الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فارس كمال نظمي : في انثربولوجيا ثورة تشرين: صفاء السراي كارزما البطل الاجتماعي
#الحوار_المتمدن
#فارس_كمال_نظمي يعجّ الفضاء العمومي في العراق منذ 2003 بأيقونات التدين السياسي المتناسلة من بعضها، إذ تقف وراءها سلطة المال والسلاح و"المقدس" العصي على النقد والمساءلة. وهي بذلك اكتسبت "شرعية" أحادية لتعبئة هذا الفضاء انتخابياً وطقوسياً -ضد عدوٍ وهمي يستوجب استيلاده في كل مناسبة-، باستثمار سردياتٍ مصنوعة من نسيج معجزاتٍ وطهاراتٍ، يُتهَمُ من يشكك بها بالإلحاد أو الفسق أو الخروج عن الدين والملة.وطوال سنوات هذه الحقبة، لم يتمكن المجتمع المدني -في مقابل المجتمع الدين -سياسي- أن يطوّر أيقونات خاصة به تستطيع الفاعلية والتأثير الكارزماتي في جزءٍ من الفضاء العمومي على الأقل، كما فعل "صفاء السراي"، الشاب الذي هشمتْ جمجمتَه قنبلةٌ دخانية أطلقتها قوات مكافحة الشغب قرب جسر الجمهورية في بغداد مساء يوم 28 تشرين الأول 2019 في ذروة الحراك الشبابي الثوري الباحث عن وطن. لفهم ظاهرة صفاء السراي وتفسير تحوله إلى أيقونة عميقة الانتشار والتأثير في الحراك التشريني، فيمكن للتحليل أن ينصب على عاملين متفاعلين جدلياً: عامل يتعلق بالبنية النفسية الأساسية للحراك، وآخر يتعلق بوظيفة الحراك الساعية إلى امتلاك شرعية البقاء والديمومة.النزعة الفردانية الباحثة عن الخير العاميتحدد العامل التفسيري الأول بواحدة من أهم الصفات البنائية المفجّرة لذلك الحراك الثوري، إذ استند منذ بدايته إلى إطار سيكولوجي وجودي فرداني لدى الشاب المحتج، اتخذ طابعاً تعبيرياً جمعياً؛ بمعنى إنه حراك جماعي عبّر عن تنامي النزعة الفردية الحقوقية غير المؤدلجة بعقيدة سياسية أو دينية محددة، إذ برز الفرد وسط الجموع للتعبير بحدة واستماتة وتضحية عن رغبته الذاتية باستعادة حقوقه في أن يكون مشاركاً في الثروة الاقتصادية والمكانة الاجتماعية والهيبة الوطنية، بعد أن جرى تهميشه طويلاً. فهذه النزعة الفردية الإيثارية جاءت مكرسة لخدمة الخير العام أو مصالح المجتمع أو لاسترجاع وطن، لا لمنفعة مطلبية ضيقة أو لانصياعٍ تسليمي لعقيدة تدّعي امتلاك الحقيقة.وصفاء السراي (المولود في 1993) بتاريخه الاحتجاجي والشعري والشخصي يمثل على نحو دقيق هذا المثال التشريني، أي هذه النزعة الفردية الثورية الشبابية البطولية المستميتة الباحثة عن التغيير لصالح المجتمع، حد الاستخفاف الجمالي بالموت وبأي تضحيات جسيمة، دون الحاجة إلى أي تأطير عقائدي أو حزبي. إنه البطل الاجتماعي البسيط، الخارج تلقائياً من تفاصيل الظلم اليومي المرير، دون تحشيدٍ لاهوتي أو ايديولوجي لتسويق فعله الإيثاري المتجذر في قلب الحياة لا في ما ورائياتها. فالسراي الذي عُرف داخل ساحات الاحتجاجات بالمتظاهر المزمن أو الأبدي أو المحترف، ابتداءً من انتفاضة جمعة الغضب 2011 مروراً باحتجاجات 2015 ثم 2018 ، وصولاً إلى تشرين 2019، كان مثالاً ملهِماً لعدد غير محدود من رفاقه، بزهده وعصاميته وبنزعته الشديدة إلى الحرية والحداثة والعفوية والإيثار والشاعرية الوطنية المفرطة، وبمواقفه المتفردة وغير المألوفة في مناهضة السلطة أيا كان مصدرها: السياسة أو الدين أو العشيرة، حدّ أنه سمّى نفسه "إبن ثنوة" بالضد من التقاليد الذكورية واعتزازاً بأمه التي أصيبت بعدة سرطانات وتوفيت في سنة 2017. وحينما اندلعت ثورة تشرين أوصى صفاء رفاقه بأن يطوفوا بجنازته حول نصب الحرية إذا ما قُتل وأن يدفن جنب أمه ثنوة. وهذا ما حصل بالفعل إذ جاء مقتله الدراماتيكي المروع برهاناً مؤكداً وملموساً على التطابق البطولي بين أقواله وأفعاله، وهو أمر أخلاقي منح الشباب إلهاماً عاطفياً شديداً للتماهي برمزانيته. في هذ ......
#انثربولوجيا
#ثورة
#تشرين:
#صفاء
#السراي
#كارزما
#البطل
#الاجتماعي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701632