محمود الصباغ : عبد الحي مسلّم زرارة 1933-2020 .. زيتونة فلسطينية يكاد زيتها يروي مشاعل الحرية
#الحوار_المتمدن
#محمود_الصباغ "لم يكن هدفي, دائماً, أن أعرض [أعمالي] لكي أبيع ولو اضطررت لذلك, ومعظم أعمالي المرتبطة بفلسطين وقضيتها أحتفظ بها, وحلمي أن يقام-ذات يوم- ويلتئم شمل أعمالي [المتبقية وعددها 400] المتعلقة بالقضية الفلسطينية في متحف صغير أوثّقه بطريقتي الخاصة لكي يبقى للأجيال القادمة".أجل, هكذا الأماني قطعت أعناق أصحابها كما تقول العرب, فها هو قلب عبد الحي مسلّم يتوقف-أخيراً- عن الخفقان(1), دون تحقيق أمنيته تلك. لكن حلمه, بالحرية, لم يتوقف, رحلة طويلة امتدت على مدار قرن تقريباً من الدوايمة إلى مخيم العرّوب وعمان وطرابلس الغرب وبيروت ومخيم اليرموك(2), وأخيراً عمّان. رحلة كان يصرّ فيها أن يبقى طفلاً يؤسس لنمط فريد من النحت الفطري. ولعل القدر لعب دوراً في أن يسكب فطرته فناً لم يتلق مبادئه في الأكاديميات الفنية ولم يقعد على ركبتي أستاذ, بل هو فن محض تخلّى عن العلم والأدب لكي يبقى بعيداً عن التشنج والأسى والهم ولكي يبقى فرحاً وصادقاً, كما يقول هو نفسه في لقاء قديم مع جريدة الرأي الأردنية يعود للعام 2001. ولذلك لم يشغله -عن فنه- مزاجية المثقفين وتعاليهم، ولا إطراء النقاد الباذخ، ولا المجد والترف المصاحبين للشهرة, وإذا كانت الحياة ورطة كما يقال.. فالفن، كما الحب، منتهى تلك الورطة, وهكذا خرج عبد الحي من قلب المحنة والتجربة ومن "قلب الثورة الفلسطينية", كما يصف نذير نبعة, في زمن- يتابع نبعة- تاهت فيه الثقافة داخل سراديب المقولات والأفكار وغامت فيه الطرق وانتشرت الثرثرة انتشار الهواء.. في مثل هذا الزمان الصعب خرج عبد الحي منطلقاً مثل إحدى القذائف نظيفاً من كل الشوائب التي علقت بالثقافة والمثقفين حراً بسيطاً واضحاً صادقاً لا تكتسب هذه الصفات الهامة بالجهد بل هي عناصر معدنه تجدها مصورة فيه كإنسان طبيعي في كل إنتاجه الفني الذي يأخذ منك المحبة والإعجاب خارج الأطر السائدة والنظريات الجمالية المتداولة ولكنه يبدع جمالياته الخاصة. قال عن صديقه مصطفى الحلاج: "العمل الفني عند مسلّم أداة ووسيلة لتجسيد المفاهيم والقيم والأفكار والقضايا أحياناً اختار طريق في كتب بالخط العادي ما يرغب في أن يعبر عنه لا يغلق الدائرة بل يفتحها على نطاق أوسع من الإيحاءات.. إنسان شعبي حتى العظم يملك ذاكرة واسعة وقدرة كبيرة على الملاحظة ويتضح ذلك في أعماله الغنية بالتفاصيل الدقيقة وفي استخدامه الكتابة كثيرا ما يكتب اسم العمل أو اسم الشخص الذي كان موضوع عمله ويكتب داخل نسيج العمل الفني بخط عادي كما نمارس الكتابة في حياتنا اليومية وأحياناً بطريقة زخرفية.. يغنّي بصوت جهوري فيستدرج الأشباح المعتمة التي تهمهم بصوت خافت, فيقبض عليها بأنامله فتصرخ, ويثبتها جسماً من معجون نشارة الخضب والغراء على سطح الخشب إلى الأبد.. ووصل إلى مرحلة اتسعت فيها دائرة التعبير لتصبح إنسانية شاملة رابطاً هاجسه النضالي الفلسطيني بالهاجس النضالي العربي والعالمي". (للمزيد انظر: الموسوعة الفلسطينية, القسم الثاني الدراسات الخاصة, المجلد الرابع, دراسات الحضارة, ص 920-921). ولا تختلف شهادة اسماعيل شموط كثيراً حين يجعل عبد الحي يسافر "على متن قلبه وبيديه وعينيه ينقش صور الرحلة الطويلة إلى فلسطين.. لم يدرس الرسم على يد أستاذ من إيطاليا أو فرنسا فبقيت يده فلسطينية فيها الأصالة ببساطة.. وقد أدرك عبد الحي عمق العلاقة بين الإنسان الفلسطيني والأرض فجعل الشجرة التي أصبحت في لوحاته وكأنها توقيعه شجرة مقدسة "(3)تعج أعمال عبد الحي مسلّم بالأجواء الملحمية والاستحضار المذهل لشخوص البانثيون الكنعاني.. ويمزج مادة عمله المميزة "الغراء و نشارة الخشب" بتق ......
#الحي
#مسلّم
#زرارة
#1933-2020
#زيتونة
#فلسطينية
#يكاد
#زيتها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694860
#الحوار_المتمدن
#محمود_الصباغ "لم يكن هدفي, دائماً, أن أعرض [أعمالي] لكي أبيع ولو اضطررت لذلك, ومعظم أعمالي المرتبطة بفلسطين وقضيتها أحتفظ بها, وحلمي أن يقام-ذات يوم- ويلتئم شمل أعمالي [المتبقية وعددها 400] المتعلقة بالقضية الفلسطينية في متحف صغير أوثّقه بطريقتي الخاصة لكي يبقى للأجيال القادمة".أجل, هكذا الأماني قطعت أعناق أصحابها كما تقول العرب, فها هو قلب عبد الحي مسلّم يتوقف-أخيراً- عن الخفقان(1), دون تحقيق أمنيته تلك. لكن حلمه, بالحرية, لم يتوقف, رحلة طويلة امتدت على مدار قرن تقريباً من الدوايمة إلى مخيم العرّوب وعمان وطرابلس الغرب وبيروت ومخيم اليرموك(2), وأخيراً عمّان. رحلة كان يصرّ فيها أن يبقى طفلاً يؤسس لنمط فريد من النحت الفطري. ولعل القدر لعب دوراً في أن يسكب فطرته فناً لم يتلق مبادئه في الأكاديميات الفنية ولم يقعد على ركبتي أستاذ, بل هو فن محض تخلّى عن العلم والأدب لكي يبقى بعيداً عن التشنج والأسى والهم ولكي يبقى فرحاً وصادقاً, كما يقول هو نفسه في لقاء قديم مع جريدة الرأي الأردنية يعود للعام 2001. ولذلك لم يشغله -عن فنه- مزاجية المثقفين وتعاليهم، ولا إطراء النقاد الباذخ، ولا المجد والترف المصاحبين للشهرة, وإذا كانت الحياة ورطة كما يقال.. فالفن، كما الحب، منتهى تلك الورطة, وهكذا خرج عبد الحي من قلب المحنة والتجربة ومن "قلب الثورة الفلسطينية", كما يصف نذير نبعة, في زمن- يتابع نبعة- تاهت فيه الثقافة داخل سراديب المقولات والأفكار وغامت فيه الطرق وانتشرت الثرثرة انتشار الهواء.. في مثل هذا الزمان الصعب خرج عبد الحي منطلقاً مثل إحدى القذائف نظيفاً من كل الشوائب التي علقت بالثقافة والمثقفين حراً بسيطاً واضحاً صادقاً لا تكتسب هذه الصفات الهامة بالجهد بل هي عناصر معدنه تجدها مصورة فيه كإنسان طبيعي في كل إنتاجه الفني الذي يأخذ منك المحبة والإعجاب خارج الأطر السائدة والنظريات الجمالية المتداولة ولكنه يبدع جمالياته الخاصة. قال عن صديقه مصطفى الحلاج: "العمل الفني عند مسلّم أداة ووسيلة لتجسيد المفاهيم والقيم والأفكار والقضايا أحياناً اختار طريق في كتب بالخط العادي ما يرغب في أن يعبر عنه لا يغلق الدائرة بل يفتحها على نطاق أوسع من الإيحاءات.. إنسان شعبي حتى العظم يملك ذاكرة واسعة وقدرة كبيرة على الملاحظة ويتضح ذلك في أعماله الغنية بالتفاصيل الدقيقة وفي استخدامه الكتابة كثيرا ما يكتب اسم العمل أو اسم الشخص الذي كان موضوع عمله ويكتب داخل نسيج العمل الفني بخط عادي كما نمارس الكتابة في حياتنا اليومية وأحياناً بطريقة زخرفية.. يغنّي بصوت جهوري فيستدرج الأشباح المعتمة التي تهمهم بصوت خافت, فيقبض عليها بأنامله فتصرخ, ويثبتها جسماً من معجون نشارة الخضب والغراء على سطح الخشب إلى الأبد.. ووصل إلى مرحلة اتسعت فيها دائرة التعبير لتصبح إنسانية شاملة رابطاً هاجسه النضالي الفلسطيني بالهاجس النضالي العربي والعالمي". (للمزيد انظر: الموسوعة الفلسطينية, القسم الثاني الدراسات الخاصة, المجلد الرابع, دراسات الحضارة, ص 920-921). ولا تختلف شهادة اسماعيل شموط كثيراً حين يجعل عبد الحي يسافر "على متن قلبه وبيديه وعينيه ينقش صور الرحلة الطويلة إلى فلسطين.. لم يدرس الرسم على يد أستاذ من إيطاليا أو فرنسا فبقيت يده فلسطينية فيها الأصالة ببساطة.. وقد أدرك عبد الحي عمق العلاقة بين الإنسان الفلسطيني والأرض فجعل الشجرة التي أصبحت في لوحاته وكأنها توقيعه شجرة مقدسة "(3)تعج أعمال عبد الحي مسلّم بالأجواء الملحمية والاستحضار المذهل لشخوص البانثيون الكنعاني.. ويمزج مادة عمله المميزة "الغراء و نشارة الخشب" بتق ......
#الحي
#مسلّم
#زرارة
#1933-2020
#زيتونة
#فلسطينية
#يكاد
#زيتها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694860
الحوار المتمدن
محمود الصباغ - عبد الحي مسلّم زرارة( 1933-2020).. زيتونة فلسطينية يكاد زيتها يروي مشاعل الحرية