الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
مزهر جبر الساعدي : رقصة الافعوان
#الحوار_المتمدن
#مزهر_جبر_الساعدي (رقصة الافعوان)ركضت بكل ما في بدني من قوة، كي ابتعد كثيرا، واصل. سبقني عقلي في الركض، راكضا بين تلافيف دماغي. غابة النخيل كثيفة، أو هكذا خيل لي، وهناك اجمات متفرقة. تأملت اعماق السماء البعيدة، المرضعة بمصابيح الله. فحيح افاعي على مقربة مني، نباح كلاب في البعيد او عواء ذئاب، بت لا اعرف على وجه التأكيد. كنت متعبا جدا، لم انم منذ يوما كاملا، بليله ونهاره. استرخيت منبطحا على الحشائش. اخذت عيناي تتجول بين نجوم السماء التي بدت رمادية، اقرب الى السواد. عندما فتحت عيوني، وفركتها بكلتا راحتيَ، كان قرص الشمس الاصفر، لم يزل مختفيا وراء غلالة من ظلام شفيف. افترت عيناي في المكان حولي؛ كان على مقربة اشبار مني، افعوان ينظرني. ازيز مروحية امريكية، من نوع بلاك هوك، تدور فوق هامات النخيل، ارعبت العصافير والحمام، في قلب الاشجار والنخيل، لتحدث من جراء هذا الرعب؛ ضجة واضطراب، فوقي تماما. دارت دورة دورتين ومن ثم اختفت في البعيد حتى تلاشى هديرها في فضاء فجر لم ينجل بعد. الافعوان عندما انتبهت الى وجوده على مقربة مني؛ وجدته، يتلمظ بلسانه، ويحرك رأسه يمنة ويسرة، ثم اخذ يتلوى واقفا، كأنه يرقص. لكنه، عندما سلطت عيوني عليه، انسحب ودخل في بطن شجرة قريبة. قلت لنفسي: انك والله اشرف من الذباحين من جنس البشر. عندما وصلت الى باب سياج بيتي، فتحته، ودخلت ومن ثم اغلقته. من وراء الباب، حدقت في النخيل الذي شكل ما يشبه الغابة في عتمة الليل. ومن ثم حملقت مليا في السياج والباب الخارجي، ومن فوقهما الى نخيل الشارع الذي يتجول فيه الارهاب بحرية، كما هي الصورة او التصور الذي تكون في الذهن الجمعي عنه. دلفت الى البيت. وقفت وراء الباب، انظر إليه، متأملا صمت الليل، الذي امتص صوت الكائنات. الباب موصد. كنت متأكدا من احكام القفل. خائفا، ومرعوبا، ويداي ترتجفان، عندما ادرت المفتاح قبل لحظة، في احشاء القفل. من ثم بدأت ادور في البيت الذي الغرق في هذه اللحظة بالصمت والسكون والوحشة. قلت مع نفسي، ربما، رغم هذا السكون المشحون بالرهبة؛ الموت وراء الباب في الانتظار. عليك ان تغادر بأسرع وقت، في الليل قبل النهار. صديقي كان يقول لي في كل مرة التقيه في هذه الايام، الايام الأخيرة، وتحديدا من ثلاثة ايام مضت. انما في مساء هذا اليوم، قبل ساعات؛ كان يلح عليَ بقوة، اكثر قوة واصرار من ذي قبل. الشيء الذي جعلني، اهتم بالأمر، واتفكر مما قاله صديقي، بجدية وتمعن في الذي أنا فيه؛ كان حين تحدث معي في هذا المساء، قبل حين من الآن، شاحبا وكان يختض وهو يتكلم:- غادر المدينة قبل ان يرحلوك منها، ومن هذه الحياة كليا، ويمحوا وجودك منها تماما يا صديقي. لم اشأ ان اسأله، عن الدوافع والاسباب، هو ايضا كان لا يتطرق إليها. كنا كلانا نعرفها، مما جعلنا لا نخوض فيها، بتفاهم ايحائي متبادل، بلا حديث او كلام فيها. كنا على قناعة من لا فائدة من اعادة معرفة المعروف لنا، والمُعرف من وقت بعيد. ان الاجترار يبعث على الملل والقرف؛ كنا نقول بصمت في داخل كل منا. وقفت في وسط الصالة التي شهدت في الخوالي من الايام والنهارات والاماسي؛ جلسات عائلية، لعائلة صغيرة، مكونة من ابن واب وام. جلسات يسودها الحب والوئام والدفء الروحي الذي كان يغمرها بالرقة المفرطة. اقترب ابي مني، ونحن نشرب الشاي بعد العشاء كما هي العادة، كانت امي قد غادرت الصالة، بعد ان وضعت امام ابي وامامي على المنضدة المستطيلة؛ استكان الشاي. قال:- لا تنشغل بقراءة الكتاب كثيرا. اعط الجزء الاهم من وقتك الى حياتك، رتب امورك بعيدا عن صخب المواجهات مع الاخرين. ابتعد قدر استطاعتك عن مناطق الاحتكاك. لم اقل ......
#رقصة
#الافعوان

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732527