الحوار المتمدن
3.11K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد محضار : سدّ االرمق
#الحوار_المتمدن
#محمد_محضار الطفلة تبتسم وتنظرالى أمها، سائل المخاط ملتحم بشاربها، ثيابها الرثة تحمل أثر التراب، يدها تحك رأسها الأشعث المقمل ، أمهامدفونة الجسد في ثوب وسخ، ملفوفة في نصف ملاءة قديمة، تنتعل حذاء بلاستيكيا يطفح بالرائحة الكريهة. .الطّفلة والأم تتجولان بين جماعات المسافرين الواقفين على رصيف المحطة الأم تَمُدّ يدها المشققة: -صدقة على الله والوالدين يا أولاد الحلال تقتربان من شاب مُكرفط وفتاة متبرجة تَصحبه، تنظر الطفلة الى ساقي الفتاة الممتلئتين مستنشقة ذرات العبير المنبعثة من جسدها..الأم تمد يدها قائلة :-صدقة يا أولاد الحلال الله يحفظكم يرد الشاب متأففا:- ابتعدي يا امرأة الله يعفو عليك وعَليّ.تقول الفتاة مزدرية :-"كثرتم الله يحضر السلامة "..تبتعد الأم وطفلتها، الطّفلة تنحني على الأرض، تلتقط علبة رايب فارغة ،تبدأ . بِلحس بقاياها ..الأم تتكئ على حائط أحد شبابيك التذاكير تحسب السنتيمات التي جَمعتها منذ الصباح الباكر. مُنبهات الحافلات تحطم سكون المكان ، ترمي الطفلة علبة الرايب بعد ان فرغت من لعقها .ماسح أحذية شاب جالس على الارض أمامه علبته ، في يده اليمنى خرقة مخضبة بغراء السلسيون يشمها بنشوة ،عيناه مقلوبتان ، شفتاه زرقاوان ، الطفلة تُبحلق فيه ، يبدو غريبا الأُمّ غَيرُ مكترثة بأمره ، لها مشاكلها الخاصة ،يقترب كَهل مكتنز من ماسح الأحذية يضع قدمه على خشبة العلبة . يشتغل الماسح .تجر الأم طفلتها وتتركان مكانهما . صرخة نِسوية تُردّد صداها فجأة جُدران المحطة ، تلتفت الأم وطفلتها ، اِمرأة عجوز تَسَللت خُصل من شعرها الأبيض عبر المنديل الذي تشد به رأسها تصيح وتصرخ : -"سرقوني يَالْخّوت ضربوا لي الجيب ..خطفوا لي رزقي يخ من المدينة يخ من المدينة." بعض أبناء الحلال يحاولون زَرع السكينة في نفسها , آخرون يَهبونها نُقُوداً .شَمْس الربيع تنثر أَشعتها الدافئة ،رياح شمالية تَهُبّ منعشة ، الأم وابنتها تغادران المحطة , تَعِنّان على السويقة ، تشتري الأم خبزة ودرهماً زيتوناً تجُران أقدامهما عبر شوارع المدينة، بعد حين تصبح دُورها وعماراتها خلف ظهريهما وبمواجهتهما مدينة القصدير، ضجيج الأطفال يتهادى الى أسماعهما كلما تقدمتا . تَصِلانها. الطفلة تبتسم لمجموعة من البنات المتسخات مثلها يلعبن بالحبل ، الأم تهز رأسها مُسلمة على كهلة ضامرة العود تقف قرب باب برّاكة. .عند مدخل برّاكَتهما اقتعد الأب صخرة متوسطة الحجم , موجة من دخان الكيف ترتفع من شقف السَّبسي الذي يدخنه ..الطفلة تهرول نحوه مقبلة خده الممتقع، ترتسم على شفتيه الذابلتين ابتسامة لاهثة ، الأم تقترب منهما . يرفع الأب رأ سه نحوها :- "لم أجمع اليوم الا سنتيمات قليلة ، رواد السوق البلدي كانوا قلة وأكثرهم من الشباب وانت تعرفين أولاد اليوم"- المحطة كانت مكتظة لكن بَركة هذا الصباح كانت قليلة المُهم ان نسد الرمق ونعيش. يدلف الثلاثة الى داخل البراكة .تَضع الأم حبات الزيتون في طبق قصديري ، يجتمعون حوله جالسين على حصيرة مهترئة . خريبكة 1987 ......
#االرمق

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752810