الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علاء داوود : تجاعيد الغابات، ووصايا الرحيل
#الحوار_المتمدن
#علاء_داوود عند انتهاء ظهيرة ذلك اليوم المُكتظ بالغيوم الحُبلى، رأيته وقد أوشك على السقوطسارعت إليه محاولا ً إدراكه، وأحمد الآلهة أني تمكنت من ذلكأجلسته على خصر تلك الزيتونة الواقفة كالتاريخ، ما كان يمتلك انتظام أنفاسه كعادتهسمعته يُقسم بأغلظ الأيمان أنه أدرك تفاصيل الحِوار بأكملهقصّ علي ما كان، ثم أغلق عينيه عند الغياب على آخر دمعاته، ورحل.هتفت زيتونة الحقل في محيطها فاجتمعت من حولها كل البلاد، أول من وصل كانت فراشة عاشقةفأسرّت لها أنها أصدق العاشقين، أما بقية البهائم فصرخت فيهم مُغتاظة من دناءة ما أقدموا عليهفما تلك الجرائم إلا شريعة مقيتة ودخيلة، فليس في العُرف أن يُقتل بين ظهرانينا بأيدينا من هو مِنا وافقت أشجار الصنوبر على هذا الجزء من الخِطاب دون تردد، في حين تمتمت الكِلاب رافضةلم تكترث شجرة الزيتون للتمتمة وواصلت، أوصيكِ يا فراشة الحُب وأنت أصدق من حمل الوصاياألا تُعطي صِفة الحق لغير أهله، ورمقت الثعلب بنظرتها الغاضبة وسط استيائه الجلي.وتنفسَت شعاعا ً اخترق حصار الغيوم وحيدا ً ثم تابعَت: لا بقاء إلا للصادقين على هذا الترابالكاذب يُكسر، والقاتل وغد ٌ يرحل، والرمادي لا يُتقِن إلا الفشلفأولئك الأوغاد من كسروا هيبتنا، وأضاعوا ملامحنا بين ظِلال الكون المُمتدتراقصت أزهار الياسمين راضية، أما الحمار فاعتراه الإستياءالتفتت إليه وقالت: ما لك والإستياء ؟، صه، فأنت منذ البدء لم تكن سِواكهمس عصفور في قلبها وقال : كيف نبقى وفينا هلاكنا ؟، صمتت كأنها تستعين بالكون لتُجيبقد يحالفهم الحظ على محو الماضي بثقله ، بل وربما ينتهكون الحاضر، لكن لا سلطان لهم على الغد فكونوا الغد، وليتبعثروا هم خلف كل حافر ومخلب دميم.وبينما انصتت الفراشة الى شجرة الزيتون، مرت نسمة بين أغصان الأرض وسكنتوفي سكونها كأنها باحت: أن لا حياة إلا للجذور، فاضربوا ما أمكنكم من أصولفابتسمت الأغصان واثقة من ثباتها، ورمَت بنظراتها على الحضور قبل انصرافهم وقالت: هذه أنالا شيء يُثنيني عن شموخي، لا أبد إلاي، لا أزل إلا جذوري، فعانقوا مجدي كي نستعيد غدناتغلبت على هزائمي حتما ً، وليس في الهزيمة من عيب إذ لا يعرفها إلا شجاع ٌ انتهى نِزالهأما دعاة اللون الرمادي فجبناء، وأولئك لا يخوضون المعارك، وصمتَت.حملت الفراشة تلك الوصايا، راحلة في الآفاق تُخبِر ما تيسّر من آيات الرحيقوتفرّق الجمع، وتباعدت الأجنحة، ورحلت النسمات مبتعدة، وألقت الأشجار تحايا الوداعوحتى غيمات السماء لم ترمي حملها، بل أرجأته الى ما بعد الرحيلوالشمس التي استرقت السمع من خلفها رحلت الى مُستقرها آملة بغدها ولو بعد حين. ......
#تجاعيد
#الغابات،
#ووصايا
#الرحيل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702752