الحوار المتمدن
3.06K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسام الدين مسعد : -المدينة البلاستيكيه-مونودراما مسرحيه
#الحوار_المتمدن
#حسام_الدين_مسعد #المدينةالبلاستيكيةمونودراما(الفضاء المسرحي مظلم تماما إلا من بؤرة ضوء علي "هو"الجالس علي مقعد خشبي في مقدمة المسرح )هو :منذ ست سنوات وانا اعيش في هذه المدينة البلاستيكيه .أخرج من منزلي في الصباح وأعود إليه في المساء محمل بأثقال التعامل مع أناس لا طعم لا لون لا رائحه لهم .لاشيئ يحيون به سوي الكذب .فالكذب هو كرات الدم البيضاء التي تحميهم بيولوجيا من الخوف .انهم يخافون من كل شيء في هذا العالم .يسرقون خوفا من الفقر ويقتلون خوفا من الموت ويتضرعون خوفا من الرب وينامون خوفا من مواجهة الواقع وفوق كل هذا يرتدون اقنعة زائفة علي وجوههم تتسم بتعبير أحادي ثابت طيلة الوقت خوفا من إبراز مكنوناتهم الحقيقيه.في الصباح وانا ذاهب الي عملي اخبرني حارس العقار الذي اقطن فيه ان القارئ الإلكتروني لإستهلاك المياه تعطل وينبغي علينا تغييره رغم أننا لم نبرح سوي يومين فقط علي التغيير السابق له والذي كلفنا مبلغ مالي طائل جدا .ذهبت مع الحارس لتفقد القارئ الإلكتروني الذي تم تركيبه منذ يومين لا أكثر فوجدت أنه قديما جدا لا تنم حالته عن تحديثه وحين سألت الحارس عن ذلك ارتسمت علي وجهه ملامح ذلك التعبير الثابت المصحوب بالإبتسامة البلاستيكيه ليخبرني في لكنة باردة(محاكيا الحارس ) إذا لم ترد التغيير ودفع قيمته .عليك أن تتحمل قطع المياه عن منزلك. وتركني ليلبي نداء ربه ذاهبا إلي الصلاة .وانا علي علم تام أنه يكذب خوفا من افتضاح أمره بعدم تغيير القارئ الألكتروني . خرجت الي سياراتي القابعة أمام المنزل فوجدت الزجاج الأمامي منكسر من أثر حجر ارتطم به رغم انني لم الحظه بالأمس عند عودتي في المساء .أخرجت هاتفي لأفحص الكاميرات المعلقة علي الجدران الخارجية للعقار شاهدت الحجر وهو يرتطم بالزجاج ولكني لم استطع مشاهدة الفاعل .اتصلت بالجيران لمعرفة من فعل ذلك من خلال الكاميرات الخاصة بهم لكني تلقيت إجابة واحده .إجابة بلاستيكيه كتلك الإجابات التي أتلقاها من شركات المحمول حين اتصل بهاتف خارج نطاق الخدمه .لقد اجابوني جميعهم بعبارة واحده مفادها .لقد حذفنا كل ما ألتقطته الكاميرات في الصباح .وليس لدينا ما نساعدك به .أعلم انهم كاذبون يرسمون ذاك التعبير الأحادي علي وجوههم لكن ماذا أفعل وحدي بين هذه الدمي البلاستيكيه ؟انا مفرد وهم جماعة والكثرة تغلب الشجاعه .أذكر اني لم أكن شجاعا يوما ما فحين صدرت كشوف الترقي والمكافأت ولم أجد اسمي مدون بها طلبت من مديري ان يفسر لي ما حدث فأخبرني وهو يرسم علي وجهه ذاك التعبير الأحادي الثابت. (مقلدا المدير )إذا لم يلقي القرار قبولا لديك يمكنك أن تتظلم.هو :وكيف أتظلم ؟ ولمن اتظلم ؟أأتظلم لمصدر القرار نفسه ؟ كيف وهو حتما سيرفض تظلمي خوفا من أن يقال عنه انه أخطأ في قراره الأول الكاذب .حتي القانون شرع كذبا وبهتانا من اجل حماية هولاء الأفاقون الخائفون فلا جريمة او عقوبة إلا بنص القانون والقانون لا يحمي المغفلون .هي ذات العبارة البلاستيكيه التي يرسم لافظيها علي وجوههم ملامح ذاك التعبير الأحادي الثابت .لقد أصبحت هذه المدينة البلاستيكيه مكانا لإثارة عذابي وألمي فإذا دلفت الي أحد المقاهي لأحتسي فنجان من القهوة شاهدت ذاك التعبير الأحادي الثابت مرسوم علي وجوه كل من ألتقي بهم بدءا من النادل الذي يقدم لي فنجان القهوه ونهاية برواد المقهي الجالسين كالدمي البلاستيكيه التي لا حياة او روح فيها .حتي فنجان القهوه الذي وضع أمامي رسم علي وجهه نفس التعبير البلاستيكي الأحادي الثابت .أوه (يخرج سيجارة ويشعلها ويأخذ نفس عميق )قديما كنت حين احت ......
#-المدينة
#البلاستيكيه-مونودراما
#مسرحيه

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748458