إيمان عمارة : سوف لن نحتفل بيوم المرأة العالمي
#الحوار_المتمدن
#إيمان_عمارة حين كنت في المدرسة، كانت الإدارة تمنحنا نحن والمعلمات، نصف يوم إجازة للاحتفال بيوم المرأة العالمي.كان البعض يوزعون الورود الحمراء أو الهدايا على الموظفات. أوهمونا أنهم يحتفون ويحتفلون بكوننا نساء.كبرت منذ ذلك الحين، وأدركت أنه لا شيء يستحق الاحتفال، وكل هذا التكريم مجرد خداع. كبرت وعرفت بعدها أنني أعيش في منطقة لـ”الذكر فيها مثل حظ الأنثيين في الميراث”. لكن أيضاً في الاهتمام والرعاية والاحترام وسوق العمل وفرص الحياة عامة.وعرفت أيضاً أن الثامن من آذار/مارس ليس سوى تذكير سنوي لنا كنساء بوضعنا الهش. وبأن كل ما حصلنا عليه قابل للاسترداد في أي لحظة، بسبب أو من دون سبب.كبرت وعرفت أنني أعيش في منطقة تورثنا فيها لعنة أبدية تلاحقنا دائماً كوننا نساء. وتأكل لحمنا قبل أن تبرد جثثنا بحثاً عن آثار رجلٍ بين سيقاننا، نحن المتهمات أبداً بـ”الغواية وإثارة الفتن والشهوات”.وعرفت أيضاً أنني سأصحو يومياً على خبر قتل واحدة منا وتبرئة قاتلها، أو على خبر تزويج أخرى وهي لا تزال تلعب في الشارع.شعارات رنانة وحقوق منقوصة في يوم المرأة العالميعلى الرغم من كل هذا، يستمر الاحتفال الرسمي كل سنة بيوم المرأة العالمي. ومثل كل سنة، تلهب أسماعنا الشعارات الرنانة عن تكريم الدين لنا كنساء وعن تمكين الحكومات وقوانينها، وعن المرأة التي هي حتماً “أم وأخت وزوجة” مسؤولٍ ما، قرر أن يتلو علينا إنجازات أمثاله من أجل خدمة نساء وطنه.ومثل كل سنة، مع نهاية اليوم، يجمع الخطباء لافتاتهم وأوراقهم وإحصائياتهم، في انتظار العام المقبل، أو مؤتمرٍ جديد. ونجمع نحن الورود التي ذبلت وأطقم العصير الزجاجية التي وزعوها علينا كهدايا استعداداً لسنةٍ مقبلة نتفاوض فيها، أو نُقتل، من أجل قَصة شعر أو قِصة حب أو زيارة لصديقة.ربما كان علينا هذه السنة، ألا نقبل التبريكات وألا نعتبر الحقوق امتيازات، وأن نتوقف عن الاحتفالات ونلقي نظرةً على واقع النساء العربيات قبل أن نتسرع ونعتبر هذا اليوم “يوماً” للمرأة.واقع النساء الحقيقي، واقعنا وليس واقع المسؤولين الذين يروجون صورةً مثاليةً لمجتمعاتهم وحكوماتهم أمام الرأي العام العالمي والغربي خصوصاً. ربما كان علينا أن نتذكر أن ما لا يقل عن 117 ألف قاصر مصرية يتزوجن وهن دون السن القانوني، وأحياناً ينجبن قسراً ومن دون إثباتٍ رسمي، مع علم الجميع بذلك.ربما كان علينا أن نتذكر أيضاً آلاف وآلاف النساء المسجونات في دور الرعاية ودور الحماية والمصحات النفسية وجميع المؤسسات التي تتشابه في قمعنا، وإن اختلفت مسمياتها. قبل أن نتذكر الأسماء اللامعة لنساء الطبقات البورجوازية اللواتي يتصدرن المشهد كنماذج للنجاح الذي تحققه المرأة في عهد الملك أو الرئيس الفلاني “نصير المرأة”.علينا ألا ننسى أسماء شهيدات الغدر الذكوري. وقبل أن نهلل لدخول النساء إلى المجال العسكري لبلدٍ يقصف المدنيين أو قضاء نظامٍ ديكتاتوري. علينا أن نتذكر اللواتي فقدن حياتهن أثناء الحمل أو الولادة أو تبعاتها، بسبب انخفاض ميزانية الرعاية الطبية مثلاً.وقبل أن نحتفي بكون الجزائر تحوي أكبر عددٍ من خريجات الهندسة في العالم، لا يجب أن نتجاهل أن النساء يشكلن أقل من 15%؜-;- من إجمالي سوق العمل المدفوع الأجر.ربما كان علينا أيضاً، أن نستعيد جذور هذا اليوم الذي بدأ بتظاهراتٍ للمطالبة بحقوق النساء كجزءٍ من النضال الاشتراكي العالمي، ونقف في وجه تحوله إلى مناسبة احتفالية رأسمالية بحتة تدفع النساء إلى الاستهلاك أكثر عبر العروض التجارية ال ......
#نحتفل
#بيوم
#المرأة
#العالمي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749251
#الحوار_المتمدن
#إيمان_عمارة حين كنت في المدرسة، كانت الإدارة تمنحنا نحن والمعلمات، نصف يوم إجازة للاحتفال بيوم المرأة العالمي.كان البعض يوزعون الورود الحمراء أو الهدايا على الموظفات. أوهمونا أنهم يحتفون ويحتفلون بكوننا نساء.كبرت منذ ذلك الحين، وأدركت أنه لا شيء يستحق الاحتفال، وكل هذا التكريم مجرد خداع. كبرت وعرفت بعدها أنني أعيش في منطقة لـ”الذكر فيها مثل حظ الأنثيين في الميراث”. لكن أيضاً في الاهتمام والرعاية والاحترام وسوق العمل وفرص الحياة عامة.وعرفت أيضاً أن الثامن من آذار/مارس ليس سوى تذكير سنوي لنا كنساء بوضعنا الهش. وبأن كل ما حصلنا عليه قابل للاسترداد في أي لحظة، بسبب أو من دون سبب.كبرت وعرفت أنني أعيش في منطقة تورثنا فيها لعنة أبدية تلاحقنا دائماً كوننا نساء. وتأكل لحمنا قبل أن تبرد جثثنا بحثاً عن آثار رجلٍ بين سيقاننا، نحن المتهمات أبداً بـ”الغواية وإثارة الفتن والشهوات”.وعرفت أيضاً أنني سأصحو يومياً على خبر قتل واحدة منا وتبرئة قاتلها، أو على خبر تزويج أخرى وهي لا تزال تلعب في الشارع.شعارات رنانة وحقوق منقوصة في يوم المرأة العالميعلى الرغم من كل هذا، يستمر الاحتفال الرسمي كل سنة بيوم المرأة العالمي. ومثل كل سنة، تلهب أسماعنا الشعارات الرنانة عن تكريم الدين لنا كنساء وعن تمكين الحكومات وقوانينها، وعن المرأة التي هي حتماً “أم وأخت وزوجة” مسؤولٍ ما، قرر أن يتلو علينا إنجازات أمثاله من أجل خدمة نساء وطنه.ومثل كل سنة، مع نهاية اليوم، يجمع الخطباء لافتاتهم وأوراقهم وإحصائياتهم، في انتظار العام المقبل، أو مؤتمرٍ جديد. ونجمع نحن الورود التي ذبلت وأطقم العصير الزجاجية التي وزعوها علينا كهدايا استعداداً لسنةٍ مقبلة نتفاوض فيها، أو نُقتل، من أجل قَصة شعر أو قِصة حب أو زيارة لصديقة.ربما كان علينا هذه السنة، ألا نقبل التبريكات وألا نعتبر الحقوق امتيازات، وأن نتوقف عن الاحتفالات ونلقي نظرةً على واقع النساء العربيات قبل أن نتسرع ونعتبر هذا اليوم “يوماً” للمرأة.واقع النساء الحقيقي، واقعنا وليس واقع المسؤولين الذين يروجون صورةً مثاليةً لمجتمعاتهم وحكوماتهم أمام الرأي العام العالمي والغربي خصوصاً. ربما كان علينا أن نتذكر أن ما لا يقل عن 117 ألف قاصر مصرية يتزوجن وهن دون السن القانوني، وأحياناً ينجبن قسراً ومن دون إثباتٍ رسمي، مع علم الجميع بذلك.ربما كان علينا أن نتذكر أيضاً آلاف وآلاف النساء المسجونات في دور الرعاية ودور الحماية والمصحات النفسية وجميع المؤسسات التي تتشابه في قمعنا، وإن اختلفت مسمياتها. قبل أن نتذكر الأسماء اللامعة لنساء الطبقات البورجوازية اللواتي يتصدرن المشهد كنماذج للنجاح الذي تحققه المرأة في عهد الملك أو الرئيس الفلاني “نصير المرأة”.علينا ألا ننسى أسماء شهيدات الغدر الذكوري. وقبل أن نهلل لدخول النساء إلى المجال العسكري لبلدٍ يقصف المدنيين أو قضاء نظامٍ ديكتاتوري. علينا أن نتذكر اللواتي فقدن حياتهن أثناء الحمل أو الولادة أو تبعاتها، بسبب انخفاض ميزانية الرعاية الطبية مثلاً.وقبل أن نحتفي بكون الجزائر تحوي أكبر عددٍ من خريجات الهندسة في العالم، لا يجب أن نتجاهل أن النساء يشكلن أقل من 15%؜-;- من إجمالي سوق العمل المدفوع الأجر.ربما كان علينا أيضاً، أن نستعيد جذور هذا اليوم الذي بدأ بتظاهراتٍ للمطالبة بحقوق النساء كجزءٍ من النضال الاشتراكي العالمي، ونقف في وجه تحوله إلى مناسبة احتفالية رأسمالية بحتة تدفع النساء إلى الاستهلاك أكثر عبر العروض التجارية ال ......
#نحتفل
#بيوم
#المرأة
#العالمي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749251
الحوار المتمدن
إيمان عمارة - سوف لن نحتفل بيوم المرأة العالمي