الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ردوان كريم : كتمنا أنفاسنا فحناجر الصائمين عزف عنها الضحك
#الحوار_المتمدن
#ردوان_كريم إستيقظت في يوم العطلة الأسبوعية، كأي مواطن بسيط، فتحت الستائر لأنظر الشارع، لأتأكد أن البلد بخير كما ورثناه عن الأجداد جيل بعد جيل. قرص الشمس يطفو و يغرق في غيوم بيضاء تميل إلى السواد تحجب زرقة السماء. بعد ليلة ماطرة هدأت لنرى جمال ربيع هذا القطر من العالم الذي له خصائص تختلف عن أي ربيع في مكان آخر. لبست لأخرج لأتبضع مثل كل الناس في شهر رمضان. الذي له نكهة خاصة و تقاليد تعطيه جمال و رونقا لا يعرفه إلا أبناء هذا الوطن أو من زاره في هذه الفترة من العام، فحتى السائح ليس بحاجة لأن يكون مسلما ليشعر بروعة الأجواء الرمضانية التي تناقلتها الأجيال. فليست أطباق الأكل في المساء فقط، بل كله نظام حياة يتغير و يزين معه البلاد كقرية سياحية. أضف إلى ذلك تناغم الناس في الأسواق و الشوارع و بعض الأحاديث و العبارات التي لا نسمعها من عندهم إلا في هذا الشهر المقدس، التي تعبر عن كرم و جودة أهل هذه الأرض الطيبة. فكيف لا تكون النفس تواقة للقائهم و نمط عيشهم في شهر الصيام. ها أنا وصلت إلى مدخل السوق و تلك لافتة كبيرة تشير إلى مائدة رحمة لعابيري السبيل ليفطروا مثل كل عام من هذا الشهر الفضيل، وهذا باب السوق عليه دعاء و كل شيء يشير إلى الرحمة. كل أنواع السلع موجودة و لكن جمال السوق ليس في رونق بضاعته و إنما ببشاشة زواره. دخلت السوق وراء حشد من الناس، ينظرون بأعين مفتوحة و أفواه مغلوقة. يلتمسون البضاعة و يسألون عن الأسعار و يمرون. كل شيء موجود الحمد الله. الخضر و الفوكه و حتى روائح التوابل موجودة مثلما عهدناها، فإن كنت لا أميز بينها، أمي عودتني سماع أسمائها حين تطلبها؛ فلفل أسود و أحمر، كمون، زنجبيل، كركم و غيرها. مع ذلك روائحها مجتمعة في السوق عزيزة على النفس. لم أشعر بالسير وأنا أحدق يمين و شمال إلى كل تلك البضاعة حتى خرجت. ثم إستيقظت من غيبوبتي أو حلمي. ماهذا و لما لم أشتري شيئا؟!ما بها وجوه الناس الناس تعيسة و غائمة؟ أين سافرت سعادتهم و ما بها غبطة أهلي؟ القفف و الأكياس صغيرة أو فارغة، هذا و الله ليس تعقل في التبضع و لا شراء الحاجة فقط. لا يهمني و لا أنظر إلى الغني في السوق ماذا يشتري بقدر ما أشعر بالطمئنينة حين أرى البسمة في وجه البسيط حين يتسلم من البائع مقتنياته. عودت أدراجي لأتأكد ربما أتخيل فقط، و لست أميرا يتفقد رعيته. المتسوقين أهلي وهم مكتئبين، يسألون بإستحياء و كأنهم هناك لخطبة الخضر و الفوكه لا لشرائها. يا للعجب! أسعار الخضر أثمانها تضاعفت ثلاثة أضعاف عن ثمنها قبل خمسة سنوات و الفواكه أربعة أضعاف. البطاطا ب 120دج، الطماطم ب80دج، الجزر ب 80دج، الفلفل الحار ب 110دج، و الحلو ب130دج. الباذنجان ب 120دج و الشيفلور كما نسميه نحن ب 50دج. كلها أسعار فوق طاقة العامل متوسط الأجر و ما أدراك بالعامل البسيط. أما الفواكه فالتبقى في صناديقها فأثمانها تساوي الأجرة اليومية للعامل العادي أو نصفها: العنب الأحمر ب 700دج، الفراولة من 240دج إلى 450دج حسب النوعية. التفاح المحلي من 350 إلى 600دج. البرتقال من 180 إلى 240دج و يبقى الليمون أتساءل هل يأكل فاكهة حتى يكون ثمنه من 240الى 300دج؟!خرجت من السوق مثل كل الناس أتذمر شقي مؤسف أقول : حتى التمر الذي نتحلى به عند الإفطار ب 400دج و كأننا نستورده! و هل السمك يربى في المزارع و يتغذى على الأعلاف و المكملات حتى يصل ثمنه إلى 1000دج؟!اخترق سمعي صوت متسوق يقول لصاحبه " هناك طابور حليب أسرع لنغنم بكيس!" هرعت خلفهم لأجد طابور الرجال بطول 100متر و آخر للنساء. انتظرت ساعتين لأصل إلى البائع ليمنح لي كيس واحد من الحليب تحت ......
#كتمنا
#أنفاسنا
#فحناجر
#الصائمين
#عنها
#الضحك

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753476