الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ثامر عباس : اقصاء العقل في ايديولوجيا الصورة
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس بات في حكم المؤكد وشبه الحتمي إن ثورة المعلومات العارمة وتكنولوجيا الاتصالات الجارفة ، أو ما بات يعرف بظاهرة (الانفوميديا) ستلعب – إن لم تكن لعبت بالفعل – دورا"فائق التأثير وواسع الأبعاد ، فيما يتعلق بتنميط حياة الناس ونمذجة أساليب تفكيرهم ، طالما أنها تمكنت من اختراق نسيج علاقاتهم الاجتماعية ، وتوصلت إلى طرق تكييف خياراتهم القيمية ، وبلغت إمكانية تطويع اتجاهاتهم الوجدانية ، فضلا"عن كونها مرشحة لاكتساح ركام هائل من آرائهم الراكدة وتصوراتهم المسبقة . ليس فقط بسبب غزارة منتجاتها الفنية المتنوعة (الترفيهية والدعائية) التي ما برحت حمى المنافسة التجارية على أسواقها تتصاعد بمتوالية هندسية يوما"بعد آخر ، لا بل ساعة بعد أخرى فحسب ، ولكن أيضا"لجهة خاصية الانطباعات النفسية والأخلاقية التي تبثها في منظومة السيكولوجيا الاجتماعية عموما"على نحو دائم ومتواصل . وهو الأمر الذي يستتبع تفكيك البنية الذهنية للإنسان المستهدف بالشكل الذي يجعله دريئة سهلة لطعون بنية معتقداته الروحية ، والسعي لاستلاب هويته الثقافية ، والعمل على تنميط وعيه الاجتماعي ، لاسيما وان العالم أضحى الآن – كما يصفه مؤلف كتاب : أفول السيادة (والتر رستون) – ((مربوط معا"بشبكة الكترونية تنقل الأخبار والبيانات ، الجيدة منها والسيئة ، الحقيقة منها والزائفة ، بسرعة الضوء إلى أي مكان في هذا الكوكب)) . وفي غمرة ما يشهده العالم اليوم من تطورات عاصفة على صعيد غزو القيم واجتياح المعتقدات ، بعد أن حسمت نتائج المواجهة على جبهات السياسة والاقتصاد لصالح من يمتلك سلطان المال وسلطة المعلومة أساسا"، دون أن يضطر إلى استخدام لغة التهديد بالقوة واللجوء لحوار المدفع . هذا بالإضافة عما تمخض عن تلك الحالة / الظاهرة من اختلالات بنيوية هائلة النطاق وانزياحات رمزية عميقة المدى ، شملت الميادين كافة للحد الذي دفع مفكرا"من طراز (جان بودريار) إلى القول ((إن ثقافة الميديا هي الجريمة الكاملة التي تدفع جماهير مشاهديها إلى حجافل التبخيس والتهميش)) ، فان الضرورة الوطنية والحضارية تقتضي منا التخلي عن (حكمة) الاكتفاء بتأمل الأوضاع المفبركة سياسيا"والموجهة قصديا"والاستسلام من ثم للحتمية التكنولوجية التي يراد لها أن تحدد لنا كل شيء وتفرض علينا أي شيء ، على اعتبار ((إن تقدم البشرية اليوم – كما يوضح أستاذ إدارة التقنية في البحرين (إسامة الخولي) – مرتبطا"رباطا"وثيقا"بالتقدم الالكتروني ، وان هذا الرباط يقع خارج نطاق سيطرة البشر . من ثم ، فان علينا إن نتواءم مع هذا الذي لا نستطيع تغييره ، إذ إن الإخفاق في تحقيق هذه المواءمة سيؤدي بنا إلى الانقراض ، بمثل ما ستفشل محاولات التدخل في العمليات الطبيعية)) . هذا من جانب ، أما من الجانب الآخر ، فان ذات الضرورة تستلزم - بوازع المسؤولية الأخلاقية – الإقبال على دراسة تلك الأوضاع المضطربة والتداعيات الملتبسة ، والتعمق في تحليل مكوناتها واستخلاص دلالة مضامينها ، والكشف عن آليات اشتغالها على وفق هذا الإيقاع الفوضوي المتسارع ، سيما وان شعوب المنطقة العربية خاصة وبلدان العالم الثالث عامة ، مقبلة على مراحل قاسية من التغييرات الهيكلية والتبدلات المعيارية لم تشهد لها نظير من قبل ، الأمر الذي ستترب عليها جملة من المعطيات ، ليس أقلها تقويض قدراتها المادية واستنزاف طاقاتها المعنوية ، ونسخ ذاكراتها التاريخية ، باعتماد خطط مدروسة وأساليب مقننة ، تتسم بالخبث والدهاء ، ترمي النيل من رموزها الوطنية والحط من موروثها الحضاري ، باستخدام تقنية (الإيحاء الصوري) الذي أتقن فنه وبرع في توظيفه غزاة العقول ، عبر مؤثرا ......
#اقصاء
#العقل
#ايديولوجيا
#الصورة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752650