زكريا كردي : -قد ترامَتْ إِلى الفسادِ البرايا-
#الحوار_المتمدن
#زكريا_كردي ----------------------------تُخبرنا كتب اللغة حولَ معنى "الفساد"، أنّ معنى فسدَ الشيء، أي تغيّر إلى حالٍ آخر، أي تلُفَ وانتهتْ صلاحيته للنفع، أو تغيّر وأصبح شيئا لا يصلح للاستخدام المُفيد . ..ولهذا يَصحُ أنْ نقول : أفسدَ عليه أمره ، أي حالَ دون نجاحه أو النفع منه.. لأن الفساد أولا وآخراً، هو الخروج بالشيء عن حال الاستقامة أو النفع . ومما لا شك فيه في جلّ الأفهام، انّ للفساد أنواع مُتعددة، ومختلفة بتعدد مناحي سلوك الناس ومُعاملاتهم ، ولكنْ يبقى -في تقديري- أسوأ انواع الظلم و الفساد، هو الفساد المُنافق، الذي يرتدي ثوب التقوى ويتزيّن بمغاني الفضيلة.وقد أومأت لي اشارة "الجاحظ " الألمعية إلى فكرة عدوى الفساد بين الخلائق، وذلك حين اعتبر صاحب كتاب "البيان والتبيين" أنّ الفساد أشدّ إلتحاماً بالطبائع، ولهذا نهى أديبنا عن مجالسة الفاسدين، ودعانا إلى استبدالهم بالعقلاء على حد تعبيره . ثم ذهبتُ بعد تلك الإشارة، إلى التأمل و الاعتقاد، بأن حال الفَسَادُ ليس خياراً واعياً أو مكتسباً، يَعمُّ وينتشر في مُجتمع ما ، من أجلِ إرضاء نهب الحاجة والعوز، أو لإشباع شراهة الطمع فحسب، بل كذلك هو - كما إظنه - تربية ودربة بالدرجة الأولى ..تنهض في أساسها على ملازم فعل الإفساد. والمَسوق بالضرورة نحو غاية نفع أو هدف ما . وقد تُستخدم هذه التربية الإفسادية الاجتماعية بين الناس _ إن جاز التعبير - من قبل بعض المدراء أو الحكام وأولي الأمر، كأسلوب فعّال مضمون و هام جداً من أساليب التحكم والسيطرة.. وجدير بالذكر هنا ، أن هذا الفساد المقصود قد يَتطوَّر وينتشر بين الناس، مع تواصل توَلّي المرء -غير المناسب- لمسؤوليات السلطة، بل وربما يشيع بين الناس أكثر فأكثر ، و من ثم ينقلب إلى حالٍ نفسيٍّ اجتماعي مُعَقدٍ ، يصبحُ فيه المجتمع برمته، مُعتل أو غير سوي، أو ربما تصبح ممارسته أقرب إلى الإدمان القطيعي على الفساد والسلوك الاستغلالي المعوّج.. وعندئذ سيصبح الفرد المسؤول في هذا المجتمع الفاسد جلَّ غايته تأكيد الذات الهَشَّة، بوسيلة مُنحطة، ومُؤذية للآخرين، وبطرق وأساليب مختلفة، لا تخلو من إرهابٍ أو إغراءٍ أو عنف، وهي على العموم أساليب ظاهرة للعيان، لكن لو جرّدنا معنى فكرتها، ستكون بمثابة وسيلة تهدف – دائماً - أنْ تقولَ لمَنْ همْ دُونَها من الضحايا المغلوبين والمُقهورين : أنا الأحقُ في أنْ أكونَ فيكم، وأنا الأجدرُ في أنْ أملكَ بينكم، وأنا الأصلحُ في أنْ أبقى وأَسودَ عليكم.. أعتقد أنّ معالجة وباء الفساد في مجتمعاتنا الشرقية، هو أمرٌ بالغ الصعوبة ويتطلّب وقتا طويلاً ، وكماً هائلاً من الجهد والحزم والمثابرة.ولكن رغم ذلك يبقى في تقديري للعلاج جانبين على الأقل: أولاً : جانب شخصي توعوي، له علاقة، كما أشرت أعلاه ، بالتربية والتعليم، والعمل على التأهيل القيمي للناس، وتعليم الأجيال الناشئة فيهم، منافع قيم الاستقامة والأمانة، وإفهامها المضار الأخلاقي العام للسلوك الفاسد ..وثانياً : جانب اجتماعي قسري ، سلطوي و تنظيمي ، يقوم بالسعي الدؤوب إلى تحقيق مبدأ الكفاية الإقتصادية، والرقابة الصارمة، ..بمعنى آخر إن أي نظام العلاج المقترح، ومهما تعددت جوانبه، وسبل بلاسمه، يجب أنْ يجعل المرء يحيا و يحقق ذاته ويرغب في تنميتها ، من دون فساد . لكن كما نعلم -ومع كل الأسف- نحن في بلداننا نعاني الآن، من خلل مريع، وهزال وقيع، وتأخر رفيع، وتقصير الجميع في كلا اﻷ-;-مرين معاً .ولهذا أخشى ما أخشاه أنْ ينطبقَ علينا فحوى مثل أجدادنا : <br ......
#ترامَتْ
#إِلى
#الفسادِ
#البرايا-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747244
#الحوار_المتمدن
#زكريا_كردي ----------------------------تُخبرنا كتب اللغة حولَ معنى "الفساد"، أنّ معنى فسدَ الشيء، أي تغيّر إلى حالٍ آخر، أي تلُفَ وانتهتْ صلاحيته للنفع، أو تغيّر وأصبح شيئا لا يصلح للاستخدام المُفيد . ..ولهذا يَصحُ أنْ نقول : أفسدَ عليه أمره ، أي حالَ دون نجاحه أو النفع منه.. لأن الفساد أولا وآخراً، هو الخروج بالشيء عن حال الاستقامة أو النفع . ومما لا شك فيه في جلّ الأفهام، انّ للفساد أنواع مُتعددة، ومختلفة بتعدد مناحي سلوك الناس ومُعاملاتهم ، ولكنْ يبقى -في تقديري- أسوأ انواع الظلم و الفساد، هو الفساد المُنافق، الذي يرتدي ثوب التقوى ويتزيّن بمغاني الفضيلة.وقد أومأت لي اشارة "الجاحظ " الألمعية إلى فكرة عدوى الفساد بين الخلائق، وذلك حين اعتبر صاحب كتاب "البيان والتبيين" أنّ الفساد أشدّ إلتحاماً بالطبائع، ولهذا نهى أديبنا عن مجالسة الفاسدين، ودعانا إلى استبدالهم بالعقلاء على حد تعبيره . ثم ذهبتُ بعد تلك الإشارة، إلى التأمل و الاعتقاد، بأن حال الفَسَادُ ليس خياراً واعياً أو مكتسباً، يَعمُّ وينتشر في مُجتمع ما ، من أجلِ إرضاء نهب الحاجة والعوز، أو لإشباع شراهة الطمع فحسب، بل كذلك هو - كما إظنه - تربية ودربة بالدرجة الأولى ..تنهض في أساسها على ملازم فعل الإفساد. والمَسوق بالضرورة نحو غاية نفع أو هدف ما . وقد تُستخدم هذه التربية الإفسادية الاجتماعية بين الناس _ إن جاز التعبير - من قبل بعض المدراء أو الحكام وأولي الأمر، كأسلوب فعّال مضمون و هام جداً من أساليب التحكم والسيطرة.. وجدير بالذكر هنا ، أن هذا الفساد المقصود قد يَتطوَّر وينتشر بين الناس، مع تواصل توَلّي المرء -غير المناسب- لمسؤوليات السلطة، بل وربما يشيع بين الناس أكثر فأكثر ، و من ثم ينقلب إلى حالٍ نفسيٍّ اجتماعي مُعَقدٍ ، يصبحُ فيه المجتمع برمته، مُعتل أو غير سوي، أو ربما تصبح ممارسته أقرب إلى الإدمان القطيعي على الفساد والسلوك الاستغلالي المعوّج.. وعندئذ سيصبح الفرد المسؤول في هذا المجتمع الفاسد جلَّ غايته تأكيد الذات الهَشَّة، بوسيلة مُنحطة، ومُؤذية للآخرين، وبطرق وأساليب مختلفة، لا تخلو من إرهابٍ أو إغراءٍ أو عنف، وهي على العموم أساليب ظاهرة للعيان، لكن لو جرّدنا معنى فكرتها، ستكون بمثابة وسيلة تهدف – دائماً - أنْ تقولَ لمَنْ همْ دُونَها من الضحايا المغلوبين والمُقهورين : أنا الأحقُ في أنْ أكونَ فيكم، وأنا الأجدرُ في أنْ أملكَ بينكم، وأنا الأصلحُ في أنْ أبقى وأَسودَ عليكم.. أعتقد أنّ معالجة وباء الفساد في مجتمعاتنا الشرقية، هو أمرٌ بالغ الصعوبة ويتطلّب وقتا طويلاً ، وكماً هائلاً من الجهد والحزم والمثابرة.ولكن رغم ذلك يبقى في تقديري للعلاج جانبين على الأقل: أولاً : جانب شخصي توعوي، له علاقة، كما أشرت أعلاه ، بالتربية والتعليم، والعمل على التأهيل القيمي للناس، وتعليم الأجيال الناشئة فيهم، منافع قيم الاستقامة والأمانة، وإفهامها المضار الأخلاقي العام للسلوك الفاسد ..وثانياً : جانب اجتماعي قسري ، سلطوي و تنظيمي ، يقوم بالسعي الدؤوب إلى تحقيق مبدأ الكفاية الإقتصادية، والرقابة الصارمة، ..بمعنى آخر إن أي نظام العلاج المقترح، ومهما تعددت جوانبه، وسبل بلاسمه، يجب أنْ يجعل المرء يحيا و يحقق ذاته ويرغب في تنميتها ، من دون فساد . لكن كما نعلم -ومع كل الأسف- نحن في بلداننا نعاني الآن، من خلل مريع، وهزال وقيع، وتأخر رفيع، وتقصير الجميع في كلا اﻷ-;-مرين معاً .ولهذا أخشى ما أخشاه أنْ ينطبقَ علينا فحوى مثل أجدادنا : <br ......
#ترامَتْ
#إِلى
#الفسادِ
#البرايا-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747244
الحوار المتمدن
زكريا كردي - -قد ترامَتْ إِلى الفسادِ البرايا-