مختار سعد شحاته : الجيوب الثقافية والأديب الذري الجائل... -مبدع القرية مثالًا-
#الحوار_المتمدن
#مختار_سعد_شحاته يحدثنا مارك أوجيه في كتابه اللا أمكنة عن اللا مكان وكيف فرضت حداثتنا المفرطة علينا نوعًا خاصًا من الفردية واللامكان، وبالنظر إلى مفردات العصر وما أحدثته التكنولوجيا الرقمية من تقارب ينفي فكرة المسافات والحدود إلى حدّ كبير، نجد كثيرًا من الباحثين في الشأن الثقافي وغيره، يرصدون صراعًا -يبدو أبديًّا- بين الهامش والمركز، وصارت إشكاليات هذا الصراع تُلقي بظلالها على الحركة الثقافية بشكل عام، وتفرز أحيانًا وتنتج مبدعين عظام أسسوا بقوة لأن يكون هذا الصراع عظيم الإنتاجية والإبداع، وهو في حقيقته صراع مستمر باستمرار الحياة نفسها، وبالتالي مستمر باستمرار الإبداع نفسه إذ أعتبر الإبداع موازيًا لمعنى الحياة نفسها عند المبدع سواء في المركز المشهور أو في الهامش المنحصر الضيق.الأديب الذري الجائل:في سياق بحث مشترك مع الدكتور صامولي شيلكه حول بيئة المبدع السكندري، تناقشنا حول مفهوم الأديب الذري، وكيف أنتجت لنا البيئات الأدبية نوعًا جديدًا من الأدباء الجوالين، والذين منحهم اللا مكان ميزة الانتقال بحرية بين بيئات وجيوب ثقافية تبدو في ظاهرها وتوجهها مختلفة ومتباينة، بل تتصارع فيما بينها على رأس مال رمزي يعتبره الأديب ذخيرته العظمى في رحلته الأدبية والحياتية في الغالب. هذا الأديب ليس جوالاً بالمعنى الدارج لكلمة جوال، ولكنه تطور جديد لهذا الأديب الذي يفهم جيدًا طبيعة الصراع الحادث بين الجيوب الثقافية والاتجاهات الفكرية المختلفة في الأدب والفن بشكل عام، وهو نوع متمكن في اتجاه ما، وله انتماء فكري واضح الملامح لكنه لا يمنع نفسه من تلك الانتقالات التي تمنحه حق التواجد بشكل أو بآخر بين مختلف البيئات المحافظة والطليعية، بل وتصل به أحيانًا إلى أقصى الجيوب الثقافية انعزالاً بين تلك المجموعات والاتجاهات. يشكل هذا الأديب الذرى في حركته اللا مكانية تلك إلكترونًا داخل ذرة، يظل يدور في مداره الذري ذلك، ومع كثرة الدوران تتولد طاقة طاردة لهذا الإلكترون خارج حدود تلك الذرة، فيطير خارجها، وتبدأ حركته تلك أمام احتمالين؛ أولهما أن يلتحم بمجال ذري آخر فيبدأ في الانجذاب والدوران إلى المجال الذري الجديد الذي يمثل بيئة جديدة أو جيبًا ثقافيًا يختلف عن الجيب الثقافي المنتمي إليه، لكنه دوران مشروط بطبيعته التكونية في الذرة الأولى/ بيئته وجيبه الثقافي، وهو ما يضعه أمام خيارات ثلاثة؛ إما الاستمرار في تكوينه وسماته الأولى، وإما ملاحظة الاختلافات بين البيئة التي خرج منها بفعل دورانه القوي وطاقاته التي امتلكها ناتج ذلك وبين البيئة الجديدة، فيبدأ في تقريب المساحات الاختلافية بينهما في داخله، وهذا يبدو جليًا في تلك النصوص التي ينتجها هذا النوع من الأدباء الجائلين الذريين، ويبقى اختيار ثالث أن ينحاز إلى قيمه الذرية الأولى والتي تشكل أسس بنائه الفكري داخل مجموعته او جيبه الثقافي، ويبدأ في صراع جديد، والحقيقة أنه أحيانًا يحتاج هذا الصراع إما لتطوير ذاته كما قلنا أو للتعرف والتثبت من قيمه الأولى التي تكون عليها وبنى داخله الأدبي خلالها. ونعود إلى الاحتمال الآخر حين ينفلت هذا الأديب إلى اللا مكان خارج ذرته/ مجموعته، فربما يبقى في هذا اللا مكان وهو ما يجعله يجرب العديد والعديد من الأفكار الحرة تمامًا التي تأخذه نحو تجريب، ربما يمارسه آخرون في بيئات أخرى بسهولة، لكنه هنا يجد هذا التجريب هو كل حياته، وهو ما يشكل خطورة أدبية إذ يقع البعض من هؤلاء في أسر هذا التجريب الحر، فتظل كل تجاربهم الاأدبية والفنية تجارب تجريبية، دون أن ترسي لقواعد ثابتة تصلح أن تكوّن اتجاهًا جديدًا ومستقلا، وربما يكتفي ......
#الجيوب
#الثقافية
#والأديب
#الذري
#الجائل...
#-مبدع
#القرية
#مثالًا-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=739921
#الحوار_المتمدن
#مختار_سعد_شحاته يحدثنا مارك أوجيه في كتابه اللا أمكنة عن اللا مكان وكيف فرضت حداثتنا المفرطة علينا نوعًا خاصًا من الفردية واللامكان، وبالنظر إلى مفردات العصر وما أحدثته التكنولوجيا الرقمية من تقارب ينفي فكرة المسافات والحدود إلى حدّ كبير، نجد كثيرًا من الباحثين في الشأن الثقافي وغيره، يرصدون صراعًا -يبدو أبديًّا- بين الهامش والمركز، وصارت إشكاليات هذا الصراع تُلقي بظلالها على الحركة الثقافية بشكل عام، وتفرز أحيانًا وتنتج مبدعين عظام أسسوا بقوة لأن يكون هذا الصراع عظيم الإنتاجية والإبداع، وهو في حقيقته صراع مستمر باستمرار الحياة نفسها، وبالتالي مستمر باستمرار الإبداع نفسه إذ أعتبر الإبداع موازيًا لمعنى الحياة نفسها عند المبدع سواء في المركز المشهور أو في الهامش المنحصر الضيق.الأديب الذري الجائل:في سياق بحث مشترك مع الدكتور صامولي شيلكه حول بيئة المبدع السكندري، تناقشنا حول مفهوم الأديب الذري، وكيف أنتجت لنا البيئات الأدبية نوعًا جديدًا من الأدباء الجوالين، والذين منحهم اللا مكان ميزة الانتقال بحرية بين بيئات وجيوب ثقافية تبدو في ظاهرها وتوجهها مختلفة ومتباينة، بل تتصارع فيما بينها على رأس مال رمزي يعتبره الأديب ذخيرته العظمى في رحلته الأدبية والحياتية في الغالب. هذا الأديب ليس جوالاً بالمعنى الدارج لكلمة جوال، ولكنه تطور جديد لهذا الأديب الذي يفهم جيدًا طبيعة الصراع الحادث بين الجيوب الثقافية والاتجاهات الفكرية المختلفة في الأدب والفن بشكل عام، وهو نوع متمكن في اتجاه ما، وله انتماء فكري واضح الملامح لكنه لا يمنع نفسه من تلك الانتقالات التي تمنحه حق التواجد بشكل أو بآخر بين مختلف البيئات المحافظة والطليعية، بل وتصل به أحيانًا إلى أقصى الجيوب الثقافية انعزالاً بين تلك المجموعات والاتجاهات. يشكل هذا الأديب الذرى في حركته اللا مكانية تلك إلكترونًا داخل ذرة، يظل يدور في مداره الذري ذلك، ومع كثرة الدوران تتولد طاقة طاردة لهذا الإلكترون خارج حدود تلك الذرة، فيطير خارجها، وتبدأ حركته تلك أمام احتمالين؛ أولهما أن يلتحم بمجال ذري آخر فيبدأ في الانجذاب والدوران إلى المجال الذري الجديد الذي يمثل بيئة جديدة أو جيبًا ثقافيًا يختلف عن الجيب الثقافي المنتمي إليه، لكنه دوران مشروط بطبيعته التكونية في الذرة الأولى/ بيئته وجيبه الثقافي، وهو ما يضعه أمام خيارات ثلاثة؛ إما الاستمرار في تكوينه وسماته الأولى، وإما ملاحظة الاختلافات بين البيئة التي خرج منها بفعل دورانه القوي وطاقاته التي امتلكها ناتج ذلك وبين البيئة الجديدة، فيبدأ في تقريب المساحات الاختلافية بينهما في داخله، وهذا يبدو جليًا في تلك النصوص التي ينتجها هذا النوع من الأدباء الجائلين الذريين، ويبقى اختيار ثالث أن ينحاز إلى قيمه الذرية الأولى والتي تشكل أسس بنائه الفكري داخل مجموعته او جيبه الثقافي، ويبدأ في صراع جديد، والحقيقة أنه أحيانًا يحتاج هذا الصراع إما لتطوير ذاته كما قلنا أو للتعرف والتثبت من قيمه الأولى التي تكون عليها وبنى داخله الأدبي خلالها. ونعود إلى الاحتمال الآخر حين ينفلت هذا الأديب إلى اللا مكان خارج ذرته/ مجموعته، فربما يبقى في هذا اللا مكان وهو ما يجعله يجرب العديد والعديد من الأفكار الحرة تمامًا التي تأخذه نحو تجريب، ربما يمارسه آخرون في بيئات أخرى بسهولة، لكنه هنا يجد هذا التجريب هو كل حياته، وهو ما يشكل خطورة أدبية إذ يقع البعض من هؤلاء في أسر هذا التجريب الحر، فتظل كل تجاربهم الاأدبية والفنية تجارب تجريبية، دون أن ترسي لقواعد ثابتة تصلح أن تكوّن اتجاهًا جديدًا ومستقلا، وربما يكتفي ......
#الجيوب
#الثقافية
#والأديب
#الذري
#الجائل...
#-مبدع
#القرية
#مثالًا-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=739921
الحوار المتمدن
مختار سعد شحاته - الجيوب الثقافية والأديب الذري الجائل... -مبدع القرية مثالًا-