مزهر جبر الساعدي : قراءة في رواية بين اليأس والأمل للروائي الهندي،روبنتون ميستري
#الحوار_المتمدن
#مزهر_جبر_الساعدي (قراءة في رواية بين اليأس والأمل للروائي الهندي، روينتون ميستري)في التاريخ، تاريخ اي شعب، وفي تدوين مرحلة مهمة من تاريخ هذا الشعب؛ تُغيب مأساة البشر، ومعاناتهم، وما يتعرضون له من قسوة وظلم، وهنا يأتي دور الادب وعلى وجه التحديد الرواية. أن التفاصيل التي تتعلق بحياة البشر والذين هم وبطبيعة الحال، أداة مرحلة ما في تاريخ الشعب ما، وهدفه، وضحيته في آن واحد. ان تعرية الشراسة التي يتعرض لها الناس، لا تجدها في المدونة التاريخية مهما كانت حياديتها وانصافها؛ لأنها وببساطة لا تنصرف في البحث عن ما تخلفه هذه المرحلة من التاريخ من طحن وسحق لروح الانسان، ومعها وفي تلازم متوائم تمزيق جسده بما يخرجه من الخدمة الانسانية لروح صاحبه، أذ تحوله الى كتلة من اللحم والعظام، غير قادر على الحلم والأمل، وبالتالي يخسر قوة الحياة فيه، وكرامة الأنسان. رواية بين اليأس والأمل للروائي الهندي، روينتون ميستري، التي يتولى السارد فيها، للأحداث وضحاياها؛ الكشف عن مرحلة مهمة في تاريخ الهند. الرواية كلاسيكية تماما. لكن المهم فيها هو تحريك الاحداث بحيوية، وفعل الشخصيات بطريقة تبدو للقاريء وكأنه يراقب المشهد من مكان قريب او في وسط المشهد، وهذه براعة مذهلة، في ان تتحول الكلمات الى كاميرا تنقل الحدث الى القاريء المشاهد في لحظة وقوعه أو أن القاريء يسحبه السرد عقليا وعاطفيا، من الصفحة التي يقرأ الحروف فيها الى المشاركة تضامنيا مع أوجاع وألام الضحايا؛ ليقف مندهشا لكمية الشر في البشر حين تقتضي المنافع والمصالح الأنانية؛ تدفقه بشراسة من الأمكنة المعتمة في العقل والنفس معا . تتناول الرواية مرحلتين في تاريخ الهند؛ مرحلة الاستقلال، ومرحلة الاضطرابات، وقانون الطواريء في منتصف السبعينيات من القرن المنصرم. اربع شخصيات من الشخصيات المحورية في الرواية، تمثل الهند طبقيا، أوم وآيشفار من الطبقة الدنيا في النسيج المجتمعي في الهند، دينا من الطبقة الارستقراطية، ومانيك من الطبقة المتوسطة. يحاولان أوم وآيشفار، الهندوسيان، التخلص من الظلم الذي يتعرضان له في منطقة جبلية نائية لم تصل لها الحضارة والمدنية، يدخلان العاصمة، بحثا عن عمل يلائم قدراتهما في الخياطة فقد تعلماها بمساعدة الخياط أشرف، المسلم، صاحب ورشة الخياطة، وصديق العائلة، الذي يدفعهما الى مغادرة المدينة الصغيرة، والقريبة من القرى البعيدة في الجبال، بعد سيطرة الالبسة الجاهزة على السوق. في الليالي والايام التي اعقبت انسحاب بريطانيا واعلان استقلال الهند، الذي صاحبه تقسيم شبه القارة الهندية؛ يبدأ الهندوس في الليل على وجه التحديد، بمذابح طالت الاقلية المسلمة. في احد الليالي، هاجم الغوغائيون ورشة الخياطة لأشرف حيث كان يسكن مع عائلته في الطابق الثاني، فيما أوم وآيشفار ينامان في الورشة التي يعملان مع اشرف فيها؛ يقوم الغوغائيون بكسر الباب واقتحام الورشة، بحثا عن اشرف وعائلته. يتصديان أوم وآيشفار للغوغائيين، ويقدمان نفسيهما على انهما مالكان للورشة والشقة التي فوقها، ويدور الصراع بالكلمات بينهما، في الاخير يقتنع المهاجمون بان الورشة والشقة يتملكها هذان الهندوسيان، بمساعدة الهندوس من اصحاب المحلات في الشارع، والبيوت الصغيرة التي تضمهم وعوائلهم كمساكن لهم؛ يؤكدون للغوغائيين؛ ان الشقة والورشة يملكاها هذان الهندوسيان. نلاحظ في هذه الجزيئة المهمة من كتلة الرواية، هناك حالتان او موقفان متناقضان ومتقاطعان؛ الأول يمثله الهندوسيان، ايشفار وأوم، وسكنة الشارع، جميع هؤلاء يمثلون روح الشعب الهندي في الرقة الانسانية، والتألف والتعايش في فضاءات الأخوة الانسانية. والثاني لا يم ......
#قراءة
#رواية
#اليأس
#والأمل
#للروائي
#الهندي،روبنتون
#ميستري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685040
#الحوار_المتمدن
#مزهر_جبر_الساعدي (قراءة في رواية بين اليأس والأمل للروائي الهندي، روينتون ميستري)في التاريخ، تاريخ اي شعب، وفي تدوين مرحلة مهمة من تاريخ هذا الشعب؛ تُغيب مأساة البشر، ومعاناتهم، وما يتعرضون له من قسوة وظلم، وهنا يأتي دور الادب وعلى وجه التحديد الرواية. أن التفاصيل التي تتعلق بحياة البشر والذين هم وبطبيعة الحال، أداة مرحلة ما في تاريخ الشعب ما، وهدفه، وضحيته في آن واحد. ان تعرية الشراسة التي يتعرض لها الناس، لا تجدها في المدونة التاريخية مهما كانت حياديتها وانصافها؛ لأنها وببساطة لا تنصرف في البحث عن ما تخلفه هذه المرحلة من التاريخ من طحن وسحق لروح الانسان، ومعها وفي تلازم متوائم تمزيق جسده بما يخرجه من الخدمة الانسانية لروح صاحبه، أذ تحوله الى كتلة من اللحم والعظام، غير قادر على الحلم والأمل، وبالتالي يخسر قوة الحياة فيه، وكرامة الأنسان. رواية بين اليأس والأمل للروائي الهندي، روينتون ميستري، التي يتولى السارد فيها، للأحداث وضحاياها؛ الكشف عن مرحلة مهمة في تاريخ الهند. الرواية كلاسيكية تماما. لكن المهم فيها هو تحريك الاحداث بحيوية، وفعل الشخصيات بطريقة تبدو للقاريء وكأنه يراقب المشهد من مكان قريب او في وسط المشهد، وهذه براعة مذهلة، في ان تتحول الكلمات الى كاميرا تنقل الحدث الى القاريء المشاهد في لحظة وقوعه أو أن القاريء يسحبه السرد عقليا وعاطفيا، من الصفحة التي يقرأ الحروف فيها الى المشاركة تضامنيا مع أوجاع وألام الضحايا؛ ليقف مندهشا لكمية الشر في البشر حين تقتضي المنافع والمصالح الأنانية؛ تدفقه بشراسة من الأمكنة المعتمة في العقل والنفس معا . تتناول الرواية مرحلتين في تاريخ الهند؛ مرحلة الاستقلال، ومرحلة الاضطرابات، وقانون الطواريء في منتصف السبعينيات من القرن المنصرم. اربع شخصيات من الشخصيات المحورية في الرواية، تمثل الهند طبقيا، أوم وآيشفار من الطبقة الدنيا في النسيج المجتمعي في الهند، دينا من الطبقة الارستقراطية، ومانيك من الطبقة المتوسطة. يحاولان أوم وآيشفار، الهندوسيان، التخلص من الظلم الذي يتعرضان له في منطقة جبلية نائية لم تصل لها الحضارة والمدنية، يدخلان العاصمة، بحثا عن عمل يلائم قدراتهما في الخياطة فقد تعلماها بمساعدة الخياط أشرف، المسلم، صاحب ورشة الخياطة، وصديق العائلة، الذي يدفعهما الى مغادرة المدينة الصغيرة، والقريبة من القرى البعيدة في الجبال، بعد سيطرة الالبسة الجاهزة على السوق. في الليالي والايام التي اعقبت انسحاب بريطانيا واعلان استقلال الهند، الذي صاحبه تقسيم شبه القارة الهندية؛ يبدأ الهندوس في الليل على وجه التحديد، بمذابح طالت الاقلية المسلمة. في احد الليالي، هاجم الغوغائيون ورشة الخياطة لأشرف حيث كان يسكن مع عائلته في الطابق الثاني، فيما أوم وآيشفار ينامان في الورشة التي يعملان مع اشرف فيها؛ يقوم الغوغائيون بكسر الباب واقتحام الورشة، بحثا عن اشرف وعائلته. يتصديان أوم وآيشفار للغوغائيين، ويقدمان نفسيهما على انهما مالكان للورشة والشقة التي فوقها، ويدور الصراع بالكلمات بينهما، في الاخير يقتنع المهاجمون بان الورشة والشقة يتملكها هذان الهندوسيان، بمساعدة الهندوس من اصحاب المحلات في الشارع، والبيوت الصغيرة التي تضمهم وعوائلهم كمساكن لهم؛ يؤكدون للغوغائيين؛ ان الشقة والورشة يملكاها هذان الهندوسيان. نلاحظ في هذه الجزيئة المهمة من كتلة الرواية، هناك حالتان او موقفان متناقضان ومتقاطعان؛ الأول يمثله الهندوسيان، ايشفار وأوم، وسكنة الشارع، جميع هؤلاء يمثلون روح الشعب الهندي في الرقة الانسانية، والتألف والتعايش في فضاءات الأخوة الانسانية. والثاني لا يم ......
#قراءة
#رواية
#اليأس
#والأمل
#للروائي
#الهندي،روبنتون
#ميستري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685040
الحوار المتمدن
مزهر جبر الساعدي - قراءة في رواية بين اليأس والأمل للروائي الهندي،روبنتون ميستري