الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
بلال عوض سلامة : درس 14 تجذير الوعي بالإمكانية التاريخية
#الحوار_المتمدن
#بلال_عوض_سلامة لطالما شكل الوعي الوطني متطلب أساسي في حراك ونضال الشعوب المستعمرة في سبيل نيل حريتها، فبدونه لا يوجد معنى للثورة، ولا معنى للتحرر، ولا معنى للتاريخ والذاكرة والثقافة، وتعيش المجتمعات في فراغ أو في اللامكان، ومن هنا، يفهم معنى هتاف الجماهير الفلسطينية بـ: "الشعب الواعي ما بموت لو حطوه(وضعوه) في تابوت" في تشييعهم للشهداء، فالفكرة لاتموت طالما هي في وعي المشتبكين، وتأكيداً على ضرورة ارتباط الثورة والنضال بهذا الوعي كتعبير وانعكاس وموجه لها، فبدونه لا يوجد دافعية للفعل أو الحضور الجماهيري، وهذا جزئياً يفسر السبات الاستعماري الذي اختبره الفلسطيني في العقدين السابقين، والمتمثل بـ مأزق القضية الفلسطينية بثلاثية: الفكر والوعي والمشروع الوطني(62) كأزمة بنيوية أطاحت بالثقافة وبالمشروع الوطني والخطاب السياسي، تمظهرت إحدى إرهاصاتها في انعدام المشاركة الشعبية والجماهيرية واللامبالاة السياسية، الأمر الذي ساهم في تورم السلطة على حساب الشعب وتكلس الأحزاب. الثقافة في جوهرها تجسيد للوعي، كما أن الوعي مرتبط بالفعالية السياسية، فإن فانخفاض وأزمة الوعي الوطني هو امتداد لمأزق الثقافة السياسية الفلسطينية، ويعد أحد أبرز تجلياتها، فالتراجع في الوعي الوطني قد غذى بالضرورة قيم سلبية كتغليب المصالح الفردية على المصالح الجمعية، واستفحال العشائرية والمناطقية والفصائلية، وحتى استفحال العنف، مما سرع في تفتيته وتشظيه، فيتطلب الحضور في الأمكنة من أجل الاشتباك وعي وطني يمارس ثلاثة وظائف، هي: الرقابة والتوجيه وتعزيز الانتماء للثورة، فالوعي الوطني هو الأثر لأفكارنا على أرض الواقع في حضورنا ونضالنا واحتجاجاتنا ومقاومتنا فمن هنا يأتي أهمية المشروع الوطني الذي يعمل على توجيه وتحفيزه. وبالضرورة يتشكل الوعي الوطني الفلسطيني من خلال الإنخراط في العمل النضالي، ويتصلب ويشحذ في كل معركة ومكان وشكل حضور، يعبر الفلسطيني فيه عن نفسه في رفضه للاستعمار، فتأتي أهمية ما أسميته "بحرب الأمكنة" التي تشهدها فلسطين وتنوعها، فالذين تدفقوا إلى الشوارع كمتحجين على استلاب المكان في باب العامود من أجل استعادته ساهموا بصنع مسار تاريخي فلسطيني مختلف، عبر انتاج وعي متجذر بالقضية الفلسطينية وليس بجغرافية منعزلة عن سياقها الاستعماري، فإصرارهم واستمرار حضورهم المشتبك الجماعاتي سرعان ما تحول كهوية وطنية جامعة رغم الاختلافات الأيدلوجية لهم كحضور في الأمكنة، واستطاعوا الانتصار واستعادة المكان.هذه الهوية والوعي بها، وبإستمرار الحضور الذي توسع وتشابك وتمدد على مساحة المكان الفلسطيني التاريخي، وانشباكه وتقاطعه مع قضايا وطنية أخرى مع قضية حي الشيخ جراح وبفعلهم الإحتجاجي من نوع آخر، ولكنه ليس مختلف، لأنه يشكل جوهر الصراع المتمثل بإستلاب الأراضي والأمكنة حتى وصلت إلى البيوت الفلسطينية، وكان محركهم الأساسي هو الدفاع عن بيوتهم وكرامتهم ووجودهم، فبدأوا بمعركة قضائية منذ زمن بعيد، ولكنهم أدركوا أن القانون الإستعماري ووهم استقلالية القضاء "الاسرائيلي" لن يقوم بإنصافهم، فبدأوا معركة في رفع مستوى الوعي المحلي والعالمي بعدالة قضيتهم ومطالبهم، وذلك عبر الحضور والاحتجاج اليومي في الشارع وصولاً للإفطار الجماعي، ومتزامن مع حملات إعلامية في العالم الإفتراضي عبر شبكات التواصل الاجتماعية "الفيس بوك، وتويتر، والتيك توك...الخ"، مركزة على قضيتهم عبر شعار أنقذوا حي الشيخ جراح، ولن نرحل، فاستطاعوا بذلك تحويل المسألة من قضية قانونية إلى خلق رأي عام محلي وعالمي، وربطها بأصل الصراع باعتبار أن ما يواجهونه ما هو إلا استمرارية للاقتلاع ......
#تجذير
#الوعي
#بالإمكانية
#التاريخية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719041