الحوار المتمدن
3.17K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فرات المحسن : دعوة لكابوس
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن دعيتُ لوجبة بكاء مر... فقبلت، فجيعة أعلنوها فكنت أحدهم، ومثلهم محرضا عليها. قالوا تعال نسكب الدمع، فلسنا سوى أبناء بررة لهؤلاء القتلى المرميون كل يوم، عند منعطفات الشوارع.كانوا حفنة بشر دون ملامح، وسط الصخب يتوارثون المواجع. لم أدخر شيئًا تلك اللحظة، فروحي عافت جسدي، وأمست معلقة بأرجوحة وجوه الموتى. فتناولت منديلي وبكيت.ضجوا مهللين وهم يشاهدون دمعي المدرار. صمتوا يترقبون حسرتي وتأوهي فغافلتهم وتسربت مني ضحكة ضاجة.لم أجد الساعة مخرجًا لحزني غير الضحك، فليس في جسدي ما يثير الشجون..ثبتُ إلى رشدي، انتابني القلق أن أكون قد أصبت بلوثة. حملقت بأجساد الموتى وكنت حينها وجلاً مرعوبًا. أخفيت نشيجي، فتورم صدغي وأرتفع ضغط دمي. تحسست ورقة الدعوة، فدعكت دمعتي وأخفيتها في جيب سروالي. أخفيتها عدة لأيام قادمة، ربما أذرفها أو أبيعها لموت جديد.كنت أرتجف وجسدي يتفصد عرقًا، تلمست ورقة الدعوة ثانيًة. ندمت، فقد كنت عجولا حين قبلت الدعوة دون تردد. صَمتُ وأخفيت صوت نشيجي في المنديل.. عندها كانت حدقتا عينيّ تحدقان في الفجيعة البعيدة. يرتفع ضغط دمي مجددا، وترتخي الشرايين في صدغي لتستوعب هديره. أطالع أفقا مغبرًا بهيميًا، تنط منه رؤوس دون ملامح . رحت في نحيب طويل ، يتساقط دمعي فوق راحة يدي فيبدو بلورًا شفافًا.استيقظت فزعًا وتلمست جيب سروالي، فتيقنت من وجود الورقة. فقد كنت أنتظر دعوة جديدة في يوم آخر أهرب فيه من فجيعتي.. الخاصة. ......
#دعوة
#لكابوس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729110
فرات المحسن : مازلت أتوطن كابوسي
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن في أحلامي التي لم أدمن تفسيرها.. أغواني العراف للمرة الألف أن أشي للغربان والصعاليك عن موضع أساي ووحدتي، فحملوا معاولهم ومجارفهم، وأهالوا على جسدي كومة حزن آخر، فشاطرتهم حفل الفجيعة .كان ذلك يوماً آخر، لم أفكر في عبوره أو مغادرته، أخيراً وضعته في جعبتي وغفوت.حين استيقظت وجدته جواري ..كان هناك من ينتظرني.ثمة أشخاص اعرفهم منذ سنواتي البعيدة. وجوه غاضبة غصت بها فسحة روحي، تَدرجُ مثل القطا لتخرج من نفق معتم فاستقبلها ببلاهتي.هو يوم آخر مفعم بالأحزان، ومغطى بالجدب، لم يغادرني بعد أن ارتضاه خوفي. يلتصق جواري مثل حلزون لزج.ضجرتُ، صرختُ أن أبتعد.. وضع كفه فوق صدغي فغفوت. همس في حلمي.. أصمت أيها البائس هذا خيار جسدك، وأنت ارتضيته فكفّ عن الشكوى والتذمر.كانت الشمس تسقط ضوءها مثل جمرات نار.. نزّ جسدي عرقًا ساخنًا حين استيقظت، وكانت كفه تضغط فوق صدغي الناط العروق. يوم آخر جاورني لا يريد مغادرتي.. فأجهشت بالبكاء ومازلت أتوطن كابوسي ......
#مازلت
#أتوطن
#كابوسي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730509
فرات المحسن : انتخابات الهيونطة
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن في الطرف القصي من مقهى أبو شلش جلست استظل من سعير الصيف الذي اجتاح المدينة، بسعفات مروحة بالكاد تحرك الهواء الثقيل المشبع بالرطوبة.مو خوش، إذا أبقه أسولف بالفصحى ما تجي السالفة حلوه، وطعمه يصير باهت حيل.دخلت لكهوة أبو شلش، شارد من اللاهث ألي يسمط سمط، وجلست تحت بنكة السقف التعبانه، وجانت تفر نفسه فحطانه، وتدفع هوه رطب ولافح. جنت حيل مكتئب، ومخي رايح بعيد، والضغط صاعد لأبو موزه، فطلبت جاي حامض، بلجي يعدل مزاجي. أبو شلش جاب الجاي، وجان فرحان يجقجق بالستكان والماعون. ما جذبت خبر، رأسا جريته ساده، وبالعكس جان تصعد الحموضة على أفادي ووصلت البلعومي. فجأة دخل صاحبي الورواري أبو شامل، كصير مدعبل جنه حيدر العبادي بعد ما خرط بنطرونه وسميناه أبو سوف. أبو شامل هم مثلي صلعته تلمع بالحر. وجماله أقجم، وكصته مفلطحه جنهه كشر ركي. وحواجبه بيض معكودات مثل جبن مشلله.ــ ها حبي أبو الشباب شنو أخبارك.ــ أولا انه صار عمري فوك السبعين بنص أوكَيه، فخلي الشباب ألك، ولو انته أدرد ولا سن باقي بحلكَك. ثانيا شنو أخباري، هذا بالله سؤال، شنو تشاقه مو أنت تعرف السالفه صعبه ومخربطه ولاكفه طين.ــ ليش داد مو بعد جم يوم عيد ميلادك حسب علمي.ــ يابعد جم يوم . بعد هوايه.انه مواليدي بشهر أكتوبر يوم عشرة .ــ أي والله نسيت شلون صدفه حلوه يعني بيوم الانتخابات العراقية.ــ أي نعم بيوم رفعة العلم الله يجرم، راح أتنافس ويه المالكي والحلبوسي وخميس الخنجر وكاكه مسعود وهادي العامري ومقتدى وباقي شلة الحواسم من المشاركين بالروليت العراقي، والسحبه راح تكون تحت أشراف الهولندية جينين بل سختات، صديقة أبو فدك، ألي راتبه هيه وعيشته ويه ربعه بالمكتب ألأممي من ضلوع العراقيين. ــ هاي شنو أبو فريته ليش ما مكيف، راح عيد ميلادك يتخلد ويه يوم الانتخابات العراقية.ــ والله ساعة السوده على هذا اليوم ألي يتنافس ويصادف عيد ميلادي ويه انتخابات شعيط ومعيط وجرار الخيط.ــ يابه سمي بسم الرحمن، أنت اليوم عصبي وضايج وطافره روحك.ــ ليش ما أضوج وأنه أتذكر هذا اليوم بي أحداث هوايه حلوه، بس هذوله القشامر سودوه وصخموه .فعشرة أكتوبر، أي يوم عشرة من الشهر العاشر تشرين الأول، ما يبقه وراه غير شهرين ونص، لو شويه أكثر على رأس السنة الجديدة، والعالم تستقبله عام جديد بالأفراح والليالي الملاح، بس العراقيين، من عزه إلى صخام ولطام، وبجي ونوح. والعلمك أبو شامل، باليوم العاشر يصادف ولادة الرسام الفرنسي أنطوان واتو عام 1684 ، وولادة جوسبي فردي الموسيقار الأيطالي عام 1813 ،والكاتب الروائي والمسرحي الفنلندي الكسيس كيفي عام 1834 . هذولة الواحد يفتخر يصادف عيد ميلاده وياهم .ــ أيباه، وانت شنو من هذوله، عمامك، خوالك، لو من حمولتهم، لتتعيقل براسي على أساس هذوله همه ربعك، ويشاركوك مناسبة عيد ميلادك.ــ أي هذوله أريد عيد ميلادي يطبك وياهم، ويكون بنفس يومهم، مو بيوم انتخابات لتدوير النفايات.ــ بروح ذاك ألما أريد أجيب طاريه، عود شنو تدوير النفايات ؟ــ تعال فهمه شنو تدوير النفايات. أبو شامل، النفايات يعني الزبالة، والانتخابات هذي مثل سابقته، راح ترجع نفس الوجوه ألي شاركت بالحكم، وهم نشوف رئيس وزراء ما يصير أله شيعي ، وتكوم فحول التوث تتعارك حتى تجيب فحل اثول مدبغ بتأييد من ولاية الفقيه. ورئيس الجمهورية كردي، ونفس القوانه اتحادي لو ديمقراطي، بس هاي المرة ما تقبل غلط الرئيس مسعود يملخ اليتقرب للمنصب، وحاط واحد جوه أباطه. وكل عاده رئيس البرلمان سني وهاي المرة لو حلبوصي لو خنجوري وبوصاي ......
#انتخابات
#الهيونطة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732478
فرات المحسن : الناجي الوحيد
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن للمرة الخامسة يأتون به إلى هنا، مشدوهًا متوترًا تدور عيناه برعب وقلق بين الوجوه وجدران البناية. خطواته كانت ثقيلة مرتبكة وثوبه كالح مغبر. إبراهيم خضير عبد النبي جندي مطوع قبل الحادث بثلاثة أشهر لا غير، هكذا ورد أسمه ووقائع خدمته العسكرية في سجلات وزارة الدفاع ومثلها عند مختار مدينته. اسم أمه نجية فزع هذال وهو أبنها الوحيد على رأس ثلاث فتيات، وهي من ترافقه كل مرة حين يطلبونه للتحقيق.في الغرفة ذات الجدران الكالحة الألوان جلس مضطرب الفكر يجول بنظراته الفزعة فضاء الغرفة. أمامه لوحة كبيرة خطت عليها بلون ذهبي على خلفية سوداء آية قرآنية. كل شيء سواها وكرسيين متقابلين ومنضدة عريضة كان محتوى الغرفة الواسعة التي تردد جدرانها صدى أصوات تهذر في الخارج. جلس العقيد عند الكرسي المقابل، ببذلة جديدة مكوية ومنشاة، خلع غطاء الرأس ورماه إلى المنضدة، وراح يفرك راحتي يديه ويزفر متبرما. البارحة لم تكن ليلة ذات طعم فقد أضطر لترك مجموعة الأصدقاء قبل الساعة العاشرة ليلا دون أن ينال منهم ما يشفي غليله مثلما كان يأمل حدوثه كما في الليالي السابقة، وقد أضطر لتناول عشائه في مطعم رديء الخدمة عند نهاية شارعهم، بعد أن أخبرته زوجته هاتفيا بطلب والدتها وأخواتها المبيت عندهن فوافقتهن، وتذكرت مع كلمات خجولة ومتسرعة بأنها نست أن تعد له الطعام.ـ هيا أخبرني، ما الذي حدث يا إبراهيم، أين كنت حين حدثت المجزرة؟ لا تخف حدثني بالتفصيل. لن يؤذيك أحد.هكذا بادر العقيد بطرح أسئلته. كان يرغب بالحصول من إبراهيم خضير على معلومة تفيد التحقيق حول ما حدث هناك، ليعد تقريره الذي وعد به مرؤوسيه عن طبيعة الحادث الجلل.ـ لقد سحبونا جميعا، هرولنا، أوقفونا بالطابور، كان ذلك يوم الخميس في مدرسة طارق بن زياد الابتدائية، كنت أقف نهاية الطابور من الصف السادس، وكانت ساعة رفع العلم. وقفنا صفا واحدا ننشد للعلم، فجأة زمجر الرصاص وفار الدم وغطى كل شيء، كان جسده ثقيلا حين هوى فوقي، غطاني بالكامل وسال دمه فوق وجهي، وما لبث أن صمت كل شيء ولم أعد أسمع نشيد رفعة العلم.ـ حسنا أبني ..هل شاهدت وجوه من أطلق عليكم النار، ألم تتعرف على أحد منهم؟ـ كنا لاهين ننشد نشيد رفعة العلم.ـ يا ابني أي رفعة علم تتحدث عنها. حدثني عن المجزرة التي حدثت لك وللآخرين في معسكركم خارج المدينة، انتبه لي جيدا، حاول أن تتذكر.قالها وهو يبتلع ريقه الجاف وينظر نحو زجاج الباب حيث عيون الجنود تتلصص بين فينة وأخرى. ـ كنت عند نهاية الطابور الذي رصفونا فيه، انطلقنا ننشد نشيد رفعة العلم ثم لم نسمع غير صوت الرصاص.ـ ولكن هذا لا ينفع في شيء، انتبه لي جيداً وحدثني عن واقعة المعسكر، ما الذي تتذكره منها.قال العقيد جملته متبرما، وبجزع ظاهر أشعل سيجارة أخرى وراح ينفث دخانها بعجالة وغضب.ـ كنت أقف نهاية الطابور في الصف السادس في مدرستنا مدرسة طارق بن زياد يوم الخميس، رفعنا العلم وأنشدنا ثم أمطرت السماء رصاصا بعدها غطانا جميعا دم أحمر قان، فلم أستطع إكمال الإنشاد مع أصحابي.مثل المرات السابقة دعك العقيد سيجارته بكعب حذائه وصاح مناديا الحرس.ـ تعالوا خذوه إلى عائلته، لا نفع يرجى منه. ......
#الناجي
#الوحيد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733682
فرات المحسن : شيء من سيرة حسوني الغريب
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن لوح الرخاممرر كفه فوق وجهها الأملس ومسح عنها التراب العالق، فظهرت عروق الرخام البنية، مثل لوحة لشجرة تتدلى أغصانها نحو الأرض. دسها تحت ثوبه، وعاد بعجالة إلى البيت. قدر حجمها ثم وضعها تحت سريره. كانت قطعة رخام جذابة أغرته بجمالها فخبأها عن الأعين. حدث ذلك في ربيع عامه الرابع عشر. اليوم تذكرها، فجأة قفزت إلى ذهنه ومعها فكرة مثل ومضة برق.ذهب حيث خبأها وسحبها من تحت السرير، مسد وجهها، وأزال عنها بطرف ثوبه غبار السنتين الماضيتين. ابتسامة عريضة بغمازتين غائرتين ارتسمت فوق وجنتيه. يأخذها معه إلى ساحة التحرير، هكذا فكر، ولكنه في النهاية استغنى عن ذلك، فلا حاجة لمثل هذا في الوقت الراهن.في الخيمة التي اعتاد المرابطة داخلها وسط ساحة التحرير، وفي ذلك المساء المليء بالدخان الخانق، سأل عنه فأجابوه، أنه يسمى النقاش أو النحات. وبدوره كان قد عرفه بهذا الاسم. يسمونه النقاش، اكتفى في بادئ الأمر بهذا، مثلما سبقه الجميع بالإحجام عن الإلحاح في البحث عن معنى كلمة نقاش. كان النقاش ضعيف البنية بلحية كثة،أغلب الأوقات يشاهد ساهيا يطالع الجدران وينفث دخان سيجارة، أبدا ما سقطت من فمه. لم يكن يغادر الطابق الثالث من المطعم التركي، الذي سمي بجبل التحرير أو أُحدْ، إلا نادرًا. تعرف حسوني عليه بواسطة إبراهيم أبن المعلم جودة الجواهري. حينها قدمه أليه مع سلام حار وتحايا متبادلة. سماه بالنقاش، مثلما يفعل الآخرون ، ربما اختفى أسمه أمام ذلك اللقب، وما عاد أحد يجهد لمعرفة اسمه الحقيقي، فهنا تختفي الكثير من الأسماء لتحل بدلها ألقاب أو صفات، بعضها يكون مضحكا والبعض الأخر مؤسيا.كان حسوني الغريب يظن أنه الحائر الوحيد أمام تسمية نقاش، فقد أدهشه الاسم حين سمعه للمرة الأولى، لم يجد من يفسر له هذا، ولم تسعفه ذاكرته حينها، ولا حتى شطارته في الحصول على المعنى الكامل لكلمة نقاش، فخزينه من المعرفة تفتح في السوق الشعبي لمدينة الحرية الثانية، برفقة عربة حمل صغيرة، يسحبها جسده الصغير بتثاقل، منذ الصباح الباكر، لحين الشعور بالإنهاك عند غروب الشمس. لم يرغب أن تكون هذه العربة عدته لزمن طويل، لذا جازف ليمتلك من خلال الاستلاف عربة التك تك التي أطلق عليها دون تردد ومنذ اللحظة الأولى، وحين أصبحت ملكا حلالا له،أسم رجاء. وضع القطعة الخشبية المربعة الصغيرة بلونها الأحمر القاني، وقرر أن يكون الاسم بصبغة الفسفور الأخضر المشع، وبيقين راسخ كانت قناعته بأن هذا اللون سيضيء في الظلمة عند عودته مساءً، فيشع أسم رجاء براقا، عندها يطالعها المارة فيشاطرونه فرحه. وقتذاك علق القطعة الخشبية جوار مصباح العربة الأمامي، وراح بموجة ضحك يضرب معها الأرض بقدميه، ويصرخ مطلقا بهجة، كانت تنفلت مثل ومض شعاع من بين جوانحه الطرية . شاركه رفاقه الصبية فرحه وصراخه، وراحوا يربتون على كتفه وظهره، ويقبلونه مباركين له الانتصار الباهر. كان أسم رجاء يعني له أول نشوة روح لصبي بلغ الحلم. فرجاء جارتهم الحلوة التي رحلت قبل عام مع أهلها نحو أقصى الجنوب، تركت في صدره لوعة حارقة، فطبع أسمها بين شغاف قلبه، ولن يفرط بذلك لحين الموت، كما عاهد نفسه وعاهدها في ذلك الليل البهيم الحزين حين أخبرته برحيلها. ما الذي تعنيه كلمة نقاش؟ سارع إبراهيم أبن المعلم جودة ألجواهري وهو من كان يجاوره في الخيمة عند الطرف القريب من نفق التحرير، بالإجابة على سؤاله . ــ النقاش أوالنحات يا صديقي يعني المَثّال الذي يصنع التماثيل ويشذب الحجر بأزميله الحديدي الحاد أو يحفر في الحجر.برزت أمامه كلمات غريبة كان يحتاج الكثير للتعرف عليها جيدا ، قبل ......
#سيرة
#حسوني
#الغريب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735676
فرات المحسن : حوار
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن في الجنوب البعيد، في قرية نائية. هناك حيث يغور الجوع والمرض بعيدا في تلك الشعاب والسواقي وبيوت الطين، ليصطاد ويغل حقده في صدور البشر دون رقيب وحسيب. كان جبار مطشر مهودر، بعامه الذي لم يدون في تأريخ محدد، يشذب سعفاته، استحضارا لطلب جديد. فقد أمتهن منذ طفولته صناعة المقاعد والمناضد من سعف النخيل. يروي جبار مطشر مهودر بفيض من كلمات، إن عمره من عمر ملك العراق فيصل الثاني، الذي قتلته اليد الظالمة في اليوم الأول من جمهورية عبد الكريم وعبد السلام. هذا ما يؤكده جبار مطشر بتلذذ يخالطه شيء من الحزن، حين يُسأل عن عمره. يدون في ذاكرته هذا التأريخ مع تفاصيل أخرى، يلذ له الحديث حولها، ويردف ذلك بالقول تأكيدا لما يرويه، بأنه سمع ذلك وغيره، من عمته لطيفة، التي ماتت بالتدرن بعد وفاة أمه بعشرة أعوام، لذا أحتاج لمعرفة يوم مولده مدة ليست بالقصيرة، ودائما ما يقول بأنه ما عاد يأسف لضياع أيامه، ولا حتى سنوات طويلة قضاها هاربا من الخدمة العسكرية، يجوب الهور، يعبر الحدود نحو إيران هربا من رجال الأمن العراقيين، ومن ثم يعود هاربا حين يطارد من الشرطة الإيرانية. كان يمط شفتيه ويشعر بالنشوة وهو يتحدث عن عمره، الذي يقرنه بولادة ملك العراق، بالرغم من أنه لا يعرف بالضبط في أي عام أو يوم ولد ذاك الملك. ولكن جبار مطشر مهودر يقول إن عمته لطيفة كانت ذكية نبهة وتؤرخ للقرية حوادثها وأبناءها، لذا لا يمكن الشك فيما تقوله أو تعلن عنه. دائما ما يبدو جبار مطشر في حديثه عن عمره، وكأن له علاقة قربى بذاك الشاب الجميل الطلة الأنيق الذي اغتالته رصاصات رعناء، لم تأخذ بالاعتبار حتى صلة الرحم التي تربطه بآل بيت النبوة، هكذا يصف جبار الملك فيصل الثاني والواقعة التي أسست للجمهورية الأولى في العراق. يسرح في البعيد، ومع دقات فأسه فوق اللوح الخشبي وهي تشذب السعف وتنضده، يتذكر سنوات عمره التي سارت بعجالة، دون أن يتغير حاله كما حال قريته المنسية الراقدة بين الماء والسماء.فوق حصير جوار باب كوخه الطيني، جلس جبار مطشر مهودر يبسط يده ويرفعها في عمل دؤوب مثابر،تحيطه كومة سعف نخيل، وجواره جلس حفيده ذو التسعة سنين، ينظر لكف جده وهي تعمل بترو ودقة، فيشعر بذات الزهو الذي يعتمر قلب جده.ـ جدي ، مَن هو بوش؟! قال الحفيد وهو يتطلع لفأس جده وهي تنقر برتابة غصن السعفة لتشذبه. بوجه باش وابتسامة عريضة أجابه الجدـ بوش هو رئيس أمريكا.ـ أهو من عشيرتنا؟!ـ كلا يا ولدي فهو رئيس أمريكا.ـ وأين تسكن عشيرة أمريكا؟ـ أمريكا ليست عشيرة، أمريكا دولة يا ابني.ـ وأين تقع دولة أمريكا؟ـ إنها بعيدة جدا عنا.ـ أبعد من سوق الشيوخ؟ضحك الجد بصوت مكتوم قبل أن يرد، وراح يمسد شعر حفيده :ـ أبعد وأبعد.ـ أبعد من الناصرية ؟.ـ أبعد وأبعد يا ولدي. قالها وتغضن جلد خديه، حين انفرج فمه عن ابتسامة برزت معها عظام وجهه المكدود الهرم، وبقايا أسنان نخرها دخان التبغ.ـ أبعد من بغداد؟ ـ إنها بعيدة عنا جدا، بعد السماء عن الأرض.ـ ولكن لماذا تأتي وتضربنا بالقنابل مثلما يقول أبي.ـ إنها تريد أن تأخذ نفطنا.ـ ولكن جارنا أبو أرحيم جاء وأخذ منا صفيحة نفط ، برضانا دون أن يؤذينا.ــ إنه قدر فرض علينا يا ولدي. ......
#حوار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741330
فرات المحسن : طلاء الأظافر
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن أحنت جدتي جسدها فسمعنا همهمة وتوجعًا. لم تكن لتستطيع الانحناء بالكامل لتوصل يديها إلى قدميها. تلك الساعة اجتاحتها رغبة وإلحاح غريبان، بأن تطلي أظافر قدميها بطلاء اختارته البارحة من المخزن المجاور للمكتبة العامة في الشارع المؤدي إلى وسط المدينة. كانت تتوجع، ولكنها تكابر،هكذا هي دائما مذ عرفتها،تتلوى دون أن تكف عن تكرار المحاولة، انحنت بما استطاعت من قدرة، ثم صرخت بألم مكتوم وتلفتت حولها، لقد أثارت انحناءتها آلام المفاصل التي اشتد وجعها هذا العام، وبدت قدما جدتي ويداها وكأنها تحجرت. أكثر الأوقات نسمعها تتألم عندما تريد الحركة، أو تهم لتناول شئً من فوق رفوف المطبخ المعلقة عند الجدار، فتجول بنظرها أول الأمر ثم تصرخ طالبة المساعدة، فيسارع الجميع لنجدتها. مع كل ذلك الألم، نصحها طبيبها الخاص بالمشي، لا بل طلب منها أن تحمل نفسها وتسير لمسافات معقولة، فذلك حسب قوله، فيه شيء من العون، ويمنحها بعض الراحة. قبلت جدتي النصيحة، رغم قناعتها غير الكاملة التي أظهرتها بزم شفتيها وهز يدها.اليوم كانت إرادتها جامحة لتطبيق نصيحة الطبيب، وخالطتها رغبة عارمة بالذهاب لشراء طلاء الأظافر باللون الأرجواني الغامق، الذي عرض البارحة في إحدى الإعلانات التلفزيونية. دخلت المخزن، الذي لا يبعد عن بيتنا سوى مائتي متر، واقتربت من المنضدة الزجاجية، ودون تردد أشارت بالضبط على تلك الزجاجة ذات اللون الأرجواني الفاقع دون غيرها. بعد عودتها، وحين رأتني أطالع زجاجة الطلاء وهي ترتج بين أصابع يدها المرتعشة، وجهت لي كلامها بشيء من الحدة وبوجه عابس، متسائلة عن الذي يجعلني أنظر نحوها والزجاجة، بهذا الفضول غير المبرر، وأردفت بكلمات زجر تخرج من تحت طقم أسنانها، مَن الذي علمك هذا الفضول السخيف، بالرغم من أن سنوات عمرك لم تتجاوز العشر. ابتسمت لها، وأجبت بأني أحب اللون الأرجواني وأحبك أيضا يا جدتي. ولكن علامات التوجع والعبوس كانت ترتسم فوق جبهتها المغضنة فلم تهتم بما قلته.حاولت جدتي الانحناء مرة أخرى، فانطبع الألم فوق تجاعيد وجهها، وصدر عنها أنين موجوع، حين ذاك تنبه جدي، فأعتدل في جلسته، فسقطت الصحيفة من يديه، ولكن ابتسامة رضية ارتسمت فوق شفتيه، وهمس بصوت مسموع وهو يقرب فمه من رقبة جدتي، لا تتعبي حالك أيتها الوردة الجميلة، دعيني ألون لك تلك الأظافر الحلوة الطرية بيدي، فتوشح وجه جدتي بلون وردي، وبانت ابتسامة عريضة فوق ثغرها المجعد، وظهرت أسنانها الاصطناعية اللامعة. رفعت يدها وراحت تمسد شعره بأصابعها المتيبسة، حين جلس القرفصاء فوق وسادة طويلة قرب قدميها، وفتح بيد مرتعشة زجاجة طلاء الأظافر الأرجوانية اللون، وراح يدندن بهدوء لحن أغنية قديمه. كانت أصابعه بالكاد تستطيع أن تمسك الفرشاة الصغيرة، فهو مثل جدتي مصاب بالتهاب المفاصل. ......
#طلاء
#الأظافر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743257
فرات المحسن : أربعة بوسترات لعيد الحب
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن لسعة برد جعلته يرفع ياقة سترته ليغطي بها رقبته. ثمة مرور كثيف للبشر، وحمرة الغروب ترتمي فوق سطوح البنايات. فضل الوقوف في الزاوية اليسرى من شارع السعدون عند بقايا مكتبة المثنى التي ما عادت تعني لصاحبها قاسم الرجب غير وجع في القلب. وقف مسمراً جوار الحائط الذي لوثته بقايا ملصقات الانتخابات الماضية، حمل بيده اليسرى باقة ورود جوري حمراء، وراح يطالع المارة بشغف وطيبة وثمة ابتسامة ترتسم عند غمازتين تطرزان خديه.مساء البارحة في سريره الذي يصر عند أدنى حركة ، فكر بالغد الذي هو يوم الحب، نعم يوم الحب. وحيد في تيهه ويقينه، شعر بثقل ذلك التفكير وهو يحاور نفسه عما يفعله يوم غد. لا حبيبة تنتظر تودده وقبلاته، سوى عجوز تدثرت في فراشها قرب باب الغرفة، تحملت سنواته الأربعين بأوجاعها وأفراحها ومتاهاتها، ووهبته حبها دون منة، ومن زاوية في غطاء سريرها ترقبه الآن، بابتسامتها الدافئة التي اعتاد أن تمنحه إياها لتطمئنه وتطمئن نفسها بوجوده.فكر، الحب لجميع الناس ربما يعوض القلب عن فقدان فرح، كيف يستطيع أن يُفْرح البشر في عيد المحبة هذا، أن يبث في أجسادهم وأرواحهم فرحاً غامراً وبهجة دون ثمن، ويجعلهم يعافون الأحقاد ولو لساعات. أن يذكرهم بيوم الحب، يسعدهم ويجعلهم يشاطرونه حفل البهجة هذا.مد يده ولوح بوردة، تلقفها عجوز رثّ الثياب وابتسم وهو يشمّها بنفس ذابل.قفز صبي عابث وبلمح البصر خطف وردة أخرى من يده الممدودة، ضحك ملء شدقيه وهو يراقب الصبي يختفي وسط الزحام وكان يلوح له بالوردة.مد يده ولوح بوردة، أشاحت الفتاة وجهها عنه وأسرعت في خطاها بعد أن أسمعته شتيمة.مد يده ولوح بوردة لفتاة قادمة أخرى، أخذتها وقربتها من أنفها وسألته. ما سعرها؟.ــ ليست بثمن، إنه يوم الحب وأنت تستحقينها.رمت الوردة بوجهه بكل ما أوتيت من قوة.. وراحت مسرعة تثرثر بموجة شتائم.*****مد يده ولوح بوردة، تلقفها عجوز رثّ الثياب وابتسم وهو يشمّها بنفس ذابل.قفز صبي عابث وبلمح البصر خطف وردة أخرى من يده الممدودة، ضحك ملء شدقيه وهو يراقب الصبي يختفي وسط الزحام وهو يلوح له بالوردة.اقترب منه شرطي وأعقبه ثلاثة آخرون، طوقوه. أحدهم أمسك ساعده بغلظة ولؤم والآخر سحب باقة الورد ورماها بعيدًا.ــ هل اعتدت التحرش بالفتيات أيّها السافل، لم نشاهدك في هذا المكان سابقا، في مركز الشرطة سوف نريك كيف يكون مصير من يعاكس بنات الناس.*****مد يده ولوح بوردة، تلقفها منه عجوز رثّ الثياب وابتسم وهو يشمّها بنفس ذابل.قفز صبي عابث وبلمح البصر خطف الوردة من يده الممدودة، ضحك ملء شدقيه وهو يراقب الصبي يختفي وسط الزحام وهو يلوح له بالوردة.مد يده ولوح بوردة، أشاحت الفتاة وجهها عنه وأسرعت في خطاها بعد أن أسمعته شتيمة.اقترب منه شيخ معمم، كان يمط ويزم شفتيه الغليظتين وكأنه يلوك طعاما، موجهاً له سيل كلماته بصوت مرتفع، ألا تستحي يا ولدي من وقفتك هذه، تحتفل بيوم الفسق والفجور، هذه العادة القبيحة التي ابتدعها اليهود والنصارى ليفسدوا النفوس ويدعون لممارسة الزنا والمحرمات، عتبي عليك أيّها الشاب، كيف تقلد أهل الكفر بأعيادهم، هل نسيت أعيادنا وأفراحنا لتذهب وتقتبس دينك من خارج ديار الإسلام، قبحك الله على فعلتك هذه. لم يكمل الشيخ جملته. وكان ساهما وهو يحدق بوجه الشيخ، حين شعر باقتراب مجموعة من شباب أنقضوا عليه بعجالة وخطفوا وروده ورموها وسط الشارع. طرحوه أرضا وانهالوا عليه ضربا. كانت السيارات المسرعة تدهس الورود لتحيلها لفتات غائم الملامح، ومن بين أيدي الشباب المرتفعة والهابطة ......
#أربعة
#بوسترات
#لعيد
#الحب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746628
فرات المحسن : العراق يستحق الافضل
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن أغلب ما يأتي من أخبار عن العراق يحتاج لتدقيق وغربلة بحثا عن حقيقة، فقد بات الشارع العراقي وبالذات السياسي منه، ملعبا واسعا لمختلف أنواع الإشاعات، وأصبح العراق بمصائبه وعديد نكباته، مادة دسمه للإعلام، لذا تتقدم الشكوك والريبة حول أي خبر يرد أو يطرح في وسائل الإعلام. وواحدة من تلك المساوئ تضارب التصريحات، حتى داخل أوساط مجموعة أو طرف سياسي واحد تخص حدثا بعينه.على ذات المنوال ترد أخبار عديدة عن ترشيح الأحزاب والقوائم السياسية للبعض من قيادييها للطاقم الوزاري وقبله رئاسته. ولكن لحد الآن فالجميع بانتظار ما تسفر عنه التحالفات القادمة، وطبيعة التشكيلة السياسية التي تقود المرحلة، هل ستكون كتلة أغلبية أم إعادة لطبيعة الشراكة المحاصصية، بعد أن أسدل الستار على نتائج الانتخابات وعقد البرلمان العراقي وانتخب الرئيس ومساعديه ، لذا فنحن بانتظار ما تفصح عنه الأيام القادمة من خيار ينهي الالتباس والجدل حول طبيعة التشكيلة السياسية القادمة بعد انجاز صورة رئيس العراق واكتمالها. ليس من الصعب تقييم منجز أي سياسي وغيره من إداري السلطة في جميع مؤسسات الدولة، وخلال الفترة الممتدة من تاريخ سقوط حزب البعث على يد الأمريكان، ولحد الآن، فالشواهد على أرض الواقع تفصح عن حقيقة الأمور، لا بل تفضح الكثير من العورات والقصور. وإدارة الدولة العراقية لن ولا يمكن اختصارها فقط بالخدمات والإعمار، فهناك مستحقات بأحجام كبيرة لن يكون للسيد فلان أو علان وأمثالهم من القادة خريجي الأحزاب السياسية ،القدرة على احتواء حتى البعض منها، وهي استحقاقات تتطلب أن يتصدى لها طاقم إداري مهني كفؤ ومتجانس. تلك العلة مع قلة الخبرة وضعف الدراية وانعدام المهنية وفروض المحاصصة الحزبية، واختلاط السياسي بالديني بالمهني، مثلت دائما الأسباب الرئيسية في ضعف وفشل الحكومات، على مدى السنوات التي تلت هزيمة الدكتاتورية، رغم امتداد عمرها لأكثر من تسعة عشر عاما مضن، والذي تكررت فيها ذات المشاهد التي مورست على عهد سلطة صدام حسين ، حين استوزر الجهلة والأميين من الحزبيين ورعاع القوم لإدارة الدولة، من مثل عزة الدوري وطه الجزراوي وعلي حسن المجيد وحسين كامل وحمزة الزبيدي وأولاده عدي وقصي وغيرهم ، ليقودوا العراق من فشل إلى فشل، ومن خراب إلى خراب، على وقع شعارات عملك شرفك ومن لا يعمل لا شرف له، والرجل المناسب في المكان المناسب، وغيرها من فنتازيا الخراب المضحك المفزع المبكي.أعتقد أن العراق وشعبه يستحق أفضل الكوادر وانجحها لقيادته وإنقاذه من خرابه المستدام، ولذا فهو بحاجة لشخصيات علمية ومهنية ( تكنوقراط ) لا علاقة لها بتأريخ يتوكأ على نضال حزبي ووشائج شخصية وعشائرية ودينية، وضجيج إعلامي وصراع دعائي، تتغلب فيه شيم وقيم البداوة والعصبية الطائفية. فشعب العراق يستحق وينتظر نخبه الواعية الوطنية، إن كانت تحمل حقيقة حرصا وطنيا، أن تضعه واحتياجاته في مقدمة مشاريعها، لتنجز له خير ما يستحق من خدمات، وأن تقدم له خيرة نسائها ورجالها من أصحاب الخبرة والدراية، لأجل التصدي بقدرات ووعي ومهنية، لما يواجهه من تحديات كبرى، في مقدمتها إعادة الثقة بين أبنائه من طوائف وإثنيات، وقبلها بين قواه السياسية، والوقوف بحزم وحكمة، لمواجهة ما يتعرض له من مخاطر بسبب الإرهاب والمشاريع الإقليمية والدولية الساعية لإفشال محاولاته لاسترداد هويته الوطنية، وعلى أن يتم ذلك بإشاعة سلطة القانون الضامنة لحقوق الإنسان والحافظة للحريات المدنية . وأجزم بأن طوائف وشرائح وإثنيات العراق، تحوي الكثير من الشخصيات ذات الخبرة من المخلصين والجديرين بالثقة، يستطيعون ......
#العراق
#يستحق
#الافضل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747474
فرات المحسن : من يكفل للمرأة العراقية حقوقها
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن ردت المحكمة الاتحادية العليا، يوم 19 شباط 2022، طعنا تقدمت به رابطة المرأة العراقية بشأن عدم دستورية المادة 41 من قانون العقوبات العراقي، كونها تتيح استخدام (حق التأديب) من قبل الزوج لزوجته، ومن قبل الآباء والمعلمين للأطفال القاصرين، باعتبار هذه المادة تبيح العنف حسب طعن رابطة المرأة.ووفقا لرد المحكمة فإنها وجدت من تحليل المادة موضع الطعن، أنها نصت على حق (التأديب) في الحدود المقررة شرعا أو قانونا أو عرفا. و(التأديب) المقصود لا يعني (العنف الأسري)حسب رأي المحكمة، وإنما هو إصلاح وتقويم وهو مقيد. وبناء عليه تكون دعوى المدعي غير مستندة على سبب دستوري. لذا قرر الحكم بردها.يفتقر قرار الحكم الصادر، التوصيف الكلي لطبيعة التأديب، وهو في المجمل لغويا، معاقبة الأخر المسيء على إساءته لتأديبه،وهذا الافتقار يسمح للرجل (المتعلم وغير المتعلم) بتفسير التأديب حسب رغبته ورؤيته لمعنى الكلمة الواردة في النص الديني والقانوني، وعندها يحيله إلى عنف أسري موجه ضد المرأة والطفل.وقد فسرت نصوص صدرت عن رجال دين أشارت لأحقية الرجل بمعاقبة زوجته بالضرب بأشكال متعددة منها، دون ازرقاق الجلد أو ظهور كدمات، وأطلق عليه حسب التوصيف، بالتأديب المقيد أو الرمزي. وكأن فكرة الضرب وآثاره الموجعة نفسيا قبل أن تكون جسديا، لاعلاقة لها بكرامة المرأة أو الطفل، وبعيدة كل البعد عن طبيعة المشاركة الحياتية، وروح المودة التي تنطوي عليها فكرة الزواج، وأسس الشراكة ومشاعر الآمان بين البشر. بعد أن سمحت المحكمة للرجل بتأديب شركائه في الحياة، لتبعد كليا فكرة المساواة وحفظ الكرامة الإنسانية للمرأة، وتدخل المجتمع في حالة فقدان الحماية لشريحة كبيرة منه، وتنأى به بعيدا عن حضارة القرن الواحد والعشرين، والتقدم الحاصل الذي عاشته البشرية خلال عقود كثيرة مضت، لتبقيه في دهاليز النصوص البعيدة عن الواقع والمدنية والحداثة و لتعتبر المرأة شخصا قاصرا لا يمكن الاعتماد عليه أومنحه المسؤولية عن العائلة وقبلها عن نفسه. يسجل التاريخ البشري للثورة الفرنسية عام 1789 أول تدوين تشريعي لحقوق الإنسان، ومع انطلاق شرارتها شرعت أولى العهود والمواثيق الخاصة بحرية الفكر ووحدة الطبيعة الإنسانية والمساواة بين البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم، ولم يقتصر شأن الثورة وتوجهاتها عند هذا الحيز، وإنما أعطت للبشرية عمقا فكريا جديدا في السلوك الأخلاقي والنظم السياسية وأعراف وقواعد العمل القانوني، ويسجل لها أيضا الريادة في تسليط الضوء على قضية المرأة وحرياتها ومساواتها بالرجل في مختلف مناحي الحياة.هذا الطرح الذي جاءت به الثورة الفرنسية، كان إيذانا بتغيرات عميقة اجتاحت العالم في مجال العقائد الفكرية والمذاهب السياسية والاجتماعية ، حيث أصبحت قضية المرأة والمساواة تمثل الجهد الرئيسي للكثير من المنظمات المحلية والدولية، وشاركت في هذا الجهد وبحيوية فعاليات كثيرة، كان للرجال فيها قوة مؤثرة ومهمة، وقدمت دراسات وبحوث، دفعت قدما وطورت الفعل اليومي لتلك المنظمات باتجاه الغايات التي تصبو لها، وفي مقدمتها المساواة بين الجنسين وانعتاق المرأة وحريتها وحقها في العمل والاختيار.من المعروف، أن ما يحدد المكانة الاجتماعية للإنسان امرأة كانت أم رجلا، هو موقعه في العمل، أي وجوده ودوره في العملية الإنتاجية المجتمعية، والذي يحدد بدوره شكل ونموذج العلاقة الإنسانية بين الجنسين، على المستوى الاجتماعي والاقتصادي ثم الفكري، وهذه هي صلب الإشكالية التي تتمحور حولها عملية الحقوق والواجبات البشرية لكلا الجنسين، والذي يؤكد على أن العمل وحده يتيح للمر ......
#يكفل
#للمرأة
#العراقية
#حقوقها

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749277
فرات المحسن : الصمت
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن كنت في الرابعة والعشرين من عمري حين أدخلتني الحرب موقدها . حينها لم تعد عندي رغبة لمراجعة دفاتري أو إعادة قراءة ما دونته من قصائد خلال فترة الدراسة، ولا حتى في زمن البطالة التي نخرت روحي. ومثلما خسرت كل ذلك، تركت ورائي أحلامًا كثيرةً وضجة حياة ببريقها الخلاب وكبواتها الموجعات.الراتب الأول لجندي كان يعني ليَّ الكثير. في جميع الاحتمالات، ومهما قادني تفكيري نحو أشياء رغبت في طفولتي الاستحواذ عليها ، أو تولدت عندي فكرة لمقتها، فذلك الذي أمسكته يدي اليوم، كان راتبا استلمته كأجر عن مهنة حكومية. وظيفة حكومية، يا لها من أصفاد ثقيلة ومبعث لمزاج عكر.الوظيفة، دائما ما عافتها روحي وكرهت ممارستها، وافزع حين ينبهني أحد عليها، فأنا أكره القيود، ولا أود أن يكون هناك مكان تافه يضمني برتابته، لأصبح مثل مناضد تثار خلفها الثرثرة. ادخرت الراتب لأسلمه لأمي في اليوم الأول من إجازتي. شع من عينيها بريق فرح، وحبست أنفاسها وهي تدس الأوراق الملونة تحت شيلتها الكالحة، دون أن تعدها، فقد أكتفت بسماع الرقم حين خرج من فمي. لم يسبق لشيلتها أن أخفت مثل هذه الأوراق المبهرة، ولا حاجة لها للتفكير بما يعنيه ذلك المبلغ، مثلما كان يعني لي كأجر مدفوع عن منح جسدي كاملا لمحرقة لم أجد لها مبررًا في ذهني، ولكني دون تفكير طويل أو نقاش اخترت تلك المهنة ، كونها المنفذ الوحيد المتبقي أمامي ، ومعها اخترت الصمت. ......
#الصمت

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750375
فرات المحسن : الشفق مجلة المبعدين إلى بدرة
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن من ذاكرة الشيوعي الدكتور خليل عبد العزيزحررها فرات المحسن بعد انتهاء فترة اعتقالي لعام واحد، نقلت مخفورا بداية عام 1957 من سجن بعقوبة إلى مديرية التحقيقات الجنائية في بغداد، والواقعة في شارع النهر. وهناك أجري معي تحقيق روتيني وأخذت لي صورٌ شخصية وطبعات أصابع، وعملوا لي صفحة أعمال جديدة. بت هناك لليلة واحدة أرسلوني بعدها مخفورا إلى مدينة الكوت، ومن هناك رحلت إلى مدينة بدرة القريبة من الحدود الإيرانية. كانت هذه المدينة تعتبر المنفى القسري للعديد من المعارضين للسلطة الملكية، وبالذات الشيوعيين منهم.مدينة بدرة تقع شرق مدينة الكوت، وهي مدينة صغيرة قريبة من الحدود الإيرانية تسكنها غالبية كردية. المدينة جميلة بطبيعتها ونقاء هوائها،وتمتد على أطرافها بعض المرتفعات المخضرة. أُسكنت في دار من الدور الحكومية العائدة للموظفين، والتي تمتد متراصة مع بعضها، وبما يقارب الأكثر من عشرة بيوت. شاركت السكن مع ما يقارب العشرة أشخاص أغلبهم من المبعدين الشيوعيين، كان من بينهم الشهيد ستار خضير وجعفر فيلي وإبراهيم وهو شيوعي من أهل العمارة. وفي البيوت المجاورة سكن شيوعيون وغيرهم من الوطنيين المبعدين. أذكر منهم كاظم فرهود،وحسن عوينه، كاظم حبيب، عدنان الديو، ماجد عبد الرضا،عادل سليم، عاصم الحيدري وغيرهم، وفي الجهة المقابلة سكنت بعض العوائل منهم كريم أحمد أبو سليم وعبد علوان الطائي أبو بشرى.كنا في منفى بدرة نتشارك في أجواء وانشغالات واحدة، بالرغم من عدم وجود صلات تنظيمية حزبية للبعض. أيضا كان هناك خلاف تنظيمي له الأثر الفاعل على الكثير من المبعدين، فقد كان كاظم حبيب ومعه عاصم الحيدري ومسؤولهم المحامي عادل سليم يمثلون جماعة راية الشغيلة، وهي مجموعة كانت بقيادة عزيز محمد وجمال الحيدري وتضم كثيرا من الكوادر الحزبية، مثل نافع يونس وعامر عبد الله وحمزة سلمان، أما قيادة الحزب أي اللجنة المركزية ، فكانت حينذاك بقيادة بهاء الدين نوري (باسم) وكنت والبعض من المبعدين ومنهم كريم أحمد وعبد علوان نمثل اللجنة المركزية في ذلك المنفى. وبالرغم من كون جماعة راية الشغيلة يمثلون كتلة مغايرة لمجموعتنا وعلى خلاف نظري مع الحزب، ولكن ذلك لم يكن عائقا ولم يمنعنا من التعاون في الكثير من مشاغلنا وأعمالنا اليومية في ذلك المنفى القسري،لذا كنا وبشكل طبيعي نقترب من بعضنا البعض، واستطعنا أن نؤلف فريقا واحدا في منفانا البدري،لغرض العمل بروح رفاقية كان يحتاجها وضعنا الاضطراري. حدث ذلك قبل أن تحل راية الشغيله نفسها وتندمج في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وكانت مجموعة بدرة لراية الشغيلة أخر من عاد إلى الحزب. وقتذاك كنت اتهم جماعة راية الشغيلة بالانشقاق، وأوجه لهم اللوم والاتهامات فيما حدث. فأنا دائما ما كنت متوافقا مع نفسي وانتمائي الحزبي، ولذا أطلق علي في مسيرتي الحزبية تسمية تتوافق كليا مع مبادئي وطباعي وقناعتي (خليل الحزب)، وهي تعني لي الكثير. فرغم الكثير من الملاحظات التي أحملها عن الحزب وتدور في ذهني، وأفصح عنها أو أضمرها، لكني لم أفكر يوما بترك الحزب أو الانشقاق عنه، وبرأيي أن أي انشقاق عن الحزب، يعني في تفكيري خيانة لا تغتفر، وهذا المفهوم نابع من صلب أيماني بالفلسفة الماركسية اللينينية.ظروف الإبعاد القسري ووجودنا سوية بشكل دائم، جعلنا نقر بضرورة العمل مع بعضنا وبأجواء من الرفقة والصداقات الحميمة، فكنا نتبادل الأفكار ونجلس جوار بعضنا لفترات طويلة، ونخوض نقاشات عديدة حول المشاغل والأوضاع السياسية الخاصة والعامة وحتى الحزبية، وبسبب تلك العلاقات ولإنضاج طابعها الرفاقي ......
#الشفق
#مجلة
#المبعدين
#بدرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753524
فرات المحسن : الإهدار في موارد السياحة الدينية
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن تعد المبالغ التي ينفقها الحجيج في موسمي الحج والعمرة وما بينهما من أيام أخر، واحدة من أهم مصادر تمويل مشاريع تطوير مدينة مكة وضواحيها في المملكة العربية السعودية. وعلى ذات المنوال تحصل المدينة المنورة توأم مكة على مصادر الأموال في ذات المواسم. وفي البعض من الوثائق هناك ما يشير إلى إيرادات حققتها السعودية بلغت 62 مليار ريال سعودي أي ما مقداره 16,5 مليار دولار في عام واحد.وكان عديد الحجاج ذلك العام، من الوافدين وأهل البلد، قد بلغ ما مجموعه 12 مليون حاج على مدار العام. وأشارت المصادر عند تأشير متوسط الإنفاق للحاج الواحد، ما قيمته بين 1900 دولار إلى 4000 دولار . وقالت تقارير السلطات السعودية بأن ما معدله 4,1 مليون حاج يؤدون فريضة الحج سنويا، من ضمنهم 1,7 مليون يأتون من خارج المملكة.هذه إحصائيات قديمة لواردات الحج والعمرة ولعدد الوافدين على المدينتين خلال عام واحد. ومع تصاعد عدد الحجيج ترتفع إيرادات المدينتين لتوضع في خزائن المملكة العربية السعودية، ويصرف جلها على خدمات تقدم للمدينتين للتطوير والتحديث العمراني.تبدو مدينة مكة عبر نافذة الطائرة متوهجة بالأنوار، وثمة نسق جميل لشوارع عريضة، تلتف داخلها بتنسيق عال ومبهر، وكذلك في محيطها. وروعي على مدى أعوام ومواسم طويلة، على توسعة الحرم المكي وبناء مرافق جديدة تستوعب العدد المليوني المتصاعد للحجاج. الخروج للتجوال في المدينة يجبر الزائر على ملاحظة التنوع والتحديث في الأماكن القديمة، خاصة الأسواق الشعبية فيها، والتي تجاورها البنايات الشاهقة للأسواق الحديثة والفنادق والجوامع بواجهاتها الجميلة. حتى البيوت وأماكن العبادة القديمة امتدت لها يد العمران، لتبقيها على طبيعتها الأولى وبملامح تجديد جميلة، لتكون أماكن تزار للتبرك والفرجة. ورغم زخم الأعداد المليونية من الحجاج، فهناك انسيابية جد طبيعية ونظافة تامة، تتمتع بها أزقة وشوارع المدينة، وما يحيط بالحرم المكي، لكي تظهر قدسية المدينة في تجليات عمرانها ونظافتها. وعلى ذات الصورة المريحة تتمتع المدينة المنورة بالجمال ذاته، بما أغدق عليها لأجل تطويرها كمعلم ديني وفي ذات الوقت سياحي، ومصدر يدر الأموال الطائلة على إدارة المدنية، ويقدم آلاف فرص العمل لأبناء المدينتين وباقي مدن المملكة السعودية .في العراق هناك العديد من المقامات والأضرحة الدينية التي يقارب وضعها وضع مدينتي مكة والمدينة المنورة في القدسية الدينية والمكانة السياحية. ولكن ولحد الآن لم يطرأ على معالمها العمرانية أو الاقتصادية ذاك التغيير الذي يعتد به، وبقيت المشاريع تزحف في التنفيذ مثل سلحفاة،واعتمد أغلبها على ثلم الأرض بالقرب من الأضرحة وبناء الفنادق والأسواق. وحتى في هذا الشأن فقد شاب العمل الكثير من التلكؤ وسوء الإدارة والاتهامات بالفشل والسمسرة، وكذلك طال التشويه الطابع العمراني للمدن المقدسة ولم يراعِ الجانب الحضاري والسياحي فيها .يقال والعهدة على بعض مؤسسات الدولة والمؤسسة الدينية، بأن أيام شهر محرم ومن بينها عشرة عاشوراء، ثم أربعينية الأمام الحسين بن علي، ووفاة النبي محمد والأمام علي والسيدة فاطمة الزهراء والأمام موسى الكاظم والعسكريين ومثلها أيام تولدهم، تدخل تلك المدن حينها حالة الطوارئ ، بسبب زيارة الأعداد المليونية. وبالذات منها أيام عشرة محرم وأربعينية الأمام الحسين،حيث يؤم مدينة كربلاء المقدسة ما يقارب الستة ملايين زائر من جميع أنحاء العراق وخارجه، حسب ما يصدر عن لجنة المراقبة في المحافظة ذاتها.وبسبب زخم تلك الأعداد تشوب طقوس وأعمال الزيارة عشوائية وتضاربات بسبب خضوعها ل ......
#الإهدار
#موارد
#السياحة
#الدينية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756457
فرات المحسن : يوم آخر في حفر الباطن ج1
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن القمر ينير الساتر الترابي بالتماع حاد مختلج، تبدو معه مواضع الفوج بقعاً قاتمة تتدرج مجاورة قوس الساتر المديد. مركز الفوج عند موضع القيادة وفصيل المخابرة ثم الطبابة. ثلاثة تلال صغيرة داكنة ترقد كالقبور. لا أثر للحياة فوق الرمال سوى عوسجات تتناثر بين طيات كثبان الرمل وملاجئ الفوج. أشواك يابسة كأنهن عجائز متشحات بالسواد يرقدن متبلدات وسط تلك الدكنة الموحشة . الملجآن الشقيان الطويلان يخترقان الفوج من المركز باتجاه سفح الساتر فيبدوان كعقربي ساعة. يسفر ضوء القمر في تلك الوهدة عن خارطة مبهمة لطرق ميسمية خطـّتها الأقدام، تتشابك بفوضى في جميع الاتجاهات.للمساء معالمه المميزة في حفر الباطن. تبدو السماء الصحراوية أشد وضوحاً حيث تتلألأ نجومها بارتعاش لذيذ، ويبدو الأفق البعيد مثل كوّة هائلة فسيحة سوداء تتناثر الألتماعات داخلها بين الحين والآخر.نسائم الهواء الرطبة الباردة تحمل رائحة ثمار متعفنة تخالطها روائح بارود ومواد أخرى محترقة.الرمل الأملس يتراصّ مع اشتداد الرطوبة الباردة، فيشكل طبقة منـّداة متماسكة، تتيح لي تكوين خطوط مبعثرة مبهمة بإصبعي اليابسة فوق سطحه، أكتشف دائما أنها ملامح متشابكة لوجوه فزعة وأطراف نافرة. ليس مستغرباً أن يتدبر المرء في تلك الوحشة والمجهول شيئاً يلهو به. طنين الموت يضج في الجوار طوال الوقت فيدفعنا للتوطن معه بدعابات وألعاب ساذجة. لعب تمجّد ضعفنا وقدرتنا للتكيف في آن واحد. فالخوف واليأس خليق بالمرء تجرّعهما دون غضاضة حين تبدو النهايات مؤكدة وقريبة.بعد نهار طويل لا معالم واضحة لـه سوى السراب الرجراج في الأفق البعيد، ورجع أزيز الطائرات المحلقة في كبد السماء، دوي انفجار القنابل المتساقطة دون سابق إنذار، وصفير الريح المشبعة بروائح البارود، تنفخ في الرمل. كان ذلك هو نهارنا الطويل، نتجرعه بحرقة انتظار أمل. بعد ذاك اليباس يأتي المساء البليل شديد البرودة. ومع هبوط الظلمة يتبدل إيقاع الأرض وكذلك الفوج. الظلام يشي بالمتناقضات. الخوف من أن يكون غطاء لهجوم قادم، ولكن في الوقت نفسه يوحي بالطمأنينة، فتدب الحركة عند الطرق الميسمية والملجأين الشقيين، وتبدأ الزيارات بين أفراد الفوج. تسمع بين الحين والآخر أصوات صراخ عابث وقهقهات منفلتة تجلجل عند أطراف الملاجئ، تختلط بضجة آليات تتحرك في الجوار دون أنوار. الظلام يحفز للتجرؤ وتملـّي الجهة الأخرى المقابلة للساتر، حيث يتحفز المجهول بملامح غائمة، ولكن الأكيد أن هنالك في ذاك الغور الخامد عيوناً ترصدنا وتنتظر مثلنا جزعاً أو خوفاً.لا قرى، لا مدن، لا ضوء غير ما يجود به الرب وتنيره القنابل. خلفي في الأفق البعيد تنبلج السماء عن كتلة ضوء كابٍ لمدينة تتراءى لي مثل تل سحري. أي مدينة تلك ..؟ البصرة، عبادان أم أنها الكويت ما برحت تضج بأنوارها المبهرة مثلما دخلناها أول مرة. ولكن الأفق يبدو فارغاً موحشاً يخالطه لهاث سائل دبق عتيق يشفط رمل الصحراء الهامد حبة إثر حبة.أرحت جسدي المتشنج فوق الرمل البارد جوار باب الملجأ. فتحت أزرار البذلة، شممت رائحة عطنة أردت إبعادها بتعريض جسدي للهواء ففتحت أزرار القميص الداخلي. شعرت كما لو أن كائناً أخر يشاطرني ملابسي.كائن صحراوي تختلط رائحة عرقه النازّ بروائح براز بهائمه .تيبست جلودنا في هذه المفازة مع تغير المناخ اليومي. الانتظار الطويل في جوف حفرة رطبة باردة ينثال الرمل من سقفها وجوانبها عند أقل اهتزاز. صهاريج الماء تأتي أسبوعياً عند المساء دون موعد ثابت. فصيل المخابرة يهاتفنا بذلك فنذهب عبر الملجأ الشقي لنملأ الحاويات الحديدية ونستعمل الماء بتقنين مفرط، متناسين ......
#الباطن

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756772
فرات المحسن : يوم آخر في حفر الباطن الجزء الثاني
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن تنبهت لصوت خشخشة خافتة مرتبكة، فأدرت نظري صوب مصدرها. كان جرذ متكور مثل كرة صغيرة مصنوعة من خرقة قماش كالحة، يمسك بين يديه الصغيرتين قطعة من بقايا رغيف يابس، يحرك أذنيه وبوزه برشاقة سريعة حذرة. الأصوات البعيدة للانفجارات بين الحين والآخر تجفله، فيهرب عن رغيفه نحو جحره عند حافة الملجأ اليسرى تحت أكياس الرمل، ثم يتقدم بتباطؤ حذر متشمماً المكان، مقارباً جدار باب الملجأ حيث ترك قطعة الرغيف، ثم يتوقف رافعاً أذنيه الصغيرتين محاولاً التغلب على الخوف، بيد أن جوعه أنساه وجودي، أو أن وجودنا سوية وتشابه العيش طمأناه، فخرج للبحث عن الطعام، أو ربما كان ذلك نوعاً من التحدي الغريزي.حركت جسدي، فلم تكن ردة فعله، غير رفع قامته ولحس يديه، وطالعني بعينين واسعتين كانتا تملآن وجهه المدبب الجميل، ثم خطا خطوة مترددة مبتعداً، وعاد يدبّ بحذر مرة أخرى نحو رغيفه دون خشية، مركزاً نظره نحوي طيلة الوقت . طولـه يقارب العشرة سنتمترات. دقيق الجسد والملامح، ينتهي ذيله بخصلة بيضاء شاحبة تبدو تحت ضوء القمر قطعة صوف منفصلة عن جسده، تلاحقه عند الهروب ثم تجاوره بسكينة. وكما أقدامه الصغيرة تخط وقعها برشاقة، فوق الرمل الرطب، فإن خصلة ذيله تلك، كانت تتحرك خلفه مثل بندول ساعة جدارية. تمحو كل ما خُط ّ أمامها فوق الرمل. كان ذلك يجري وكأنه مسألة معدة سلفاً لإخفاء الآثار عن الآخرين. يتجرأ ويخطو نحو الرغيف بحذر وتوفز شديدين، وبخطوات رشيقة محسوبة، أما الخصلة البيضاء فلا تنسى واجبها.تـُرى، أي خوف جعله يكتشف فاعلية هذا التمويه؟ أهو الخوف من أن يتعقبه الموت؟ أن يدب أو يسقط الهلاك من زاوية ما مقتفياً أثره ثم يسحقه دون رحمة ؟ ليتنا نمتلك بعضاً من حذره وقدرته تلك. أن نجد العون والقوة على أن نمحو خيبات ثقالاً نجرجرها دائماً وراءنا بإذلال. نريد نسيانها أو إخفاءها، ولكنها من الحدة والرسوخ تنبثق وتقف أمامنا بضراوة. ومع ذلك ترانا نقاوم كي لا تهرسنا بشيء من الصلافة والمباغتة . فجأة نجدها أمامنا مرة إثر أخرى، حادة، موجعة، مذلة. لا نملك القدرة على إخفائها أو نسيانها. ولكن أنستطيع فعل ذلك ؟ أنستطيع محو تلك الآثار المريرة ؟ وقبل أن تثار كل تلك الأسئلة، هل نحن على يقين من براءتنا فيما حدث ؟. سؤال صعبٌ جدا كان ذلك بالنسبة لنا جميعاً.فعلت أمي الشيء عينه. أرادت أن تمحو خطوات الماضي. أن تبعد ذكرى أيام ليست بالطيبة، وأن تجدد حياتها. وّدت فقط، وليس لشيء آخر، نسيان ما فات، وتأكيد كونها ليست من النساء البائرات، بعد أن أحالها القدر عنوة إلى أرملة مع ثلاثة أطفال.لم أكن وإخوتي قد خطونا بعد بعيداً عن صورة أبي. ولكن، وبشكل قسري رسمت لنا ملامح صبا غريبة. كنا ندرك جميعاً أن محنة أمنا كبيرة . كانت تصارع بضراوة ماضياً مسلطاً تحاول تهشيمه. قدر فـُرض عليها دون خيار. شيء من التجديد، وربما ضربة حظ غير عاثرة، توقظ بقايا النور في الزوايا المعتمة. محاولة لمحو خسائر متكررة رافقتها طويلاً، وتأكيداً لذاتها ووجودها كامرأة . كان حلماً ظنته يستطيع لملمة نثارات الطمأنينة المتشظية، التي حسبت أن الوقت ما عاد يكفي للحصول عليها.لم يمض وقت طويل حين شيعت من جديد أحلامها المتبقية، صُعقت وخيّم حزن ثقيل فوق روحها.كان انتشاؤها جد قصير، استنزفت معه جل طاقاتها فاختارت في النهاية الصمت. الصمت ولا شيء غيره. صمت راكد ثقيل يفترش زوايا البيت كأنه فطر شيطاني دبق لا فكاك منه. تستوحشها الأمسيات كثكلى، فتنزوي عند التخت متكئة لجدار المطبخ، تجول بنظرة بلهاء فضاء الدار. تجتر الذكريات كلعنات تطأ أيامها دون رحمة لتحيلها رماداً جهنمياً كثيفا ......
#الباطن
#الجزء
#الثاني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757016
فرات المحسن : يوم آخر في حفر الباطن ج3
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن أصرّ صاحبي محمد الذي لجأت إليه و قاسمته غرفته الصغيرة، وهي عبارة عن مخزن صغير ملحق بفرن الصمون الذي يعمل فيه، أصرّ على أن نتخم روحينا تلك الليلة بالعرق الزحلاوي ، ففعلنا ذلك على أتم وجه. التهب رأسي بضجيج متوهج، وشعرت أني أكثر صلابة وجلداً مما كنت عليه حين تركت البيت. ولكن كان هناك شيء هلامي بدأ يرتج في رأسي مع صوت محمد وهو يترنم بأداء أغنيته بكلماتها المحورة، وهو ما اعتاد فعله مع جميع الأغاني الرائجة ليمسخها إلى صور هازلة، ثم أردفها بأخريات، متلذذاً برشفات من كأسه، مطلقاً لسانه السليط للهزء بكل المسميات التي يقودها حظها العاثر لمقاربة ذاكرته تلك الساعة. شعرت براحة تامة وأنا أشارك محمداً سخريته مما حوله، وإصراره الدائم على تحوير الحقائق، أية حقائق، حتى وإن كانت أغنية. أن تتشظى الأحداث ويخرق الزمن بلامبالاة، وباستهزاء وإذلال تامين. أن يتخلص المرء بسخرية فاضحة من كل الهموم والأوجاع. أن يغتصبها بإصرار ووقاحة وعلناً بأعلى صوته، كان ذلك كل ما كنت أحتاجه تلك الليلة.كنت أنظر إلى محمد دائماً نظرة إعجاب، وأعتقد أنه رجل سحري أخاذ. قدم إلى بغداد دون تأريخ، دون أهل، دون زمن أو متعلقات، سوى دفتر خدمة عسكرية متهرئ، يحتفظ به داخل كيس نايلون كالح اللون، يظهره لمن يريد دون أن يبدي أدنى تذمر. لا يُعرف عنه سوى كونه قدم من إحدى قرى مدينة البصرة، بوجه شديد السمرة ورغبة جامحة بالعمل والجنس واحتساء الخمر، وقلب طيب وأليف، يكتشفه الناس دون عوائق أو عناء. وبشكل ناجز كان قد قرر كتمان سره حتى الموت. فلم يحدّث أحداً عن ماضيه، وكان مستعداً للتضحية بكل شيء من أجل إبقاء ذلك من خصوصياته غير المباحة، وما عداها وحسب قوله هي سبيل مباح لوجه الله تعالى، ولمن يريد. كان دائماً يناضل دون هوادة ليتحرر من أية ارتباطات، ولا يخشى أن يكون أكثر جيران السوق والقريبين من فرن الصمون، مطلعين على تفاصيل أيامه، حتى وإن كان الأمر يتعلق بممارساته الماجنة. والظاهر أنه لم يرغب أن يحقق في حياته بعد اشتغاله في فرن الصمون سوى عيشه اليومي، رغم أنها كانت تبدو على درجة ما من السوء. ولكن يبدو أنه كان يمتلك قناعة طاغية بالاكتفاء اليومي. تأبط محمد صفيحة السمن الصغيرة الفارغة وراح يعزف عليها إيقاعاً لأغنية هندية جميلة، مصاحباً ذلك بأصوات موسيقية مصدرها أنفه الأفطس. كانت حنجرته تولول بكلمات مبهمة متسارعة، شعرت بوقعها الفاجع المليء بالمواجع والألوان الصارخة المختلطة، المتموجة فوق أديم أرض متربة، والغبار المتصاعد يظلل الوجوه الكالحة وهي تذرف جوعها وقهرها. وقفت رافعاً يديّ نحو الأعلى، هازاً جسدي المتثاقل. بدأت صور الممثلات والممثلين التي تملأ جدران المخزن تتحرك وتقفز من أماكنها، وضجيج أصواتها المتناغم يصم الكون، مختلطاً بإيقاع النغم المدغم الصادر عن الصفيحة، وبات يلج جمجمتي بتشويش سحري غير مألوف. رحت أسبح في شذا الكلمات السحرية. أدرت جسدي بسرعة حادة، محاولاً تقليد الراقص الهندي ولكني سقطت على الأرض. حاولت النهوض فلم تسعفني قواي .حين استيقظت طالعني سقف المكان الأسمنتي العالي، فأجلت بنظري جدران الغرفة الجرداء، ثم اصطدمت عيناي بباب الغرفة الحديدي ذي الفتحة الصغيرة المشبكة. أعدت وضع جسدي المتشنج لأتكئ على الجدار القريب، فتنبهت لثيابي الملوثة بالقيء، وكانت هناك وجوه تطالعني بلا مبالاة، فعرفت أني في مكان لا علاقة لـه بمحمد وغرفته. غرقت في لجة أفكار متضاربة عن مغزى وجودي في هذا المكان. هل كنتُ إحدى طرائد الليل لدورية شرطة، بعد أن عبثت وعربدت أكثر من المألوف ؟ أم أن أصواتنا الضاجة بالغناء والبكاء أو شجارنا ......
#الباطن

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757783
فرات المحسن : يوم آخر في حفر الباطن الجزء الرابع
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن سطع ومض خاطف شق ظلمة السماء ، ثم أعقبته أربعة انفجارات متتالية رج هديرها المزمجر محيط الفوج. تيبست في مكاني، ثم بدأت أزحف بعجالة نحو الملجأ الشقـي القريب، وجسدي ينتفض من الخوف. قفزت داخل الملجأ مستنداً على يديّ، وقعدت مستسلماً خائفاً أنتظر المجهول. أصابني الرعب وبدا أن قلبي سيتوقف، وشعرت بالاختناق حين أغلق فجأة ظل جسد ضخم وجه السماء المفتوح أمامي. للوهلة الأولى حسبته وكأنه فحل جاموس أسطوري قدم لكي يطمرني في حفرتي التي هيأتها بيدي. تكوم فوقي بثقله. انكمش جسدي وكانت يداي العاريتان تدفعان الجسد الثقيل بآخر مصدات درء يقين الموت .ـ أنا رياض …ـ رياض .. ما الذي أتى بك الساعة يا فحل التوث ؟‍‍‍!ـ كنت قادماً إليك قبل أن يبدأ القصف . رأيتها.. رأيتها سقطت عند موضع الحفار جوار ملجأ حظيرة جابر.دوت مرة أخرى مجموعة انفجارات متعاقبة هزت الفوج، وكان رمل الملجأ ينثال ليملأ شعري وملابسي. تنبهت إلى أني لم أجلب خوذتي ونسيت سلاحي تحت وسادتي في ملجأ السكن . ـ أنت أيضاً دون خوذة وسلاح !ـ قدمت لأحادثك دون أن يخطر لي … أتظنهم سوف يهجمون.. وما ترانا فاعلين ؟ـ هذه أيام حاسمة. يبدو أنه قصف طائرات على ما أظن. إذ لم تسقط قذائف أخرى فوق الوحدات المجاورة. ولو أرادوا الهجوم الآن لاستمر القصف دون توقف، ولشمل الجبهة جميعها. على أية حال إنه لغز نحن غير قادرين على حله. وإن أرادوا الهجوم فإن عصا موسى الموعودة قد أكلها القطيع في غفلة منه. فلا خوذة تتدارك الأمر وبغير كلاشنكوف يتدبر الناس نجاتهم أحياناً.ـ أينما أذهب أجد الفلاسفة أمامي. الآن أنت والبارحة هاشم وكأنكما تتعمدان الحديث بكلام لست بقادر على إدراكه. البارحة كنت أدندن بكلمات أغنية حفظتها منذ صباي دون أن أتملى معانيها، بل فقط أرطن بها لأن لحنها أعجبني . يا ليل الصبّ متى غده ... أقيام الساعة موعده. هز هاشم رأسه بتثاقل وسألني بلهجة لم أرتح لها وكأنها تهديد: ـ ها رياض، يمكن الوضع ما عاجبك، ماذا تقصد بليل الصبّ متى غده ؟ حدثته عن حبي لتلك الأغنية، ولكني شعرت في النهاية أنه غير معني بتفسيري لنص الأغنية، بقدر إصراره على اعتبار أن الأمر يخفي وراءه قصداً آخراً. وأخذ يرطن بالوطنيات لأكثر من ساعة دون أن أدرك ما يبتغيه. الحقيقة أني خائف منه، فأنت تعرفه جيداً، فسبق وأن فعلها مع غيري. إنه متبرع إيذاء. كفانا الله شره. والله، لم أكن ألمّح بها لشيء آخر غير الأغنية. أتعرف أنت معنى كلمة صبّ ؟ـ الصبّ يا صاحبي، وبعد أن انتهى القصف الآن، هو الصبابة أي الحب أو العشق،الهيام والوله، دو يو أندر ستاند ؟ـ أثول. أبو العقد. لو تتفلسف لو تتعيقل. قل الحب وخلص.أخبره عن خوفي من تلميحات هاشم يرطن معي بالأجنبي!ـ أتعرف أين نحن الآن ؟ـ ياله من سؤال غريب ؟ـ لا تخف يا صاحبي فنحن في حفر الباطن. هذه الكثبان ليست لغير البدو وقطعان الإبل. سوف يأتي يوم قريب تطأ الإبل بخفافها قبورنا جميعاً، وتتبرز ثم تدفع بولها الساخن فوق الرمل، دون أن تدري أن تحت هذه الكثبان، يرقد ركام أجسادنا بكل ذلك الجلال من العاهات النفسية والجسدية.اطمئن فالإبل لن تكتشف خوفك أو خبث هاشم ولا يأسي وعقدي.ـ أوه، ما الذي أتى بي إليك .. عليّ الذهاب الآن إلى الحظيرة. ربما حدث شيء ما أثناء القصف.على أية حال جئت أخبرك أن عبد الرحمن سوف يذهب غداً إلى بغداد في مأمورية. يمكنك أن تبعث معه رسالة إلى أهلك.هو من أخبرني ذلك. طلب مساعد الفوج منه إيصال رسائل جميع من يسكن أهلهم في بغداد. الوعد بإيصالها جزء من المأمورية الموعودة .ـ ربما فعلت ذلك .ـ فك ......
#الباطن
#الجزء
#الرابع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758138
فرات المحسن : يوم آخر في حفر الباطن الجزء الأخير
#الحوار_المتمدن
#فرات_المحسن سحبت بتثاقل الورقة عند الضوء الشحيح للقنديل المعلق في زاوية الملجأ، بينما كنت أنظر لعيون الجرذ الناطّة من بين لوح السقف والصفيحة الحديدية. كانت أصابعي تهز القلم فوق الورقة هزاً خفيفاً مخدراً، لترسم دوائر متداخلة.راودني الإحساس الغامر نفسه، الذي ينتابني بين الحين والآخر.الخواء المضطرب تحت سماء مفتوحة مليئة بالثقوب الفاغرة. وحيداً، أسير في متاهة لا حدود تلجمها. ورغم عتمة وثقل سقف الملجأ، فقد شعرت بأن جسدي لا زال ممدداً فوق الرمل. تنبلج السماء فوقي مثل كوّة موحشة، ترسل إشارات سحرية عبر نفقٍ بعيدٍ جداً، تأتي منه الأصوات شحيحة لا تستطيع أذناي تمييزها، فينتابني خوف يخالطه استسلام تام مطمئن، وكأنّ بي مساً سحرياً يشلّ كل حواسي. إحساس بالخدر التام والرغبة بالصمت، صمت تام يقتل ما في داخلي. لا أذكر عدد المرات التي كتبت فيها رسائل. فأنا أمقت كتابة الرسائل. و هذا سبب لي الكثير من الإشكالات في أكثر من مناسبة. فأنا لا أجيد الحديث عن أمنيات وتمنيات وتدبيج تحايا، أو التعبير الدقيق عن المشاعر، وأجد صعوبة في سرد الوقائع ووصف الأماكن. وفي أغلب الأحيان أجدني عاجزاً كلياً عن كتابة ما أردت الحديث عنه، فأرجئه للقاء مباشر واعتذار يكون دائما غير مقبول . عندما كتب مدرس اللغة العربية عبد القادر البصام، مواضيع الإنشاء الأربعة، فوق اللوح المدرسي الأسود، وطلب أن يختار كل واحد منا موضوعاً ليكتب عنه، ثم يجلبه بعد انتهاء العطلة الربيعية، طالعني مباشرة فتسقطت من نظراته رائحة التهديد. ومع هذا لم يترك الأمر يمر بسلام دون أن ينبهني بحدة وأمام الطلاب، بأن هذه فرصتي الأخيرة، وإن لم أحاول اغتنامها، فذنبي على جنبي. كتبت عناوين المواضيع الأربعة في الدفتر، وتركت الاختيار حتى اليوم ما قبل الأخير من انتهاء العطلة، أو الأحرى قلبتها في رأسي دون أن أستطيع الاختيار. ولكني أنجزت ذلك في اليوم الأخير وسلمت دفتري بروح مغموسة بفرح غامر، في أول يوم دراسي نهاية العطلة. أشاح المدرّس وجهه عني وابتسامة مصطنعة ترتسم بتثاقل فوق شفتيه. في اليوم التالي جلس فوق أول مقعد في الصف ثم نادى باسمي. أوقفني أمام الطلاب فشعرت بالارتباك والفزع فأطرقت رأسي. ثم انطلق صوته:ـ ما الذي يفعله الطالب حين يصف مكاناً ذهب إليه ؟ من يجيب عن ذلك ؟ارتفعت الأكف تتطاول كي يشير المدرّس لأحدهم بالإجابة، لكنه صرخ بأعلى صوته أن اخرسوا. وكان صوته المجلجل مثل زئير أسد. ارتبكت الأكف الصغيرة، وراحت تنسحب واحدة تلو الأخرى. انكمشت وأحسست أن الجدران تقترب لتطبق علي وتهرسني. إحساس بالرهبة والانسحاق سيطر على روحي، فراح جسدي يرتجف بتسارع ولم أعد أستطيع السيطرة عليه.ـ غبي.. ما هذا ؟ أهو وصف لحمّام شعبي يستحم الناس فيه أم هو سرداب موتى ؟نزّ جبيني عرقاً بارداً غطـّى جبهتي، وراحت ركبتاي ترتخيان. قاومت اندفاع رغوة تصاعدت في أحشائي. ضحكات رفاقي أدخلتني في هلام سائل كثيف، فسقطت أخيراً مغشياً علي .كان الخوف يسيطر عليَّ حين أفقت وأنا أرى كـّفه الثقيلة تمسد جبهتي بالماء البارد .ـ دلال صبيان. لا شيء سواه. انهض يا شاطر. رغم أنك لم تكتب عن الموضوع بشكل حسن، ولكن لا بأس. سوف أحتسبها لك هذه المرة.حين جلست بين دفـّتي مقعد الدراسة، كنت أحبس دمعتي خوفاً ورهبة. وكان خدر تام يسيطر على كامل جسدي. لم أكن بقادر على إسكات ضحكاتهم التي راحت تجلجل في رأسي. وكان جسدي الواهن يتفصد عرقاً بارداً، ويقف المدرّس أمامي وهو يغتصب ابتسامة شاحبة لم تتعدَّ حافـّة شفتيه الغليظتين.*****وضعت الورقة جانباً وطالعت مكان الجرذ الفارغ. شعرت بح ......
#الباطن
#الجزء
#الأخير

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758559