خضر عبد الرحيم : حرائق الذاكرة
#الحوار_المتمدن
#خضر_عبد_الرحيم 26(ذات شهيد) ..... خضر عبد الرحيملم تنصفه الحياة ُ، كدأبها مع الشرفاء، حتى رمت بأشرس اثقالها على كاهله الغض، وهو لم يبلغ الحلم بعد، وضعت على سكة الجمر قدميه، وأجبرته على خوض معترك صعب، بعدة غير متكافئة، فأيقن أن العدالة محض طريق شائك، لا يسبر أغواره إلا الصادقون مع أنفسهم ومع شعبهم.غادر ( ابو شفيع ) ، مقاعد الدراسة مبكرًا، ليعمل أجيرًا مع أخوته في مهنة النجارة، أخوته اللذين أصبحوا ساتره الأول، بعد أن فقد والديه، في سن ٍ، كان في أمس الحاجة لهما، كي يعيش كبقية أقرانه، وينعم بطفولة عادية، على الأقل، سنوات الجمر التي عاشها في مقتبل العمر، أوقدت في نفسه شعلة التحرر، والغضب، والخلاص، من نظام سياسي واجتماعي متهرئ، لا يمكن اصلاحه إلا بطريقة ثورية تأتي على قواعده الهشة، وتقيم على أنقاضه، نظام العدالة الاجتماعية، بصورتها الحقة.أدرك لا جدوى التحصيل الدراسي، فأعتبره مضيعة للوقت، وتبديدًا لجهود يجب استثمارها في مقارعة نظام فاشي لا يعرف غير لغة القوة والبطش، وأن التغيير، لا يأتي بالنوايا الحسنة فقط، والأهداف لابد لها أن تكون ضمن منهج ٍ واضح، وواقعي، فوجد في الفكر الماركسي ضالته، وفي تنظيمات الحزب الشيوعي راحته، وطمأنينته.تخلى عن فكرة الزواج، وهذا قرار شخصي، حسب ما أورده شقيقه (عباس)، وأعتبره عائقًا كبيرًا في حياة أي مناضل يسعى لتحقيق أهداف سامية، إذ كان يقول لعائلته(أنا، لست ملكًا لكم، حياتي وهبتها لناسي، لشعبي، لفقراء وطني، للأفكار التي آمنت بها، ولا يمكنني التخلي عنها).وحين الهجمة الشرسة التي تعرضت لها تنظيمات الحزب الشيوعي، في بداية العام (1982 ـ 1983)، كان (أبو شفيع)، من أكثر الرفاق حرصًا، وحذرًا على التخفي، عن عيون أجهزة الأمن ، التي عملت المستحيل، من أجل اختراق التنظيمات، والعمل على إبقاءها تحت مجاهرها ، و مجساتها التي زرعتها في جسد التنظيم، حتى أن عائلته فقدت أثره لعدة شهور، معتقدين أنه قد ألقي القبض عليه ، كان يتنقل من وكر حزبي الى آخر ، نام لأسابيع في معامل صناعة الأحذية في منطقة ( الغريري ) في شارع الرشيد ، حيث كان أبن خالته ( ناصر فنجان ) يعمل هناك ، و بات لمرات عديدة ، في معمل لصناعة ( الكاشي ) في الكمالية ، و تخفى ، مع مجموعة من عناصر التنظيم ، في أحد معامل صناعة ( البلوك ) في اليوسفية ، ليكونوا بعيدًا أنظار رجال الأمن ، و وكلائهم ، و مكث طويلًا ، في وكر الحزب في الشرطة الخامسة، وفي وكر ( السيدية ) ، الوكران الأساسيان في بغداد ، حيث يلتقي أغلب عناصر التنظيم .وفي دوامة تلك الاحداث ، و الظروف الصعبة ، التي كان يمر بها أعضاء التنظيم في بغداد ، نمى الى نفوس مجموعة أبو شفيع ، ( عواد حريجة ، شريف فرج ، كمال عطية ، محمد زهراوي ، رياض قاسم ، أبو يوسف ، ونبز محمد أمين ) الشك ، إزاء التصرفات المريبة ، لأحد مشرفي ، وقادة تنظيم بغداد للحزب الشيوعي ، المدعو ( عباس حسون ) أبو وسام ، فبعد طلب الاشراف الحزبي من قبل ( أبو يوسف ) ، لمناقشة أمور لا تتحمل التأجيل ، التقى ب ( عباس حسون ) في منطقة (التكارته ) في بغداد ، وشكى له وضع الاوكار الحزبية المتردي ، وحاجة الرفاق الى وثائق ، و هويات يتنقلون بها ، لإن الوضع العام مريب ، و التحرك بدون هوية ، أو وثيقة أمر في غاية الصعوبة ، ناهيك عن الانتشار الواسع ، لسيطرات النظام في شوارع بغداد ، وساحاتها ، و مرافقها العامة .كانت لا مبالاة الرجل ، إزاء الشكوى التي أوصلها له ( أبو يوسف ) ، مثار ريبة و شك كبيرين ، ناهيك عن ملاحظه ( أبو يوسف ) لهندام الرجل ، و ملابسه الغالية الث ......
#حرائق
#الذاكرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696397
#الحوار_المتمدن
#خضر_عبد_الرحيم 26(ذات شهيد) ..... خضر عبد الرحيملم تنصفه الحياة ُ، كدأبها مع الشرفاء، حتى رمت بأشرس اثقالها على كاهله الغض، وهو لم يبلغ الحلم بعد، وضعت على سكة الجمر قدميه، وأجبرته على خوض معترك صعب، بعدة غير متكافئة، فأيقن أن العدالة محض طريق شائك، لا يسبر أغواره إلا الصادقون مع أنفسهم ومع شعبهم.غادر ( ابو شفيع ) ، مقاعد الدراسة مبكرًا، ليعمل أجيرًا مع أخوته في مهنة النجارة، أخوته اللذين أصبحوا ساتره الأول، بعد أن فقد والديه، في سن ٍ، كان في أمس الحاجة لهما، كي يعيش كبقية أقرانه، وينعم بطفولة عادية، على الأقل، سنوات الجمر التي عاشها في مقتبل العمر، أوقدت في نفسه شعلة التحرر، والغضب، والخلاص، من نظام سياسي واجتماعي متهرئ، لا يمكن اصلاحه إلا بطريقة ثورية تأتي على قواعده الهشة، وتقيم على أنقاضه، نظام العدالة الاجتماعية، بصورتها الحقة.أدرك لا جدوى التحصيل الدراسي، فأعتبره مضيعة للوقت، وتبديدًا لجهود يجب استثمارها في مقارعة نظام فاشي لا يعرف غير لغة القوة والبطش، وأن التغيير، لا يأتي بالنوايا الحسنة فقط، والأهداف لابد لها أن تكون ضمن منهج ٍ واضح، وواقعي، فوجد في الفكر الماركسي ضالته، وفي تنظيمات الحزب الشيوعي راحته، وطمأنينته.تخلى عن فكرة الزواج، وهذا قرار شخصي، حسب ما أورده شقيقه (عباس)، وأعتبره عائقًا كبيرًا في حياة أي مناضل يسعى لتحقيق أهداف سامية، إذ كان يقول لعائلته(أنا، لست ملكًا لكم، حياتي وهبتها لناسي، لشعبي، لفقراء وطني، للأفكار التي آمنت بها، ولا يمكنني التخلي عنها).وحين الهجمة الشرسة التي تعرضت لها تنظيمات الحزب الشيوعي، في بداية العام (1982 ـ 1983)، كان (أبو شفيع)، من أكثر الرفاق حرصًا، وحذرًا على التخفي، عن عيون أجهزة الأمن ، التي عملت المستحيل، من أجل اختراق التنظيمات، والعمل على إبقاءها تحت مجاهرها ، و مجساتها التي زرعتها في جسد التنظيم، حتى أن عائلته فقدت أثره لعدة شهور، معتقدين أنه قد ألقي القبض عليه ، كان يتنقل من وكر حزبي الى آخر ، نام لأسابيع في معامل صناعة الأحذية في منطقة ( الغريري ) في شارع الرشيد ، حيث كان أبن خالته ( ناصر فنجان ) يعمل هناك ، و بات لمرات عديدة ، في معمل لصناعة ( الكاشي ) في الكمالية ، و تخفى ، مع مجموعة من عناصر التنظيم ، في أحد معامل صناعة ( البلوك ) في اليوسفية ، ليكونوا بعيدًا أنظار رجال الأمن ، و وكلائهم ، و مكث طويلًا ، في وكر الحزب في الشرطة الخامسة، وفي وكر ( السيدية ) ، الوكران الأساسيان في بغداد ، حيث يلتقي أغلب عناصر التنظيم .وفي دوامة تلك الاحداث ، و الظروف الصعبة ، التي كان يمر بها أعضاء التنظيم في بغداد ، نمى الى نفوس مجموعة أبو شفيع ، ( عواد حريجة ، شريف فرج ، كمال عطية ، محمد زهراوي ، رياض قاسم ، أبو يوسف ، ونبز محمد أمين ) الشك ، إزاء التصرفات المريبة ، لأحد مشرفي ، وقادة تنظيم بغداد للحزب الشيوعي ، المدعو ( عباس حسون ) أبو وسام ، فبعد طلب الاشراف الحزبي من قبل ( أبو يوسف ) ، لمناقشة أمور لا تتحمل التأجيل ، التقى ب ( عباس حسون ) في منطقة (التكارته ) في بغداد ، وشكى له وضع الاوكار الحزبية المتردي ، وحاجة الرفاق الى وثائق ، و هويات يتنقلون بها ، لإن الوضع العام مريب ، و التحرك بدون هوية ، أو وثيقة أمر في غاية الصعوبة ، ناهيك عن الانتشار الواسع ، لسيطرات النظام في شوارع بغداد ، وساحاتها ، و مرافقها العامة .كانت لا مبالاة الرجل ، إزاء الشكوى التي أوصلها له ( أبو يوسف ) ، مثار ريبة و شك كبيرين ، ناهيك عن ملاحظه ( أبو يوسف ) لهندام الرجل ، و ملابسه الغالية الث ......
#حرائق
#الذاكرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696397
الحوار المتمدن
خضر عبد الرحيم - حرائق الذاكرة