حسن مدن : إدوارد سعيد في سيرة غيرية
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن قيل وكتب الكثير عن السيرة الذاتية، التي تعدّ أحد الأجناس الأدبية، وفي أدبنا العربي الحديث نماذج كثيرة منها، وأول عنوان يمكن أن يقفز إلى الذهن هو «الأيام» لطه حسين. وطبيعي أن يكون لشهرة طه حسين دورها في شهرة هذه السيرة بالذات بين تجارب السيرة الذاتية العربية، ولكن أدبنا عرف نماذج أخرى مهمة في كتابة السيرة الذاتية، من أبرزها «رأيت رام الله» لمريد البرغوثي، و«أثقل من رضوى» لرضوى عاشور، و«التجليات» لجمال الغيطاني، و«الخبز الحافي» لمحمد شكري، و«البئر الأولى» و«شارع الأميرات» لجبرا إبراهيم جبرا، و«امرأة الأرق» لميرال الطحاوي و«أرق الروح» ليمنى العيد، وغيرهم.لا نعلم إلى أي مدى يمكن أن ندرج «خارج المكان» لإدوارد سعيد في خانة أدب السيرة الذاتية العربية، كون صاحبها كتبها أساساً بالإنجليزية، وقام بترجمتها إلى العربية فواز طرابلسي، ولكن المؤكد أننا في هذه السيرة نتعرف إلى حياة مفكر عربي بالدرجة الأولى، حتى لو وضع كتبه بالإنجليزية، كما أن للمكان العربي حيزاً كبيراً في هذه السيرة، بالنظر إلى نشأة إدوارد سعيد في عدة مدن عربية بينها القدس والقاهرة وبيروت.هناك شكل آخر من كتابة السيرة، غير السيرة الذاتية، أي تلك التي يقوم صاحب السيرة بكتابتها عن نفسه وحياته، هو ما يعرف بالسيرة الغيرية، وفي هذا الشكل يندرج كتاب «إدوارد سعيد.. أماكن الفكر» الذي وضعه تلميذه وصديقه تِمُثي بْرنن.وإذا ما استثنينا ملحق الصور والصفحات التي على متنها نشرت عناوين مئات المراجع والمصادر والهوامش التي استعان بها مؤلف الكتاب، والبالغ عدد صفحاتها نحو مئة صفحة، فإننا نكون إزاء كتاب يكاد عدد صفحاته يبلغ أربعمئة وثلاثين صفحة هي بمثابة سيرة غيرية لإدوارد سعيد، وصدر الكتاب ضمن سلسلة «عالم المعرفة»، عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، في ترجمة إلى العربية وضعها المترجم محمد عصفور، وتصدرت الكتاب مقدمة وضعها الباحث محمد شاهين. وليست غاية هذه السيرة إعادة ما قاله إدوارد سعيد عن نفسه في «خارج المكان» على لسان شخص آخر، إنما تقديم الرجل كما بدا في عين هذا الشخص الآخر الذي عرفه عن قرب وتعلّم منه الكثير.لعل قراءة هذه السيرة تمكننا من تبين الفرق بين شكلي السيرة، الذاتي والغيري، فهي ترينا أن كتابة الكاتب عن ذاته ليست هي نفسها كتابة شخص آخر عنه، حتى لو كان من موقع الحب والإعجاب، كما هو شأن مؤلف هذا الكتاب في علاقته بإدوارد سعيد.الأرجح ستكون لنا، بين الحين والآخر، عودة لهذه السيرة، التي تظهر لنا أن معرفتنا بإدوارد سعيد مهما ازدادت تظلّ ناقصة. ......
#إدوارد
#سعيد
#سيرة
#غيرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758285
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن قيل وكتب الكثير عن السيرة الذاتية، التي تعدّ أحد الأجناس الأدبية، وفي أدبنا العربي الحديث نماذج كثيرة منها، وأول عنوان يمكن أن يقفز إلى الذهن هو «الأيام» لطه حسين. وطبيعي أن يكون لشهرة طه حسين دورها في شهرة هذه السيرة بالذات بين تجارب السيرة الذاتية العربية، ولكن أدبنا عرف نماذج أخرى مهمة في كتابة السيرة الذاتية، من أبرزها «رأيت رام الله» لمريد البرغوثي، و«أثقل من رضوى» لرضوى عاشور، و«التجليات» لجمال الغيطاني، و«الخبز الحافي» لمحمد شكري، و«البئر الأولى» و«شارع الأميرات» لجبرا إبراهيم جبرا، و«امرأة الأرق» لميرال الطحاوي و«أرق الروح» ليمنى العيد، وغيرهم.لا نعلم إلى أي مدى يمكن أن ندرج «خارج المكان» لإدوارد سعيد في خانة أدب السيرة الذاتية العربية، كون صاحبها كتبها أساساً بالإنجليزية، وقام بترجمتها إلى العربية فواز طرابلسي، ولكن المؤكد أننا في هذه السيرة نتعرف إلى حياة مفكر عربي بالدرجة الأولى، حتى لو وضع كتبه بالإنجليزية، كما أن للمكان العربي حيزاً كبيراً في هذه السيرة، بالنظر إلى نشأة إدوارد سعيد في عدة مدن عربية بينها القدس والقاهرة وبيروت.هناك شكل آخر من كتابة السيرة، غير السيرة الذاتية، أي تلك التي يقوم صاحب السيرة بكتابتها عن نفسه وحياته، هو ما يعرف بالسيرة الغيرية، وفي هذا الشكل يندرج كتاب «إدوارد سعيد.. أماكن الفكر» الذي وضعه تلميذه وصديقه تِمُثي بْرنن.وإذا ما استثنينا ملحق الصور والصفحات التي على متنها نشرت عناوين مئات المراجع والمصادر والهوامش التي استعان بها مؤلف الكتاب، والبالغ عدد صفحاتها نحو مئة صفحة، فإننا نكون إزاء كتاب يكاد عدد صفحاته يبلغ أربعمئة وثلاثين صفحة هي بمثابة سيرة غيرية لإدوارد سعيد، وصدر الكتاب ضمن سلسلة «عالم المعرفة»، عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، في ترجمة إلى العربية وضعها المترجم محمد عصفور، وتصدرت الكتاب مقدمة وضعها الباحث محمد شاهين. وليست غاية هذه السيرة إعادة ما قاله إدوارد سعيد عن نفسه في «خارج المكان» على لسان شخص آخر، إنما تقديم الرجل كما بدا في عين هذا الشخص الآخر الذي عرفه عن قرب وتعلّم منه الكثير.لعل قراءة هذه السيرة تمكننا من تبين الفرق بين شكلي السيرة، الذاتي والغيري، فهي ترينا أن كتابة الكاتب عن ذاته ليست هي نفسها كتابة شخص آخر عنه، حتى لو كان من موقع الحب والإعجاب، كما هو شأن مؤلف هذا الكتاب في علاقته بإدوارد سعيد.الأرجح ستكون لنا، بين الحين والآخر، عودة لهذه السيرة، التي تظهر لنا أن معرفتنا بإدوارد سعيد مهما ازدادت تظلّ ناقصة. ......
#إدوارد
#سعيد
#سيرة
#غيرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758285
الحوار المتمدن
حسن مدن - إدوارد سعيد في سيرة غيرية