عبد الله عنتار : تفكير في الهنا والهناك: ماذا لو عشنا بسلام
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_عنتار -1- علال يلوح المنزل القروي في البعيد، وتتراءى هناك الصخرة الرسوبية التي يعلوها الاصفرار، هناك قضى علال طفولته الشقية، وأسفلها كان يخربش أحلامه خلال المراهقة وهو يتعقب صديقاته الراعيات . كان منزل علال الذي ورثه عن والده منذ خمسين سنة يقبع وسط مجموعة من المنازل المتناثرة في الريف الواسع. إنه اليوم شيخ عجوز يجلس فوق الصخرة الرسوبية ويتذكر ماضيه الذي فات، يتذكر إيطو، تلك الراعية الجميلة ذات العينين العسليتين، التي كان يبرق لها بالحجر الطباشيري ويكتب لها الرمز x، فتعرف مكان تواجده. إن خيط ذاكرته يغوص وينساب بعيدا، وتطفو أمامه فتاة أخرى من جملة فتيات لا حصر لهن تعرف عليهن خلال ماض ولى، إنها داكنة البشرة بشعرها الكث وابتسامتها الرقيقة. يشعر بالأسى وبغدر الزمان، فرأسه الآن صار حليقا ولحيته أصبحت كثة يعتريها الشيب. ولم يبق معه إلا ثلاث بقرات ونعجتين وامرأة شائخة هدها الزمان هدا. بعد أيام قليلة من نعي والده وهدم خيام الحداد، وضع علال حواجز منيعة بينه وبين جيرانه، أحس أنه لم يعد شابا، بل صار ناضجا، جلب السدر وغرس الصبار، ونصب الأسلاك، بينه وبين جيرانه الرعاة الذين لا يعرفون هذا الانقلاب العويص في حياة علال الذي عرفوه أيام والده لم يكن مكترثا بالزمان ولا عواديه. أ يفعل الزمن فعله في الاشخاص والأشياء أ هو تقوقع وموت قبل الأوان أم تشبث بالأرض ونشدان للحياة ؟ حتى الطيور والقنافذ وأبناء آوى منعهم من اجتياز أرضه، بحيث أن الملكية المطلقة لا تستقيم إلا بحرمان هؤلاء وأولئك من الأرض التي ورثها عن والده. كان يطارد هذه المخلوقات صيفا وخريفا وشتاء وربيعا. كان يملك مقلاعا ويرمي به الأحجار لكل من سولت له نفسه اجتياز أرضه، وحتى زوجته وكل من ينتمي إلى دائرته كان ممنوعا عليه المغادرة دون إذنه. كان يذهب وحيدا إلى السوق، يخرج باكرا ويعود باكرا، كان ينيط مسؤولية الأرض إلى زوجته. كانت تحمل المقلاع في يدها اليمنى، وكانت تردد نبرته المعادية لكل الجيران، إنها نبرة علال المتحرز من كل شيء، العاشق لأرضه حد الهيام. إنها نقطة ضعفه وقوته في نفس الوقت. كان يمرض ولا يذهب إلى العيادة، كان يسأله جيرانه الرعاة من وراء الأسلاك الشائكة: - علاش مكتمشيش أ علال للطبيب ؟ كان يقول لهم: - واش هو راجلي حتى يعريني ! كانوا يقهقهون وهم خائفون من اجتياز إحدى النعجات لأرضه، كانوا يخافون من كلامه العاري ومن مقلاعه الرهيب، أما امرأته فكانت هي الخوف نفسه . ظن علال أنه خالد في أرضه، تماهى معها بشكل مطلق، ولم يكن يعرف الراحة يوما منذ الأيام التي تلت الحداد. كان يجاهد يوميا ولسنوات كل من يشاركه في معشوقته الأرض. مضت الأيام وتلتها أيام أخرى والصخرة الرسوبية الموغلة في الزمان كانت شاهدة على شقاء علال. كانت شاهدة على سقوطه المدوي بلا حراك. كان يعانق الأرض وكانت تحلق فوقه الغربان التي حاولت أن تبقر جسده الطريح لولا الرعاة الذين أرادوا انتزاعه من الأرض، لكنه رفض ذلك، فتاه بين سراديبها وسط نعيق الغربان. بنسليمان: 20/02/2022-2- الحرب لن يربح فيها أحد. الجميع يخسر فيها. ومادامت الحرب قائمة بين البشر، فإنهم لم يتخلصوا من حيوانيتهم. كم المعارك كان سيربحها البشر لو تخلصوا من نزوعهم الغريزي الشرير. كانوا سيربحون معركة المجاعة والأمراض والفقر وغزو الفضاء !! البلادة تجعل البشر رغم تمدنهم وتحضرهم يحنون إلى حالة الطبيعة، إلى الحالة التي يكون فيها الإنسان ذئبا الإنسان. ومؤسف أن البشر لم يستفيدوا من الحروب الكونية التي ولت. وأكبر مسؤول عن الحرب هي الأمم المتحدة التي تشكلت ......
#تفكير
#الهنا
#والهناك:
#ماذا
#عشنا
#بسلام
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751956
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_عنتار -1- علال يلوح المنزل القروي في البعيد، وتتراءى هناك الصخرة الرسوبية التي يعلوها الاصفرار، هناك قضى علال طفولته الشقية، وأسفلها كان يخربش أحلامه خلال المراهقة وهو يتعقب صديقاته الراعيات . كان منزل علال الذي ورثه عن والده منذ خمسين سنة يقبع وسط مجموعة من المنازل المتناثرة في الريف الواسع. إنه اليوم شيخ عجوز يجلس فوق الصخرة الرسوبية ويتذكر ماضيه الذي فات، يتذكر إيطو، تلك الراعية الجميلة ذات العينين العسليتين، التي كان يبرق لها بالحجر الطباشيري ويكتب لها الرمز x، فتعرف مكان تواجده. إن خيط ذاكرته يغوص وينساب بعيدا، وتطفو أمامه فتاة أخرى من جملة فتيات لا حصر لهن تعرف عليهن خلال ماض ولى، إنها داكنة البشرة بشعرها الكث وابتسامتها الرقيقة. يشعر بالأسى وبغدر الزمان، فرأسه الآن صار حليقا ولحيته أصبحت كثة يعتريها الشيب. ولم يبق معه إلا ثلاث بقرات ونعجتين وامرأة شائخة هدها الزمان هدا. بعد أيام قليلة من نعي والده وهدم خيام الحداد، وضع علال حواجز منيعة بينه وبين جيرانه، أحس أنه لم يعد شابا، بل صار ناضجا، جلب السدر وغرس الصبار، ونصب الأسلاك، بينه وبين جيرانه الرعاة الذين لا يعرفون هذا الانقلاب العويص في حياة علال الذي عرفوه أيام والده لم يكن مكترثا بالزمان ولا عواديه. أ يفعل الزمن فعله في الاشخاص والأشياء أ هو تقوقع وموت قبل الأوان أم تشبث بالأرض ونشدان للحياة ؟ حتى الطيور والقنافذ وأبناء آوى منعهم من اجتياز أرضه، بحيث أن الملكية المطلقة لا تستقيم إلا بحرمان هؤلاء وأولئك من الأرض التي ورثها عن والده. كان يطارد هذه المخلوقات صيفا وخريفا وشتاء وربيعا. كان يملك مقلاعا ويرمي به الأحجار لكل من سولت له نفسه اجتياز أرضه، وحتى زوجته وكل من ينتمي إلى دائرته كان ممنوعا عليه المغادرة دون إذنه. كان يذهب وحيدا إلى السوق، يخرج باكرا ويعود باكرا، كان ينيط مسؤولية الأرض إلى زوجته. كانت تحمل المقلاع في يدها اليمنى، وكانت تردد نبرته المعادية لكل الجيران، إنها نبرة علال المتحرز من كل شيء، العاشق لأرضه حد الهيام. إنها نقطة ضعفه وقوته في نفس الوقت. كان يمرض ولا يذهب إلى العيادة، كان يسأله جيرانه الرعاة من وراء الأسلاك الشائكة: - علاش مكتمشيش أ علال للطبيب ؟ كان يقول لهم: - واش هو راجلي حتى يعريني ! كانوا يقهقهون وهم خائفون من اجتياز إحدى النعجات لأرضه، كانوا يخافون من كلامه العاري ومن مقلاعه الرهيب، أما امرأته فكانت هي الخوف نفسه . ظن علال أنه خالد في أرضه، تماهى معها بشكل مطلق، ولم يكن يعرف الراحة يوما منذ الأيام التي تلت الحداد. كان يجاهد يوميا ولسنوات كل من يشاركه في معشوقته الأرض. مضت الأيام وتلتها أيام أخرى والصخرة الرسوبية الموغلة في الزمان كانت شاهدة على شقاء علال. كانت شاهدة على سقوطه المدوي بلا حراك. كان يعانق الأرض وكانت تحلق فوقه الغربان التي حاولت أن تبقر جسده الطريح لولا الرعاة الذين أرادوا انتزاعه من الأرض، لكنه رفض ذلك، فتاه بين سراديبها وسط نعيق الغربان. بنسليمان: 20/02/2022-2- الحرب لن يربح فيها أحد. الجميع يخسر فيها. ومادامت الحرب قائمة بين البشر، فإنهم لم يتخلصوا من حيوانيتهم. كم المعارك كان سيربحها البشر لو تخلصوا من نزوعهم الغريزي الشرير. كانوا سيربحون معركة المجاعة والأمراض والفقر وغزو الفضاء !! البلادة تجعل البشر رغم تمدنهم وتحضرهم يحنون إلى حالة الطبيعة، إلى الحالة التي يكون فيها الإنسان ذئبا الإنسان. ومؤسف أن البشر لم يستفيدوا من الحروب الكونية التي ولت. وأكبر مسؤول عن الحرب هي الأمم المتحدة التي تشكلت ......
#تفكير
#الهنا
#والهناك:
#ماذا
#عشنا
#بسلام
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751956
الحوار المتمدن
عبد الله عنتار - تفكير في الهنا والهناك: ماذا لو عشنا بسلام !