عبد الحسين شعبان : أوكرانيا والبطن الرخوة
#الحوار_المتمدن
#عبد_الحسين_شعبان "أوكرانيا القوية والمستقرة ستكون ثقلاً موازياً حاسماً لروسيا" هذا ما كتبه بريجينسكي العام 1994، في الوقت الذي كانت روسيا تترنّح تحت حكم الفساد والمافيات ومراكز القوى وتعيش مرارة الهزيمة وتوابعها، والتي قادت إلى تفكّك الاتحاد السوفيتي وانقسامه إلى 16 كياناً. وحين سؤل بريجينسكي كيف تكون أوكرانيا موازياً لروسيا، أجاب بالقول: إذا سيطرت روسيا على أوكرانيا فيمكن لها أن تعيد بناء إمبراطورتيها من جديد، وبالطبع ليس على أساس أيديولوجي، وإنما على أساس قومي. لعلّ ذلك يشكل خلفية لفهم الأزمة الروسية – الأوكرانية الراهنة، فحتى بعد انتهاء الحرب الباردة كانت عين روسيا على أوكرانيا مدخلاً لها على أوروبا وهي ثاني دولة كبيرة ومهمة بعد روسيا في أوروبا، مثلما وضعت الاستراتيجية الأمريكية نظرية "البطن الرخوة" أو "الخاصرة الضعيفة" إزاء عدوها التقليدي الأول، وكانت منذ نظريات كيسنجر وبريجينسكي بشأن الصراع الأيديولوجي تفكر في إشعال صراعات في الدول المتاخمة لروسيا، قد لا تكون بالحدة التي تقود إلى حرب طاحنة، لكنها ليست بالخفوت الذي يُطفئ شعلتها لوقت طويل، بمعنى استمرار الصراع الممتد "المنخفض القوة"، وهو أمر جرّبته واشنطن في أفغانستان لاستدراج السوفييت، مثلما كان حاضراً في العراق وسوريا وليبيا وغيرها، حيث النزاعات الداخلية والمهم أن تبقى ألسنة النيران مشتعلة، لكنها لا تدمّر تماماً ولا تخبو تماماً. وقد أدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك، الأمر الذي اندفع بشكل سريع وحاسم إلى استعادة شبه جزيرة القرم في العام 2014 لأنه ظلّ حذراً من استخدام الولايات المتحدة بشكل خاص والغرب عموماً أوكرانيا لتهديد روسيا والحد من طموحاتها الجديدة، لاسيّما بتحالفها مع الصين وسعيها لاستعادة بعض علاقاتها في الشرق الأوسط، بدخولها الميدان السوري بقوة منذ العام 2015 وتحولها إلى رقم صعب في المعادلة التسووية للصراع، ناهيك عن دورها في الجمهوريات السوفيتية السابقة. الجديد في الصراع المعلن والمستتر الأمريكي – الروسي أنه عابر للأيديولوجيات وهو شكل من أشكال الحرب الباردة بطبعتها الجديدة، ويمكننا أن نقرأ حيثياته : أن أوكرانيا تريد أن تصبح عضواً في حلف الناتو وروسيا تعتبر ذلك تهديداً لها، ولن تقبل بنصب صواريخ على حدودها كما حصل مع بولونيا وتشيكيا ودول البلطيق إستونيا وليتوانيا ولاتفيا، وتطالب بضمانات أوكرانية وغربية مقابل تأكيدها بعدم نيتها في غزو أوكرانيا؛ والغرب يزوّد أوكرانيا بأسلحة متطوّرة ويطالب روسيا بالتعهد بعدم غزو أوكرانيا، خصوصاً في ظلّ وجود نحو 120 ألف جندي على الحدود فكيف يمكن تصور المشهد القادم وكل طرف يُلقي باللائمة على الآخر. تقول واشنطن حتى وإن لم تكن أوكرانيا عضواً في حلف الناتو، لكنها معنية بحمايتها و ستفرض عقوبات قاسية على روسيا في حالة إقدامها على مغامرة غزوها، لكن مجرّد استمرار الأزمة يهدّد بخطر حرب لا حدود لها، وهو ما يذكّر بأزمة البحر الكاريبي العام 1962 عند نصب صواريخ سوفيتية في كوبا على بُعد 90 ميل عن ميامي في الولايات المتحدة، ولولا حكمة وعقلانية الرئيس الأمريكي كينيدي والزعيم السوفيتي خروتشوف لكان العالم على شفا حفرة، وهكذا انتهت الأزمة بسحب الصواريخ السوفيتية مقابل التعهّد بعدم غزو كوبا. صحيح أن الاتحاد السوفيتي انهار ونزعت موسكو القناع الأيديولوجي عنها، لكن طموحاتها القومية ظلّت عالية السقف، خصوصاً وهي تمتلك ترسانة نووية هائلة ولديها إمكانات وموارد ضخمة، فضلاً عن طاقات وكفاءات بحيث تستطيع أن تكون لاعباً مهماً في الساحة الدولية لا يمكن تجاوزه، فما بالك حين تت ......
#أوكرانيا
#والبطن
#الرخوة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747956
#الحوار_المتمدن
#عبد_الحسين_شعبان "أوكرانيا القوية والمستقرة ستكون ثقلاً موازياً حاسماً لروسيا" هذا ما كتبه بريجينسكي العام 1994، في الوقت الذي كانت روسيا تترنّح تحت حكم الفساد والمافيات ومراكز القوى وتعيش مرارة الهزيمة وتوابعها، والتي قادت إلى تفكّك الاتحاد السوفيتي وانقسامه إلى 16 كياناً. وحين سؤل بريجينسكي كيف تكون أوكرانيا موازياً لروسيا، أجاب بالقول: إذا سيطرت روسيا على أوكرانيا فيمكن لها أن تعيد بناء إمبراطورتيها من جديد، وبالطبع ليس على أساس أيديولوجي، وإنما على أساس قومي. لعلّ ذلك يشكل خلفية لفهم الأزمة الروسية – الأوكرانية الراهنة، فحتى بعد انتهاء الحرب الباردة كانت عين روسيا على أوكرانيا مدخلاً لها على أوروبا وهي ثاني دولة كبيرة ومهمة بعد روسيا في أوروبا، مثلما وضعت الاستراتيجية الأمريكية نظرية "البطن الرخوة" أو "الخاصرة الضعيفة" إزاء عدوها التقليدي الأول، وكانت منذ نظريات كيسنجر وبريجينسكي بشأن الصراع الأيديولوجي تفكر في إشعال صراعات في الدول المتاخمة لروسيا، قد لا تكون بالحدة التي تقود إلى حرب طاحنة، لكنها ليست بالخفوت الذي يُطفئ شعلتها لوقت طويل، بمعنى استمرار الصراع الممتد "المنخفض القوة"، وهو أمر جرّبته واشنطن في أفغانستان لاستدراج السوفييت، مثلما كان حاضراً في العراق وسوريا وليبيا وغيرها، حيث النزاعات الداخلية والمهم أن تبقى ألسنة النيران مشتعلة، لكنها لا تدمّر تماماً ولا تخبو تماماً. وقد أدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك، الأمر الذي اندفع بشكل سريع وحاسم إلى استعادة شبه جزيرة القرم في العام 2014 لأنه ظلّ حذراً من استخدام الولايات المتحدة بشكل خاص والغرب عموماً أوكرانيا لتهديد روسيا والحد من طموحاتها الجديدة، لاسيّما بتحالفها مع الصين وسعيها لاستعادة بعض علاقاتها في الشرق الأوسط، بدخولها الميدان السوري بقوة منذ العام 2015 وتحولها إلى رقم صعب في المعادلة التسووية للصراع، ناهيك عن دورها في الجمهوريات السوفيتية السابقة. الجديد في الصراع المعلن والمستتر الأمريكي – الروسي أنه عابر للأيديولوجيات وهو شكل من أشكال الحرب الباردة بطبعتها الجديدة، ويمكننا أن نقرأ حيثياته : أن أوكرانيا تريد أن تصبح عضواً في حلف الناتو وروسيا تعتبر ذلك تهديداً لها، ولن تقبل بنصب صواريخ على حدودها كما حصل مع بولونيا وتشيكيا ودول البلطيق إستونيا وليتوانيا ولاتفيا، وتطالب بضمانات أوكرانية وغربية مقابل تأكيدها بعدم نيتها في غزو أوكرانيا؛ والغرب يزوّد أوكرانيا بأسلحة متطوّرة ويطالب روسيا بالتعهد بعدم غزو أوكرانيا، خصوصاً في ظلّ وجود نحو 120 ألف جندي على الحدود فكيف يمكن تصور المشهد القادم وكل طرف يُلقي باللائمة على الآخر. تقول واشنطن حتى وإن لم تكن أوكرانيا عضواً في حلف الناتو، لكنها معنية بحمايتها و ستفرض عقوبات قاسية على روسيا في حالة إقدامها على مغامرة غزوها، لكن مجرّد استمرار الأزمة يهدّد بخطر حرب لا حدود لها، وهو ما يذكّر بأزمة البحر الكاريبي العام 1962 عند نصب صواريخ سوفيتية في كوبا على بُعد 90 ميل عن ميامي في الولايات المتحدة، ولولا حكمة وعقلانية الرئيس الأمريكي كينيدي والزعيم السوفيتي خروتشوف لكان العالم على شفا حفرة، وهكذا انتهت الأزمة بسحب الصواريخ السوفيتية مقابل التعهّد بعدم غزو كوبا. صحيح أن الاتحاد السوفيتي انهار ونزعت موسكو القناع الأيديولوجي عنها، لكن طموحاتها القومية ظلّت عالية السقف، خصوصاً وهي تمتلك ترسانة نووية هائلة ولديها إمكانات وموارد ضخمة، فضلاً عن طاقات وكفاءات بحيث تستطيع أن تكون لاعباً مهماً في الساحة الدولية لا يمكن تجاوزه، فما بالك حين تت ......
#أوكرانيا
#والبطن
#الرخوة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747956
الحوار المتمدن
عبد الحسين شعبان - أوكرانيا والبطن الرخوة