الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سارة سامي : مغناطيسية عطر
#الحوار_المتمدن
#سارة_سامي س.س.كنتُ أرتبُ حاجياتي القديمة حتى عثرتُ على صندوقٍ مُغلق. مسحتُ عنه غُبار سنواتٍ مضت و تركتُ أصابعي تتسابق لفتحه.هناك كانت.. قنينةُ عطرٍ زجاجية طولية الشَّكل حمراءَ اللون. ما إن وقعت عيني عليها حتى تسرَّب العطرُ الى مساماتي فإتَّقدت ذاكرتي. أتذكر إني خطوتُ نحو الباب و فتحته من مقبضه لتتجلى لي قاعةٌ دراسيةٌ ملأى بالطلاب. نظرتُ إليهم نظرةً خاطفة الى أن تعثَّر بصري بمقعدٍ فارغ يدعوني للجلوس.لقد كانوا جميعاً من أصلٍ إسكندنافي. هكذا اخبرتني ملامحهم النَّاعمة و عظامهم الطويلة. إنتبهتُ الى إني كنتُ الوحيدة من بينهم من أصولٍ شرقية. و لسببٍ ما او لآخر كنت سعيدةً بذلك. فقد كان يعني ذلك بأني سأكون جزءً لا يتجزأ من نسيج هذا التجمع الأكاديمي، الذي يعِدُني بستِّ سنواتٍ من التلاقي اليومي. إلتفتُّ من حولي.من بين الوجوهِ الشاحبة كان وجهها الأكثر إشراقاً. وجهٌ يزهر بالإبتسامة و يزهو بالعُنفوان. منذ أول وهلة عرفتُ بأنَّها مختلفة، رغم إنَّ سماتها الأوروبية لم تكن يوماً محطَّ إنبهاري الكبير. فأنا لم أكن من أولئك الذين يحلمون بمصاهرةٍ غربية-شرقية فالرجل الأشقر ليس على لائحة الرجال الذين يحركون مشاعري. ذلك إن نصاعة البشرة و خلوها من مادة الميلانين الصبغية لا تزالُ بعيني من صفات الأطفال ووداعتهم. أمَّا هي فقد كانت أنثى. ملامحها الهادئة توحي بالبساطة و الطيبة وهنالك شيءٌ ما بها لم استطع يوماً ان أفسره، فهي المرأة الإسكندنافية الوحيدة التي ربطتني بها وشائج روحية، أشبهها بتلك الوشائج التي ربطتني بصديقة طفولتي. هكذا كنتُ أشعر.أزلتُ صمام قنينة العطر ففاح شذاه أكثر فأكثر، خالجني ذاتُ الشعور وكأنني ولدتُ من جديد في مدينةٍ جديدة أعتلي بها منصة مرحلةٍ أولى من حياةٍ دراسيةٍ جديدة، لأشبِّه هذه الولادة بأيام تبرعمي كتوماليزا(1) عائمة على جدران الصف الأول الإبتدائي. و ربما لذلك كنت أشعر بأنِّي و "جولي" نعرف بعضنا جيداً ومنذ نعومة أظفارنا . - من اي بلدٍ أنتِ؟ كان هذا السؤال الأول الذي دلنا الى أسئلةٍ أفقية و عمودية و مائلة حتى أصبحنا نتكلم في كل شيء و عن أي شيء. كنا نفترش الحشائش في حدائق الجامعة حتى تنطبع على سيقاننا بقايا خضراء من طين الدنمارك و حشيشه. أحببتُ كلَّ شيءٍ فيها. وجهها، ضحكتها و حتى مشيتها، رغم إنها لم تكن جداً جميلة، لكن عالمها كان جميلاً ومختلفاً. لوداعتها ورقتها كانت تترفق بالحيوانات وترفض أن يكونوا طعاماً على مائدتها. دعتني مراراً الى العشاء وكانت تطعمني العدس والبقول ولم أشعر يوماً بأن مائدتها ينقصها شيء. كانت شقتها الكوبنهاغنية بحد ذاتها تيفولي (2) . شموعٌ في النافذة تنتظر من يتسائل ما قصتها؟ ففي ذوبانها تتراكم طبقات الشَّمع كفستانٍ من الدانتيلا البيضاء حول خصرِ راقصةِ باليه، حتى تخطف بصرك جداريةٌ تتسلَّق الحائط المقابل لشارعٍ أخضر يحتضنُ أشعةَ الشَّمس بضربات فرشاةٍ متقنة و كأنها ضرباتُ أصابع فنانٍ باريسي، الا إن التوقيع أسفلها يُفصحُ عن سرٍّ جديد عن صاحبة اللوحة. فلم تكتفِ صديقتي بأن تكون طباخةً ماهرة وطالبةً بكلية الطب بل تجاوزت ذلك لتكون رسامةً بارعة. - ما أنتِ؟ كم تبدعين في صُنع أشيائك؟ -تعالي أريكِ فستان زفافي لقد خطته بنفسي. لم تمض ثوانٍ حتى جلبت ألبوماً للصور. كانت في عرسها ترتدي فستاناً أبيضاً من قطعتين. و حذاء رياضة. -ماهذا ؟ حذاء رياضة في عرسك يا جولي؟ -لا تضحكي فقد ذهبت الى حفل زفافي بالدراجة الهوائية فكيف تريديني أن أستقلها بكعبٍ عال!؟ بحفلةِ عيد ميلادها كنّ ......
#مغناطيسية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713490
سفيان وانزة : مغناطيسية عطر
#الحوار_المتمدن
#سفيان_وانزة كنتُ أرتبُ حاجياتي القديمة حتى عثرتُ على صندوقٍ مُغلق. مسحتُ عنه غُبار سنواتٍ مضت و تركتُ أصابعي تتسابق لفتحه.هناك كانت.. قنينةُ عطرٍ زجاجية طولية الشَّكل حمراءَ اللون. ما إن وقعت عيني عليها حتى تسرَّب العطرُ الى مساماتي فإتَّقدت ذاكرتي.أتذكر إني خطوتُ نحو الباب و فتحته من مقبضه لتتجلى لي قاعةٌ دراسيةٌ ملأى بالطلاب. نظرتُ إليهم نظرةً خاطفة الى أن تعثَّر بصري بمقعدٍ فارغ يدعوني للجلوس.لقد كانوا جميعاً من أصلٍ إسكندنافي. هكذا اخبرتني ملامحهم النَّاعمة و عظامهم الطويلة. إنتبهتُ الى إني كنتُ الوحيدة من بينهم من أصولٍ شرقية. و لسببٍ ما او لآخر كنت سعيدةً بذلك. فقد كان يعني ذلك بأني سأكون جزءً لا يتجزأ من نسيج هذا التجمع الأكاديمي، الذي يعِدُني بستِّ سنواتٍ من التلاقي اليومي.إلتفتُّ من حولي.من بين الوجوهِ الشاحبة كان وجهها الأكثر إشراقاً. وجهٌ يزهر بالإبتسامة و يزهو بالعُنفوان. منذ أول وهلة عرفتُ بأنَّها مختلفة، رغم إنَّ سماتها الأوروبية لم تكن يوماً محطَّ إنبهاري الكبير. فأنا لم أكن من أولئك الذين يحلمون بمصاهرةٍ غربية-شرقية فالرجل الأشقر ليس على لائحة الرجال الذين يحركون مشاعري. ذلك إن نصاعة البشرة و خلوها من مادة الميلانين الصبغية لا تزالُ بعيني من صفات الأطفال ووداعتهم. أمَّا هي فقد كانت أنثى. ملامحها الهادئة توحي بالبساطة و الطيبة وهنالك شيءٌ ما بها لم استطع يوماً ان أفسره، فهي المرأة الإسكندنافية الوحيدة التي ربطتني بها وشائج روحية، أشبهها بتلك الوشائج التي ربطتني بصديقة طفولتي. هكذا كنتُ أشعر.أزلتُ صمام قنينة العطر ففاح شذاه أكثر فأكثر، خالجني ذاتُ الشعور وكأنني ولدتُ من جديد في مدينةٍ جديدة أعتلي بها منصة مرحلةٍ أولى من حياةٍ دراسيةٍ جديدة، لأشبِّه هذه الولادة بأيام تبرعمي كتوماليزا(1) عائمة على جدران الصف الأول الإبتدائي. و ربما لذلك كنت أشعر بأنِّي و "جولي" نعرف بعضنا جيداً ومنذ نعومة أظفارنا .- من اي بلدٍ أنتِ؟كان هذا السؤال الأول الذي دلنا الى أسئلةٍ أفقية و عمودية و مائلة حتى أصبحنا نتكلم في كل شيء و عن أي شيء. كنا نفترش الحشائش في حدائق الجامعة حتى تنطبع على سيقاننا بقايا خضراء من طين الدنمارك و حشيشه. أحببتُ كلَّ شيءٍ فيها. وجهها، ضحكتها و حتى مشيتها، رغم إنها لم تكن جداً جميلة، لكن عالمها كان جميلاً ومختلفاً. لوداعتها ورقتها كانت تترفق بالحيوانات وترفض أن يكونوا طعاماً على مائدتها. دعتني مراراً الى العشاء وكانت تطعمني العدس والبقول ولم أشعر يوماً بأن مائدتها ينقصها شيء.كانت شقتها الكوبنهاغنية بحد ذاتها تيفولي (2) . شموعٌ في النافذة تنتظر من يتسائل ما قصتها؟ ففي ذوبانها تتراكم طبقات الشَّمع كفستانٍ من الدانتيلا البيضاء حول خصرِ راقصةِ باليه، حتى تخطف بصرك جداريةٌ تتسلَّق الحائط المقابل لشارعٍ أخضر يحتضنُ أشعةَ الشَّمس بضربات فرشاةٍ متقنة و كأنها ضرباتُ أصابع فنانٍ باريسي، الا إن التوقيع أسفلها يُفصحُ عن سرٍّ جديد عن صاحبة اللوحة. فلم تكتفِ صديقتي بأن تكون طباخةً ماهرة وطالبةً بكلية الطب بل تجاوزت ذلك لتكون رسامةً بارعة.- ما أنتِ؟ كم تبدعين في صُنع أشيائك؟-تعالي أريكِ فستان زفافي لقد خطته بنفسي.لم تمض ثوانٍ حتى جلبت ألبوماً للصور. كانت في عرسها ترتدي فستاناً أبيضاً من قطعتين. و حذاء رياضة.-ماهذا ؟ حذاء رياضة في عرسك يا جولي؟-لا تضحكي فقد ذهبت الى حفل زفافي بالدراجة الهوائية فكيف تريديني أن أستقلها بكعبٍ عال!؟بحفلةِ عيد ميلادها كنَّا حفنةَ بناتٍ تجمَّعنا حول مائدةِ ......
#مغناطيسية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713931