دينا سليم حنحن : نهر توود - أستراليا
#الحوار_المتمدن
#دينا_سليم_حنحن زاوية ذاكرة مكانالأنهار تكذب أيضًانهر توود - أستراليادينا سليم حنحنركبتُ البحر والموج غارقًا مواكبهصه أيّها النّهر الجّاف في عطائههل تسمعني؟لن أعود إليك والعشق ميّت في قلبيألا تسمعني!نهر توود، سريع الزّوال، يبدأ من سلسلة جبال MacDonnell Ranges ، يشطر منطقة Alice Springs ، عبر Heavitree Gap في الطرف الجنوبي من Alice Springs ويستمر لمسافة معيّنة، يمر عبر الجزء الغربي من صحراء سيمبسون، حيث أصبحت رافدًا لنهر هيل، وفي النهاية يتدفّق إلى بحيرة إير في جنوب أستراليا.يطلق عليه سكان Arrernte الأصليون ler-ra m-barn-twa.. وهم مجموعة من السكان الأصليين الذين سكنوا المنطقة والمناطق المحيطة، ولا يزالون فيها، يتحدثون لهجات أرينتي المختلفة، ركّزت أساطيرهم الروحانية حيث المناطق الطبيعية الخلابة، وتحدثوا كثيرًا عن الحلم الأوبرجيني العتيد، يؤمنون بالطبيعة الأم، وإله يدعى (تيجيرا) خالق الأرض وتدعى في لغتهم ( Inapertwa) واحتوت الكائنات الحيّة جميعها، وسميت المقدّسات ذات الأهمية الدينية جميعًا بــــ ( Tjurunga)، لغة صعبة أحيانًا، لكنها متداولة شفهيًا، وبقيت الأسماء القديمة كما هي، لكن لصعوبتها شكّلت أحيانا عبئًا على السيّاح الذين يزورون المنطقة.يقع نهر Todd في جزء جاف جدًا في جنوب ولاية نيوساوث ويلز، عندما تتدفّق المياه، تحمل حمولة رواسب ثقيلة يتمّ التقاطها من أراضي الرّعي المحاذية، مما يضفي على المياه لون الشوكولاتة بالحليب.قبيح مشهد المياه، أخذني إلى كتابة هذه السطور في كُتيّب صغير أحمله معي حيث أذهب: أيها النّهر، لَو كنتَ إنسانًا لتصيدتُ قبحك ودفنته، لكن ما هو ذنبكَ، لن أكون خائنة مثلهم، خائنون هم، تركوك وحدك، مصابون بالعماء، ناكرون للجميل، ابقَ كما أنتَ، بعيدًا عن عيون البشر، لا تروِ عطشهم، قبيحون، سارقون، سرقوا قلبك الجميل وتركوه لمن لا يحب الحياة!قررتُ المضي إلى المرتفعات المحاذية، جذّابة هي، في طريق ترابي ضيق ومنعزل، شققتُ المرتفعات، وقدتُ مركبتي التي تأرجحت بين الحجارة النّافرة والصّخور الصّغيرة أحيانًا، لم يكن الطريق معبدًا، لكنني أصررتُ على الوقوف عند القمّة، أطلّ العالم، شاهدتُ من أعلى السّفوح الخضر، لقد وصلتُ بعد ساعة أعلى القمة، ويقدّر ارتفاعها 1000 متر عن سطح البحر، غاب النهر تمامًا، وكأنه لم يكن، لكن المشهد العظيم الذي أحاطني بالدهشة دعاني إلى تفقّد الزّمان، زمان الماضي، وعدتُ أتساءل مجددًا، هل عاش السّكان الأصليين هنا؟ يا لها من باهرة حياتهم! يا لهذا الجمال السّخي، ويا لهذه المناطق التي لا يمكن أن يصلها سوى من استطاع اجتياز المساحات، على أرض كانت مجهولة وتسمى الآن أستراليا.وعدتُ بعد سنة، في الوقت الذي تدفّق فيه النّهر بغزارة، كانت المشاهد مختلفة، زرقة ما بعدها زرقة، بهرتُ مجددًا، مكثتُ يومًا كاملًا، وغادرتُ المنطقة عند الغروب، شيء خطير لفتَ نظري، مراحل انسحاب أشعة الشّمس عن قمّة الجبل الشّاهق، انسحبت سطرًا سطرًا، وكلما ابتعدتُ أكثر، ازدادت السّطور المستقيمة، كأنها خطوط مرسومة، مشهد نادر ولافت للنّظر، أن تشاهد جبلًا منشقًا عن أجزائه، ينشّق كل دقيقة جزء منه، ويعتم بالظلّ عند انسحاب الشمس برفق، دعاني المشهد للبحث عن فندق أبيتُ فيه ليلتي، بعد أن دفعني حب استطلاعي للبقاء، أردتُ متابعة انسحاب العتمة عن الجبل فجر اليوم التالي، ومتابعة خيوط الشّمس وهي تعود سطرًا سطرًا، وصفًّا صفًّا. ......
#توود
#أستراليا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754998
#الحوار_المتمدن
#دينا_سليم_حنحن زاوية ذاكرة مكانالأنهار تكذب أيضًانهر توود - أستراليادينا سليم حنحنركبتُ البحر والموج غارقًا مواكبهصه أيّها النّهر الجّاف في عطائههل تسمعني؟لن أعود إليك والعشق ميّت في قلبيألا تسمعني!نهر توود، سريع الزّوال، يبدأ من سلسلة جبال MacDonnell Ranges ، يشطر منطقة Alice Springs ، عبر Heavitree Gap في الطرف الجنوبي من Alice Springs ويستمر لمسافة معيّنة، يمر عبر الجزء الغربي من صحراء سيمبسون، حيث أصبحت رافدًا لنهر هيل، وفي النهاية يتدفّق إلى بحيرة إير في جنوب أستراليا.يطلق عليه سكان Arrernte الأصليون ler-ra m-barn-twa.. وهم مجموعة من السكان الأصليين الذين سكنوا المنطقة والمناطق المحيطة، ولا يزالون فيها، يتحدثون لهجات أرينتي المختلفة، ركّزت أساطيرهم الروحانية حيث المناطق الطبيعية الخلابة، وتحدثوا كثيرًا عن الحلم الأوبرجيني العتيد، يؤمنون بالطبيعة الأم، وإله يدعى (تيجيرا) خالق الأرض وتدعى في لغتهم ( Inapertwa) واحتوت الكائنات الحيّة جميعها، وسميت المقدّسات ذات الأهمية الدينية جميعًا بــــ ( Tjurunga)، لغة صعبة أحيانًا، لكنها متداولة شفهيًا، وبقيت الأسماء القديمة كما هي، لكن لصعوبتها شكّلت أحيانا عبئًا على السيّاح الذين يزورون المنطقة.يقع نهر Todd في جزء جاف جدًا في جنوب ولاية نيوساوث ويلز، عندما تتدفّق المياه، تحمل حمولة رواسب ثقيلة يتمّ التقاطها من أراضي الرّعي المحاذية، مما يضفي على المياه لون الشوكولاتة بالحليب.قبيح مشهد المياه، أخذني إلى كتابة هذه السطور في كُتيّب صغير أحمله معي حيث أذهب: أيها النّهر، لَو كنتَ إنسانًا لتصيدتُ قبحك ودفنته، لكن ما هو ذنبكَ، لن أكون خائنة مثلهم، خائنون هم، تركوك وحدك، مصابون بالعماء، ناكرون للجميل، ابقَ كما أنتَ، بعيدًا عن عيون البشر، لا تروِ عطشهم، قبيحون، سارقون، سرقوا قلبك الجميل وتركوه لمن لا يحب الحياة!قررتُ المضي إلى المرتفعات المحاذية، جذّابة هي، في طريق ترابي ضيق ومنعزل، شققتُ المرتفعات، وقدتُ مركبتي التي تأرجحت بين الحجارة النّافرة والصّخور الصّغيرة أحيانًا، لم يكن الطريق معبدًا، لكنني أصررتُ على الوقوف عند القمّة، أطلّ العالم، شاهدتُ من أعلى السّفوح الخضر، لقد وصلتُ بعد ساعة أعلى القمة، ويقدّر ارتفاعها 1000 متر عن سطح البحر، غاب النهر تمامًا، وكأنه لم يكن، لكن المشهد العظيم الذي أحاطني بالدهشة دعاني إلى تفقّد الزّمان، زمان الماضي، وعدتُ أتساءل مجددًا، هل عاش السّكان الأصليين هنا؟ يا لها من باهرة حياتهم! يا لهذا الجمال السّخي، ويا لهذه المناطق التي لا يمكن أن يصلها سوى من استطاع اجتياز المساحات، على أرض كانت مجهولة وتسمى الآن أستراليا.وعدتُ بعد سنة، في الوقت الذي تدفّق فيه النّهر بغزارة، كانت المشاهد مختلفة، زرقة ما بعدها زرقة، بهرتُ مجددًا، مكثتُ يومًا كاملًا، وغادرتُ المنطقة عند الغروب، شيء خطير لفتَ نظري، مراحل انسحاب أشعة الشّمس عن قمّة الجبل الشّاهق، انسحبت سطرًا سطرًا، وكلما ابتعدتُ أكثر، ازدادت السّطور المستقيمة، كأنها خطوط مرسومة، مشهد نادر ولافت للنّظر، أن تشاهد جبلًا منشقًا عن أجزائه، ينشّق كل دقيقة جزء منه، ويعتم بالظلّ عند انسحاب الشمس برفق، دعاني المشهد للبحث عن فندق أبيتُ فيه ليلتي، بعد أن دفعني حب استطلاعي للبقاء، أردتُ متابعة انسحاب العتمة عن الجبل فجر اليوم التالي، ومتابعة خيوط الشّمس وهي تعود سطرًا سطرًا، وصفًّا صفًّا. ......
#توود
#أستراليا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754998
الحوار المتمدن
دينا سليم حنحن - نهر توود - أستراليا