الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد عبد الكريم يوسف : كيف استعادت باليرمو نفسها؟
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف ظلت باليرمو، على مدار عقود، مرادفاً للجريمة المنظمة، والفساد، والعنف. و قد أصبحت عاصمة صقلية الآن رمزاً للنهضة الحضارية والثقافية والمعرفية ، والفضل في ذلك يعود إلى عملية استثنائية تضمنت قادة سياسيين ومدنيين و أعضاء الكنيسة، ووسائل الإعلام المحلية، وأجهزة إنفاذ القانون . وهي قصة يمكن أن يُستخلص منها دروس مثيرة للغاية عن الطريقة التي يمكن من خلالها للمجتمع المحلي، وقادته المنتخبين، أن يتصدوا بنجاح للعنف والإرهاب.يشار في صقلية إلى الجريمة المنظمة بعبارة cosa nostra ، والاسم الشائع لها حول العالم هو المافيا. وقد كثفت المافيا، خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، أنشطتها، لتتحول المنطقة إلى مفترقات طرق لتجارة المخدرات. لقد قُتِل الآلاف في شوارع باليرمو؛ وتعرض أكثر منهم بكثير إلى التهديد والابتزاز. كل ذلك دون صدور أي رد فعل حقيقي من قبل القادة السياسيين، وقادة المجتمع المدني.وخلال فترة الثمانينيات من القرن العشرين ، بدأت حركة جديدة في اتخاذ خطواتها الأولى. وقد ضمت هذه الحركة مجموعة من شباب المحامين، والسياسيين، بل وحتى القساوسة، تحت قيادة بروفسور شاب يدعى ليولوكا أورلاندو، ونظم أعضاء هذه الحركة عدداً من الاجتماعات الجماهيرية، صرحوا خلالها بمناهضتهم لنظام اللاشرعية، داعين إلى ثقافة جديدة تقوم على المشروعية . وقد منح الضغط المنبعث من هذه الحركة المدنية قوةً للصحفيين والمحررين الأكثر شجاعة. فقد بدأوا يخصصون مساحات للقصص المتعلقة بدور الجريمة المنظمة في الاقتصاد المحلي، والسياسة المحلية، وفي الحياة اليومية لباليرمو، وترتب على ذلك أن شرع السياسيون الإيطاليون في روما، أخيراً، في اتخاذ بعض الإجراءات، ما يسر لمدعي العموم وأجهزة إنفاذ القانون مقاومةَ المافيا . وقد كان رد فعل المافيا وحشياً، ومع ذلك، فقد كان رد الفعل المضاد، الذي تولد عن موجات العنف، أقوى مما توقعت المافيا. و بدلاً من أن يتملكهم الخوف، تحلى مواطنو باليرمو بالشجاعة، واتحدت المراكز الرئيسية للسلطة الأخلاقية للنضال من أجل الحرية والديمقراطية.وكانت الكنيسة من ضمن أقوى الأصوات التي تحدثت ضد اللاشرعية، فقد انطلق صوت كاردينال باليرمو كل يوم أحد مندداً بالجريمة والفساد، وتبعه في ذلك البابا جون بول الثاني، الذي قرر أن يجيء بنفسه إلى صقلية ليصرح بأن كل شخص كان عضواً في أية منظمة إجرامية، هو خارج أسرة الرب. وقد تم التأكيد على هذه الرسالة من خلال القساوسة المحليين، الذين بينوا للمواطنين أن هناك بديلا عن الخوف والإذعان. وتحت ضغط المواطنين الصقليين والإيطاليين، أصدر البرلمان الوطني مجموعة من القوانين الخاصة، تضمنت مصادرة ممتلكات المافيا، ووضع نظام حبس صارم لأعضاء هذه المنظمة.وفي تشرين ثاني من عام 1993 ، انتخب مواطنو باليرمو ليولوكا أورلاندو عمدة لهم. وتم تدشين المئات من البرامج لترسيخ ثقافة المشروعية في الحياة اليومية لمواطني باليرمو. وتضمنت هذه البرامج قيام المدارس بتبني مشروع إقامة نصب تذكاري، وقد ضم هذا المشروع كافة طلاب المدارس الابتدائية والثانوية. وقد شرح هذا المشروع للنشء أن كل المناطق التي تحتويها المدينة هي ملك للمواطنين وخاضعة لسيطرتهم، وأنها ليست ملكاً للمجرمين المحليين ورجال المافيا.وكان من ضمن البرامج الأخرى المهمة، البرنامج الذي وضعته جريدة صقلية ، وهي الجريدة اليومية الأولى في صقلية. فقد خصصت هذه الجريدة صفحة كاملة يومياً لأطفال المدارس، الذين استطاعوا أن يقدموا مقالات وخطابات بشأن القضايا الرئيسية المتعلقة بمدينتهم. وقد شجع ذ ......
#استعادت
#باليرمو
#نفسها؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740724