المثنى الشيخ عطية : أمومة الطبيعة والإنسان في مطحنة القهر، برواية سمر يزبك -مقام الريح-
#الحوار_المتمدن
#المثنى_الشيخ_عطية في الروايات التي ينسجها كتّاب مبدعون، يعيش القارئ غالباً متعةً إضافيةً عن متعة الحكاية المختارة بعنايةِ أن تتداخل مع واقع حياة القارئ ليكون كاتبَها كذلك، حتى لو روت ما يغطّي الكواكب البعيدة والمستقبل. وتمسحُ هذه المتعةُ روحَ القارئ بالسّحر، من خلال أسلوب نقل الحكاية الذي يتشكل حكايةً موازيةً، ويرتقي إلى فتنة أن يكونَ الروايةَ داخلَ الروايةِ بذاتها، إن لمعت في مخيلة مبدعها شطحةُ وجدٍ يقبض عليها، ويجسّدها قبل أن تتفلت غائبةً في بحرها الذي لا يدرك. على غير شكلٍ من أشكال الرواية داخل الرواية، تُبدع الروائية السورية سمر يزبك لوحتَها الخاصة لروايتها داخل روايتها "مقام الريح"، وتنقلُ قارئها من الحكاية البسيطة لجنديّ يتعرض مع مجموعته للقصف خطأً بطائرةٍ صديقة في جبال الساحل السوري، ويعيش بين الموت والحياة لحظاتِ تَذَكُّر حياتِه كاملةً، إلى حكاية الرواية الحقيقية التي تشكّل الرواية داخل روايتها: حكايةُ اندماج الطبيعة والإنسان كابن لها، في لحظته المصيرية التي تنفتح فيها مشاعره على كامل حقيقتها؛ مجسّدةً ذلك بأسلوبٍ فريدٍ في تكثيف وفرد الزمن، وإطلاق اللغة بشاعريتها الفصحى وحيويتها العامية المتحركة مع نبض حياة الناس في مثالها، وتنويع زمن السّرد بين الماضي والحاضر والمستقبل ضمن منظومة سردها المختارة، وابتكار البنية التي تستوعب حركة تداخل روايتيها، واختيار الشخصيات الآسرة الفريدة التي تتحرك من خلالها الأحداث والتاريخ وتتشكل المرجعيات والطبائع وتنبسط وتتعقد النفوس، رجوعاً إلى الماضي، وعرضاً لواقع الحاضر في أحرج وأبأس مآسيهما. ومثل أمّ لروايتها وأبطالها تفعل ذلك يزبك، ليس بتمثلها حركة موجودات الطبيعة من غيوم وأشجار وريح وقمر وصخور وكائنات فحسب، وإنما أكثر من ذلك بارتقاء نسج روايتها إلى التماثل فيما تفعل شخصياتها، ببلاغة مثال بطلتها "نهلة"/ الأم التي نسجتْ لُحاف ابنها عليّ، غريب الأطوار، الذي بنى عرزاله في شجرة السنديان، أعلى الجبل، بإصرار جنوني على تزويده بالدفء:"واستيقظ في صباح اليوم التالي وقد امتلأت أصابعه بالثقوب، وكانت نهلة تنظر إليه بإشفاقٍ بينما كان يعمل بلا توقُّفٍ، وتلمح الزَّغَب الخفيف الذي ينمو فوق شَفَتَيْه، وهي تخيط مجموعة أقمشةٍ خضراءَ مباركةٍ، أتت بها من المَقَام، وأضافت إليها ثياباً قديمةً، قُدِّمت في المَقَام للمحتاجين، وقامت بقَصِّها، ووَصَلَتْها ببعضها، وخَاطَتْها بمآبرها، وكان عليٌّ يلمحها بطرف عَيْنَيْه، وهي تستخدم خيوط الملاحف البيضاء، وتصلُ القِطَعَ المتنوِّعة الألوان والأنواع من الكتَّان إلى الصوف إلى القطن، وقِطَعاً من بقايا سراويل الجينز، تصلها راسمةً أشكالاً مختلفة الأحجام؛ من مربَّعاتٍ ومثلَّثاتٍ ودوائرَ وزهورٍ وأوراق شجرٍ، وكانت تنتظر أن يُنهيَ عمله، ويغادر إلى الأحراش، فتصعد الشجرة، وتقيس المسافة اللازمة، ثمَّ تُعاوِد خياطة تلك القِطَع بطريقتها الفريدة، حيث تقف، وتُعاوِد الجلوس مع كلِّ غُرْزَةٍ، فكان منظرها يبدو مُضحِكاً للآخرين، وكأنَّها ترقص هبوطاً وصعوداً، ولم تأبهْ لسخريَّة الأب منها، وقد دُهشوا في اليوم الرابع، لأنَّها وما إن نزل عليٌّ عن عَرْزَالِهِ حتَّى صَعِدَت إليه، تحمل وسادته ولِحَافه السميك الذي صار تُحفةً كما يقول الجميع.".في حياكة لحاف روايتها، تلجأ يزبك إلى بساطة البنية الظاهرة، التي تساعدها وتساعد القارئ على سهولة تعييش وعيش الأحداث والأزمنة بمشاعر السماحة والمحبة والجمال، وتغلغل هذه المشاعر في العقل من دون تعطيله بالتفكير وإصدار الأحكام؛ فتقسم روايتها بما لا يقسمها، إلى خمس عشرة جزءاً بأرقامٍ م ......
#أمومة
#الطبيعة
#والإنسان
#مطحنة
#القهر،
#برواية
#يزبك
#-مقام
#الريح-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734783
#الحوار_المتمدن
#المثنى_الشيخ_عطية في الروايات التي ينسجها كتّاب مبدعون، يعيش القارئ غالباً متعةً إضافيةً عن متعة الحكاية المختارة بعنايةِ أن تتداخل مع واقع حياة القارئ ليكون كاتبَها كذلك، حتى لو روت ما يغطّي الكواكب البعيدة والمستقبل. وتمسحُ هذه المتعةُ روحَ القارئ بالسّحر، من خلال أسلوب نقل الحكاية الذي يتشكل حكايةً موازيةً، ويرتقي إلى فتنة أن يكونَ الروايةَ داخلَ الروايةِ بذاتها، إن لمعت في مخيلة مبدعها شطحةُ وجدٍ يقبض عليها، ويجسّدها قبل أن تتفلت غائبةً في بحرها الذي لا يدرك. على غير شكلٍ من أشكال الرواية داخل الرواية، تُبدع الروائية السورية سمر يزبك لوحتَها الخاصة لروايتها داخل روايتها "مقام الريح"، وتنقلُ قارئها من الحكاية البسيطة لجنديّ يتعرض مع مجموعته للقصف خطأً بطائرةٍ صديقة في جبال الساحل السوري، ويعيش بين الموت والحياة لحظاتِ تَذَكُّر حياتِه كاملةً، إلى حكاية الرواية الحقيقية التي تشكّل الرواية داخل روايتها: حكايةُ اندماج الطبيعة والإنسان كابن لها، في لحظته المصيرية التي تنفتح فيها مشاعره على كامل حقيقتها؛ مجسّدةً ذلك بأسلوبٍ فريدٍ في تكثيف وفرد الزمن، وإطلاق اللغة بشاعريتها الفصحى وحيويتها العامية المتحركة مع نبض حياة الناس في مثالها، وتنويع زمن السّرد بين الماضي والحاضر والمستقبل ضمن منظومة سردها المختارة، وابتكار البنية التي تستوعب حركة تداخل روايتيها، واختيار الشخصيات الآسرة الفريدة التي تتحرك من خلالها الأحداث والتاريخ وتتشكل المرجعيات والطبائع وتنبسط وتتعقد النفوس، رجوعاً إلى الماضي، وعرضاً لواقع الحاضر في أحرج وأبأس مآسيهما. ومثل أمّ لروايتها وأبطالها تفعل ذلك يزبك، ليس بتمثلها حركة موجودات الطبيعة من غيوم وأشجار وريح وقمر وصخور وكائنات فحسب، وإنما أكثر من ذلك بارتقاء نسج روايتها إلى التماثل فيما تفعل شخصياتها، ببلاغة مثال بطلتها "نهلة"/ الأم التي نسجتْ لُحاف ابنها عليّ، غريب الأطوار، الذي بنى عرزاله في شجرة السنديان، أعلى الجبل، بإصرار جنوني على تزويده بالدفء:"واستيقظ في صباح اليوم التالي وقد امتلأت أصابعه بالثقوب، وكانت نهلة تنظر إليه بإشفاقٍ بينما كان يعمل بلا توقُّفٍ، وتلمح الزَّغَب الخفيف الذي ينمو فوق شَفَتَيْه، وهي تخيط مجموعة أقمشةٍ خضراءَ مباركةٍ، أتت بها من المَقَام، وأضافت إليها ثياباً قديمةً، قُدِّمت في المَقَام للمحتاجين، وقامت بقَصِّها، ووَصَلَتْها ببعضها، وخَاطَتْها بمآبرها، وكان عليٌّ يلمحها بطرف عَيْنَيْه، وهي تستخدم خيوط الملاحف البيضاء، وتصلُ القِطَعَ المتنوِّعة الألوان والأنواع من الكتَّان إلى الصوف إلى القطن، وقِطَعاً من بقايا سراويل الجينز، تصلها راسمةً أشكالاً مختلفة الأحجام؛ من مربَّعاتٍ ومثلَّثاتٍ ودوائرَ وزهورٍ وأوراق شجرٍ، وكانت تنتظر أن يُنهيَ عمله، ويغادر إلى الأحراش، فتصعد الشجرة، وتقيس المسافة اللازمة، ثمَّ تُعاوِد خياطة تلك القِطَع بطريقتها الفريدة، حيث تقف، وتُعاوِد الجلوس مع كلِّ غُرْزَةٍ، فكان منظرها يبدو مُضحِكاً للآخرين، وكأنَّها ترقص هبوطاً وصعوداً، ولم تأبهْ لسخريَّة الأب منها، وقد دُهشوا في اليوم الرابع، لأنَّها وما إن نزل عليٌّ عن عَرْزَالِهِ حتَّى صَعِدَت إليه، تحمل وسادته ولِحَافه السميك الذي صار تُحفةً كما يقول الجميع.".في حياكة لحاف روايتها، تلجأ يزبك إلى بساطة البنية الظاهرة، التي تساعدها وتساعد القارئ على سهولة تعييش وعيش الأحداث والأزمنة بمشاعر السماحة والمحبة والجمال، وتغلغل هذه المشاعر في العقل من دون تعطيله بالتفكير وإصدار الأحكام؛ فتقسم روايتها بما لا يقسمها، إلى خمس عشرة جزءاً بأرقامٍ م ......
#أمومة
#الطبيعة
#والإنسان
#مطحنة
#القهر،
#برواية
#يزبك
#-مقام
#الريح-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734783
الحوار المتمدن
المثنى الشيخ عطية - أمومة الطبيعة والإنسان في مطحنة القهر، برواية سمر يزبك -مقام الريح-
ديمة جمعة السّمان : على بوابة مطحنة الأعمار في اليوم السابع
#الحوار_المتمدن
#ديمة_جمعة_السّمان "على بوابة مطحنة الأعمار" في ندوة اليوم السابعناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية المقدسية كتاب " على بوابة مطحنة الأعمار" – رواية أسير فلسطيني للأسير المحرر أحمد صلاح الشويكي بحضور عدد من الأدباء والمثقفين الذين شاركوا بمداخلاتكم القيمة.ابتدأت النقاش مديرة الندوة ديمة جمعة السمان التي رحبت بالحضور وقالت: اصطحبنا الأسير المحرر أحمد شويكي في رحلة صعبة داخل سجون الاحتلال مدتها عشرون عاما من الأسى والعذاب والتعذيب النفسي والجسدي والتنكيل والتأهب وأساليب فرّق تسد الشيطانية، والمتعاونين مع إدارة السجون الذين يطلق عليهم اسم (العصافير)، فهم يوقعون بالأسرى لأخذ اعترافاتهم وتسليمها للمحققين، الذين يعجزون عن الحصول على اعترافات اسرانا البواسل بسبب صمودهم الأسطوري أمام التحقيق، وما يتخلله من أساليب شيطانية في التعذيب، فيلجأون لأسلوب الحيلة من خلال أذرع لهم ضعفاء النفوس، لا يمتّون للإنسانية بِصلة.عشرون عاما من الذكريات الأليمة سجّلها أحمد صلاح الشويكي في كتاب أطلق عليه اسم: (على بوابة مطحنة الأعمار)، وقد أحسن اختيار العنوان، فقد شبّه أحمد سجون الاحتلال بمطحنة تطحن سني عمر الأسير، فتفقدها بركتها، ليصحو وقد مضت السنون دون أن يعيش مراحل عمره الطبيعية. فيتوه ضائعا يبحث عن بقايا عمر هربت منه، فكيف سيبني شخصيته، ومن سيمنحه خبرة الحياة ليصنع له كيانا يشعره بإنسانيته.من خلال مذكرات أحمد تعرفنا على الأساليب المتجددة التي تتبعها إدارة السجون للإيقاع بالأسرى وأخذ اعترافاتهم، فلم تكتف بإدخال العميل (العصفور) إلى الزنزانة، بل اتبعت أسلوب نقل الأسير إلى زنزانة كل من فيها عملاء لينتزعوا اعترافا تحت وطأة الخجل، فكيف لا يروي قصة بطولته أمام أسرى وثق بهم، يعيشون معه في ذات الزنزانة، وفد خدعوه وأوهموه أنهم وطنيون حتى النّخاع!وقد وصلت الأساليب الشيطانية التي يتبعها المحققون، إلى حد التخطيط لمسرحية تهريب الأسير من خلال ضابط يوهمه بأنه أسير مثله، ويخطط لهربهما من المعتقل. ويتم الأمر تحت عيون إدارة السجن، وبعد أن تتم عملية الهروب، يكسب ثقته العمياء، فيفرغ الأسير الضحية كل ما في جوفه من معلومات خارج جدران السجن، لتشكل اعترافات ثمنها الحكم بالمؤبدات.تنقّلنا مع أحمد الطفل، وأحمد الشاب بين معظم السجون التي كنا قد سمعنا عنها، فتعرّفنا على خصوصية كل منها.عشنا مع أحمد طفولته وبراءته منذ أن دخل المعتقل في سن الرابعة عشر حتى غادره شابا في عمر الرابعة والثلاثين. كان دون أدنى خبرة في شؤون الأسر وطبيعة المعتقلات وأساليب المحققين، وكبرنا معه رويدا رويدا حتى علمنا خفايا المعتقلات، وهو أصبح من الأسرى المعروفين بين أروقة السجون المختلفة. خاصة وأن إدارة السجون حريصة على ألا تجعل الأسرى يشعرون بالاستقرار، فتعمل على نقلهم من سجن إلى آخر من وقت إلى آخر لإرباكهم، وإدخالهم في حالة من الشعور بالغربة الدائمة. دخل أحمد سجن المسكوبية طفلا لا يتعدى عمره الرابعة عشر عاما. كان جريحا تستقر في ذراعه أربع رصاصات، بالإضافة الى كسر احتاج إلى تجبير. وواجه تحدّ كبير في تدبير أموره من خلال استعمال يد واحدة. ما روى أحمد من تسلسل الأحداث وتفاصيل حكاية الاعتقال وما يجري في المعتقلات يدمي القلوب، إلا أن أسلوبه الذي كنت أقرأ فيه الإرادة والتصميم ورفض شيئا اسمه المستحيل، بالإضافة إلى طرحه تفاصيل صغيرة تخللتها بعض الفكاهة، أشبه ما تكون بِ "شر البلية ما يضحك"، خفف من الضغط على القارىء وجعل منه كتابا شيّقا، يزخر بالمعلومات التي لا يعرفها سوى من خاض تجربة الاعتقال، ولكن كل هذا لم ينجح في ك ......
#بوابة
#مطحنة
#الأعمار
#اليوم
#السابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752052
#الحوار_المتمدن
#ديمة_جمعة_السّمان "على بوابة مطحنة الأعمار" في ندوة اليوم السابعناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية المقدسية كتاب " على بوابة مطحنة الأعمار" – رواية أسير فلسطيني للأسير المحرر أحمد صلاح الشويكي بحضور عدد من الأدباء والمثقفين الذين شاركوا بمداخلاتكم القيمة.ابتدأت النقاش مديرة الندوة ديمة جمعة السمان التي رحبت بالحضور وقالت: اصطحبنا الأسير المحرر أحمد شويكي في رحلة صعبة داخل سجون الاحتلال مدتها عشرون عاما من الأسى والعذاب والتعذيب النفسي والجسدي والتنكيل والتأهب وأساليب فرّق تسد الشيطانية، والمتعاونين مع إدارة السجون الذين يطلق عليهم اسم (العصافير)، فهم يوقعون بالأسرى لأخذ اعترافاتهم وتسليمها للمحققين، الذين يعجزون عن الحصول على اعترافات اسرانا البواسل بسبب صمودهم الأسطوري أمام التحقيق، وما يتخلله من أساليب شيطانية في التعذيب، فيلجأون لأسلوب الحيلة من خلال أذرع لهم ضعفاء النفوس، لا يمتّون للإنسانية بِصلة.عشرون عاما من الذكريات الأليمة سجّلها أحمد صلاح الشويكي في كتاب أطلق عليه اسم: (على بوابة مطحنة الأعمار)، وقد أحسن اختيار العنوان، فقد شبّه أحمد سجون الاحتلال بمطحنة تطحن سني عمر الأسير، فتفقدها بركتها، ليصحو وقد مضت السنون دون أن يعيش مراحل عمره الطبيعية. فيتوه ضائعا يبحث عن بقايا عمر هربت منه، فكيف سيبني شخصيته، ومن سيمنحه خبرة الحياة ليصنع له كيانا يشعره بإنسانيته.من خلال مذكرات أحمد تعرفنا على الأساليب المتجددة التي تتبعها إدارة السجون للإيقاع بالأسرى وأخذ اعترافاتهم، فلم تكتف بإدخال العميل (العصفور) إلى الزنزانة، بل اتبعت أسلوب نقل الأسير إلى زنزانة كل من فيها عملاء لينتزعوا اعترافا تحت وطأة الخجل، فكيف لا يروي قصة بطولته أمام أسرى وثق بهم، يعيشون معه في ذات الزنزانة، وفد خدعوه وأوهموه أنهم وطنيون حتى النّخاع!وقد وصلت الأساليب الشيطانية التي يتبعها المحققون، إلى حد التخطيط لمسرحية تهريب الأسير من خلال ضابط يوهمه بأنه أسير مثله، ويخطط لهربهما من المعتقل. ويتم الأمر تحت عيون إدارة السجن، وبعد أن تتم عملية الهروب، يكسب ثقته العمياء، فيفرغ الأسير الضحية كل ما في جوفه من معلومات خارج جدران السجن، لتشكل اعترافات ثمنها الحكم بالمؤبدات.تنقّلنا مع أحمد الطفل، وأحمد الشاب بين معظم السجون التي كنا قد سمعنا عنها، فتعرّفنا على خصوصية كل منها.عشنا مع أحمد طفولته وبراءته منذ أن دخل المعتقل في سن الرابعة عشر حتى غادره شابا في عمر الرابعة والثلاثين. كان دون أدنى خبرة في شؤون الأسر وطبيعة المعتقلات وأساليب المحققين، وكبرنا معه رويدا رويدا حتى علمنا خفايا المعتقلات، وهو أصبح من الأسرى المعروفين بين أروقة السجون المختلفة. خاصة وأن إدارة السجون حريصة على ألا تجعل الأسرى يشعرون بالاستقرار، فتعمل على نقلهم من سجن إلى آخر من وقت إلى آخر لإرباكهم، وإدخالهم في حالة من الشعور بالغربة الدائمة. دخل أحمد سجن المسكوبية طفلا لا يتعدى عمره الرابعة عشر عاما. كان جريحا تستقر في ذراعه أربع رصاصات، بالإضافة الى كسر احتاج إلى تجبير. وواجه تحدّ كبير في تدبير أموره من خلال استعمال يد واحدة. ما روى أحمد من تسلسل الأحداث وتفاصيل حكاية الاعتقال وما يجري في المعتقلات يدمي القلوب، إلا أن أسلوبه الذي كنت أقرأ فيه الإرادة والتصميم ورفض شيئا اسمه المستحيل، بالإضافة إلى طرحه تفاصيل صغيرة تخللتها بعض الفكاهة، أشبه ما تكون بِ "شر البلية ما يضحك"، خفف من الضغط على القارىء وجعل منه كتابا شيّقا، يزخر بالمعلومات التي لا يعرفها سوى من خاض تجربة الاعتقال، ولكن كل هذا لم ينجح في ك ......
#بوابة
#مطحنة
#الأعمار
#اليوم
#السابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752052
الحوار المتمدن
ديمة جمعة السّمان - على بوابة مطحنة الأعمار في اليوم السابع
روز اليوسف شعبان : التطوّر المعرفيّ والإدراكيّ في رواية على بوّابة مطحنة الأعمار
#الحوار_المتمدن
#روز_اليوسف_شعبان د. روز اليوسف شعبانرواية على بوّابة مطحنة الأعمار الصادرة عام 2022 للأسير المحرّر أحمد الشويكي، الذي دخل السجون الإسرائيليّة طفلًا عمره أربعة عشر عامًا وخرج منه شابًّا ناضجًا في سن الرابعة والثلاثين. ليكون بذلك قد قضى عشرين عامًا في السجون متنقّلًا من سجن لآخر، من ظروف قاسية إلى أشدّ قساوة. خلال هذه السنوات تعلّم أحمد الكثير، اكتسب من تجاربه القاسية ما صنع منه كاتبًا روائيًّا مميّزًا. أثارت فضولي رواية أحمد على بوابّة مطحنة الأعمار، ليس فقط لأنّها تكشف لنا عالم الأسرى في السجون الإسرائيليّة ومعاناتهم اليوميّة، فهذه أمور نتوقّعها وقد قرأنا عنها في كتب أخرى اختصّت بأدب السجون. فلقد قرأت على سبيل المثال لا الحصر، رواية السجينة لمليكة بوفقير المغربيّة وصدمتُ من الظلم والوحشيّة التي عوملت بها مليكة ووالدتها وأخوتها الذين سجنوا في قبو مظلم مدة عشرين عامًا في المغرب حتّى تمكنت من شقّ نفق والهروب واللجوء إلى فرنسا. المذهل في كتاب أحمد، الطاقات الكبيرة من الأمل التي كان يستخرجها من نفسه ومن ظروفه القاسية ؛ رغم صغر سنّه، وتحدّيه وإرادته التي تفوق الخيال. على أنّ أكثر ما أذهلني هو أسلوبه في الكتابة. فهو أسلوب مثير شائق، تخلّلته الفكاهة من حين لآخر، إضافة إلى تقنيّة الاسترجاع التي تعتبر من مظاهر الحداثة في كتابة الرواية. ولعلّ أكثر ما جذبني هو اتباعه في الاسترجاع الطريقة التدريجيّة في الكشف عن المعلومات باتبّاع فكرة الصناديق حيث يمثّل كل صندوق، تجربة ومرحلة حياتيّة من مراحل حياته في السجن. وقد تساءلت في نفسي هل قرأ أحمد نظرية بياجيه في المعرفة؟ أم أنّها محض صدفة؟ يقترح بياجيه أربع مراحل من التطوّر المعرفيّ : المرحلة الحسيّة، المرحلة ما قبل التنفيذيّة، التنفيذيّة الملموسة، التنفيذيّة الشكليّة المحدّدة. فإذا قارنّا بين هذه المراحل والصناديق الأربع الأولى التي فتحها أحمد لوجدنا تطابقًا مذهلًا. فالمعرفة عند بياجيه هي تراكميّة تبنى على مراحل، وكل مرحلة تثري سابقتها وتغنيها. وهذا ما نجده في صناديق أحمد، حيث نجد وصفًا لمراحل دخوله السجن حتى خروجه منها مع كم كبير من المعرفة والتجربة الغنيّة. الصندوق الأول حوى طفولة أحمد مع سذاجتها وعفويّتها، وهي تقابل مرحلة المعرفة الحسيّة لدى بياجيه، حيث يكتسب الطفل خلال هذه المرحلة المبكِّرة من التَّطوُّرِ المعرفيِّ، من خلال التجارِب الحسيَّة واللَّعب بالأشياء. يمرُّ الأطفال خلال هذه المرحلة أيضًا بفترة نمو وتعلُّم دراماتيكيَّة. بينما يتفاعل الأطفال مع بيئتهم، يقومون باكتشافات جديدة حول كيفيَّة عمل العالم. وفي الرواية نجد أن أحمد حين فتح الصندوق الأوّل بدأ باسترجاع مشاهد من طفولته التي تميّزت بالبساطة والعفويّة والمعرفة البسيطة. تخاطبه طفولته من داخل الصندوق سائلةً:" هل تذكر البساطة والعفويّة التي كنت تحيا؟" وهنا يبدأ أحمد باسترجاع مشهد ركوبه على الدرّاجة مع صديقه، حين أوقفهما جنود إسرائيليون وقاموا باستبدال قطعة قماش ملوّنة كانت معلّقة على الدرّاجة بقطعة أخرى بقيت معلّقة عليها حتى اهترأت؛ دون أن يدرك أحمد الفرق بين القطعتين. يقول أحمد:" يبدو أنّ السذاجة لم تكن فينا نحن فقط، بل وبمن أشرف على تربيتنا. أقسم أنّني لم أعرف ما هذا الشيء الذي علّقه الجنود على الدرّاجة ولا رمزيّته، إلّا بعد انطلاق انتفاضة الأقصى، فالأوّل علم فلسطين والثاني علم إسرائيل.(ص15).الصندوق الثاني وجود أحمد في المستشفى بعد إصابته بثلاث عيارات ناريّة في يده، وذلك على إثر تجربته الأولى في الاشتراك بتوج ......
#التطوّر
#المعرفيّ
#والإدراكيّ
#رواية
#بوّابة
#مطحنة
#الأعمار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752521
#الحوار_المتمدن
#روز_اليوسف_شعبان د. روز اليوسف شعبانرواية على بوّابة مطحنة الأعمار الصادرة عام 2022 للأسير المحرّر أحمد الشويكي، الذي دخل السجون الإسرائيليّة طفلًا عمره أربعة عشر عامًا وخرج منه شابًّا ناضجًا في سن الرابعة والثلاثين. ليكون بذلك قد قضى عشرين عامًا في السجون متنقّلًا من سجن لآخر، من ظروف قاسية إلى أشدّ قساوة. خلال هذه السنوات تعلّم أحمد الكثير، اكتسب من تجاربه القاسية ما صنع منه كاتبًا روائيًّا مميّزًا. أثارت فضولي رواية أحمد على بوابّة مطحنة الأعمار، ليس فقط لأنّها تكشف لنا عالم الأسرى في السجون الإسرائيليّة ومعاناتهم اليوميّة، فهذه أمور نتوقّعها وقد قرأنا عنها في كتب أخرى اختصّت بأدب السجون. فلقد قرأت على سبيل المثال لا الحصر، رواية السجينة لمليكة بوفقير المغربيّة وصدمتُ من الظلم والوحشيّة التي عوملت بها مليكة ووالدتها وأخوتها الذين سجنوا في قبو مظلم مدة عشرين عامًا في المغرب حتّى تمكنت من شقّ نفق والهروب واللجوء إلى فرنسا. المذهل في كتاب أحمد، الطاقات الكبيرة من الأمل التي كان يستخرجها من نفسه ومن ظروفه القاسية ؛ رغم صغر سنّه، وتحدّيه وإرادته التي تفوق الخيال. على أنّ أكثر ما أذهلني هو أسلوبه في الكتابة. فهو أسلوب مثير شائق، تخلّلته الفكاهة من حين لآخر، إضافة إلى تقنيّة الاسترجاع التي تعتبر من مظاهر الحداثة في كتابة الرواية. ولعلّ أكثر ما جذبني هو اتباعه في الاسترجاع الطريقة التدريجيّة في الكشف عن المعلومات باتبّاع فكرة الصناديق حيث يمثّل كل صندوق، تجربة ومرحلة حياتيّة من مراحل حياته في السجن. وقد تساءلت في نفسي هل قرأ أحمد نظرية بياجيه في المعرفة؟ أم أنّها محض صدفة؟ يقترح بياجيه أربع مراحل من التطوّر المعرفيّ : المرحلة الحسيّة، المرحلة ما قبل التنفيذيّة، التنفيذيّة الملموسة، التنفيذيّة الشكليّة المحدّدة. فإذا قارنّا بين هذه المراحل والصناديق الأربع الأولى التي فتحها أحمد لوجدنا تطابقًا مذهلًا. فالمعرفة عند بياجيه هي تراكميّة تبنى على مراحل، وكل مرحلة تثري سابقتها وتغنيها. وهذا ما نجده في صناديق أحمد، حيث نجد وصفًا لمراحل دخوله السجن حتى خروجه منها مع كم كبير من المعرفة والتجربة الغنيّة. الصندوق الأول حوى طفولة أحمد مع سذاجتها وعفويّتها، وهي تقابل مرحلة المعرفة الحسيّة لدى بياجيه، حيث يكتسب الطفل خلال هذه المرحلة المبكِّرة من التَّطوُّرِ المعرفيِّ، من خلال التجارِب الحسيَّة واللَّعب بالأشياء. يمرُّ الأطفال خلال هذه المرحلة أيضًا بفترة نمو وتعلُّم دراماتيكيَّة. بينما يتفاعل الأطفال مع بيئتهم، يقومون باكتشافات جديدة حول كيفيَّة عمل العالم. وفي الرواية نجد أن أحمد حين فتح الصندوق الأوّل بدأ باسترجاع مشاهد من طفولته التي تميّزت بالبساطة والعفويّة والمعرفة البسيطة. تخاطبه طفولته من داخل الصندوق سائلةً:" هل تذكر البساطة والعفويّة التي كنت تحيا؟" وهنا يبدأ أحمد باسترجاع مشهد ركوبه على الدرّاجة مع صديقه، حين أوقفهما جنود إسرائيليون وقاموا باستبدال قطعة قماش ملوّنة كانت معلّقة على الدرّاجة بقطعة أخرى بقيت معلّقة عليها حتى اهترأت؛ دون أن يدرك أحمد الفرق بين القطعتين. يقول أحمد:" يبدو أنّ السذاجة لم تكن فينا نحن فقط، بل وبمن أشرف على تربيتنا. أقسم أنّني لم أعرف ما هذا الشيء الذي علّقه الجنود على الدرّاجة ولا رمزيّته، إلّا بعد انطلاق انتفاضة الأقصى، فالأوّل علم فلسطين والثاني علم إسرائيل.(ص15).الصندوق الثاني وجود أحمد في المستشفى بعد إصابته بثلاث عيارات ناريّة في يده، وذلك على إثر تجربته الأولى في الاشتراك بتوج ......
#التطوّر
#المعرفيّ
#والإدراكيّ
#رواية
#بوّابة
#مطحنة
#الأعمار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752521
الحوار المتمدن
روز اليوسف شعبان - التطوّر المعرفيّ والإدراكيّ في رواية على بوّابة مطحنة الأعمار