فاروق عطية : رقم تسعة والهزائم الواسعة
#الحوار_المتمدن
#فاروق_عطية في نشأتي الأولي إبان فترة الدراسة الثانوية بصعيد مصر لم أمارس رياضة كرة القدم إلا مرة واحدة مرغما. كان عندنا مباريات للفصفوف الدراسية تنتهي بإعلان الصف الدراسي بطل المدرسة في كرة القدم. كنت وقتها بالسنة الخامسة علمي ولم أكن ضمن فريق كرة القدم للصف الدراسي لأنني ببساطة لست مغرما بكرة القدم، كنت في الفريق العسكري للمدرىسة برتبة أُمباشي(شريطين). يوم مبارة صفنا الدراسي مع صف السنة الخامسة أدبي علي نهائي البطولة، إصيب محمد الفخراني الباك رايت لفريق صفنا بالتهاب بزائدته الدودية ونقل إلي المستشفي لإجراء عملية جراحية. كنت بالصدفة في حوش المدرسة بلباسي العسكري فناداني كابتن الفريق وأخبرني بالمشكلة وطلب مني أن أقوم بدور الباك رايت في الفريق. حاولت التنصل من المهمة مؤكدا له أنني لا أجيد اللعب وسأكون السبب المباشر للهزيمة وسأتحمل وحدي عبئها. قال لي باسما: بالعكس سوف تكون السبب المباشر للنصر لأن الفريق المنافس يعلم تماما أنك غشيم ولا تجيد اللعب وسيخاف أي مهاجم الاقتراب منك خاصة أنك سوف تلعب بحذائك (البيادة العسكرية)، فقط عليك الاسراع نحو أي مهاجم ولا تدعه يتقدمك. أمام إلحاحه امتثلت للأمر وارتديت فانلة الفريق ونزلت الملعب. وكان ما توقعه الكابتن، كان أي مهاجم يقترب مني ويري البيادة في قدمي يترك الكرة لي ويجري خائفا علي قدمه وانتصر فريقنا والحمد لله وشكرا للبيادة. وفي المرحلة الجامعية لم أكن أيضا مغرما بكرة القدم ولا أعرف شيئا عن الفرق المتنافسة علي الدوري المصري أو كأس مصر، لكني كنت ألاحظ دائما يوم كل سبت (كانت المباريات بين النوادي الشهيرة تجري يوم الجمعة) تحدث مشاحنات بين الزملاء يسودها الحِدة بين مشجعي النادي الأهلي ونادي الزمالك وكنت أنأى بنفسي عن هذه المهاترات التي لا تهمني من قريب أو بعيد. لاحظت أن حكومة حركة الضباط تشجع وتغذي هذا التعصب الكروي بين الناس حتي تشغلهم عن السياسة وممارستة الحياة الحزبية، فصارت النوادي هي البديل المنطقي للأحزاب، قانقسم الناس لأحزاب رياضية بدلا من الأحزاب السياسية التي كانت سائدة قبيل الحركة وأشهرها حزبي الوفد والأحرار الدستوريين، فاستبدلهما الناس بحزبي الأهلي والزمالك. بداعي الفضول بدأت أذهب إلي الاستاد لمشاهدة مباريات الأهلي والزمالك حتي يمكنني أن أشارك في النقاش الذي يدور بين أصدقائي بعد كل مباراة. أردت أن أعرف لماذا يشجع أغلبية الناس النادي الأهلي أكثر ممن بشجعون نادي الزمالك، فقرأت كنيبات كانت منتشرة عن النوادي، عرفت منها أن النادي الأهلي كان معظم أعضائه ضد الاستعمار الانجليزي والكثير منهم كانو يقومون بأعمال فدائية ضد المستعمر، لذلك اختار قميصه باللون الأحمر لون الدم، وكان يرأسه عبود باشا أعظم اقتصادي مصري وطني عرفته البلاد. في المقابل بدأ النادي المنافس تحت اسم نادي المختلط يجمع بين المصريين والانجليز كأعضاء للنادي وأيضا كلاعبين واختار قميصه باللون الأبيض وخطين أحمرين يمثلان اخنلاط المصريين بالانجليز. وبعد اتفاقية 1936م التي أنهت الاستعمار ورحّلت جنوده إلي منطقة القنال، أصبح النادي خاليا من الانجليز الذين كان النادي يحتمي بهم، غيّر النادي إسمه إلي نادي فاروق الأول حتي يكون تحت حماية القصر، وحين رُحّل فاروق بعد حركة الضباط إلى كابري غيروأ إسم النادي مرة أخرى ألي نادي الزمالك رغم أن مقره بميت عقبة، تمسُحا في علية القوم المقيمين بالزمالك، وصار النادي تحت حماية المشير عبد الحكيم عامر شخصيا. حينئذ اخترت النادي الأهلي ليكون فريقي المفضّل ولكن دون تعصب لإيماني بأن لعبة كرة القدم مجرد رياضة ولابد أن يتصف الرياضي ......
#تسعة
#والهزائم
#الواسعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701361
#الحوار_المتمدن
#فاروق_عطية في نشأتي الأولي إبان فترة الدراسة الثانوية بصعيد مصر لم أمارس رياضة كرة القدم إلا مرة واحدة مرغما. كان عندنا مباريات للفصفوف الدراسية تنتهي بإعلان الصف الدراسي بطل المدرسة في كرة القدم. كنت وقتها بالسنة الخامسة علمي ولم أكن ضمن فريق كرة القدم للصف الدراسي لأنني ببساطة لست مغرما بكرة القدم، كنت في الفريق العسكري للمدرىسة برتبة أُمباشي(شريطين). يوم مبارة صفنا الدراسي مع صف السنة الخامسة أدبي علي نهائي البطولة، إصيب محمد الفخراني الباك رايت لفريق صفنا بالتهاب بزائدته الدودية ونقل إلي المستشفي لإجراء عملية جراحية. كنت بالصدفة في حوش المدرسة بلباسي العسكري فناداني كابتن الفريق وأخبرني بالمشكلة وطلب مني أن أقوم بدور الباك رايت في الفريق. حاولت التنصل من المهمة مؤكدا له أنني لا أجيد اللعب وسأكون السبب المباشر للهزيمة وسأتحمل وحدي عبئها. قال لي باسما: بالعكس سوف تكون السبب المباشر للنصر لأن الفريق المنافس يعلم تماما أنك غشيم ولا تجيد اللعب وسيخاف أي مهاجم الاقتراب منك خاصة أنك سوف تلعب بحذائك (البيادة العسكرية)، فقط عليك الاسراع نحو أي مهاجم ولا تدعه يتقدمك. أمام إلحاحه امتثلت للأمر وارتديت فانلة الفريق ونزلت الملعب. وكان ما توقعه الكابتن، كان أي مهاجم يقترب مني ويري البيادة في قدمي يترك الكرة لي ويجري خائفا علي قدمه وانتصر فريقنا والحمد لله وشكرا للبيادة. وفي المرحلة الجامعية لم أكن أيضا مغرما بكرة القدم ولا أعرف شيئا عن الفرق المتنافسة علي الدوري المصري أو كأس مصر، لكني كنت ألاحظ دائما يوم كل سبت (كانت المباريات بين النوادي الشهيرة تجري يوم الجمعة) تحدث مشاحنات بين الزملاء يسودها الحِدة بين مشجعي النادي الأهلي ونادي الزمالك وكنت أنأى بنفسي عن هذه المهاترات التي لا تهمني من قريب أو بعيد. لاحظت أن حكومة حركة الضباط تشجع وتغذي هذا التعصب الكروي بين الناس حتي تشغلهم عن السياسة وممارستة الحياة الحزبية، فصارت النوادي هي البديل المنطقي للأحزاب، قانقسم الناس لأحزاب رياضية بدلا من الأحزاب السياسية التي كانت سائدة قبيل الحركة وأشهرها حزبي الوفد والأحرار الدستوريين، فاستبدلهما الناس بحزبي الأهلي والزمالك. بداعي الفضول بدأت أذهب إلي الاستاد لمشاهدة مباريات الأهلي والزمالك حتي يمكنني أن أشارك في النقاش الذي يدور بين أصدقائي بعد كل مباراة. أردت أن أعرف لماذا يشجع أغلبية الناس النادي الأهلي أكثر ممن بشجعون نادي الزمالك، فقرأت كنيبات كانت منتشرة عن النوادي، عرفت منها أن النادي الأهلي كان معظم أعضائه ضد الاستعمار الانجليزي والكثير منهم كانو يقومون بأعمال فدائية ضد المستعمر، لذلك اختار قميصه باللون الأحمر لون الدم، وكان يرأسه عبود باشا أعظم اقتصادي مصري وطني عرفته البلاد. في المقابل بدأ النادي المنافس تحت اسم نادي المختلط يجمع بين المصريين والانجليز كأعضاء للنادي وأيضا كلاعبين واختار قميصه باللون الأبيض وخطين أحمرين يمثلان اخنلاط المصريين بالانجليز. وبعد اتفاقية 1936م التي أنهت الاستعمار ورحّلت جنوده إلي منطقة القنال، أصبح النادي خاليا من الانجليز الذين كان النادي يحتمي بهم، غيّر النادي إسمه إلي نادي فاروق الأول حتي يكون تحت حماية القصر، وحين رُحّل فاروق بعد حركة الضباط إلى كابري غيروأ إسم النادي مرة أخرى ألي نادي الزمالك رغم أن مقره بميت عقبة، تمسُحا في علية القوم المقيمين بالزمالك، وصار النادي تحت حماية المشير عبد الحكيم عامر شخصيا. حينئذ اخترت النادي الأهلي ليكون فريقي المفضّل ولكن دون تعصب لإيماني بأن لعبة كرة القدم مجرد رياضة ولابد أن يتصف الرياضي ......
#تسعة
#والهزائم
#الواسعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701361
الحوار المتمدن
فاروق عطية - رقم تسعة والهزائم الواسعة