مهتدي مهدي : فتاة المتنزه
#الحوار_المتمدن
#مهتدي_مهدي فتاة المتنزّه المسافة ليست بعيدة حين يمر, ليشاهدها تجلس في ذلك المتنزه الذي يعج بالناس مع اقتراب المساء. إلّا أن الوقت كان لا يزال مبكراً على ذلك. من طرفه كان يشعر بالكثير من الودّ والانسجام العاطفي. فكلما اقترب أكثر, شعر بنبضاته تتسارع, وصعب بوحه واعترافه بميوله تجاهها أكثر. كان على العكس من ابتعاده عنها, إذ تتدفق سيولة من الكلمات التي تخذله ما إن يصبح قريباً منها. كانت بيضاء هيفاء بشفاه نديّة, وخصلة من شعر كلما أخفتها تحت الشّال. انسابت بنعومة الحرير لتظهر بشكل لافت أكثر مما لو كانت ظاهرة دون ذلك الشّال. لم تأبه لحركاته أو نظراته التي كان يحاول أن يقننها قدر المستطاع, بدافع الولع الذي كان يشغله بها. ومن باب حرصه على ديمومة هذا الشعور الحسّي أن يستمر. ولم يستطع أن يرى عينيها التين اختبأتا وراء تلك النّظّارة الشّمسيّة بعدساتها الصّغيرة المدوّرة ذات اللون الأسود. التي أضفت على وجهها البيضوي, بذلك الأنف الصغير المستدق عند طرفه, أنَفة ورفعة زادتها جمالاً. ذلك اليوم قرر أن يضحي بالنصف الثّاني من نهار يومه, الذي يقضيه بالعمل. ولسوف يراقبها عن كثب, ليرى لمَ تجلس طيلة النهار في ذلك المكان, أهي عمياء؟.. لكن ما معنى ذلك الهاتف الجوال في يسارها, كانت تطيل النّظر محدقة به, بينما راحت أصابعها تعزف على لوحته في إشارة لانهماكها وانشغالها عبر برامج التواصل الاجتماعي. حتى إنها لم تعره أدنى اهتمام, ولو بالتفاتة منها, تشعره بجدوى نهاره المضاع من أجلها, ولهاثه طيلة الأيام الماضيّة لمعرفة سر جلوسها. أو قد تكون عاشقة.. لكن عاشقة لمن؟ وهو الذي كان يراقبها ولم يرى غيرها, تجلس في هذا المكان. ألا تخاف أو تخشى من وجودها وحيدة في هذا المكان؟ وها هي الشّمس قد أخذت بالمغيب؟! .. أعطته هذه الأفكار حافزاً أن يبقى ويترقّب أكثر, لما سيحدث في اللحظات القادمة. خصوصاً ان الشّمس آخذة بالمغيب, والليل سيحين لا محالة من ذلك, فيرى ما ستفعله تحت جنحه. تخيل بأنه يجلس قربها, ويتحدث معها من تلك الأحاديث التي عادة ما تدور من الوهلة الأولى بين العشّاق. كانت تقضّي تلك السّويعات مع هاتفها, لتبدو على قطيعة تامّة, دون أن تتطلّع في النظر حولها. وقد انتشرت المصاطب التي صار يشغلها بعض المتحابين, تتهامس شفاههم بانسجام تام, بالكلام الذي يبدو لها شفافاً ورومانسياً وهي ترى البسمة تعلو تلك الوجوه. فهي من طرف خفي كانت ترى كل ما يحيطها لكنها عوّدت نفسها على صرف النظر, واللامبالاة. قبل أن تغرب الشّمس بقليل جاء رجل كبير, قد وخط الشّيب شعر رأسه ولحيته, جاء يدفع بكرسي متحرك. كان قد ركن سيّارته على جانب الشّارع الموازي للمتنزه. لصق الكرسي المتحرك بالكرسي الذي كانت تجلس عليه, وساعدها بعد أن دفعت جسدها إلى الأمام قليلاً, لتلتف وتجلس عليه. ثم انطلقا معاً, هو يطرق برأسه, وهي ترخي رأسها إلى الخلف على مسند الكرسي, كانت تحدّثه بغبطة, عن تلك السّاعات القليلة, التي قضتها بعيداً عن هذا الكرسي المتحرّك. ......
#فتاة
#المتنزه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767720
#الحوار_المتمدن
#مهتدي_مهدي فتاة المتنزّه المسافة ليست بعيدة حين يمر, ليشاهدها تجلس في ذلك المتنزه الذي يعج بالناس مع اقتراب المساء. إلّا أن الوقت كان لا يزال مبكراً على ذلك. من طرفه كان يشعر بالكثير من الودّ والانسجام العاطفي. فكلما اقترب أكثر, شعر بنبضاته تتسارع, وصعب بوحه واعترافه بميوله تجاهها أكثر. كان على العكس من ابتعاده عنها, إذ تتدفق سيولة من الكلمات التي تخذله ما إن يصبح قريباً منها. كانت بيضاء هيفاء بشفاه نديّة, وخصلة من شعر كلما أخفتها تحت الشّال. انسابت بنعومة الحرير لتظهر بشكل لافت أكثر مما لو كانت ظاهرة دون ذلك الشّال. لم تأبه لحركاته أو نظراته التي كان يحاول أن يقننها قدر المستطاع, بدافع الولع الذي كان يشغله بها. ومن باب حرصه على ديمومة هذا الشعور الحسّي أن يستمر. ولم يستطع أن يرى عينيها التين اختبأتا وراء تلك النّظّارة الشّمسيّة بعدساتها الصّغيرة المدوّرة ذات اللون الأسود. التي أضفت على وجهها البيضوي, بذلك الأنف الصغير المستدق عند طرفه, أنَفة ورفعة زادتها جمالاً. ذلك اليوم قرر أن يضحي بالنصف الثّاني من نهار يومه, الذي يقضيه بالعمل. ولسوف يراقبها عن كثب, ليرى لمَ تجلس طيلة النهار في ذلك المكان, أهي عمياء؟.. لكن ما معنى ذلك الهاتف الجوال في يسارها, كانت تطيل النّظر محدقة به, بينما راحت أصابعها تعزف على لوحته في إشارة لانهماكها وانشغالها عبر برامج التواصل الاجتماعي. حتى إنها لم تعره أدنى اهتمام, ولو بالتفاتة منها, تشعره بجدوى نهاره المضاع من أجلها, ولهاثه طيلة الأيام الماضيّة لمعرفة سر جلوسها. أو قد تكون عاشقة.. لكن عاشقة لمن؟ وهو الذي كان يراقبها ولم يرى غيرها, تجلس في هذا المكان. ألا تخاف أو تخشى من وجودها وحيدة في هذا المكان؟ وها هي الشّمس قد أخذت بالمغيب؟! .. أعطته هذه الأفكار حافزاً أن يبقى ويترقّب أكثر, لما سيحدث في اللحظات القادمة. خصوصاً ان الشّمس آخذة بالمغيب, والليل سيحين لا محالة من ذلك, فيرى ما ستفعله تحت جنحه. تخيل بأنه يجلس قربها, ويتحدث معها من تلك الأحاديث التي عادة ما تدور من الوهلة الأولى بين العشّاق. كانت تقضّي تلك السّويعات مع هاتفها, لتبدو على قطيعة تامّة, دون أن تتطلّع في النظر حولها. وقد انتشرت المصاطب التي صار يشغلها بعض المتحابين, تتهامس شفاههم بانسجام تام, بالكلام الذي يبدو لها شفافاً ورومانسياً وهي ترى البسمة تعلو تلك الوجوه. فهي من طرف خفي كانت ترى كل ما يحيطها لكنها عوّدت نفسها على صرف النظر, واللامبالاة. قبل أن تغرب الشّمس بقليل جاء رجل كبير, قد وخط الشّيب شعر رأسه ولحيته, جاء يدفع بكرسي متحرك. كان قد ركن سيّارته على جانب الشّارع الموازي للمتنزه. لصق الكرسي المتحرك بالكرسي الذي كانت تجلس عليه, وساعدها بعد أن دفعت جسدها إلى الأمام قليلاً, لتلتف وتجلس عليه. ثم انطلقا معاً, هو يطرق برأسه, وهي ترخي رأسها إلى الخلف على مسند الكرسي, كانت تحدّثه بغبطة, عن تلك السّاعات القليلة, التي قضتها بعيداً عن هذا الكرسي المتحرّك. ......
#فتاة
#المتنزه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767720
الحوار المتمدن
مهتدي مهدي - فتاة المتنزه