صالح بوزان : الاسلام وتبعية العقل الكردي
#الحوار_المتمدن
#صالح_بوزان لا يمكن معرفة إشكالية العقل الكردي القومية دون معرفة نوعية تأثير الاسلام على هذا العقل. فمن أبرز معالم هذا التأثير أن أغلب رجال الدين الكرد ومؤرخيهم القدماء والمعاصرين يزعمون أن الكرد دخلوا الاسلام طواعية. لا أدري هل هذا الزعم هو لمجاراة المحيط الاسلامي أم أن الايمان الديني يدفعهم كما قال طه حسين "بأن حبهم للإسلام جعلهم يكتبون ما يعزّ الاسلام وينصرفون عن كل شيء يخالف ذلك". (1) هذا ما فعله العلماء والمدونون العرب القدماء. أما على الصعيد الكردي فقد جعل المدون والكاتب الكردي انتماءه الاسلامي فوق انتمائه الكردي. نجد ذلك بوضوح في كتابات محمد كرد. وقد عبر عن هذا الاتجاه الكردي الدكتور محمد رمضان البوطي علناً عندما وضع هويته الكردية تحت حذائه نصرة للإسلام.لم يأتوا العرب المسلمون إلى بلاد فارس، وضمناً إلى كردستان كمبشرين بدين جديد، وإنما جاؤوا غزاة يريدون من أمور الدنيا أكثر مما يريدون من أمور دينهم.(2) تصرف العرب على طبيعتهم التاريخية وأخلاقيتهم البدوية المتوارثة أكثر مما تصرفوا كمبشرين. أورد مؤرخ روماني (بويا الصغير) الذي عاش نهاية عصر ما قبل الميلاد أن السودان "كان في زمن أغسطوس بيد العرب الذين كان دأبهم الغزو وفخرهم القتال وغايتهم السلب وإذا أصابوا منه شيئاً عادوا إلى منازلهم مفتخرين بفروسيتهم". (3) وهذا ما فعلوه في بلاد ايران والشام وشمال أفريقيا. ما أضاف الإسلام إلى سلوكهم أنهم لم يعودوا إلى موطنهم هذه المرة، وإنما أرسلوا الغنائم والسبايا، وبقوا كقوة احتلال يديرون البلاد المحتلة ويسودون على أهلها. فاستولوا على الثروة وعلى البشر. كانت الدولة العربية الاسلامية منذ تأسيسها "دولة سيف وسنان" كما يقول محمد كرد علي.(4) يذكر التاريخ أن الغزاة العرب سبوا الآلاف من االفارسيات والكرديات. ويقال أن فيروز النهاوندي (أَبُو لُؤْلُؤَةَ الْمَجُوسِيُّ ) قام باغتيال عمر بن الخطاب انتقاماً لبنات البلاط الشاهي اللاتي أصبحن سبايا وجواري أمام عينيه لدى بدو مكة. إن كتب التاريخ مليئة بالفظائع التي ارتكبها الغزاة العرب في كردستان. والأهم من ذلك أنهم سعوا للقضاء على البنية الثقافية للسكان. فأحرقوا المكاتب بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، ودمروا معابد النار الزردشتية، وحولوا كلمة "مجوسي" التي تعني الكاهن في الديانة الزردشتية إلى شتيمة مازالت مستمرة حتى اليوم على لسان العرب والكرد المسلمين على حد سواء. من أين جاء العرب بهذه الاستراتيجية العسكرية والفكرية؟ كان مؤسسهما محمد وليس أي شخص عربي آخر. امتلكت هذه الشخصية التاريخية عقلاً استراتيجياً بعيد المدى يتجاوز الأفق البدوي المحدود، وأحدث في عقول العرب ثورة كبيرة. لكي نفهم هذه الأيدولوجية والاستراتيجية المحمدية علينا أن نتتبع محمد من خلال القرآن وليس من خلال السيرة النبوية المشكوك في أمرها. لم يكن يستطيع محمد القيام بثورته الدينية والاجتماعية والعسكرية ويؤسس دولته في الجزيرة العربية لولا إيمانه بأن ثمة قوة روحية خفية تقف وراءه. مهما انتقدنا هذه القوة الخفية اليوم كان محمد يؤمن بها إيماناً مطلقاً. لو رجعنا إلى تاريخ مؤسسي الامبراطوريات العظيمة في الشرق لغاية طغاة عصرنا، نجد أن جميعهم كانوا يعتقدون أن ثمة قوة خفية تقف وراءهم. انطلق كل طاغية في تاريخ البشرية من قناعة "أنا الحق". ومازالت هذه القناعة مستمرة الفاعلية حتى الآن في الشرق والغرب. دفعت هذه القناعة محمداً أن يضع استراتيجية واسعة لإخضاع كل القبائل العربية المتناحرة تحت سلطته في دولة مركزية واحدة، ومن ثم ليقوم بغزو العالم. وعلى ضوء هذه الاستراتيجية س ......
#الاسلام
#وتبعية
#العقل
#الكردي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728070
#الحوار_المتمدن
#صالح_بوزان لا يمكن معرفة إشكالية العقل الكردي القومية دون معرفة نوعية تأثير الاسلام على هذا العقل. فمن أبرز معالم هذا التأثير أن أغلب رجال الدين الكرد ومؤرخيهم القدماء والمعاصرين يزعمون أن الكرد دخلوا الاسلام طواعية. لا أدري هل هذا الزعم هو لمجاراة المحيط الاسلامي أم أن الايمان الديني يدفعهم كما قال طه حسين "بأن حبهم للإسلام جعلهم يكتبون ما يعزّ الاسلام وينصرفون عن كل شيء يخالف ذلك". (1) هذا ما فعله العلماء والمدونون العرب القدماء. أما على الصعيد الكردي فقد جعل المدون والكاتب الكردي انتماءه الاسلامي فوق انتمائه الكردي. نجد ذلك بوضوح في كتابات محمد كرد. وقد عبر عن هذا الاتجاه الكردي الدكتور محمد رمضان البوطي علناً عندما وضع هويته الكردية تحت حذائه نصرة للإسلام.لم يأتوا العرب المسلمون إلى بلاد فارس، وضمناً إلى كردستان كمبشرين بدين جديد، وإنما جاؤوا غزاة يريدون من أمور الدنيا أكثر مما يريدون من أمور دينهم.(2) تصرف العرب على طبيعتهم التاريخية وأخلاقيتهم البدوية المتوارثة أكثر مما تصرفوا كمبشرين. أورد مؤرخ روماني (بويا الصغير) الذي عاش نهاية عصر ما قبل الميلاد أن السودان "كان في زمن أغسطوس بيد العرب الذين كان دأبهم الغزو وفخرهم القتال وغايتهم السلب وإذا أصابوا منه شيئاً عادوا إلى منازلهم مفتخرين بفروسيتهم". (3) وهذا ما فعلوه في بلاد ايران والشام وشمال أفريقيا. ما أضاف الإسلام إلى سلوكهم أنهم لم يعودوا إلى موطنهم هذه المرة، وإنما أرسلوا الغنائم والسبايا، وبقوا كقوة احتلال يديرون البلاد المحتلة ويسودون على أهلها. فاستولوا على الثروة وعلى البشر. كانت الدولة العربية الاسلامية منذ تأسيسها "دولة سيف وسنان" كما يقول محمد كرد علي.(4) يذكر التاريخ أن الغزاة العرب سبوا الآلاف من االفارسيات والكرديات. ويقال أن فيروز النهاوندي (أَبُو لُؤْلُؤَةَ الْمَجُوسِيُّ ) قام باغتيال عمر بن الخطاب انتقاماً لبنات البلاط الشاهي اللاتي أصبحن سبايا وجواري أمام عينيه لدى بدو مكة. إن كتب التاريخ مليئة بالفظائع التي ارتكبها الغزاة العرب في كردستان. والأهم من ذلك أنهم سعوا للقضاء على البنية الثقافية للسكان. فأحرقوا المكاتب بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، ودمروا معابد النار الزردشتية، وحولوا كلمة "مجوسي" التي تعني الكاهن في الديانة الزردشتية إلى شتيمة مازالت مستمرة حتى اليوم على لسان العرب والكرد المسلمين على حد سواء. من أين جاء العرب بهذه الاستراتيجية العسكرية والفكرية؟ كان مؤسسهما محمد وليس أي شخص عربي آخر. امتلكت هذه الشخصية التاريخية عقلاً استراتيجياً بعيد المدى يتجاوز الأفق البدوي المحدود، وأحدث في عقول العرب ثورة كبيرة. لكي نفهم هذه الأيدولوجية والاستراتيجية المحمدية علينا أن نتتبع محمد من خلال القرآن وليس من خلال السيرة النبوية المشكوك في أمرها. لم يكن يستطيع محمد القيام بثورته الدينية والاجتماعية والعسكرية ويؤسس دولته في الجزيرة العربية لولا إيمانه بأن ثمة قوة روحية خفية تقف وراءه. مهما انتقدنا هذه القوة الخفية اليوم كان محمد يؤمن بها إيماناً مطلقاً. لو رجعنا إلى تاريخ مؤسسي الامبراطوريات العظيمة في الشرق لغاية طغاة عصرنا، نجد أن جميعهم كانوا يعتقدون أن ثمة قوة خفية تقف وراءهم. انطلق كل طاغية في تاريخ البشرية من قناعة "أنا الحق". ومازالت هذه القناعة مستمرة الفاعلية حتى الآن في الشرق والغرب. دفعت هذه القناعة محمداً أن يضع استراتيجية واسعة لإخضاع كل القبائل العربية المتناحرة تحت سلطته في دولة مركزية واحدة، ومن ثم ليقوم بغزو العالم. وعلى ضوء هذه الاستراتيجية س ......
#الاسلام
#وتبعية
#العقل
#الكردي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728070
الحوار المتمدن
صالح بوزان - الاسلام وتبعية العقل الكردي