فتح عبدالفتاح كساب : حذلقة الأدوات السياسية
#الحوار_المتمدن
#فتح_عبدالفتاح_كساب قمة الحماقة أو التواطؤ وخاصة في العمل العام بمختلف تنويعاته أن تعيد نفس التجربة ألف مرة مستخدما نفس المكونات، ونفس الأدوات، وتحت نفس الظروف أو أسوأمنها متأملًا أن تحصل على نتائج مختلفة.مناسبة هذه العبارة هي عملية التهوين من قيمة مقاطعة الانتخابات، والدعوة إلى المشاركة تحت حجج واهية مثل الإصلاح من الداخل، أو إيصال صوت المعارضة، أو "الاشتباك السياسي" مع السلطة تحت "قبة البرلمان" أو أو ......الخ.تعلمنا تجارب التاريخ السياسي العربي في مرحلة "ما بعد الاستقلال" التي أفرزت أنظمة حكم عائلية (ملكية أو أميرية أو مشيخات) أو جمهورية جاءت بانقلابات عسكرية أن العمل ضمن "المعارضة" أمر عبثي لا طائل منه؛ لأنه ناتج عن مخاض زائف لحمل كاذب؛ فما قامت به تلك الأنظمة من تشويه للحياة السياسية والثقافية والقضاء على أساليب الإنتاج التقليدية وتلك التي كانت في حالة من التطور التدريجي واستتباع المواطن وإدخاله منظومة الريع السياسي، قادت إلى حالة من التشويه جعلت من العسير على المتابع إطلاق مسمى دولة على تلك الكيانات الجغرافية، وأخرجت قاطني تلك الجغرافيا من مصطلح "مواطن"، وحولته إلى أشياء كثيرة ليس منها "المُواطَنة".فقد أصبح البشر في هذه الكيانات رعايا أو أرقام أو كائنات ناخبة أو أبناء لطوائف وعشائر تعيش في حيز جغرافي واحد لا يجمعهم شيء ويفرقهم كل شيء.وعودة إلى "المعارضة" التي نشأت في ظل أنظمة ما بعد الاستقلال، نلاحظ أنها أصبحت جزءا من حالة التردي والعبء الثقيل على كاهل الناس؛ فقد رضيت بالفتات وما دون ذلك لتحافظ على بقائها ولو شكلا دون مضمون. وتحولت الأحزاب والتجمعات السياسية الأخرى تحت مختلف اليافطات إلى عشائر يديرها شخص واحد ذو قدرات خرافية خارقة وعابرة للزمان والمكان لا تتوافر لغيره إلا بعد موته، وأصبح بالتالي نسخة مطابقة للحاكم الذي يدعي معارضته. كما قامت تلك المعارضات بدور المهدئات لكبح كل تطور شعبي أو نخبوي - إن وجد - يسعى إلى إحداث تغيير حقيقي إيجابي في مجتمعاتها تحت ذرائع مثل خطورة المرحلة، وعدم مناسبة الوقت لذلك، وعدم جاهزية الجماهير أو المواجهة مع العدو والتي لم تحصل يوما ولن تحصل ما لم يحدث تغير جوهري.وأسوق مثالا واضحا نراه بشكل مستمر ويشمل هذا المثال جميع تنويعات "المعارضة" بغض النظر عن الإيديولوجيات التي يتغطون بها؛ تقوم الأنظمة العربية جميعها بتقديم هامش صغير ليكون ملعبا لتلعب فيه المعارضات، وبالمنطق البسيط أقول: بما أن ذلك الملعب هو هبة من السلطة فإن اللعب فيه سيكون بقوانين السلطة ذاتها التي منحت، وستكون النتيجة كارثة بكل المقاييس لأن لعبك في ملعب مجهول وبقوانين لم تشارك في صياغتها ستكون عملية دوران في حلقة مفرغة، ولن تنتج شيئا سوى تعزيز سلطة من أعطاك ذلك الهامش. وبالإضافة إلى ما تقدم، تقوم السلطات باستخدام الأفراد والجماعات التي تتنافس على الفتات كلٌّ وقت حاجته؛ فمثلا نلاحظ أنه عندما تكون هناك حاجة إلى من يسمون "اليساريين واللبراليين" تقوم تلك السلطات بفتح وسائل إعلامها المختلفة لهم؛ فيملئون الدنيا ضجيجا "بمدنية الدولة" وسعي الأنظمة للإصلاح والدخول إلى عالم الحداثة ووضع "المصلحة الوطنية" أولوية كبرى. لكن المعيق لكل ذلك هو البنية الاجتماعية المتخلفة والهياكل السياسية الدينية الظلامية، وعدم فهم الناس لعقل "الدولة" الفذ السابق لعقلية الناس الساذجة والقاصرة، ويتم شجب العقليات الدينية التي تعيش في العصور الوسطى والعقليات العشائرية الرجعية وسوء فهم الناس وعجزهم عن فهم وتطبيق الرؤى الرشيدة للسلطة القائمة وأنها تحمل أعباء تاريخية وسياسية تنوء بحملها سل ......
#حذلقة
#الأدوات
#السياسية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690862
#الحوار_المتمدن
#فتح_عبدالفتاح_كساب قمة الحماقة أو التواطؤ وخاصة في العمل العام بمختلف تنويعاته أن تعيد نفس التجربة ألف مرة مستخدما نفس المكونات، ونفس الأدوات، وتحت نفس الظروف أو أسوأمنها متأملًا أن تحصل على نتائج مختلفة.مناسبة هذه العبارة هي عملية التهوين من قيمة مقاطعة الانتخابات، والدعوة إلى المشاركة تحت حجج واهية مثل الإصلاح من الداخل، أو إيصال صوت المعارضة، أو "الاشتباك السياسي" مع السلطة تحت "قبة البرلمان" أو أو ......الخ.تعلمنا تجارب التاريخ السياسي العربي في مرحلة "ما بعد الاستقلال" التي أفرزت أنظمة حكم عائلية (ملكية أو أميرية أو مشيخات) أو جمهورية جاءت بانقلابات عسكرية أن العمل ضمن "المعارضة" أمر عبثي لا طائل منه؛ لأنه ناتج عن مخاض زائف لحمل كاذب؛ فما قامت به تلك الأنظمة من تشويه للحياة السياسية والثقافية والقضاء على أساليب الإنتاج التقليدية وتلك التي كانت في حالة من التطور التدريجي واستتباع المواطن وإدخاله منظومة الريع السياسي، قادت إلى حالة من التشويه جعلت من العسير على المتابع إطلاق مسمى دولة على تلك الكيانات الجغرافية، وأخرجت قاطني تلك الجغرافيا من مصطلح "مواطن"، وحولته إلى أشياء كثيرة ليس منها "المُواطَنة".فقد أصبح البشر في هذه الكيانات رعايا أو أرقام أو كائنات ناخبة أو أبناء لطوائف وعشائر تعيش في حيز جغرافي واحد لا يجمعهم شيء ويفرقهم كل شيء.وعودة إلى "المعارضة" التي نشأت في ظل أنظمة ما بعد الاستقلال، نلاحظ أنها أصبحت جزءا من حالة التردي والعبء الثقيل على كاهل الناس؛ فقد رضيت بالفتات وما دون ذلك لتحافظ على بقائها ولو شكلا دون مضمون. وتحولت الأحزاب والتجمعات السياسية الأخرى تحت مختلف اليافطات إلى عشائر يديرها شخص واحد ذو قدرات خرافية خارقة وعابرة للزمان والمكان لا تتوافر لغيره إلا بعد موته، وأصبح بالتالي نسخة مطابقة للحاكم الذي يدعي معارضته. كما قامت تلك المعارضات بدور المهدئات لكبح كل تطور شعبي أو نخبوي - إن وجد - يسعى إلى إحداث تغيير حقيقي إيجابي في مجتمعاتها تحت ذرائع مثل خطورة المرحلة، وعدم مناسبة الوقت لذلك، وعدم جاهزية الجماهير أو المواجهة مع العدو والتي لم تحصل يوما ولن تحصل ما لم يحدث تغير جوهري.وأسوق مثالا واضحا نراه بشكل مستمر ويشمل هذا المثال جميع تنويعات "المعارضة" بغض النظر عن الإيديولوجيات التي يتغطون بها؛ تقوم الأنظمة العربية جميعها بتقديم هامش صغير ليكون ملعبا لتلعب فيه المعارضات، وبالمنطق البسيط أقول: بما أن ذلك الملعب هو هبة من السلطة فإن اللعب فيه سيكون بقوانين السلطة ذاتها التي منحت، وستكون النتيجة كارثة بكل المقاييس لأن لعبك في ملعب مجهول وبقوانين لم تشارك في صياغتها ستكون عملية دوران في حلقة مفرغة، ولن تنتج شيئا سوى تعزيز سلطة من أعطاك ذلك الهامش. وبالإضافة إلى ما تقدم، تقوم السلطات باستخدام الأفراد والجماعات التي تتنافس على الفتات كلٌّ وقت حاجته؛ فمثلا نلاحظ أنه عندما تكون هناك حاجة إلى من يسمون "اليساريين واللبراليين" تقوم تلك السلطات بفتح وسائل إعلامها المختلفة لهم؛ فيملئون الدنيا ضجيجا "بمدنية الدولة" وسعي الأنظمة للإصلاح والدخول إلى عالم الحداثة ووضع "المصلحة الوطنية" أولوية كبرى. لكن المعيق لكل ذلك هو البنية الاجتماعية المتخلفة والهياكل السياسية الدينية الظلامية، وعدم فهم الناس لعقل "الدولة" الفذ السابق لعقلية الناس الساذجة والقاصرة، ويتم شجب العقليات الدينية التي تعيش في العصور الوسطى والعقليات العشائرية الرجعية وسوء فهم الناس وعجزهم عن فهم وتطبيق الرؤى الرشيدة للسلطة القائمة وأنها تحمل أعباء تاريخية وسياسية تنوء بحملها سل ......
#حذلقة
#الأدوات
#السياسية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690862
الحوار المتمدن
فتح عبدالفتاح كساب - حذلقة الأدوات السياسية