الصديق بودوارة : من بئر ريان إلى بئر يوسف .. أمة .. في بئر
#الحوار_المتمدن
#الصديق_بودوارة (( أختارُ يوماً غائماً لأمرّ بالبئر القديمة.ربّما امتلأت سماءً. ربّما فاضت عن المعنى وعن ..أمثولة الراعي. سأشرب حفنةً من مائها.وأقول للموتى حواليها: سلاماً، أيّها الباقون . )) إنه "محمود درويش" لا يخرج عن النص العربي العتيد، فالخروج عن النصوص العميقة في بلاد الشرق محض مغامرة لن تؤدي بك إلا إلى المزيد من غيابات الجب. ولك أن تحاول، وسوف تخبرنا إذا لم تمت بنتيجة ما آلت إليه المحاولة. إنه لا يرى حول "منبع الحياة" سوى الموتى، ويبادرهم بعبارته السحرية : سلاماً أيها الباقون. فالموت هنا هو الباقي، وما على الحياة سوى أن تحزم متاعها وترحل.الغريب في موضوع البئر هو ذلك التناقض المريع بين المعنى والاسقاط، فالبئر بطبيعتها هي حبل نجاة البدوي من الموت، فيها يكمن سائل الحياة، وداخل رحمها وعدٌ أكيد بالتجدد، وفي ماءها العذب رسالة للبذور على السطح بأن لها موعد مع الازدهار والخضرة ومع المزيد من تحدي الضمور ومحاربة الإنزواء .هذه هي رسالة البئر الحقيقية، ولكن، كيف انبعثت إذاً كل هذه الصور السلبية للبئر كونها رمزاً للموت؟ ألا يناقض المعنى هنا مضمون الاسقاط؟ للمزيد من استيعاب هذه الفكرة الشائكة دعونا نستعرض مزيداً من الآبار لأن بئر "محمود درويش وحدها لم تعد تكفي .بئر يوسف :(( قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10) قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ-;- يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ (14). ))هاهم أخوة يوسف يتآمرون به، يسرقونه من أبيهم وعداً حلواً وأمنية معسولة، ويلقون به في غيابت بئر، ويتهمون به الذئب، ثم ينصرفون وكأن شيئاً لم يحدث. الذئب هنا كان الشماعة التي علق عليها الجناة أخطاءهم، فهل مازلنا في أمس الحاجة إلى الذئب كما كان أخوة يوسف في أمس الحاجة إليه ؟إن البئر هنا يواصل ( أو تواصل ) تخبطها في الازدواج بين معنيين متناقضين، الأول ظلامي منذر بالخوف والموت، والثاني متفائل يبشر بالارتواء بعد ظمأ طويل، وهاهم أخوة يوسف يختارونها مكاناً لإخفاء فعل فاضح لا يجدر به الظهور، فالأفعال الفاضحة هي الأكثر احتياجاً إلى عدم الفضح، وهل هناك أكثر احتياجاً إلى الاختفاء من مواراة طفلٍ في حفرة ؟ إنك تحتاج في هذه الحالة إلى هوة تدس رأسها عميقاً في الأسفل، وهل هناك كائن يدس رأسه على هذا النحو أفضل من بئر ؟ البئر في اللغة : حتى في اللغة، ثمة تناقض لا يبدو مفهوماً للوهلة الأولى، فالبئر في اللغة مفردة مؤنثة، إنها في موضع : (( حفرة عميقة يُستخرج منها الماء أو النفط. ))، وهي في موضع آخر : (( بئر حفرتها ( وليس حفرته ) مياه الرشح. ))، وفي موضعٍ آخر : (( هي ( وليس هو ) بئر تنتهي إلى مجرى مائي تحت الأرض.))، وفي موضع غيره : (( بئر فوهاء، أي واسعة الفم.))، وفي مواضع غير ذلك كله هي : (( حفرة، أو حفرة يتفجر منها الماء، أو هي الحفرة العميقة في الأرض يستقى منها الماء.)) إن البئر كائن مؤنث إذن، هكذا حكمت بهويته اللغة، ويجوز له بمفهوم هذا الزمن أن يتحصل على رقم وطني يبدأ بما تبدأ به الأرقام الوطنية للإناث، ويصبح واجياً علينا ......
#ريان
#يوسف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747422
#الحوار_المتمدن
#الصديق_بودوارة (( أختارُ يوماً غائماً لأمرّ بالبئر القديمة.ربّما امتلأت سماءً. ربّما فاضت عن المعنى وعن ..أمثولة الراعي. سأشرب حفنةً من مائها.وأقول للموتى حواليها: سلاماً، أيّها الباقون . )) إنه "محمود درويش" لا يخرج عن النص العربي العتيد، فالخروج عن النصوص العميقة في بلاد الشرق محض مغامرة لن تؤدي بك إلا إلى المزيد من غيابات الجب. ولك أن تحاول، وسوف تخبرنا إذا لم تمت بنتيجة ما آلت إليه المحاولة. إنه لا يرى حول "منبع الحياة" سوى الموتى، ويبادرهم بعبارته السحرية : سلاماً أيها الباقون. فالموت هنا هو الباقي، وما على الحياة سوى أن تحزم متاعها وترحل.الغريب في موضوع البئر هو ذلك التناقض المريع بين المعنى والاسقاط، فالبئر بطبيعتها هي حبل نجاة البدوي من الموت، فيها يكمن سائل الحياة، وداخل رحمها وعدٌ أكيد بالتجدد، وفي ماءها العذب رسالة للبذور على السطح بأن لها موعد مع الازدهار والخضرة ومع المزيد من تحدي الضمور ومحاربة الإنزواء .هذه هي رسالة البئر الحقيقية، ولكن، كيف انبعثت إذاً كل هذه الصور السلبية للبئر كونها رمزاً للموت؟ ألا يناقض المعنى هنا مضمون الاسقاط؟ للمزيد من استيعاب هذه الفكرة الشائكة دعونا نستعرض مزيداً من الآبار لأن بئر "محمود درويش وحدها لم تعد تكفي .بئر يوسف :(( قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10) قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ-;- يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ (14). ))هاهم أخوة يوسف يتآمرون به، يسرقونه من أبيهم وعداً حلواً وأمنية معسولة، ويلقون به في غيابت بئر، ويتهمون به الذئب، ثم ينصرفون وكأن شيئاً لم يحدث. الذئب هنا كان الشماعة التي علق عليها الجناة أخطاءهم، فهل مازلنا في أمس الحاجة إلى الذئب كما كان أخوة يوسف في أمس الحاجة إليه ؟إن البئر هنا يواصل ( أو تواصل ) تخبطها في الازدواج بين معنيين متناقضين، الأول ظلامي منذر بالخوف والموت، والثاني متفائل يبشر بالارتواء بعد ظمأ طويل، وهاهم أخوة يوسف يختارونها مكاناً لإخفاء فعل فاضح لا يجدر به الظهور، فالأفعال الفاضحة هي الأكثر احتياجاً إلى عدم الفضح، وهل هناك أكثر احتياجاً إلى الاختفاء من مواراة طفلٍ في حفرة ؟ إنك تحتاج في هذه الحالة إلى هوة تدس رأسها عميقاً في الأسفل، وهل هناك كائن يدس رأسه على هذا النحو أفضل من بئر ؟ البئر في اللغة : حتى في اللغة، ثمة تناقض لا يبدو مفهوماً للوهلة الأولى، فالبئر في اللغة مفردة مؤنثة، إنها في موضع : (( حفرة عميقة يُستخرج منها الماء أو النفط. ))، وهي في موضع آخر : (( بئر حفرتها ( وليس حفرته ) مياه الرشح. ))، وفي موضعٍ آخر : (( هي ( وليس هو ) بئر تنتهي إلى مجرى مائي تحت الأرض.))، وفي موضع غيره : (( بئر فوهاء، أي واسعة الفم.))، وفي مواضع غير ذلك كله هي : (( حفرة، أو حفرة يتفجر منها الماء، أو هي الحفرة العميقة في الأرض يستقى منها الماء.)) إن البئر كائن مؤنث إذن، هكذا حكمت بهويته اللغة، ويجوز له بمفهوم هذا الزمن أن يتحصل على رقم وطني يبدأ بما تبدأ به الأرقام الوطنية للإناث، ويصبح واجياً علينا ......
#ريان
#يوسف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747422
الحوار المتمدن
الصديق بودوارة - من بئر ريان إلى بئر يوسف .. أمة .. في بئر