الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعاد درير : مِن أين لجواد الحُبّ أن يَعبر؟
#الحوار_المتمدن
#سعاد_درير مُرٌّ لوزُ الحُبّ يا بوينو لمواسم الأنوثة الحالمة عطرُ أجواء طقسٍ مُقَدَّس وزخم مناخِ حالةِ هذيان يُبحِرُ فيها الإنسان قبلَ أن يمدّ يَدَه لالتقاط شيء مِن المرجان ذاك الواعد به زَمَنُهُنّ.. إنه زَمَنُهُنّ، وأنتَ الأَدْرَى بِمَنْ يَكُنّ، صَدِّقْ يا صديقَ أيامي الحلوة والْمُرَّة..والشاهد؟!أُنثى في كامل زَهْوِها، وحضورها الْمُوَشَّى بِوَرد الحُلم الموغِل في الوداعة، قد لا تختلف صورتها عن صورة أميرة أندلسية هاربة من التاريخ العَصِيّ عن عدم الانقياد والطاعة..لِنَقُلْ إنها أميرةٌ بعبقٍ أندلسِيّ في جمالها العربي الحالِم ذاك المصوَّر ببراعة، في نظرتها الدافئة بأَلْسِنَة لَهَبِ الحُزْن الدفين، في نَقاء بياضها المعادِل له بياض الثوب الأَصْفَى مِن شربة ماءٍ زلال تَسْتَكْثِرُهُ أنتَ على أنْ يُفْرَغَ في الطِّين..بين الحُسْنِ والمرأة ما بين الفنجان وقِطَع السُّكَّر، وكُلَّما ذابَ البعضُ منهما في البعضِ الآخَر تَرى الواحدَ منهما يَقول لِسِواه: أُحِبُّكَ أَكْثَر..لِنَقُلْ إننا في حضرة الإسباني الأنيق الريشة، والبَليغ الألوان، إنه بِيدرو بوِينُو الفنان (Pedro Bueno)..في أواخر سنوات حياته يَزدان المشهد الفني التشكيلي عند الجميل بيدرو بوينو بواحدة من أَشَفّ وأَرْهَف لوحاته التي تُداعِبُكَ بإحساس حالفةً أن تَحبس فيكَ الأنفاس تلك التي كانَتْ تُقاوِم الاختلاس..إنها لوحة «الرسالة» (La carta) النَّقِيّة تلك التي تَتَوَسَّدُ راحةَ أنثى حَيِيَّة، فإذا بها تَحكي عن الذي كان، وتَرويه بِأَرْيَحِية، مع أن شيئا مما كان مازالَت تَنقصه بَقِية..لِنَقُلْ، إنها حكاية سيدة الأنوثة النابض فيها الضوء، كيف لا وهي تُنازِل القمرَ من عَلٍ لتَضْرِبَ له مَوْعِداً على الأرض..بيدرو بوينو الفنان التشكيلي الذي ينحدر من قرطبة الأندلسية نَراه يَعبر مسافةَ عمره (الذي تجاوز الثمانين سنة) ليُحَلِّق بروحه الهائمة في بحر الألوان الهادئة تلك التي ينبعث منها الجَمال كما تَشتهيه العيون..ولأن لُغَةَ الريشة لسانُ سَيِّد الفنون، فقد كان من الطبيعي أن يَصول بيدرو بوينو ويَجول مُوثِراً التنقل والترحال مِن مكان إلى مكان، مسابِقا ظلال الإعلان عن الْمَعارض التي يَنوي الساهرون على أفكارها تنظيمها هنا أو هناك..فنان خبرَ الغوص عاريَ الروح في بحيرة الألوان ما كان له إلا أن جادَ وأجادَ بكل المهارة والإتقان، فإذا بعواصم العالَم التشكيلي تَنصبه أكثر من مرة سَيِّدًا على عرش ألفَنّ، ومن ثمة آنَ له أن يَقطف بإلحاح ما شاء مِن دالية النجاح.. عناقيد دالية التألق والشهرة والانتشار استجابَتْ لرغبة بيدرو بوينو في اعتصار عِنَبِها حَبَّة حَبَّة، فإذا بسُكَّرِها يَستدرجُه إلى أرائك سُكْرٍ ما ألَذَّه، سُكْر هو لا ينتشي به إلا العباقِرة من رجال الفنّ..حُقَّ، بهذا، لكلية الفنون الجميلة أن تَحفل بأنفاسه العبقَة وهو الأنيق الريشة (بيدرو بوينو) يتسلَّل بأنامله شيئا فشيئا إلى خدر سيدة الإلهام تلك التي رَوَّضَتْ ريشته على فن الاقتحام لكل مواطن البهاء تلك التي لا تَغيب عنها مَشاهِد النساء..أكثر من تكريم حظي به بيدرو بوينو، أكثر من جائزة صعبة المنال ها هو ذا صاحبنا يتلقفها بشوق الراغبين في عبور قارات المجد، وأكثر من لوحة خلابة الأنوثة ها هي تَشهد على عسل شَهدِ الأصابع الْمَرِنَة في تركيب مؤثِّثات الْمَشْهَد الحياتي الدافئ بنظراتهن القوية الحضور..حضور قل نظيره كان من نصيب الفنان بيدرو بوينو الذي لم يستكثر عليه قَدَرُه أن يحمل ميدالية مستحقَّة من واحد من المعارض التي ثَمَّنَ ......
#لجواد
#الحُبّ
َعبر؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676684