الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
مصطفى الأحول : الفلسفة فن البحث عن الجواب ، وليست فن إثارة السؤال.
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_الأحول الفلسفة ليست فقط فكر نقدي واستقلال أو أسلوب متماسك في التفكير أو لفن التفكير المتجدر في موقف الدهشة والتساؤل، بل أكثر من ذلك حماية أنفسنا في كثير من الأحيان، فالفلسفة وحدها قادرة على قهر المخاوف التي تعدم الحياة، وقادرة في الآن نفسه أن تعلمنا الحياة وعدم الخوف أو القلق من محدودية الزمان على حد تعبير هايدغرأو التناهي أو الموت,بل أكثر من ذلك تساعدنا على تخطي تفاهة الحياة اليومية. هذا ما تخبرنا اياه مدارس التاريخ اليوناني القديم. كالمدرسة القورينائية والمدرسة الكلبية والشكاك ايضا، والأبيقورية والرواقية. هذه المدارس ركزت على النقطة الأساسية المتعلقة بفناء الإنسان وإدراكه لفناءه أو نهايته. فهذا الوضع المقلق والعبثي والذي لا يحتمل هو نقطة البداية، بداية البحث عن الجواب الذي من شأنه أن ينقذنا من هذا الخوف والقلق المتولد عن الموت. فالفلسفة ليس سياحة فكرية نقوم بها لذاتها كما قال راسل في حكمة الغرب، وليست بناء موقف ابستمولوجي من الوجود، أو موقف أخلاقي سياسي صرف. فالحكمة تأتي متأخرة كما أخبرنا هيجل، تأتي بعد النظرية والأخلاق، فالحكمة في عمقها إنقاذ أو ماكانو يطلقون عليه قديما بالسوتيريولوجي المشتقة من الكلمة اليونانية " سوتيريو " ومعناها الإنقاذ. إنقاذ الإنسان من كل المخاوف والوساوس التي تثيرها فيه المحدودية في الزمن. فادراكنا للموت المتربص بنا يجعلنا أكثر تساؤلا وبحثا عن الجواب الذي سيحررنا من الخوف، ويفيدنا في معرفة ماذا عسانا فاعلون في هذه الإقامة القصيرة هاهنا. هكذا اتجه الإنسان إلى تكوين فكرة عن المكان الذي قذف به إليه دون رغبة منه أو بلغة الفلسفة المهمة النظرية. لينتقل بعد ذلك إلى البحث الأجوبة التي تعينه على الإقامة مع الغير وكيفية التصرف بطريقة عادلة أو بلغة الفلسفة المهمة الأخلاقية. لينتقل بعد ذلك إلى السوتيريولوجي، الذي هو قلب الحكمة ذاتها وهذا مايؤكده أبيقور في رسالة إلى هيرودت:مالم يكن بنا حاجة إلى التخلص من خوف الموت والآلهة لما بحثنا في الطبيعة "(حلمي مطر الفلسفة اليونانية تاريخها ومشكلاتها).فالبحث في الطبيعة لم يكن غاية في ذاته ، بل وسيلة غايتها الوصول إلى حالة الآتراكسيا "فنزعتهم المادية في الطبيعة التي تنتهي إلى الخلو من الهموم والوصول إلى حالة الآتراكسيا التي يبلغها الفيلسوف عندما تتوفر له الرؤية العقلية الصحيحة في الأشياء"(حلمي مطر الفلسفة اليونانية تاريخها و مشكلاتها).فلا سبيل لبلوغ الحكمة أو الآتراكسيا إلا بالقضاء على تلك المخاوف التي تشل النفس البشرية.، هنا تصير الحكمة أو الفلسفة جوابا شافيا إذ لم نقل علاجا. فالفلسفة على حد تعبير أبيقور هي طبابة النفس. فأبيقور يقترح أربعة علاجات للوساوس المتأتية مباشرة من واقع إننا فانون " ليس لنا أن نخاف من الآلهة ولا من الموت، الخير سهل المنال، والشر سهل الإحتمال. " ويقول في رسالته إلى مينيكايوس:"لتعود نفسك على القول بأن الموت ليس شيئا يتعلق بنا ذلك لأن الخير والشر لا يوجدان إلا في إحساسنا والموت هو فقدان هذا الإحساس فهو لا شيء بالنسبة لنا مادمنا لا نحس معه بشيء ومعرفة هذه الحقيقة تتيح لنا أن ننعم بهذه الحياة الفانية. "(حلمي مطر نفس المرجع).لكي تكون حكيما يجب أن تعيش بحكمة سعيدا وحرا على قدر الإمكان بعد تغلبك على المخاوف التي أيقظتها نهائية الإنسان فيك. لذلك ترى الرواقية أن الحكيم سيتمكن بفضل صائب للفكر وممارسته على صعيد العمل من التوصل الى شكل من اشكال الخلود الانساني، سيموت بالتأكيد لكن الموت لن يكون بالنسبة له النهاية المطلقة لكل شيء، بل تحولا من حال الى أخرى في خضم كون يملك كماله الكلي استقرارا ......
#الفلسفة
#البحث
#الجواب
#وليست
#إثارة
#السؤال.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743518