فاطمة ناعوت : أنت على حق يا نهرو … والدليل: قالولوا
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت دولةُ القانون دولةُ العدالة دولةُ المواطنة = "الجمهورية الجديدة" التي تعدلُ بين جميع المواطنين ولا تمايزُ بينهم عقديًّا. وقضى القضاءُ المصري النزيه بإعدام قاتل الأب الشهيد "أرسانيوس وديد"، في دولة الحق. والعجيب أن القاتل لم يندم على ارتكاب جريمته؛ بل "حسبن" وهتف بأن الجنّة في انتظاره. وكذلك صرخ محاميه لحظة الحكم بإعدام موكّله: (أنت على حقّ يا نهرو)!!! والحقُّ أنني "مستخسرة" في القاتل اسم: "نهرو"، أحد قادة الاستقلال والعدالة في الهند "جواهر لال نهرو" الذي نادى بمبادئ "المهاتما غاندي" حول العدالة والحقوق! ولكن مَن وراء إيمان القاتل بأن "قتلَ المسيحيّ حقٌّ لا يستوجب العقاب بل يودي إلى الجنّة"؟! إنها ثقافة: “قالوا له" التي تعلّمها على يد مُضلِّين مازالوا للأسف يعيثون في المجتمع فسادًا، على صفحات سوشيال ميديا والقنوات المشبوهة. (لماذا قتلت الدكتور "فرج فودة"؟)، (عشان كافر!). (أي كتاب من كتبه عرفت منه إنه كافر؟). (أنا مبعرفش أقرأ. بس قالولي إنه كافر، فقتلته!). ذاك القاتل "من ضحايا قالولوا”. وسَلْ أيَّ ضحية مماثلة: (تعرف ايه عن ابن رشد؟! ) سوف يقسم لك إنه كافر!. هو لم يقرأ حرفًا لابن رشد. لكنه "سمع" من "سامع" عن "سامع" عن "سامع السامع" أن أحدهم كان "يسمع" ممن "سمع" أنه كافر! تلك هي "الثقافة السمعية" التي تُزهق الأرواحَ وتدمر المجتمعات. في مسرحية "شاهد مشافش حاجة"، سُئل الشاهد (اللي مشافش حاجة) "عادل إمام" سؤالا عن جارته القتيلة. فأجاب. ولما سأله النائب العام كيف عرفت؟ قال: "إن الناس قالولوا.” فهتف النائب العام: (الدليل: قالولووووا)!!كم من جرائم إنسانية كبرى راحت ضحيتها قممٌ فكرية ورموز شاهقة من العسير على الإنسانية أن تعوضهم بسبب تلك الثقافة "الأُذنية" "الببغائية" البغيضة، ثقافة: “قالولوا". فالذي طعن "نجيب محفوظ"، "قالولو" إنه كافر! وبفرض، جدلا، أن من حق إنسان قتل إنسان لا يؤمن بعقيدته، وهذا قطعًا غير صحيح، إلا أن السيد القاتل أصلا لم يرهِق نفسَه وقرأ للأديب رواية ولا قصة ولا مقالا ليعرف إن كان كافرًا أم غير ذلك، قبل أن يضرب خنجره في عنق الرجل العجوز الذي يتوكأ على عصاه. واللذان قتلا العظيم "فرج فودة"، الناس "قالولو هم" إنه عدو الإسلام، دون أن يقرءآ له حرفًا. ولو فعلا لتأكدا أنه أكبرُ ناصر للإسلام لو عرفا. لكنهما ضغطا الزناد دون أن يشقّا على نفسيهما بجهد القراءة؛ فهما أُميّان "مش بيفكوا الخط". وعُد بالزمن لتُذهل من كمّ شهداء عظام كُفّروا وأهينوا ونُفيو وخيض في أعراضهم بالزور والكذب والبهتان؛ ومفتاح السر دائما: "والدليل: قالولووووا". فلاسفة ومفكرون وأدباء عُذِّبوا وشُتموا وأهينوا ولا يزالون يتلقون اللعنات من بشر لم يقرأوا كتبهم ولا قاربوا فكرهم. "نصر حامد أبو زيد" (العقلانية في تفسير النص)، الشيخ "علي عبد الرازق" (الإسلام وأصول الحكم)، "خالد محمد خالد" (من هنا نبدأ)، "طه حسين"‬-;- (في الشعر الجاهلي)، والقائمة تطول وصولا إلى الحلاج والسهروردي والنفّري وابن عربي، والعظيم العلاّمة الفيلسوف شارح أرسطو وصاحب اليد البيضاء على نهضة أوروبا "الوليد ابن رشد"، الذي قال بعدما اكتشف أن فكره أصعب من أن يستوعبه الجميع: “لا ترمِ نورَك للعامّة.” تلك إحدى الِمحن الفكرية الكبرى المتجذّرة فينا منذ الطفولة، بكل أسف. ثقافتُنا "سمعيةٌ"، وصوتُنا عالٍ، وضمائرُنا، دائمًا، مستريحة ونحن نسبّ ونلعن ونقتل. لهذا ينعتُ الغربُ العربَ بأنهم: "ظاهرةٌ صوتية"، ولا شيء أكثر. وإن خرجنا عن الدائرة العربية تصدمنا واقعة "سقراط"، "أبي الفلاسفة" الذي تجرّع السُّمَ طوعً ......
#نهرو
#والدليل:
#قالولوا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759310
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت دولةُ القانون دولةُ العدالة دولةُ المواطنة = "الجمهورية الجديدة" التي تعدلُ بين جميع المواطنين ولا تمايزُ بينهم عقديًّا. وقضى القضاءُ المصري النزيه بإعدام قاتل الأب الشهيد "أرسانيوس وديد"، في دولة الحق. والعجيب أن القاتل لم يندم على ارتكاب جريمته؛ بل "حسبن" وهتف بأن الجنّة في انتظاره. وكذلك صرخ محاميه لحظة الحكم بإعدام موكّله: (أنت على حقّ يا نهرو)!!! والحقُّ أنني "مستخسرة" في القاتل اسم: "نهرو"، أحد قادة الاستقلال والعدالة في الهند "جواهر لال نهرو" الذي نادى بمبادئ "المهاتما غاندي" حول العدالة والحقوق! ولكن مَن وراء إيمان القاتل بأن "قتلَ المسيحيّ حقٌّ لا يستوجب العقاب بل يودي إلى الجنّة"؟! إنها ثقافة: “قالوا له" التي تعلّمها على يد مُضلِّين مازالوا للأسف يعيثون في المجتمع فسادًا، على صفحات سوشيال ميديا والقنوات المشبوهة. (لماذا قتلت الدكتور "فرج فودة"؟)، (عشان كافر!). (أي كتاب من كتبه عرفت منه إنه كافر؟). (أنا مبعرفش أقرأ. بس قالولي إنه كافر، فقتلته!). ذاك القاتل "من ضحايا قالولوا”. وسَلْ أيَّ ضحية مماثلة: (تعرف ايه عن ابن رشد؟! ) سوف يقسم لك إنه كافر!. هو لم يقرأ حرفًا لابن رشد. لكنه "سمع" من "سامع" عن "سامع" عن "سامع السامع" أن أحدهم كان "يسمع" ممن "سمع" أنه كافر! تلك هي "الثقافة السمعية" التي تُزهق الأرواحَ وتدمر المجتمعات. في مسرحية "شاهد مشافش حاجة"، سُئل الشاهد (اللي مشافش حاجة) "عادل إمام" سؤالا عن جارته القتيلة. فأجاب. ولما سأله النائب العام كيف عرفت؟ قال: "إن الناس قالولوا.” فهتف النائب العام: (الدليل: قالولووووا)!!كم من جرائم إنسانية كبرى راحت ضحيتها قممٌ فكرية ورموز شاهقة من العسير على الإنسانية أن تعوضهم بسبب تلك الثقافة "الأُذنية" "الببغائية" البغيضة، ثقافة: “قالولوا". فالذي طعن "نجيب محفوظ"، "قالولو" إنه كافر! وبفرض، جدلا، أن من حق إنسان قتل إنسان لا يؤمن بعقيدته، وهذا قطعًا غير صحيح، إلا أن السيد القاتل أصلا لم يرهِق نفسَه وقرأ للأديب رواية ولا قصة ولا مقالا ليعرف إن كان كافرًا أم غير ذلك، قبل أن يضرب خنجره في عنق الرجل العجوز الذي يتوكأ على عصاه. واللذان قتلا العظيم "فرج فودة"، الناس "قالولو هم" إنه عدو الإسلام، دون أن يقرءآ له حرفًا. ولو فعلا لتأكدا أنه أكبرُ ناصر للإسلام لو عرفا. لكنهما ضغطا الزناد دون أن يشقّا على نفسيهما بجهد القراءة؛ فهما أُميّان "مش بيفكوا الخط". وعُد بالزمن لتُذهل من كمّ شهداء عظام كُفّروا وأهينوا ونُفيو وخيض في أعراضهم بالزور والكذب والبهتان؛ ومفتاح السر دائما: "والدليل: قالولووووا". فلاسفة ومفكرون وأدباء عُذِّبوا وشُتموا وأهينوا ولا يزالون يتلقون اللعنات من بشر لم يقرأوا كتبهم ولا قاربوا فكرهم. "نصر حامد أبو زيد" (العقلانية في تفسير النص)، الشيخ "علي عبد الرازق" (الإسلام وأصول الحكم)، "خالد محمد خالد" (من هنا نبدأ)، "طه حسين"‬-;- (في الشعر الجاهلي)، والقائمة تطول وصولا إلى الحلاج والسهروردي والنفّري وابن عربي، والعظيم العلاّمة الفيلسوف شارح أرسطو وصاحب اليد البيضاء على نهضة أوروبا "الوليد ابن رشد"، الذي قال بعدما اكتشف أن فكره أصعب من أن يستوعبه الجميع: “لا ترمِ نورَك للعامّة.” تلك إحدى الِمحن الفكرية الكبرى المتجذّرة فينا منذ الطفولة، بكل أسف. ثقافتُنا "سمعيةٌ"، وصوتُنا عالٍ، وضمائرُنا، دائمًا، مستريحة ونحن نسبّ ونلعن ونقتل. لهذا ينعتُ الغربُ العربَ بأنهم: "ظاهرةٌ صوتية"، ولا شيء أكثر. وإن خرجنا عن الدائرة العربية تصدمنا واقعة "سقراط"، "أبي الفلاسفة" الذي تجرّع السُّمَ طوعً ......
#نهرو
#والدليل:
#قالولوا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759310
الحوار المتمدن
فاطمة ناعوت - أنت على حق يا نهرو!!!… والدليل: قالولوا!