الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسن مدن : أمورٌ خاصَّةٌ بأوروبا تعنينا
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن قبل نحو عشرين عاماً - بالضَّبطِ في عام 1999 - نشرتْ أسبوعيَّةٌ باريسيَّةٌ ملفًا حولَ عباقرةِ القرنِ العشرين، ضمَّتْ ثمانيةَ عشرَ اسمًا عدَّتهم المجلَّةُ عباقرةً. كانَ بينهم (سيغموند فرويد)، (كوكو شانيل)، (بيل غيتس)، (بابلو بيكاسّو)، (إلبرت أينشتاين)، (توماس أديسون)، (إدوارد تيلور)، (مورغان) وآخرون.هذهِ القائمةُ صعقتْ روائيًّا وكاتبًا كبيرًا مثل (ميلان كونديرا) الذي علَّق على القائمةِ مندهشًا: لايوجدُ روائيٌّ واحدٌ، ولا شاعرٌ، ولا كاتبٌ مسرحيٌّ، ولا فيلسوفٌ. ثمَّةَ مهندسٌ واحدٌ ورسّامٌ واحدٌ، لكنَّ هناك خيّاط، لاوجودَ لأيِّ ملحنٍ، وثمَّةَ مغنيَّةٌ وسينمائيٌّ واحدٌ، حيثُ فضَّلت الأسبوعيَّةُ الباريسيَّةُ (كوبريك) على (إيزنشتاين) و(شابلين) و(بيرغمان).كونديرا استدركَ قائلًا ما معناه: ليسوا جهلةً أولئك الذين وضعوا هذه القائمةَ. كما أنَّه لا يوجدُ بينَ منْ وردتْ أسماؤهم فيها منْ لايستحقُّ أنْ يوصفَ بالعبقريَّةِ، لكنَّ ما حيَّرهُ هو كيفَ غابَ عنها الروائيون والشُّعراءُ والمسرحيّون والفلاسفة.برأيه أنَّ هذهِ القائمةَ تعبِّرُ عنْ أنَّ أوروبا تتغيَّرُ من زوايةِ علاقتِها بقاماتِها الشّامخةِ في مجالِ الإبداعِ: الأدبِ والشَّعرِ والفلسفةِ والفنِّ. شيءٌ ما جرى لأوروبا جعلَها تعيدُ النَّظرَ مع ميراثِها الذي لمْ يلهمْها وحدَها وإنّما ألهمَ العالمَ كلَّه.لا يعني هذا أنَّ أوروبا نسيتْ رموزَها الثَّقافيَّةَ، برأيِ كونديرا أنَّ كلمةَ (النِّسيان) هنا لنْ تكونَ دقيقةً، لكنَّ الأسبوعيَّةَ الفرنسيَّةَ وافقتْ على تنحيةِ عباقرةِ الثَّقافةِ بارتياحٍ كاملٍ وبدونِ أدنى شعورٍ بالنَّدمِ، لا بلْ إنَّها ارتاتْ تفضيلَ (كوكو شانيل) وأزيائِه على هذه القاماتِ.أوروبا لمْ تعدْ تحبُّ نفسَها، هذهِ خلاصةُ كونديرا المريرةُ. وهو في هذا يذكِّرُني بكتابِ (بول جونسون): "المثقفون" الذي تتوفَّرُ ترجمةٌ عربيَّةٌ له وضعَها طلعت الشّايب، وهو كتابٌ يشي بالكراهيةِ للقاماتِ العملاقةِ في تاريخِ أوروبا وتاريخِ الإنسانيَّةِ التي بفضلِها بلغت الحضارةُ مدارجَ جديدةً، عبرَ التَّفتيشِ عن ارتكاساتِ الطّفولةِ في أعمالِهم، وادّعاءِ عقدٍ نفسيَّةٍ صنعتْ شهرتَهم، أوْ مصادفاتٍ خدمتْهم ما كانَ سيكونُ لهم شأنٌ لولاها.يختمُ جونسون كتابَه بفصلٍ عنوانُه: "هروبُ العقلِ"، يحشرُ ضمنَه مجموعةً منْ كبارِ مثقفي أوروبا في القرنين التّاسعَ عشرَ والعشرين يتسقَّطُ فيه هفواتِهم وغرابةَ أطوارِهم وأشكالَ نزقِهم؛ ليصلَ إلى أنَّ هناكَ شكًّا ما لدى النّاسِ تجاهَ المثقَّفين عندما يقفون ليَعظوا، حيثُ لمْ يعدْ الكثيرون يوافقون على حقِّ الأكاديميين والكُتّابِ والفلاسفةِ، مهما كانوا بارزين، في أنْ يقولوا لهم ما يتعيَّنُ عليهم اتباعُه.ليسَ الحديثُ عنْ شيخوخةِ أوروبا جديدًا، لا لإنَّ أوروبا توصفُ بالقارةِ العجوزِ، فهذا الوصفُ أتى فقط للمقارنةِ بينها، وبينَ العالَمِ الأمريكيِّ الجديدِ الذي اكتُشف بعدَ أنْ كانت الحضارةُ الأوروبيَّةُ بلغتْ شأوًا من النُّضجِ والتَّقدمِ، وإنَّما لأنَّ معدَّلَ متوسَطِ العمرِ في أوروبا يجنحُ نحوَ الارتفاعِ، أمامَ تناقصٍ مضطردٍ في عددِ المواليدِ، بسببِ ميلِ شعوبِ القارَّةِ إلى تقنينِ الإنجابِ إلى أقصى الحدودِ.منْ نتائجِ هذا زيادةُ عددِ المتقاعدين، بموازاةِ قلَّةِ عددِ الشَّبابِ العاملين، ولعلَّ الزّائرَ منّا لأوروبا يلاحظُ أثناءَ تَجواله في الشَّوارع أو محلّاتِ التَّسوُّقِ والمقاهي وسواها - في أيامِ العملِ خاصّةً - العددَ الكبيرَ من العجائزِ - رجالًا ونساء ......
#أمورٌ
#خاصَّةٌ
#بأوروبا
#تعنينا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767410