صادق حسن الناصري : الامام علي الانسان .
#الحوار_المتمدن
#صادق_حسن_الناصري العالم اليوم يعيش في حركة متلاطمة من التناقضات المتصادمة التي حولته إلى كومة متناثرة من البؤس والظلم والانحطاط، فهو عالم عنصري تتحكم فيه الأقليات عبر إبادة الأكثرية بالاستغلال والاحتكار .عالم يتحكم فيه استبداد الحكومات الفردية التي تلخص كل شعوبها في فرد يستبيح أنفسهم وأموالهم، واستبداد الأقليات في حكومات نخبوية متلبسة بلباس الديمقراطية تحتكر عناصر القوة والنفوذ والمال وتفرض عناصر الاستهلاك المعولم والإعلام المضلل والإباحية ذات الوجه الليبرالي على أكثرية فقيرة ساحقة..عالم تحركه الدوافع المادية البحتة وطموح السلطة والسيطرة، فأنتج العنف والعنف المضاد؛ ليعيش العالم دوامات متراكمة من الحروب الدموية يغذيها جشع الرأسمالية المتهافتة على إنتاج القتل والدمار، ببيع أسلحتها المتطورة جداً في قتل الإنسان ودمار الأرض؛ إذ تتم التضحية بكل البشرية من أجل اقتصاد رأسمالي ينتج الاحتباس الحراري طمعاً في حفنة من المال..كلنا نريد استرجاع التاريخ الحي الذي يرسم لنا ملامح الأمل والتفاؤل في هذه الحياة، التاريخ الذي يعيد كرامة البشر ويؤكد إنسانيتهم.. وهنا نتحدث عن حياة الإمام علي بن أبي طالب (ع) وهي قطعة زمنية نقرأها في ثرائها بقيمة زمنية تتجاوز الحسابات العادية؛ لأنها أنتجت تراثاً معيارياً كبيراً يتجاوز بعطائه تاريخ الكثير من الحضارات والأمم؛ لأن هذه الفترة الزمنية أنتجت عطاءات ميدانية كبيرة تعجز الكثير من المفاهيم الحاضرة عن استيعاب دلالاتها الحاضرة والممتدة إلى المستقبل..فالقيمة عند الإمام علي (ع) كانت للإنسان الذي يمثل هدف الحياة وبالتالي فإن كل موارد الحياة هي في خدمته، وتدور في إطار حياته الأخلاقية والاجتماعية؛ إذ لا توجد عند الإمام (ع) قيمة تمايز أخرى، كالعشائرية والعنصرية والطبقية، فيقول (ع): (الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه).ويقول (ع) أيضاً: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).إنه حضور إنساني كبير في قلب استوعب الجميع فدافع عن الفقير والمظلوم والمسلم والمسيحي والأبيض والأسود..يقول (ع): (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جُلب شعير ما فعلته).دافع عن معارضيه فأخذوا يتآمرون عليه وهم في حمايته، وهو يعلم أنهم يتآمرون عليه؛ لأنه (ع) لا يسبق الجناية بالعقاب، وبذلك رسم الإمام (ع) منهجاً سياسياً يحفظ ويحمي للإنسان حريته في التعبير عن رأيه والوصول إلى الحق باختياره، إذ لم تكن السياسة عنده (ع) إلا مبادئ أخلاقية وإنسانية ودينية، وليست وسيلة نفعية تبرر فيها الغاية الوسيلة، فلم يكن (ع) ليضحي بهذه المبادئ ولو كانت تؤدي إلى شهادته، لأنها الأصل الذي يهدف إلى امتداد القيم وترسخها في عمق ضمير التاريخ البشري.كان زهده (ع) هو نزع لكل عوامل النفوذ والقوة التي تحرك في الإنسان عناصر الجشع والطمع والطغيان؛ فبهذا الزهد الخالص يصبح الحاكم منسجماً مع الحق الإنساني متصادماً مع النزوع نحو أهواء الباطل؛ فالسلطة النهمة تؤدي إلى الفساد السياسي والاستبداد المطلق والعنف الدامي.. وزهده (ع) قمة الواقع التطبيقي لحاكم عادل تتمثل فيه المبادئ التي تصبح رمز قوته في بناء السعادة والعدالة الإنسانية ويقول (ع): (وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لاتبقى نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين).لقد أثبتت معظم النماذج والأنظمة السياسية أنها غير قادرة على إيجاد انسجام اجتماعي وسياسي بين ......
#الامام
#الانسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754023
#الحوار_المتمدن
#صادق_حسن_الناصري العالم اليوم يعيش في حركة متلاطمة من التناقضات المتصادمة التي حولته إلى كومة متناثرة من البؤس والظلم والانحطاط، فهو عالم عنصري تتحكم فيه الأقليات عبر إبادة الأكثرية بالاستغلال والاحتكار .عالم يتحكم فيه استبداد الحكومات الفردية التي تلخص كل شعوبها في فرد يستبيح أنفسهم وأموالهم، واستبداد الأقليات في حكومات نخبوية متلبسة بلباس الديمقراطية تحتكر عناصر القوة والنفوذ والمال وتفرض عناصر الاستهلاك المعولم والإعلام المضلل والإباحية ذات الوجه الليبرالي على أكثرية فقيرة ساحقة..عالم تحركه الدوافع المادية البحتة وطموح السلطة والسيطرة، فأنتج العنف والعنف المضاد؛ ليعيش العالم دوامات متراكمة من الحروب الدموية يغذيها جشع الرأسمالية المتهافتة على إنتاج القتل والدمار، ببيع أسلحتها المتطورة جداً في قتل الإنسان ودمار الأرض؛ إذ تتم التضحية بكل البشرية من أجل اقتصاد رأسمالي ينتج الاحتباس الحراري طمعاً في حفنة من المال..كلنا نريد استرجاع التاريخ الحي الذي يرسم لنا ملامح الأمل والتفاؤل في هذه الحياة، التاريخ الذي يعيد كرامة البشر ويؤكد إنسانيتهم.. وهنا نتحدث عن حياة الإمام علي بن أبي طالب (ع) وهي قطعة زمنية نقرأها في ثرائها بقيمة زمنية تتجاوز الحسابات العادية؛ لأنها أنتجت تراثاً معيارياً كبيراً يتجاوز بعطائه تاريخ الكثير من الحضارات والأمم؛ لأن هذه الفترة الزمنية أنتجت عطاءات ميدانية كبيرة تعجز الكثير من المفاهيم الحاضرة عن استيعاب دلالاتها الحاضرة والممتدة إلى المستقبل..فالقيمة عند الإمام علي (ع) كانت للإنسان الذي يمثل هدف الحياة وبالتالي فإن كل موارد الحياة هي في خدمته، وتدور في إطار حياته الأخلاقية والاجتماعية؛ إذ لا توجد عند الإمام (ع) قيمة تمايز أخرى، كالعشائرية والعنصرية والطبقية، فيقول (ع): (الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه).ويقول (ع) أيضاً: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).إنه حضور إنساني كبير في قلب استوعب الجميع فدافع عن الفقير والمظلوم والمسلم والمسيحي والأبيض والأسود..يقول (ع): (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جُلب شعير ما فعلته).دافع عن معارضيه فأخذوا يتآمرون عليه وهم في حمايته، وهو يعلم أنهم يتآمرون عليه؛ لأنه (ع) لا يسبق الجناية بالعقاب، وبذلك رسم الإمام (ع) منهجاً سياسياً يحفظ ويحمي للإنسان حريته في التعبير عن رأيه والوصول إلى الحق باختياره، إذ لم تكن السياسة عنده (ع) إلا مبادئ أخلاقية وإنسانية ودينية، وليست وسيلة نفعية تبرر فيها الغاية الوسيلة، فلم يكن (ع) ليضحي بهذه المبادئ ولو كانت تؤدي إلى شهادته، لأنها الأصل الذي يهدف إلى امتداد القيم وترسخها في عمق ضمير التاريخ البشري.كان زهده (ع) هو نزع لكل عوامل النفوذ والقوة التي تحرك في الإنسان عناصر الجشع والطمع والطغيان؛ فبهذا الزهد الخالص يصبح الحاكم منسجماً مع الحق الإنساني متصادماً مع النزوع نحو أهواء الباطل؛ فالسلطة النهمة تؤدي إلى الفساد السياسي والاستبداد المطلق والعنف الدامي.. وزهده (ع) قمة الواقع التطبيقي لحاكم عادل تتمثل فيه المبادئ التي تصبح رمز قوته في بناء السعادة والعدالة الإنسانية ويقول (ع): (وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لاتبقى نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين).لقد أثبتت معظم النماذج والأنظمة السياسية أنها غير قادرة على إيجاد انسجام اجتماعي وسياسي بين ......
#الامام
#الانسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754023
الحوار المتمدن
صادق حسن الناصري - الامام علي الانسان .