الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسن كريم عاتي : لا تقتلوا الكتب حرقاً
#الحوار_المتمدن
#حسن_كريم_عاتي سيان أن يكون صلصال طين تزخرف سطحه علامات تدونها يد خشنة، لا تعرف رقة تقليب الورق، ولا سهولة نقل الرؤى، وبلغة تدوين ساذجة، أو جلد ماعز يستهلك من الوقت في دباغته ما يعادل إنتاج كتب في زمن اختراع الطابعة، أو حروفاً ضوئية على شاشة عجيبة، تنقل السحر من زمن الأعاجيب إلى زمن تحقق السحر.إنه الكتاب الذي يحار في سر قوته، وإن تغيرت الأزياء التي يرتديها من زمن إلى آخر. فبين تعويذة دفع الشرور، برسم الحاسد أو تجسيده في هيكل طين؛ تغرز العيدان في العينين منه حتى تُثقب؛ وبين المعاهدات الدولية من حقوق الأنسان، أو طفل، أو امرأة، أو منع تجارة العبيد، أو الرق الأبيض، أو زواج المثليين، وبين قصيدتي (الأعمى) هوميروس وملاحم العالم السفلي، وتراتيل الالهة. تأخذ المعلومة من الأهمية ما يتطلب نقلها من فكرة رجراجة في الذهن إلى شكل يأخذ قوامه من رقيم أو ورق أو حرف ضوئي يشهد على حقيقة وجود الفكرة، ويكون شاهداً على تطور الكتاب، من حاجة في زمن ما، إلى ترف في زمن آخر، ليعود كرة أخرى إلى صفة الحاجة الماسة لبناء إنسان عصري في زمن تختلف عصريته عن مفهومها السابق الذي نشأة فيه، ليبدو متخلفاً قياساً بوسائل أكثر حداثة لنقل المعرفة وتداولها للعبور من منطقة المجهول الواسعة في محيط الأنسان إلى ضفة اليقين التي تحاول أن تقضم من جرف المجهول الواسع ليضيق مع كل قضمة منه. سيان، إن كان الورق صنع من الحلفاء أو من حرير الصين أو من جلد بعير، أو من قطعة تبر يُحفر على أديمها الحرف، هدية إلى بنت السلطان المدللة من عاشق يدعي الوله بها للوصول إلى عرش أبيها قبل عرش قلبها، أو غرين طين لم يجف بعد، يرسم فلاح تشققت الأقدام منه فوقه صورة القلب المطعون بألف سهم عشق وعشق.سيان، إن حمل كلمات الرب، أو تراتيل القديسين، أو أدعية الأولياء، أو كلمات الشيطان، أو تراتيل الجن، أو توسلات المنافقين. سيان، إن كان زمن تدوينه قبل معرفة الأفق القادم لغد الإنسان، أو بعد معرفة التاريخ المنصرم وأهميته في بناء الغد نفسه. سيان، إن منحته هيبة الأنبياء، أو غشيته سحابة الدجالين.ففي كل زمان هناك من يُخرج من (جراب) الحاوي، أفاعي تتلوى، يعلل بها أسباب حرقه. انه كتاب تأكله النار بنهم، أكثر ما فيه غرابة، احتفاظه بصورة الكتاب وإن كان هشيماً يتهاوى عند لمسه.سيان، إن كنت غازياً أو مغزياً، فلابد أن تحرق كتب من غزوته، أو يحرق من غزاك كتبك. إنه الضحية الواهنة الأولى في جدول التضحيات والتنازلات في مفاوضات جرائم الشرف الحضارية لدى الشعوب. على الرغم من سموه وأهميته التي تتجلى في بعض ما كُتب فيه، وتفوقه على أكثر من كَتب فيه، والحاجة إليه من الجميع. إنه حامل صورة الإنسان، وأمسه وغده، وإن غادر الإنسان جسده. إنه إنتقال أرواح لا تمتلك قدرة تحقيق الخلود إلا به. فلم تُخلد العشبة جلجامش وإن حصل عليها. غير أن ملحمته خلدته حين تراقصت رمزها فوق رقيم طيني. انه التحايل على الطين والجلد والورق لتوقع بصمتها على دليل إنتماء إلى زمن الكتاب. إنه تحول معنوي من الذات البشرية إلى المادي من أوراق بين دفتي كتاب، لتعبر عند فتحها الروح الأولى التي دونت فيه، وتتراقص بلحن إلهي فوق من يقرأ فيه. أو بموسيقى الجنون، وإن غادرت جسدها ذلك الكتاب منذ ألف عام.سيان بين صمت الكتاب وقوله، فهو عند الصمت على ما في جوفه، بين دفتيه، يكون (نمراً من ورق)، وحين يفتح ضلفتي باب المعرفة، يصبح (بأنياب نووية)، ليغادر عزلة الصمت ويدخل في ضجيج القول. وحيث (أن الخطر لا يحيط إلا بالذين يتكلمون)، فالكتاب في محل خطر دوماً، لخنقه بنار تتقد بين جوانحه.سيان في الكتاب بين الصواب والخ ......
#تقتلوا
#الكتب
#حرقاً

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710697