الحوار المتمدن
3.06K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسين محمود التلاوي : حصاد الربيع لمحة من ماضٍ لا يزال يطبع الحاضر
#الحوار_المتمدن
#حسين_محمود_التلاوي (رواية قصيرة)— 1 —عندما أخرج "علي" رأسه من أسفل الغطاء الثقيل في الصباح الباكر، أدرك أن اليوم سيكون شديد البرودة. ولما ألقى ببصره عبر خصاص النافذة، أنبأه لون السماء الرمادي الحديدي بصحة توقعاته؛ فسحب نفسه في تكاسل شديد خارج الغطاء، وأسرع بوضع قدميه في الخف المجاور للفراش.شعر برجفة بسيطة تبدأ من أصابع قدميه حتى قمة رأسه بسبب برودة الخف. شعر بالسخط لثوانٍ، قبل أن يقول في نفسه من بين نعاسه وارتعاده: "يعني كنت متوقع إن الشبشب يكون طالع من الفرن!"، ثم تثاءب متمطيا أو تمطى متثائبا وهرش شعره في حركات همجية، قبل أن يتجه نحو المطبخ ليبدأ طقوسه الصباحية المعهودة.يملأ الغلاية بالماء، ويتركها تغلي فوق الموقد، ثم يتجه إلى دورة المياه ليغتسل، ويخرج ليرتدي منظاره الطبي — الذي يحرص على وضعه في مكان بعيد عن متناول يده وهو نائم خشية أن يطيح به في حركة خرقاء من حركات النوم المضطربة — ليجد أن الماء قد غلى بالفعل؛ فيعد قدح الشاي ويصبه، مستمتعا بالدفء المنبعث من الغلاية والشاي الساخن.لحظات من الاسترخاء تمر وهو يمسك بالكوب بين يديه، قبل أن يضعه على مضض فوق المائدة المستديرة، التي تتوسط صالة خالية من الأثاث إلا مقعدين حول المائدة، ويتجه نحو حجرة نومه ليرتدي الثياب مستعدا ليوم جديد.البرودة "الحارقة" تجتاح جسده مع ملمس الثياب البارد! رباه..! هل يجب عليه أن ينام بثياب الخروج حتى يستيقظ ليجدها دافئة؟!! بدا له الاقتراح سخيفا لأن هذا معناه أن يخرج والدفء يلف كيانه إلى هذا الكون الذي تغطيه البرودة في كل الأصقاع.هنا خطرت بباله فكرة... ما هذه الأفكار كلها التي يفكر فيها في آن واحد؟! شعر بأنه يعيش وسط "ضجيج ذهني" إن جاز التعبير..! كل هذه الأفكار تتصارع في ذهنه، وكل هذه الرؤى تحتشد أمام عينيه...!!؟! حاول أن يتوقف قليلا عن التفكير ولكنه لم يستطع طيلة رحلته من ارتداء الثياب، وحتى خروجه من المنزل. حتى لحظات ارتشاف كوب الشاي أمام التلفاز مستمعا لنشرة الأخبار لم تمر دون أفكار؛ مما أفقد الشاي مذاقه، وإن لم يفقده دفئه.ولما خرج من باب شقته، شعر بأن ملمس الخف والثياب البارد كان مزاحا بسيطا مقارنة بالريح العاصفة التي عوت في وجهه، عندما فتح باب شقته، وهو لا يزال يقف على السلم دون أن يغادر المنزل نفسه.ولما نزل إلى الشارع، شعر وكأنه في لعبة متدرجة المستويات!! بدأ الأمر بلسعة الخف ثم تطور إلى ملمس الثياب، قبل أن ينتقل إلى الهواء البارد أمام عتبة الشقة، إلى أن وصل إلى الشارع. هنا فكر — عند هذه النقطة اكتشف أنه لا يزال يواصل التفكير — في أن الأمر قد يتطور عندما يخرج إلى الشارع الرئيسي.وقد كان...!!درجة حرارة شديدة الانخفاض... رياح شديدة تهب من هنا وهناك... أمطار خفيفة، كانت قد حجبتها الشرفات المتقاربة في الشارع الذي يسكن فيه، تسقط من سحب رمادية اللون أحالت السماء إلى لون ذكره بلون الحديد البارد.يا له من يوم...!ولكنه وسط الأمطار والبرد وثقل الملابس — وثقل أفكاره كذلك — والرياح، وصل إلى العمل.وعندما وصل، تلاشت كل أفكاره، وبدأت فكرة واحدة تسيطر على ذهنه كله... موضوع لتحديث "قسم الخارجي" في الموقع...كان يعمل في أحد المواقع الإخبارية، وكان الموقع يعتمد عليه بشكل شبه كامل في تحديث قسم الأخبار الخارجية أو "قسم الخارجي" كما كان يعرف اختصارًا في الموقع. فتح حاسبه الآلي وكذلك التلفاز المخصص له لمتابعة الأخبار وضبطه على قناة الجزيرة، ثم خرج من الحجرة ليعد كوبا من الشاي؛ فقد كان البرد قد أصاب الدماء في عروقه بالتجمد، وكذلك ليقضي على ملل انتظار تحميل ......
#حصاد
#الربيع
#لمحة
#ماضٍ
#يزال
#يطبع
#الحاضر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685788