الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعود سالم : سرير بروكست
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم تعبر الأساطير اليونانية عادة عن جوانب غامضة وجزر مهجورة من النفسية البشرية وتلقي نورا خفيفا يضيء بعض جوانب الإنسان المظلمة. ولكن في أغلب الأحيان عندما نعيد قراءة هذه الأساطير ونحاول شرحها وتأويلها في الأوقات اللاحقة، عادة ما نجعل هذه القصص تتكلم بلساننا وتقول ما نريدها أن تقول، دون التمكن من الوصول إلى المعنى الحقيقي، والذي يمكن إدراكه منطقيا وبوسائل البحث العلمي الموضوعي البعيد عن استغلال هذه الأساطير والإنتفاع بها للوصول إلى أهدافنا المباشرة. والأمثلة عديدة ومتنوعة، من بروميثيوس سارق النار من الآلهة والذي أعطاها للإنسان ليصبح صديقا ومنقذا للبشرية، ونرسيس رمزا لحب الذات، وسيزيف حامل الصخرة إلى أعلى الجبل رمزا للعبث الوجودي، وأشهرها ولا شك أوديب وإلكترا التي بنى عليهما فرويد أسطورة جديدة، أسطورة التحليل النفسي وجذور العقد الجنسية. أما أسطورة بروكست وسريره المشهور فإنها عادة ما تستعمل في المجال السياسي للتعبير عن فكرة الرقابة والإمتثالية والمطابقة ورفض الإختلافات البشرية في التفكير أو في الممارسات وفرض نظام تعسفي يسعى لتحويل أفراد المجتمع إلى نسخ متشابهة ومطابقة لنموذج وهمي وأسطوري هو الآخر او لنموذج تاريخي بعيد. بروكست، هو قاطع طريق يتسم بالقوة والشراسة وحبه للتعذيب كما يبدو، وهو إبن بوسيدون إله البحر والعواصف والبراكين، يسكن بمحاداة الطريق بين أثينا وإيلوسيس، وكان يستدرج المسافرين بعد غروب الشمس إلى بيته لإستضافتهم ولقضاء الليل في مكان آمن بعيدا عن مخاطر قطاع الطرق. غير أنه سرعان ما يكتشف هؤلاء المسافرون أن مضيفهم هو قاطع الطريق وأنهم أصبحوا سجناءه وليسوا ضيوفا. ثم يتولى بروكست لعبته المفضلة، فيضع ضحيته على سرير معد لهذا الغرض، فإذا كان المسافر أطول من السرير فإنه يقوم بقطع الأطراف الزائدة، أما إذا كان أقصر من السرير فإنه يقوم بتمطيط الضحية وتمديد مفاصله وأطرافه حتى يتناسب مع السرير، ومن هنا أتت تسميته بالضار والمروض. القراءة السريعة لهذه الأسطورة، تدفعنا مباشرة إلى التفكير في السلطات الإجتماعية والدينية والسياسية في عالمنا المتخلف والتي لا تطيق أية زوائد أو إختلافات بين المواطنين، وتريد بناء مجتمع موحد يخلو من "الشوائب"، مجتمع "متوسط" لا يقبل التطرف ولا الأطراف الزائدة، فإن كنت سلفيا فستقلم لحيتك وإن كنت ملحدا سيقطع رأسك. وها هو مثال للقراءات السريعة لهذه الأسطورة لكاتب يندد بالسلفيين والإسلاميين في تونس: تهمة "الإساءة إلى المقدسات" كسرير "بروكست" تشتغل وفق مبدأ لولبي لتنتج آلة عمياء من الرقابة: في منطق شعاره أن الأصل في الأشياء التحريم لا الإباحة، يصير كل شيء مسيئا للإسلام. ولما كان الجهد التأويلي لهذا الرهط يتحرك ضمن دائرة السرير لا يعدوها، فإن المبادرة تكون إلى عرض كل شيء على محكه سواء بالتمطيط ) بما يتضمنه من لي أعناق الحقيقة وأطرافها ( أو بالتقصير ( ما يستدعيه من بتر للأعضاء وإنزلاق من معنى إلى معنى حتى يصبح مسيئا للإسلام بالتمام والكمال )، ويحكم بكفر صانعه أو فاعله أو قائله ". ولا نشك لحظة واحدة في صحة هذا التشخيص لظاهرة الإسلام السياسي في تونس وغيرها من المجتمعات، وإنما نثير الإنتباه إلى عدم ضرورة اللجوء إلى "لي عنق الأسطورة" لإيصال الرسالة وإقناع القارئ بوجهة نظر معينة. فاليونانيون نادرا ما يبسطون الأمور وإنما يذهبون في الغالب إلى إثراء نصوصهم وتحميلها أقصى ما يمكن من الرموز والمعاني. ذلك أنه في رواية سابقة، بروكست يستعمل سريرين وليس سريرا واحدا لتعذيب ضيوفه، سرير صغير مخصص لطوال القامة، وسرير كبير لقصار القامة، ولكن قصة السرير الو ......
#سرير
#بروكست

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748270