الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسن مدن : غسان كنفاني: رائحة رغيف طازج
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن مرة وجه أحد الصحفيين سؤالاً إلى الشهيد غسان كنفاني عن علاقة هذا الأخير بالكتابة. سأله الصحفي : هل تحب الكتابة أم تكرهها؟وقتها كان غسان رئيسا لتحرير مجلة "الهدف" الفلسطينية الشهيرة، فأجابه غسان بالتالي: "عادة، عندما أفرغ من عملي في المكتب وأعود إلى البيت ينتابني شعور بالإرهاق، مما يمنعني من ممارسة الكتابة، لذلك أفضل القراءة، وطبعا يتوجب علي أن أقرأ مدة ساعتين يومياً، إذ ليس بإمكاني الاستمرار دون ذلك، ولكن بعد الانتهاء من القراءة أشعر بان الإخلاد إلى النوم أو مشاهدة فيلم سخيف أفضل بالنسبة لي. إذ أنني لا أستطيع أن أكتب بعد انتهائي من عملي".علينا، بعد ذلك، أن نلاحظ أن قائل هذا الكلام هو كاتب بارع وعذب ومتدفق مثل غسان كنفاني، لكنه لم يقل إنه يحب الكتابة، بل أوحى لنا بأنه إلى النفور منها أميل من الإقبال عليها. ولن نقبل بسهولة انه يكره الكتابة، ولكنه هنا يتحدث عن معاناتها التي تجعله يفضل، أحياناً، مشاهدة فيلم سخيف عليها، لأن ذاك لن يتطلب منه الشدّ الذهني والتوتر العصبي، بيد أن الأمر على الأرجح أعمق من هذا، إنه يتصل بالشعور العالي بالمسؤولية تجاه الكتابة طالما كانت هذه الكتابة ستقدم للقارئ.في حوار آخر يعود إلى عام 1960 قال غسان: "أفكر في كتابة قصتين، الأولى قصة إنسان مخذول، خذلته القيمة التي اعتقد أنها مقياس الحياة الوحيد، وإذا بها قيم لا تعتبر في عالم الحضارة المعاصر. إنني لم أتوصل إلى اصطياد الحادثة الملائمة، ولكنني أحتاج إلى أن أصل منه إلى التعبير عن الإنخداع الكامل الذي يحسه إنسان صفع بشيء اّمن به، فإذا به عند الآخرين لا يساوي شيئا، وليس يهمني على الإطلاق أن يكون هذا الإيمان خطأ أو صواباً، يهمني فقط أنه إيمان يحمل على دعائمه كل طموح ذلك الإنسان". ثم يتحدث غسان عن موضوع القصة الثانية. قال إنه سمع الموضوع من صديق رواها له "ببساطة حرقت محجري". ويضيف: "لم أصل بعد إلى صياغة جميع تفاصيل هذه القصة، ولكني أشعر اني أستطيع أن أفهمها بإخلاص وصدق .. بل وأن أعانيها".في كلام غسان أعلاه شبكة مصطلحات وعبارات ذات شحنة دلالية عالية: "اصطياد الحادثة الملائمة"، "يهمني فقط انه إيمان"، "فهم القصة بإخلاص وصدق معاناتها". هذه الأمور كلها تجعل المبدع نافراً من الكتابة، غير مقبل عليها قبل أن تكون قد استوت في داخله، قبل أن يكون قد تمثلها.إن الكتابة هنا ليست مهنة أو حرفة أو أمر يؤدى كما تؤدى بقية الأمور، أو تؤتى كما تؤتى. إنها، في حال المبدع الحقيقي، طقس من العذاب والاحتراق، لذا فإننا حين نعود إلى ما كتبه غسان بعد عقود من الزمن تفصلنا عن الوقت الذي كتب فيه ما كتب، نكاد نشعر برائحة رغيف طازج خارج من تنور الكتابة للتو. إنها كتابة لا تتقادم ولا يعلوها الغبار أو يأتيها الصدأ، لأنها فلذة من الروح قذفت في لحظة من اللحظات التي تشبه طلق الولادة. إنها، والحال كذلك، كائن حي قد يستقل مع الوقت عن صاحبه، لكنه هو الذي يمنح هذا الصاحب سر الخلود. ......
#غسان
#كنفاني:
#رائحة
#رغيف
#طازج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705189