الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ربيع نعيم مهدي : أعراس الثعالب - 1 -
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي ملاحظة: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع..(1)صباح الجمعة كان ساعة الصفر المقررة لبدء عرس الثعالب، فلم يكن أهالي بغداد على علم بموعد عرس للدم سيقام في مدينتهم التي نامت على أصوات ضاربي الطبول في الأزقة لتذكير الصائمين بالتزود قبل الإمساك في نهار رمضان الهادئ.الهدوء الذي سكن شوارع بغداد كان غائباً عن المنزل الذي اختاره حازم جواد كنقطة انطلاق لمجموعته، ولم تكن كلماته بقادرة على إخفاء توتره مع قادة المجاميع، إذ انشغل البقية بالتجهيز وتفقد بنادق "بور سعيد".- مهمة العسكر ستكون اغتيال جلال الأوقاتي، وأرجو من الجميع الالتزام بالخطة، لأن الخطأ ستكون له نتائج كارثية، أما بقية الرفاق فسيكون واجبهم القضاء على المهداوي..قطع حازم حديثه بعد سماع صوت جرس الباب، وأطمأن لسماع الطرقات المتفق عليها، ثم راح يوزع على رفاقه قطع من القماش الاسود مطرزة بالحرفين (ح . ق) - هذه ستكون وسيلة للتعريف بين الرفاق لحين إصدار بديل عنها، لن تستخدم إلا بعد سماع البيان الأول من الإذاعة.بهدوء العارف بخبايا الأمور دخل طالب شبيب متفحصاً وجوده رفاقه، وملقياً التحية على بعضهم ليقف عند حازم ويبلغه بضرورة الانطلاق لان الطريق طويل الى أبي غريب.- رفاق.. لا داعي للتذكير بخطورة الموقف، من يجد في داخله ذرة من الخوف فلينسحب من الآن.لم يترك طالب رفيقه لينهي حديثه، وراح يسأل عن رياض القدوّ، لكن طالب أدرك ما تخفيه نظرات رفيقه المعاتبة فاستدرك الموقف - الوقت يمضي.. ولا بد أن نسرع.. اختار حازم جواد الصمت وهو يخرج مخفياً سلاحه تحت السترة، ليتبعه طالب وهو يمسك بيد رياض الذي سيتذكر هذه اللحظة عند صدور أمر إعدامه بعد أقل من عقدين، ودون أن يعرف السبب.(2)في داره التي تقع في محلة الأعظمية، جلس عبد السلام عارف يستمع الى إذاعة صوت العرب، لكنه كان في عالم آخر فلم ينتبه الى قبضة مسدسه وهي تطرق على مسند الكرسي، فنظراته التي ظلت شاخصة على عقارب الساعة أعادته الى سنوات مضت، فقد فيها أحلامه في الجلوس على ذات الكرسي وفي مكان آخر.- هذه المرّة ستكون معي في القصر الجمهوري.. لن أعود بك الى المنزل.. هذا وعد.. لم ينتبه عبد السلام لوجود زوجته التي كانت تراقبه بصمت إلا بعد أن قطع وعده، فاستدرك حديثه - لست مجنوناً.. لكنها حياة الثعالب، فإذا لم يكن الرجل صياداً سيصبح فريسة سهلة.- ألا يكفي ما حصل في الماضي؟- عودي الى فراشك.. أمامنا يوم طويل ..- سأجهز الثوب الاسود.. - بل استعدي لاستقبال المهنئين..تبادلا النظر كثيراً، فلا قيمة للكلمات في هذه اللحظة، الدرب نفس الدرب لكن النهاية قد تكون مختلفة.(3)بعد توزيعه للمهام على رفاقه جلس قائد طائرة "الهنتر" منذر الونداوي في إحدى قاعات قاعدة الحبانية الجوية، بانتظار إعلان ساعة الصفر التي ستبث على أثير إذاعة بغداد، ولم تكن مخاوف منذر ورفاقه تنحصر في نجاح الانقلاب أو فشله، بل في الخائن الذي أخبر الزعيم بخطة الانقلاب والتي أُجبروا على تغيير موعدها والإسراع بتنفيذها قبل أن يحصد الموت رؤوس الرفاق (4)في الجانب الآخر وفي قلب وزارة الدفاع، استيقظ الضابط الخفر على جرس الهاتف:- نعم؟- اسمعني جيداً ولا تقاطعني.. اليوم عند الساعة التاسعة سيحدث انقلاب عسكري ضد الزعيم، وستنطلق الطائرات من قاعدة الحبانية.. بالإضافة الى كتيبة الدبابات الرابعة في أبو غريب التي سيكون هدفها مقر وزارة الدفاع.- من أنت؟- أبلغ الزعيم بأسرع وقتأنتهى بلاغ المجهول، ليجد الضاب ......
#أعراس
#الثعالب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690658
ربيع نعيم مهدي : أعراس الثعالب -2 -
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي ملاحظة: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع..(11)في طريقه الى مقر اللواء الثامن لم يكُن عبد الغني الراوي يفكر في نجاح الانقلاب أو فشله، فكل ما يشغل تفكيره محدد بما سيحدث بعد التخلص من الزعيم، فالرفاق في الانقلاب لا يؤمن شرهم، لكن الحزب الشيوعي قادر على تحشيد انصاره للمواجهة ومحاولة الاستيلاء على السلطة، وهذا ربما سيمنحه الوقت للتفكير في وسيلة للقضاء على قادة الانقلاب قبل ان يكون ضحية لهم. "إلا بذكر الله تطمئن القلوب" قطع الراوي سلسلة افكاره باستحضار هذه الآية، ونذر ان يصوم الثامن من شباط في كل عام ان نجى من المكاره التي قد تحدث.(12)على بوابة موقع مرسلات الاذاعة وقف اثنان من الجنود في مهمة حراسة روتينية، لكنهما كانا مهتمان بمراقبة ضابط الموقع، فعلى على غير عادته يخرج لتفقد البوابة كل بضع دقائق!، أحدهما قال لرفيقه - يبدو انه بانتظار ضيف مهم..- أو ان هناك أمر سيحدث.. لمح احدهما عجلة عسكرية تقترب تتبعها دبابتين، فالتفت الى ضابط الموقع الذي سارع الى التأكد من قيافته، وهذا ما أوحى اليهم بأهمية القادمين، الذين تموضعت دباباتهم عند بوابة المبنى قبل ان يترجل منها الجنود لاعتقال حراس الموقع. (13)دخل حازم جواد الى غرفة الاستوديو لقراءة البيان الاول للانقلاب في الساعة (9,40 ص)، وسريعاً صدحت حنجرته: - "بيان رقم واحد صادر عن المجلس الوطني لقيادة الثورة: ان زمن الدكتاتورية الخائنة وزمرتها قد انتهى بعد ان سحقت كالجرذ تحت انقاض وزارة الدفاع"..وبعد ان انهى حازم قراءة البيان تكرر بث نشيد عبد الله شمس الدين "الله اكبر فوق كيد المعتدي"، عندها تساءل رياض القدو - ألا يوجد غير هذا النشيد؟اجابه طالب شبيب- انه رسالة الرفاق الى الرئيس- أي رئيس؟- عبد الناصر ... سأخرج للتفقد الجنود والنظر في موقف الحراس الذين استسلموا(14)مدير الامن العام عبد الحميد جليل جلس مصعوقاً في مكتبه بعد سماعه الاناشيد وبيان الثورة!!، وبالرغم من تردده في اتخاذ موقفٍ معادٍ لها إلا انه فضل الاتصال بقاسم الجنابي مرافق الزعيم - قاسم اسرع وابلغ الزعيم ان البعثيين قد بدأوا بتنفيذ الانقلاب.وقبل ان يخرج الجنابي من مقر الحماية المجاور لدار الزعيم اعترض طريقه أحد جنود الحماية - سيدي... هناك بيانات تدعو الى الثورة وعلى موجة إذاعة بغداد.. هل ابلغ الزعيم؟- انا ذاهب اليه الآن .. ابلغ الجنود بالاستعداد ... يبدو ان امامنا يوم طويل ..- امرك سيدي (15)في مقر اللواء الثامن في الحبانية توسط عبد الغني الراوي مجموعة من الضباط والجنود- لمن لا يعرفني، انا العقيد عبد الغني الراوي القائد الجديد للواء، تعينت بأمر من قبل المجلس الوطني لقيادة الثورة.. واجبنا هو تنفيذ الأوامر بالزحف الى بغداد والاشتراك في اسقاط الدكتاتورية ..ادرك الراوي ان العسكر مترددين في قبوله آمراً للواء، فسارع الى السؤال إن كان هناك من يعترض على تنفيذ الأمر، وعندها تقدم أحد العرفاء وتساءل بعد ان أدى التحية - سيدي... أليست هذه خيانة؟- ما اسمك يا ولدي؟- انا العريف حسين عبد الله سيديلم يتردد الراوي في سحب مسدسه بهدوء مطلقاً النار باتجاه العريف مردياً ايها قتيلاً، وبهدوء أكمل خطابه القصير - يجب ان تعرفوا ان الموت مصير كل شعوبي او شيوعي..ما تبقى من الجنود ادركوا ان ضباط اللواء متعاونين مع الراوي، وهم على استعداد ان يبدؤوا الزحف بمن يتبقى منهم.(16)في داره التي شهدت التخطيط لثورة 1 ......
#أعراس
#الثعالب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691474
ربيع نعيم مهدي : أعراس الثعالب - 3 -
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي ملاحظة: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع..(22)- "ماكو زعيم إلا كريم" ...- "باسم العامل والفلاح يا زعيم أنطينا سلاح" ...كانت هذه هتافات الذين تجمهروا أمام وزارة الدفاع متجاهلين القصف الذي تتعرض له الوزارة، بعضهم تسلح بالعصي والبعض الآخر يحمل فأساً أو سكين، والبعض يحمل راية حمراء ربما لا يدري ما دلالاتها، المهم انه خرج لنصرة الزعيم.الزعيم الذي شق طريقه بين هذه الحشود كان يفكر في حجم القوة التي يواجهها، فثلاث طائرات وكتيبة دبابات ولواء واحد لا يمكنها ان تسقط الثورة، ثم ان اعداد البعثيين والقوميين ليست بشيء يُذكر، حتى وإن كانوا مدعومين من الخارج، في كل الأحوال لن يستطيعوا الصمود في المواجهة.وقبل ان يدخل موكب الزعيم الى وزارة الدفاع طلب من السائق ان يتوقف ليخاطب الناس، فأبعادهم عن ساحة المعركة اصبح ضرورة مع استمرار القصف الجوي- انني أرجوكم ان تتفرقوا وتعودوا الى منازلكم.. وجودكم في هذا المكان يشكل خطراً على سلامتكم.. ثقوا بكلامي.. سنقضي على المتآمرين خلال ساعتين لا أكثر ..(23)في كل دورة تقطعها سرفة الدبابة كانت مخاوف خالد الهاشمي تزداد مما سيحدث، فهناك الكثير من ضباط الجيش رهنوا التحاقهم بالنتائج الأولية للثورة، البعض منهم فضّل الوقوف على الحياد والبعض الآخر وعد بالمشاركة في حال البدء بالتنفيذ، لكن هناك أمر آخر يشغل تفكيره، انها نظرات عبد السلام عارف، أيُعقل ان يكون على علمٍ بوشايته للزعيم؟؟..عند هذه اللحظة كان رتل الدبابات يمر بالقرب من لافتة تشير الى ان بغداد على بعد 10 كم، ففضل نسيان مخاوفه وتوجيه الأوامر بالإسراع في التقدم.(24)على مسافة قريبة من رتل الدبابات كانت أفواج اللواء الثلاث بقيادة عبد الغني الراوي تستعد لتتفرق، ويتوجه الأول منها الى دار الاذاعة في الصالحية لحمايتها، فيما يكون هدف الفوج الثاني هو السيطرة على منطقة الكاظمية والقضاء على اي تحرك شيوعي يحاول افشال الثورة، أما الفوج الثالث والذي تم تسليم إمرته للمقدم الركن محمد يوسف طه فواجبه مهاجمة وزارة الدفاع.(25)ملامح الانقلاب بدأت تظهر بوضوح مع تقدم القوة المهاجمة، إذ شهدت طرقات بغداد انتشار مجاميع متفرقة من الحرس القومي - التشكيل المسلح الذي بدأ بتنفيذ مهمته قبل الاعلان عن انشائه -، تلك المجاميع الصغير نصبت حواجز التفتيش لصيد العناصر اليسارية وتصفيتها.هذا عدا الفرق الجوالة التي استقلت عجلات مدنية للبحث عن من يصلح للقتل سواء أكان عسكرياً من انصار الزعيم أو شيوعياً قد يشكل خطراً.(26)الصخب الذي طغى على أجواء وزارة الدفاع لم يمنع عبد الكريم قاسم من الانتباه الى إحدى الطائرات المغيرة، إذ لم تكن من الطائرات التي تعرفها الأجواء العراقية.الغريب ان الجنود عندما شاهدوا الزعيم نسوا القصف وانشغلوا بالتصفيق واطلاق هتافات التأييد لعبد الكريم قاسم، وهذا ما دفع الأخير الى تذكيرهم بواقع الحال واطلاق النار باتجاه الطائرات المغيرة، ولم يتوقف الزعيم عن اطلاق النار إلا بعد ان سحبه عبد الكريم الجدة وادخله الى المقر، ليلحق بهما المهداوي وطاهر وصفي اللذان وصلا في تلك اللحظة.(27)"اسحقوا المتآمرين الخونة دون رحمة.. واستولوا على السلاح من مراكز الشرطة ومن اي مكان وجد فيه، هاجموا المتآمرين عملاء الاستعمار، ان الزعيم عبد الكريم والعبدي والمهداوي وسائر الضباط المدافعين عن استقلالنا الوطني يمسكون الان بدفة قيادة الجيش، ان دحر وسحق المتآمرين هي المهمة العاجلة من اجل صيانة الاستقلال ومن اجل ال ......
#أعراس
#الثعالب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692075
ربيع نعيم مهدي : أعراس الثعالب - 4 -
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي ملاحظة: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع..(29)ما ان اكتملت مهمة طاهر يحيى باعتقال الشيوعين في معسكر الرشيد حتى اجتمع بعددٍ من الضباط الذين لا زالوا مترددين في الالتحاق بالثورة.- سأتحدث معكم بصراحة.. لسنا وطنيين، الثورة التي قمنا بها لإنهاء الحكم الملكي كانت بإرادة بريطانية، والسبب، ان نوري السعيد أدرك ان امريكا بعد الحرب العالمية بدأت بسحب البساط من تحت اقدام المملكة المتحدة، فأراد الباشا ان يؤسس لتحالف جديد، لكننا أنهينا هذا الأمر وقمنا بإعلان الجمهورية، وللأسف.. أصبحنا اليوم على قناعة بأن سياسة نوري السعيد كانت ذكية وبعيدة المدى.. المهم.. اننا اليوم اعلنا الثورة على الزعيم، واتوقع ان تكون نهايته خلال ساعات، والأمر متروك لكم، من يريد الالتحاق بنا فأيادينا ممدودة، ومن يريد ان يتخلف عنا ففي السجن مستع له، وتذكروا جيدا.. كان ولا زال بمقدرتنا تصفية من يعترض، وهذا ما لا اريد اللجوء اليه معكم....العميد الركن فاضل عباس حلمي آمر اللواء 19 بقي في مكانه منتظراً اشارة للرد على الهاتف الذي ازعج رنينه طاهر يحيى .(30)في ظل القصف، سادت على مكتب عبد الكريم قاسم حالة من الفوضى، ففي الوقت الذي ابلغ فيه قاسم الجنابي عن انهائه الاتصالات مع آمري الأفواج والألوية لتنفيذ خطة أمن بغداد دخل الملازم أول كنعان حداد لإخبار الزعيم بان الجماهير التي احتشدت قرب وزارة الدفاع ستخرج عن السيطرة، وهي تطالب بتوزيع السلاح.طلب الزعيم من مرافقه الاتصال بآمر اللواء 19 قبل ان يجيب كنعان - كنعان.. اذهب الى العقيد عارف يحيى وابلغه بسحب جنود فوج الحماية الى القاعات وايقاف اطلاق النار، ثم اخرج الى الناس واطلب منهم العودة الى منازلهماعاد المهداوي طلبه بتفعيل المقاومة الشعبية وتوزيع السلاح- كريم.. أرجوك ان تسمعني وتفكر في كلامي.. الوقت ليس بصالحنا.. توزيع السلاح سيفتح جبهة ثانوية تساعدنا في إشغال المتآمرين، وتمنحنا بعض الوقت لتشكيل قوة كافية لإنهاء الحركة، وفي كل الاحوال إن لم تتمكن المقاومة الشعبية من القضاء على المتآمرين فهي بالتأكيد ستضعف موقفهم.الزعيم وجّهَ أوامره لآمر الانضباط العسكري بان يرسل مفرزتين بأقصى سرعة، الاولى تتوجه الى مرسلات الاذاعة في ابي غريب لتستعيد السيطرة عليها، والثانية تتوجه الى معسكر الرشيد. ثم التفت الى المهداوي وتحدث بهدوء- فاضل.. نحن أقوياء.. الامور لا زالت تحت السيطرة، وتذّكر.. هذه ليست الاولى وقد لا تكون الأخيرة، سأكون صريحاً معك، أتدري انني أشعر بالندم للمشاركة في الثورة؟؟.. أتعرف ما السبب؟؟.. لأنها فتحت شهية العسكر للقتل.. فمنذ ان جلست على هذا الكرسي وانا في كل يوم أضيف الى قائمة المعادين اسم جديد، البعض منهم كانوا رفاق لنا وقاتلنا معاً، واليوم أجد صدري هدفاً لنيران رصاصهم...قاسم الجنابي قطع حديث الزعيم عندما سلمه سماعة الهاتف- سيادة الزعيم.. آمر اللواء 19 على الهاتفبدون مقدمات سأل عبد الكريم قاسم عن الموقف في معسكر الرشيد، فلاحظ الجميع ملامح وجه الزعيم التي تغيرت في لحظة، فالصدمة التي شعر بها افقدت الهدوء الذي طالما تحلى به.- فاضل.. الموقف سيُحسم خلال ساعات.. وبالتأكيد لن يكون في صالحكم ولا في صالح القيادة التي تتحدث عنها..أنهت إحدى القذائف الاتصال بعد ان سقطت بالقرب من مكتب الزعيم، لكن المتواجدين فهموا ان اللواء الذي قاده عبد الكريم في ثورة 1958 قد انقلب ضده.(31)في تلك اللحظة شعر طاهر يحيى بأن القسم الأول من مهمته قد أُنجز، وعليه الآن ان يبلغ مجل ......
#أعراس
#الثعالب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692537
ربيع نعيم مهدي : أعراس الثعالب – 5 –
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي للتذكير: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع..(37)بالرغم من ثقته بأن الامور لا زالت تحت السيطرة إلا انه بدأ يشعر بخطورة الموقف، فالاتصالات التي أجراها مع أمراء الالوية كانت تخبره بأن ولائهم المعلن ليس في حقيقته سوى محاولة لكسب الوقت، أصواتهم كانت تقول انهم على أتم الاستعداد للتحرك، لكن.. مع من؟.. وضدّ من؟..أساليب الاحتيال والمراوغة في الاجابة لم تكن لتخفى على عبد الكريم قاسم الذي تآلف مع حياة العسكر منذ ان ترك مهنة التعليم.في تلك اللحظة ابتسم الزعيم عندما تذكر عبد السلام عارف ومحاولته للغدر به في نفس المكتب الذي يتحصن فيه الآن، فعلى الكرسي الذي يقابله انهار عارف باكياً ومدعياً انه انما سحب مسدسه للانتحار بعد ان كشف الزعيم اتصالاته مع جمال عبد الناصر. يومها اعاد عبد الكريم قاسم على مسامع تلميذه ما يراه في عبد الناصر، فهو مجرد رجل يجيد اطلاق الشعارات لا أكثر، وحديثه عن القومية ليس سوى سِتار يُخفي خلفه اطماعاً لا حدود لها.(38)دار الإذاعة التي شهدت اعتقال أول شخصٍ من أنصار الزعيم وهو النقيب سعيد الدوري، تحولت الى مقر "المجلس الوطني لقيادة الثورة" بعد ان صدر منها البيان الثالث للانقلاب والمتعلق بتشكيل قوات الحرس القومي، وهي المجاميع التي نُشِرت في شوارع بغداد، مجهزةً بقوائم لأسماء وعناوين اعضاء في الحزب الشيوعي العراقي.(39) خالد الهاشمي لم يفارق بوابة مبنى الإذاعة، كان يحاول الانشغال عن التفكير في عاقبة الأمور، لم يكُن يخشى من فشل الانقلاب بل ان مخاوفه كانت تدور حول وشايته عن الحركة، تمنى ان يُقتل الزعيم قبل ان يصل اليه رفاق الثورة، ففي موته ستقتل معه أسرار كثيرة، إن كُشِفت ستكون لغة الرصاص هي الوسيلة الوحيدة للتخاطب.العجلة التي أحضرت سعيد الدوري الى مبنى الإذاعة هي ذاتها التي ادخلته الى وزارة الدفاع قبل أشهر، عندما استدعاه الزعيم لمقابلته.استقبله عبد الكريم قاسم، وتحدث معه بهدوء وموّدة عن أمور كثيرة لا علاقة لها بشؤون العسكر، لكنه فجأة أخرج ورقة مطوية وسأله إن كان يعرف محتواها.- سيادة الزعيم .. كيف لي أن أعرف؟!!- هذه الورقة تحتوي على قائمةٍ بأسماء متآمرين.. منذ فترة وهم يعملون على التحضير لانقلاب ضد الثورة..- وما شأني بهم ؟- اسمك من ضمن المتآمرين يا خالدحاول ان يُنكر، لكن الزعيم أشار اليه بالسكوت وأكمل حديثه- لا تخف.. فأنا على قناعة بان اسمك قد ذُكر عن طريق الخطأ، لكنني على يقين بأنك على علمٍ بما سيحدث أيقن خالد ان احدهم قد سبق للوشاية بالحركة، فاعترف للزعيم بكل ما يعرفه عن خطة الانقلاب، باستثناء ساعة الصفر لأنه لم يُبلغ بها، وعندما انهى خالد اعترافه وضع الزعيم في يده الورقة المطوية وطلب منه العودة الى معسكره شريطة أن لا يعلم أحد بما دار بينهما من حديث.وفي طريق عودته، فكر خالد في القاء نظرة على محتوى الورقة التي أصابته بصدمة كبيرة، فهي كانت خالية، مجرد ورقة مطوية ..(40)منحت الساعة الخامسة من عمر الانقلاب زخماً لعزيمة المقاومين والمدافعين عن وزارة الدفاع، فمع انطلاق تكبيرات أذان الضهر تمكن المقاتلين من اسقاط إحدى الطائرات المغيرة، ليقفز منها الطيار منذر الونداوي ويهبط بمظلته في إحدى طرقات الكرخ.شوارع الكرخ وأزقتها شهدت سباقاً للوصول الى موقع هبوط مظلة الونداوي، أذ سارت المركبات التي يستقلها عناصر الحرس القومي بسرعة جنونية لإنقاذ الطيار من الوقوع بيد الجماهير المناصرة للزعيم، والتي بالرغم من فشلها في القاء القبض على الطيار إل ......
#أعراس
#الثعالب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693249
ربيع نعيم مهدي : أعراس الثعالب – 6 –
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي للتذكير: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع..(45)شكلت الساعة الرابعة مساءً نقطة تحولٍ في مسار الأحداث، إذ شهدت حدوث أول تعرضٍ شرس قادته كتيبة الدبابات لاقتحام أسوار الوزارة، تزامنت معه غارة جوية لإضعاف المقاومة التي كان ردها أشرس من المتوقع، فمحصلة خسائر الهجوم سجلت سقوط طائرة وتدمير دبابة، بالإضافة الى مقتل عددٍ من الجنود.في لحظات الهجوم لم يستطيع أحد إدراك ما يحدث، أحد الجنود المهاجمين ذرف الدمع عند اطلاقه النار، كان قريبا جداً من الأسوار، واستطاع ان يسمع صوت الزعيم، تسللت كلماته بين أزيز الرصاص محملة بذكرياتٍ عن حرب مضت منذ سنين. - ثورة تموز لن تموت..كلمات الزعيم هذه ظلت تتردد في ذهن الجندي عندما امتثل للأوامر بالانسحاب وانهاء التعرض الذي تمكنوا فيه من قتل عبدالكريم الجدة. (46)الرائد عبد الله مريوش آمر إحدى السرايا التي استمات في صدّ الهجوم، أعاد النظر في الأحداث التي شهدتها تلك الفترة القصيرة من الزمن، أدرك ان الشعارات التي ألقاها الزعيم على مسامع مقاتليه لن تعيد قطعات المهاجمين الى معسكراتها.اتخذ قراره وطلب من جنود السرية الاستعداد للقيام بهجوم مضاد، ثم توجه الى العقيد عارف يحيى وأقنعه بقدرته على التسلل ومهاجمة كتيبة الدبابات من الأزقة المحيطة بساحة الميدان.عاد الى تجمع السرية وشرح خطته مشدداً على عدم إطلاق النار إلا بأمر منه حتى وإن تعرضوا لإطلاق نار ٍ من المتآمرين، وقبل ان يعطي أمره بالشروع أمسك بيده ضابط الصف حمد واخذه مبتعداً عن الجنود.- سيدي.. مضى زمن طويل وانا تحت أمرتك.. انت تعلم انني خضت معارك كثيرة، لكنني لا أريد الذهاب معك.. سأبقى هنا للدفاع عن الزعيم - حمد.. المعركة خاسرة.. بقائك هنا استسلام للقتل- لقد اتخذت قراري .. ثم من الافضل ان يبقى أحد هنا لحمايتكم.. سأحرص على ان لا تكونوا هدفاً لبنادقنا.تسلل الرائد عبد الله بجنوده وهو على يقين بأن المهاجمين في انتظار ان تصبح السرية في مرمى النيران للانقضاض عليها، وهذا ما كان يخشاه حمد، الذي اطلق رشقات من الرصاص بلا هدف، القصد منها ارسال اشارة مفادها ان السرية تمردت على معسكر الزعيم.(47)جرس الهاتف رن كثيراً في مكتب عبد الكريم قاسم قبل ان يرفع السماعة المرافق وصفي طاهر ويُجب على اتصال السفير السوفييتي، الذي طلب منه ابلاغ الزعيم ان بلاده على استعداد للقيام بإنزال جوي في بغداد خلال 12 ساعة.يونس الطائي الذي بقي مرافقاً للزعيم في تلك الساعات استغرب من رفض الأخير للمساعدة.- اتصل بالسفير وابلغه بأن الموقف لا يستوجب طلب المساعدة من أي أحد.. وابلغه بأننا لا نريد استبدال الانكليز بالسوفييت.. ثم التفت الى يونس واستدرك - لقد فعلنا المستحيل لإنقاذ البلاد من الاستعمار البريطاني.. ومن الغباء ان نفتح الابواب ليكون الروس هم المستعمرين الجدد (48)خارج أسوار الوزارة وبحلول الساعة الخامسة تعززت القدرة الهجومية مع وصول فوجين من المشاة، وقوة أخرى اتخذت من شاطئ الكرخ موضعاً لها للقيام بهجمات محدودة هدفها المشاغلة، فيما انتظرت القوة المكلفة باقتحام الوزارة اطلاق ساعة الصفر للهجوم، والتي ترك أمرها بيد مؤذني الجوامع.فمع التكبيرة الأولى لأذان المغرب شنت قطعات الانقلاب هجومها وتمكنت من فتح ثغرة استطاعت من خلالها احتلال احدى مباني الوزارة، لكنها توقفت عند هذا الحد، فالقتال في المباني يمنح الافضلية للمدافع، والأمر الاهم ان قيادة القوة المهاجمة كانت تخشى من تعاظم الهجمات التي تتعرض لها من مجاميع ا ......
#أعراس
#الثعالب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693623
ربيع نعيم مهدي : أعراس الثعالب – 7 –
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي للتذكير: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع..(53)لم تفُلح مساعي المفاوض إلا في جنيّ ثمار الخيبة، طاهر يحيى تحدث بصراحة- السفينة للبعث ونحن مجرد مسافرين على متنها، القرار بيدهم..وقبل ان يخرج يونس الطائي من معسكر الرشيد لحق به أحد الجنود لإبلاغه بضرورة المرور بدار الاذاعة قبل العودة الى وزارة الدفاع.(54)"ما الذي يبحث عنه في هذا الوقت؟"، سؤال دار في ذهن حافظ علوان وهو يراقب الزعيم - حافظ.. هل تستطيع مساعدتي في البحث عن ملف القانون رقم 80؟- قانون النفط؟- نعم- بالأمس وضعته في أحد أدراج المكتبسبق الزعيم مرافقه واخرج مسودة القانون، اختار له مكاناً يصلح للجلوس بين فوضى الانقاض، تصفح القانون فيما كانت يده الاخرى تبحث عن قلم.حافظ تملكته الحيرة من فعل الرجل، فما معنى مراجعة القانون والموت يقف على بعد أمتار قليلة، وكأن الأمر تحقيق أُمنية لمحكوم بالإعدام امسك المرافق بيد الزعيم وسلمه القلم، نظر الأخير في الوجوه ثم ابتسم- سأوقع الآن على قرارٍ يقضي بإعدامنا.. ترك توقيعه على القانون وسلمه لحافظ علوان طالباً منه إعادته الى مكانه- عذراً سيادة الزعيم.. ما نفع التوقيع؟.. ومن سينفذ القانون؟!!- لا تخف يا حافظ.. ليس كل ما نعرفه يمكن أن يُقال، القانون سيُنَفذ.. في الغد، في العام القادم، المهم انه سيُنَفذ، لا يوجد أحد يجرؤ على كسر القواعد..في هذه اللحظة سقطت قذيفة بالقرب من مقر الزعيم كأنها تحاول اسكاته.(55)متسلح بالأمل، دخل مفاوض الزعيم دار الاذاعة للقاء عبد السلام عارف - استاذ يونس.. المجلس الوطني لقيادة الثورة قرر أن يقبل استسلام عبد الكريم قاسم دون قيد أو شرطتفحص المفاوض وجوه الموجودين، حاول ان يجد ما يستطيع به تغيير موقفهم، فهو لا يريد العودة الى وزارة الدفاع المحاصرة خالي الوفاض، تقدم خطوتان بهدوء وامسك سماعة الهاتف ثم اتصل- سيادة الزعيم.. استسلام بلا شروط اختطف عبد السلام عارف السماعة وصرخ - اسمعني جيداً يا كريم ... ليس أمامك سوى الاستسلام .. بلا رتبة.. وبلا سلاح... والافضل لك ان تستسلم بملابسك الداخلية..بالرغم من خوفه، رفض المفاوض ما تفوه به عبد السلام - ما الذي تحاول فعله؟.. هل تريد إرضاء رفاقك؟؟.. الست أول من نادى "لا زعيم إلا كريم"؟؟.. تذكر انه معلمك في الكلية وآمرك عندما كُنتَ في الجيش.. هذه ليست أخلاق العسكر .. اتيت الى هنا ولديّ رجاء واحد فقط.. هو ان تسمحوا له بالخروج من البلاد.سادت الصمت على وجوه الحاضرين، فلا أحد منهم يريد تغيير مصير الزعيم، ولا أحد يريد الاعتراف بالنوايا.علي صالح السعدي حسم المفاوضات واشار الى عناصر الحرس القومي باعتقال يونس الطائي وحجزه في احدى الغرف، ثم التفت الى رفاقه وسأل- والآن؟.. هل نستطيع إعلان الحرب؟ (56)حجارة وعصى وبعض القناني المملوءة بمواد حارقة، هذا سلاح مجموعة الرفاق التي تحصنت في مدخل زقاقٍ يُشرف على شارع الجمهورية، عاد ثالثهم بعد ان غاب لساعة وهو يحمل عدداً من قناني المشروبات الروحية.- لماذا تأخرت ؟- لم يكن سهلاً إقناع "عبود"- ماذا فعلت؟- تحدثت له كثيراً عن الزعيم حتى بكيت وعدما فاض الدمع في عينيه تفاوضت معه على ترك زجاجة واحد لهذه الليلة.. أكملوا الحديث عن مفاوضات عبود وهم يعملون على تجهيز قنابل المولوتوف- كنت أخشى ان يغير موقفه فسارعت الى جمع ما متوفر وهو يبكي، ولا أدري هل كان بكائه على الزعيم أم على زجاجات الخمر .. وعندما خرجت صرخ وسأ ......
#أعراس
#الثعالب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693871
ربيع نعيم مهدي : أعراس الثعالب – 8 –
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي للتذكير: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع..(59)مع حلول الساعة الأولى من يوم 9 شباط كثّف المهاجمون من تحركاتهم، وتمكنوا من السيطرة على الباب النظامي لوزارة الدفاع، مستفيدين الاستنزاف الذي انهك المدافعين بعد أن ضاقت عليهم حلقات الحصار. 18 ساعة مرت على بدأ الانقلاب، قد تبدو ساعات قليلة لكنها شكلت فصلَ خريفٍ بأكمله، سقط فيها الكثير من الورق الميت، بل.. حتى الاغصان التي عادةً ما تبقى تنبض بالروح، فضلت التظاهر بالموت.مرهق حد الإعياء جلس عبد الكريم قاسم يناقش خطة الدفاع بما تبقى من الجنود، فَكرَ بمصائرهم، فحياته لا تعني ان يدفع بهم الى المحرقة، تردد لبعض الوقت لكنه رفع سماعة الهاتف واتصل- اريد الحديث مع عبد السلام عارفعارف الذي يقف الى جوار الهاتف أجبر المتصل على انتظاره طويلا قبل ان يجيب - نعم ؟- اسمعني جيداً.. لن اتحدث معك عن الماضي.. اريدك ان تفكر في الجنود.. هؤلاء لا ذنب لهم.. تنفيذ الأوامر لا يخضع للمناقشة او الهوى..- اختصر.. ما الذي تريده؟- اريد ايقاف القتال حقناً للدماء - في المقابل عليك الاستسلام - اريد وعداً بالسماح لنا بمغادرة العراق - هذا الأمر ليس بيدي.. بقائك أو السماح لك بالسفر قرار يحدده المجلس الوطني لقيادة الثورة- ألستَ واحداً من أعضائه؟عبد السلام انهى الاتصال والتفت الى رفاقه ليجد ان النوم رفيقٌ لأغلبهم.(60)بين الثانية صباحاً والخامسة فجراً شهدت بغداد نوعاً من الهدوء، تخلله اطلاقُ نارٍ محدود، فقط للتنبيه بان النعاس لم يَزُر أعين المهاجمين.استغل عبد السلام تلك الساعات الثلاث وكتب بيانات تقضي بإعفاء أعضاء مجلس السيادة من مناصبهم، وإلغاء المجلس، ثم طلب من احد الجنود احضار يونس الطائي من معتقله- اذهب الى عبد الكريم واخبره بأنني سأحاول ضمان حيادية المحكمة وعدالة قراراتها في حال استسلامه.. في الخارج ستجد سيارة توصلك الى هناك.. وعندما تُنهي مهمتك اذهب الى منزلك ولا تخرج منه حتى تهدأ الامور..(61)قطعات المهاجمين أرشدت حامل الرسالة الى المكان الذي يتحصن به الزعيم، سار بين الجنود والدبابات الى ان دخل مبنى قاعة الشعب. - انهم يتحدثون من منطق قوة.. وعودهم بمحاكمة عادلة تفتقر للمصداقية.. لكن الطرق المتاحة امامك تقود الى مسار واحد، وهو الاستسلام .. عذراً سيادة الزعيم .. هذا هو واقع الحال..- هل طلبوا منك العودة الى المنزل؟- نعم- إذن .. حاول ان تصل الى هناك في اسرع وقتوهكذا اختتم يونس الطائي مهمته .(62)ساعات الانقلاب شارفت على النهاية مع اتصال الزعيم بعبد السلام في حدود الساعة العاشرة، مبلغاً إياه بموافقته على الاستسلام ومشدداً على ضرورة الالتزام بإجراءات محددة لإنهاء الأمر.التفت الزعيم الى كنعان حداد أصغر المُحاصرين - من الأفضل ان تفارقنا وتعود الى منزلك.. لا أريد منك البقاء معنا - لقد قتلت منهم الكثير .. ولا أعتقد ان الحال سيتغير ان رحلت أو بقيت معكم- لقد انتهى الأمر..علق المهداوي وتحدث بهدوء لا يخلو من التوتر- انت من كتب أول سطر للنهاية.. بدأت باستبعاد اليساريين واصدرت الأوامر بإعادة البعثيين وحلفائهم الى مواقع مهمة.. وهذه النتيجة.. هذا حصاد ما زرعت..- فاضل.. انت تعرف حقيقة ما جرى وما سيحدث مستقبلاً.. هذه البلاد كانت ولا تزال ضحية سباق قذر لن يعرف النهاية.. الكل فيه يتغنى باسم الوطن.. - "بلاد الرشيد لا يحكمها إلا مسرور السياف".. أتذكر نصيحة العجوز؟.. - أذكرها.. ل ......
#أعراس
#الثعالب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694249
ربيع نعيم مهدي : أعراس الثعالب – 9 –
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي للتذكير: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع..(65)بعد انتظار ليس بطويل، وصلت المدرعات الى مبنى الإذاعة، ليترجل منها الزعيم ويسير بهدوء برفقة صبحي عبد الحميد، الذي انسحب خارجاً الى بوابة المبنى بطلب من عبد السلام عارف، لمراقبة عناصر الحرس القومي ومنعهم من الاعتداء على عبد الكريم حال وصوله، ففي حوزة الزعيم أسرار لا بد من كشفها.تم احتجاز الزعيم ورفاقه في قاعة الموسيقى، وهناك دخل قادة الانقلاب محملين بنشوة النصر، نظرات التشفي والشماتة لم تؤثر في عبد الكريم، فلا زال في جعبته رصاصة أعدّها لهذه اللحظة- لتعلموا وليعلم من يقف خلفكم ان قانون رقم 80 قد حمل توقيعي منذ الأمس.. قليلون هم من ادرك ما تُخفيه كلمات الزعيم من معنى، أحدهم طالب شبيب، الذي سارع الى إجراء اتصال هاتفي، حرص على ان لا يشعر به رفاق الانقلاب.(66)بعيداً عن قاعة الموسيقى التي ضجت بشتائم علي صالح السعدي، توقف صالح عماش عند بوابة الإذاعة لتفقد وصفي طاهر، الذي أُحضِر وهو ينازع الموت متأثراً بجراحه التي شكلت حصاد المواجهة في وزارة الدفاع.حالة العقيد لم تسمح بحشره بين من سيُنَفذ بحقهم الإعدام خلال ساعة، لذلك فَضّلَ عماش ان يُترك وصفي طاهر ليتعذب أطول فترة ممكنة، ويُسلم للموت تحت الحراسة.(67)في تلك اللحظات شهدت قاعة الموسيقى نوعاً من الفوضى دفعت عبد السلام عارف الى طرد أعضاء القيادة باستثناء احمد حسن البكر، والذي سارع الى كسر حاجز الصمت سائلاً الزعيم- نحن على يقين بأنك كنت على علمٍ بكل تحركاتنا.. أريد ان اعرف من هو الخائن؟- وهل فيكم من هو ليس بخائن؟تجاهل البكر إهانة الزعيم له، وعاد يسأل- هل هو خالد؟تدخل عبد السلام - اترك هذا الموضوع يا أبى هيثم.. عبد الكريم لن يتحدث.. انني اعرفه جيداًحاول عبد السلام عارف الضغط على الزعيم لانتزاع اعتراف منه بدوره في ثورة 1958- كريم.. هناك أمر مهم بالنسبة لي.. واريد اجابة محددة.. من كتبَ بيان ثورة تموز؟انتفض المهداوي وتحدث بانفعال- هل انت أحمق؟.. كل هذا من أجل معرفة من كتب بيان الثورة؟؟!!بحركة لا إرادية حاول عبد السلام توجيه لطمة لوجه المهداوي لإسكاته، لكن زجرة واحدة صدرت من الزعيم كانت كافية لردعه.تغير الحال في تلك اللحظة، فالموقف كان كفيل باستحضار سنوات من التذلل والخنوع لجأ اليه قادة الانقلاب في محاولاتهم لكسب رضا حكام الأمس وأسرى اليوم.- طيب.. لنترك موضوع البيان.. واريدك ان تُقسم بشرفك العسكري قبل ان تُجيب.. قبل الثورة كان بيننا اتفاق على اعلان الوحدة مع مصر بعد استلام مقاليد السلطة.. أتذكر هذا الاتفاق؟(68)في زحمة الفوضى التي شهدتها مكاتب الإذاعة من اتصالات بقادة الجيش لضمان ولاءاتهم واصدار التعليمات، كان علي صالح السعدي على موعدٍ مع اتصال هاتفي لم يكُن في الحسبان، فما أن أمسك بسماعة الهاتف وسمع صوت المتصل حتى التفت يميناً ويساراً، وحاول ان يتأكد ان لا أحد يسمعه، لكنه لم ينتبه الى طالب شبيب الذي كان يراقب كل شاردة وواردة، بدافع الفضول وبدوافع أخرى لها غايات حتى هو يجهلها.- سَيُعدَم.. انقل ذلك عني سيعدم..آذان طالب شبيب فشلت في سماع كلمات المتصل لكنها التقطت وحفظت ردود السعدي، الذي راح يبحث عن حردان التكريتي بعد انهاء المكالمة.- هل رأيت حردان؟- ستجده قرب قاعة الموسيقىقبل ان يمضي السعدي في طريقه استوقفه طالب - لحظة رفيق علي - نعم ؟- القطار الذي أحضر الملك فيصل الى بغداد، هل كان بريطاني؟في الب ......
#أعراس
#الثعالب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694854
ربيع نعيم مهدي : أعراس الثعالب – 10 –
#الحوار_المتمدن
#ربيع_نعيم_مهدي للتذكير: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع.. (72)"ان تكتبَ عن مواجهةِ الموتِ شيء، وان تواجه الموتَ شيء آخر"، فبعيداً عن دوامة الانهيار التي تصطاد الكثيرَ في تلك اللحظات، كانت حركات الجنود ترسم للزعيم رؤى محملةً بذكرياتٍ وصور مختلفة، لأطفال يلعبون في أزقة المهدية، لطلبة يتشاجرون في ساحة الاعدادية المركزية، لتلاميذ يقلدون صوت معلمهم في قاعة الدرس، لجنودٍ كانوا برفقته عندما عزفت البنادق سمفونية الحرب، صور مختلفة كانت خاتمتها لعجوز يحمل على أكتافه دهوراً من القهر لكنه يحاول ان يبتسم.في مواجهة هذه الرؤى اعتدل عبد الكريم قاسم في جلسته واضعاً السدارة على رأسه، وكأن الرصاص الذي أُطلق لم يَكُن سوى دعوةً لحضورِ عرس غاب عنه الفرح.(73)- غداً سيكذبون.. وسينسجُ كل واحدٍ منهم قصصاً وحكايا لم تحدث إلا في أحلامه.. وبعد غد ستُنسى.. الأيادي التي صفّقت لك في الأمس ستستمر بالتصفيق لغيرك، ربما لأنها خُلقك لذلك.. غمغمةٌ دارت كلماتها على لسان عبد السلام عارف في قاعة الموسيقى التي تحولت الى متحف زواره من قادة الانقلاب فقط، ربما لأنهم كانوا أشد الناس حاجة للتأكد من موت الزعيم ورفاقه. (74)في الساعة الثانية مساءً – أي بعد نصف ساعة من اعدام الزعيم – أذاع رشيد مصلح بيان اعدام عبد الكريم قاسم رمياً بالرصاص، تنفيذاً لقرار المجلس العرفي العسكري، والذي شُكِّل لهذا الغرض.وبالرغم من عرض لقطاتٍ تعزز من صحة البيان إلا ان اعمال المقاومة والتمرد لم تهدأ، وهذا ما أجبر الحاكم العسكري على إلحاق بيانه بآخر للتهديد والوعيد.(75)تلك الليلة، نزيف الدم لم يتوقف في وزارة الدفاع التي تحولت الى حانة كل زبائنها من العسكر، احدهم انزعج من توسلات الجنود المحتجزين لإطلاق سراحهم، فسار مترنحاً وبدأ بإطلاق النار.أحد الجنود صرخ - سيدي ..اتقِ الله فينا.. نحن مجرد جنود - اتقِ الله!! تساءل عبد الكريم مصطفى نصرت، "ما شأن الله في عمل العسكر ؟!"..- أيها الأحمق .. ان الله مجاز هذه الليلة (76)بعيداً عن صخب بغداد الى شرقها البعيد الهادئ، في منطقة تدعى المعامل حيث يجلس عبد الله وصاحبه عباس قرب النار التي تؤنسهم كل ليلة، كان الحديث لا يخرج عن دائرة أخبار الانقلاب الذي حدث في المدينة، والغريب ان الاثنان يجهلان مصير الزعيم، فكل ما لديهما من أخبار هو حصاد الأفواه التي استمعت وعدّلت ما تناقله الاذاعات ونشراتها الاخبارية. عبد الله لمح عدد من السيارات وهي تنحرف عن الطريق وتبتعد عنه بلا اضواء، لتتوقف في مكانٍ لم يعرف أثراً لأي مركبة من قبل.تسلل مع صاحبه مستعينان بما يكشفه ضوء القمر، اقتربا كثيراً وتمكنا من مراقبة الجنود وهم يتناوبون على الحفر، الى ان أمر قائدهم بالتوقف، ليسارعوا بعدها الى رمي اربع جثثٍ في الحفرة، قبل ان يهيلوا التراب على عجل ويغادروا المكان.تردد عباس في مجاراة عبد الله لنبش ما دُفِن، لكنه أعان صاحبه على اتمام الحفر وابعاد التراب عن وجه الزعيم، تسمّرا في مكانهما، فهذه أولَ مرةٍ يشاهدان فيها الزعيم.- انه الزعيم!!.. حاول عباس ان يعيد التراب كما كان- ماذا تفعل؟؟- لنتركه ونذهب - ان تركناهم ستنهش الكلاب هذه الجثث قبل حلول الفجر .. اذهب الى داري وابلغ اخوتي ليحضروا سريعاً.. واياك ان تخبر أحداً غيرهم.. ليبقى هذا الأمر سراً (77)احتشد المئات خلال دقائق، حملوا الجثث وساروا بها الى صرائفهم، وعلى ضوء الفوانيس كُفِنت جثامين الشهداء بلا غسل، فالشهداء يدفنون بدما ......
#أعراس
#الثعالب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695741