العربية الوقوف ضد العراق , وإرسال قوات مصرية واردنية وسعودية تحت مظلة بريطانية لحماية الكويت , وبذلك أصبح العراق أكثر إنعزالا في محيطه العربي , وأدت إلى طرد آلاف العراقيين العاملين في الكويت يومذاك , ودق أسفين بين العراق والكويت ما زال قائما حتى يومنا هذا, حيث ينظر الكويتيون إلى العراقيين بعين الريبة والشك وعدم الثقة . والأهم من كل ذلك قيام حكام الكويت بتمويل المؤامرات للإطاحة بحكومة عبد الكريم قاسم وتصفيته جسديا , وكان لهم ما أرادوا بإنقلاب الثامن من شباط الدامي عام 1963. وبدلا من أن يستعيد العراق الكويت , أصبحت الكويت دولة معترف بها من قبل العراق وهيئة الأمم المتحدة ,بل إنها قد تمادت بمد سلطتها وسيطرتها على مساحات أخرى شاسعة من أرض العراق , عبر تغاضي من آلت إليهم السلطة في العراق يومذاك بشراء ذمم بعض النافذين فيها. والعبرة هنا أن ندرك أن نيل الحقوق صغيرها وكبيرها لا يتم بالإعلان وإستعراض مظاهرالقوة , بل بالرؤية والبصيرة الثاقبة والإعداد المسبق وحشد القدرات وتهيئة الظروف والمستلزمات لتحقيق الهدف المنشود, ومعرفة مكامن الضعف والقوة لدى الخصم , وردود الأفعال المحتملة الأقليمية والدولية لأي خطوة نقدم عليها, وتأمين تأييد شعبي مساند في الطرف الآخر ولو بقدر محدود , قبل ألإقدام على هكذا خطوة ,وأشياء أخرى كثيرة , وبخلافه سترتد سلبا على منفذيها , وهذا ما حصل فعلا حيث تم القضاء على نظام حكم عبد الكريم قاسم, بدلا من ضم الكويت إلى العراق.وتشاء الأقدار أن يكرر حكام العراق الخطأ نفسه في العام 1990 تجاه الكويت, ولكن بصورة أشد وأقسى من الخطأ الفادح الذي إرتكبه عبد الكريم قاسم ,بقرار صدام حسين غزوه الكويت وإحتلالها في الثاني من شهر آب عام 1990, على الرغم من إعتراف العراق بالكويت دولة ذات سيادة منذ العا ......
#العراق
#ضحية
#الطيش
#السياسي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742356
#الحوار_المتمدن
#داخل_حسن_جريو أدت الإنقلابات العسكرية التي شهدها العراق منذ العام 1958 إلى بروز نظم سياسية خاضعة لمشيئة فرد واحد بدرجة كبيرة, عرف تارة بالزعيم الأوحد , وتارة بالقائد الملهم وهكذا تعددت الصفات والألقاب لإضفاء هيبة وإجلالا للقائد الذي غالبا ما يشغل الموقع إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. والفرد أيا كانت صفاته وقدراته العقلية شأنه شأن الناس الآخرين معرضا للخطأ والزلل, بحاجة إلى المشورة لتصريف شؤون العباد والبلاد . كان بعض هؤلاء الرؤساء يعيب على رؤساء البلدان ذات النظم الديمقراطية الذين يشغلون مواقعهم لفترات محددة , بأنهم ليسوا قادة دول , بل هم أشبه ما يكونوا برؤساء مجالس إدارة شركات كبرى , حيث يخضعون للمساءلة كلما إقتضت الضرورة ذلك. ولأن هؤلاء القادة الأفذاذ في بلدانهم لا يخضعون لأية مساءلة من أية جهة كانت , فقد كانوا يتصرفون بإدارة البلاد حسب أمزجتهم وقناعاتهم وإجتهاداتهم دون رادع . نحن هنا لسنا بصدد تقييم أداء هؤلاء القادة بما لهم وما عليهم , إنما الإشارة إلى بعض القرارات التي إتخذها بعضهم والتي ألحقت أضرارا فادحة بالعراق ما زال يعاني من أثارها حتى يومنا هذا . كانت أولها إعلان عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق عام 1961 (عشية إعلان بريطانيا عن نيتها منح محمية الكويت إستقلالها ), بعائدية الكويت إلى العراق بوصفها قائممقامية تابعة لولاية البصرة في فترة الحكم العثماني , وكأنها المنطقة الوحيدة التي إنسلخت من ولاية البصرة قبل تأسيس دولة العراق الحديثة عام 1921, في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني عدم قدرة العراق أبدا على تحقيق مطلبه هذا , بصرف النظر عن شرعيته من عدمه, ولم يحصد العراق منها سوى إثارة أزمة إقليمية ولن يكون العراق رابحا فيها . دفعت هذه الأزمة جميع دول الجامعة العربية الوقوف ضد العراق , وإرسال قوات مصرية واردنية وسعودية تحت مظلة بريطانية لحماية الكويت , وبذلك أصبح العراق أكثر إنعزالا في محيطه العربي , وأدت إلى طرد آلاف العراقيين العاملين في الكويت يومذاك , ودق أسفين بين العراق والكويت ما زال قائما حتى يومنا هذا, حيث ينظر الكويتيون إلى العراقيين بعين الريبة والشك وعدم الثقة . والأهم من كل ذلك قيام حكام الكويت بتمويل المؤامرات للإطاحة بحكومة عبد الكريم قاسم وتصفيته جسديا , وكان لهم ما أرادوا بإنقلاب الثامن من شباط الدامي عام 1963. وبدلا من أن يستعيد العراق الكويت , أصبحت الكويت دولة معترف بها من قبل العراق وهيئة الأمم المتحدة ,بل إنها قد تمادت بمد سلطتها وسيطرتها على مساحات أخرى شاسعة من أرض العراق , عبر تغاضي من آلت إليهم السلطة في العراق يومذاك بشراء ذمم بعض النافذين فيها. والعبرة هنا أن ندرك أن نيل الحقوق صغيرها وكبيرها لا يتم بالإعلان وإستعراض مظاهرالقوة , بل بالرؤية والبصيرة الثاقبة والإعداد المسبق وحشد القدرات وتهيئة الظروف والمستلزمات لتحقيق الهدف المنشود, ومعرفة مكامن الضعف والقوة لدى الخصم , وردود الأفعال المحتملة الأقليمية والدولية لأي خطوة نقدم عليها, وتأمين تأييد شعبي مساند في الطرف الآخر ولو بقدر محدود , قبل ألإقدام على هكذا خطوة ,وأشياء أخرى كثيرة , وبخلافه سترتد سلبا على منفذيها , وهذا ما حصل فعلا حيث تم القضاء على نظام حكم عبد الكريم قاسم, بدلا من ضم الكويت إلى العراق.وتشاء الأقدار أن يكرر حكام العراق الخطأ نفسه في العام 1990 تجاه الكويت, ولكن بصورة أشد وأقسى من الخطأ الفادح الذي إرتكبه عبد الكريم قاسم ,بقرار صدام حسين غزوه الكويت وإحتلالها في الثاني من شهر آب عام 1990, على الرغم من إعتراف العراق بالكويت دولة ذات سيادة منذ العا ......
#العراق
#ضحية
#الطيش
#السياسي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742356
الحوار المتمدن
داخل حسن جريو - العراق ضحية الطيش السياسي