كاظم فنجان الحمامي : نشتري طعامنا من بره
#الحوار_المتمدن
#كاظم_فنجان_الحمامي لو استعرضنا الأطعمة التي نتناولها في الوجبات الثلاث لاكتشفنا أنها كلها مستوردة من خارج العراق, حتى الأواني التي نتناول فيها طعامنا نستوردها من البلدان المجاورة لنا، فالملاعق والأقداح والاطباق والشوكات كلها من هناك. ولا توجد لدينا مادة غذائية واحدة تحمل هويتنا، باستثناء بعض المواد النادرة وعلى نطاق ضيق جداً، وفي مناسبات موسمية محددة. فالسكين التي نقطع بها الخضار مستوردة، والوعاء الذي نضع فيه السلطة مستورد، والمائدة التي نوزع فوقها الأطباق مستوردة، والقدور والمحارم الورقية وأجهزة الطبخ بالغاز أو بالميكروويف كلها مستوردة. .يتألف طعامنا هذه الأيام من مشتقات الألبان الإيرانية والسعودية والكويتية والتركية، والبطاطا والطماطة والخيار والبطيخ الإيراني والكويتي والأردني, والقمح المستورد من استراليا، والرز الفيتنامي والباكستاني, والسكر التايلندي، والشاي السيلاني، والتوابل الهندية، والبقوليات الصينية, والأملاح الإماراتية، والمياه المعدنية الخليجية، والفاكهة المتعددة الجنسيات, واللحوم الصومالية، والأسماك البورمية المجمدة، ناهيك عن الدجاج الطائفي المجمد. حتى التمور صرنا نستوردها من دول الجوار. .تمتلك الشعوب الأخرى مصانعها الإنتاجية الجبارة, بينما مصانعنا معطلة بسبب الإجراءات التعجيزية التي فرضتها عليها الدولة، وتمتلك الشعوب الأخرى حقولها الزراعية الواسعة، بينما حقولنا يقتلها الظمأ. هم ينتجون ونحن نستهلك. هم يزرعون ونحن نأكل. هم يصدرون إلينا كل ما يلزمنا وما لا يلزمنا حتى قبل أن نطلبه منهم. .نحن نعيش لنأكل ببركات الذين رسموا للعراق خارطة الفشل، ونتناسل فيزداد تعدادنا. حتى أصبحنا شعباً كسولاً مترهلاً، يشتري طعامه من بره. .لقد غدونا أمة مستهلكة، نأكل أكثر مما ننتج، بل أصبحنا لا ننتج شيئاً تقريباً، ثم أدى بنا الاستهلاك إلى الإسراف، والإسراف إلى الضياع، وكأننا لا نعلم أن الأمة التي لا تأكل مما تزرع، ولا تلبس مما تصنع، أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء. .لقد انحدرت عندنا المؤشرات الإنتاجية، وأصبحت العلامة الأسوأ في حياتنا، وباتت حقيقة دامغة لا ينكرها إلا جاهل. كنا في مراحل سابقة أمة متبوعة فصرنا أمة تابعة، وكنا أمة مصدرة للعلوم والفنون والآداب فصرنا أمة مستوردة لشتى صنوف الأفكار الهدامة، وكنا في موقع الصدارة فصرنا في ذيل القائمة، وكنا أمة منتجة فأصبحنا من أشهر الأمم المُستهلكة والمستوردة. نستورد كل شيء من المأكل إلى المشرب. .لا شك أن هذا التباين الكبير بين أحوالنا اليوم وأحوالنا في خمسينيات القرن الماضي يضطر كل مواطن إلى المقارنة بين الحالتين، ولا شك أن أي عاقل لن يستطع إنكار هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي أن ما حاق بنا من تراجع وتقهقر يرجع في المقام الأول إلى الغباء والإهمال وسوء التخطيط وغياب الروح الوطنية المخلصة.والله يستر من الجايات ......
#نشتري
#طعامنا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752481
#الحوار_المتمدن
#كاظم_فنجان_الحمامي لو استعرضنا الأطعمة التي نتناولها في الوجبات الثلاث لاكتشفنا أنها كلها مستوردة من خارج العراق, حتى الأواني التي نتناول فيها طعامنا نستوردها من البلدان المجاورة لنا، فالملاعق والأقداح والاطباق والشوكات كلها من هناك. ولا توجد لدينا مادة غذائية واحدة تحمل هويتنا، باستثناء بعض المواد النادرة وعلى نطاق ضيق جداً، وفي مناسبات موسمية محددة. فالسكين التي نقطع بها الخضار مستوردة، والوعاء الذي نضع فيه السلطة مستورد، والمائدة التي نوزع فوقها الأطباق مستوردة، والقدور والمحارم الورقية وأجهزة الطبخ بالغاز أو بالميكروويف كلها مستوردة. .يتألف طعامنا هذه الأيام من مشتقات الألبان الإيرانية والسعودية والكويتية والتركية، والبطاطا والطماطة والخيار والبطيخ الإيراني والكويتي والأردني, والقمح المستورد من استراليا، والرز الفيتنامي والباكستاني, والسكر التايلندي، والشاي السيلاني، والتوابل الهندية، والبقوليات الصينية, والأملاح الإماراتية، والمياه المعدنية الخليجية، والفاكهة المتعددة الجنسيات, واللحوم الصومالية، والأسماك البورمية المجمدة، ناهيك عن الدجاج الطائفي المجمد. حتى التمور صرنا نستوردها من دول الجوار. .تمتلك الشعوب الأخرى مصانعها الإنتاجية الجبارة, بينما مصانعنا معطلة بسبب الإجراءات التعجيزية التي فرضتها عليها الدولة، وتمتلك الشعوب الأخرى حقولها الزراعية الواسعة، بينما حقولنا يقتلها الظمأ. هم ينتجون ونحن نستهلك. هم يزرعون ونحن نأكل. هم يصدرون إلينا كل ما يلزمنا وما لا يلزمنا حتى قبل أن نطلبه منهم. .نحن نعيش لنأكل ببركات الذين رسموا للعراق خارطة الفشل، ونتناسل فيزداد تعدادنا. حتى أصبحنا شعباً كسولاً مترهلاً، يشتري طعامه من بره. .لقد غدونا أمة مستهلكة، نأكل أكثر مما ننتج، بل أصبحنا لا ننتج شيئاً تقريباً، ثم أدى بنا الاستهلاك إلى الإسراف، والإسراف إلى الضياع، وكأننا لا نعلم أن الأمة التي لا تأكل مما تزرع، ولا تلبس مما تصنع، أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء. .لقد انحدرت عندنا المؤشرات الإنتاجية، وأصبحت العلامة الأسوأ في حياتنا، وباتت حقيقة دامغة لا ينكرها إلا جاهل. كنا في مراحل سابقة أمة متبوعة فصرنا أمة تابعة، وكنا أمة مصدرة للعلوم والفنون والآداب فصرنا أمة مستوردة لشتى صنوف الأفكار الهدامة، وكنا في موقع الصدارة فصرنا في ذيل القائمة، وكنا أمة منتجة فأصبحنا من أشهر الأمم المُستهلكة والمستوردة. نستورد كل شيء من المأكل إلى المشرب. .لا شك أن هذا التباين الكبير بين أحوالنا اليوم وأحوالنا في خمسينيات القرن الماضي يضطر كل مواطن إلى المقارنة بين الحالتين، ولا شك أن أي عاقل لن يستطع إنكار هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي أن ما حاق بنا من تراجع وتقهقر يرجع في المقام الأول إلى الغباء والإهمال وسوء التخطيط وغياب الروح الوطنية المخلصة.والله يستر من الجايات ......
#نشتري
#طعامنا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752481
الحوار المتمدن
كاظم فنجان الحمامي - نشتري طعامنا من بره