عبدالرزاق دحنون : صاحب البدلة الواقية من البلل
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون تحقيق صحفي عن مأساة الشاب السوري معاذ البلخي الذي عُثر عليه في بحر الشمال1بلا أثرالعاصفة البحرية الآن على أشدها، آتية من الجنوب الغربي، إذ يرتدى معلم بناء عجوز معطفه وحذاءه المطاطي قبل الخروج من منزله. على مقربة من هذا الخليج المقفر، أمواج عاتية يبلغ ارتفاع بعضها أربعة أمتار تضرب الحواف الصخرية وتنشر رذاذ البحر على مسافة مئات الأمتار بامتداد مساحات الرعي لدى أبعد نقطة جنوبي النرويج.في طريقه، يفاجأ معلم البناء ببذلة واقية من البلل تقبع منفرجة على زاوية من الحشائش الخضراء بين الحواف الصخرية بعيداً عن متناول الأمواج. «ربما تنفعني هذه البذلة»، يقول في نفسه، رغم أنه من النادر أن يخرج أحد من القرية للتسكع في مثل هذه الظروف.بينما يتقدّم الرجل يصل إلى أنفه عبق البحر ورائحة الطحالب ورائحة أخرى لا يستطيع تمييزها لكنها تكاد تقلب معدته. عندما يصل إليها، يكتشف أن البذلة من طراز «ترايبورد» تبدو في عينيه رخيصة الثمن بينما يبدو جانب منها مقلوبًا باطنُه إلى ظاهر. ثم فجأةً، تنتأ عظمتان بيضاوان من حيث يوجد الجوربان.المحقق كار أونهامر، في قسم شرطة فارسوند، يتمتع بشخصية سلطوية وله عينان واسعتان لا تعرفان المزاح وشارب كث وسِنّة ذهبية تلمع كلما فتح فمه. يوم جيد من أيام أبريل/نيسان هذا العام، بينما تلحظ على جدران حجرة الانتظار في قسم الشرطة تحذيراً من لصوص القوارب، ولوحة من المعلومات حول الحجم القانوني لسمك القُد الذي يمكن اصطياده جنوب خط الطول 60 درجة، وهو 40 سنتميترًا لا أكثر. في العصور الوسطى كانوا يحرقون الساحرات أمام هذه البقعة، لكن الأمور صارت الآن أكثر سلامًا.«هذا مكان هادئ»، يؤكد أونهامر، قبل أن يقرأ في سجلاته: في الساعة الثالثة ودقيقتين بعد ظهر الثاني من يناير/كانون الثاني 2015، عُثر على بذلة غطس تحتوي على رفات بشرية في منطقة ليستا.توجه فريق من خبراء المعامل الجنائية كي يلتقطوا صوراً وكي يفحصوا الجثة، لكن من الواضح أن زمناً طويلاً كان قد مر عليها في البحر بحيث لم يترك وراءه كثيرًا مما يقبل الفحص. ورغم ذلك، لم يكن فيما تبقى من رفات ما يمكن أن يشير إلى إصابات من جراء اصطدام بمحركات القوارب البخارية أو من جراء طعن بآلة حادة أو من جراء إصابة بطلق ناري. وعلى هذا، يخمن أونهامر أن الجثة غالباً تعود إلى شخص ما فُقد في بحر الشمال، وأنه سيتم التعرف عليها سريعًا.يقارن الخبراء هذه الجثة بتقرير ورد من منطقة ستافنيير عن رجل كان يرتدي بذلة واقية من البلل انقطع الاتصال به قبل عام. لكنّ تطابقًا لم يحدث، لا في هذه الحالة ولا في أي من الحالات الأخرى. يقول أونهامر: «من وقت لآخر، تصلنا جثث طافية على سطح الماء، ولم يحدث أبدًا أننا لا نستطيع التعرف على هويات أصحابها».ثمة خريطة ملاحية لمنطقة ليستا على أحد جدران الغرفة. التيارات البحرية هنا غير قابلة للتنبؤ إلى حد بعيد، ولا يستطيع حتى الصيادون المحترفون أن يعرفوا بما سيكون عليه الحال في اليوم التالي. ومن ثم، فإن من المستحيل توقع من أي اتجاه وصلت أي جثة طافية إلى هنا.في هذه الحالة، لم يكن بين يدي أونهامر الكثير. «عندما لا يكون بين أيدينا الكثير، لا مناص من اللجوء إلى سجلات اختبارات الحمض النووي DNA للبحث عن إجابة، ونحن لا نستطيع القيام بمثل هذا هنا».كان لمفتش الشرطة، بير آنييل، دور كبير في فك طلاسم الجثث المجهولة في كثير من الحوادث والكوارث منذ نهاية الثمانينات. هو رئيس «مجموعة كريبوس الوطنية للتعرف على الهوية»، وهي المجموعة التي يُلجأ إليها في ح ......
#صاحب
#البدلة
#الواقية
#البلل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752759
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون تحقيق صحفي عن مأساة الشاب السوري معاذ البلخي الذي عُثر عليه في بحر الشمال1بلا أثرالعاصفة البحرية الآن على أشدها، آتية من الجنوب الغربي، إذ يرتدى معلم بناء عجوز معطفه وحذاءه المطاطي قبل الخروج من منزله. على مقربة من هذا الخليج المقفر، أمواج عاتية يبلغ ارتفاع بعضها أربعة أمتار تضرب الحواف الصخرية وتنشر رذاذ البحر على مسافة مئات الأمتار بامتداد مساحات الرعي لدى أبعد نقطة جنوبي النرويج.في طريقه، يفاجأ معلم البناء ببذلة واقية من البلل تقبع منفرجة على زاوية من الحشائش الخضراء بين الحواف الصخرية بعيداً عن متناول الأمواج. «ربما تنفعني هذه البذلة»، يقول في نفسه، رغم أنه من النادر أن يخرج أحد من القرية للتسكع في مثل هذه الظروف.بينما يتقدّم الرجل يصل إلى أنفه عبق البحر ورائحة الطحالب ورائحة أخرى لا يستطيع تمييزها لكنها تكاد تقلب معدته. عندما يصل إليها، يكتشف أن البذلة من طراز «ترايبورد» تبدو في عينيه رخيصة الثمن بينما يبدو جانب منها مقلوبًا باطنُه إلى ظاهر. ثم فجأةً، تنتأ عظمتان بيضاوان من حيث يوجد الجوربان.المحقق كار أونهامر، في قسم شرطة فارسوند، يتمتع بشخصية سلطوية وله عينان واسعتان لا تعرفان المزاح وشارب كث وسِنّة ذهبية تلمع كلما فتح فمه. يوم جيد من أيام أبريل/نيسان هذا العام، بينما تلحظ على جدران حجرة الانتظار في قسم الشرطة تحذيراً من لصوص القوارب، ولوحة من المعلومات حول الحجم القانوني لسمك القُد الذي يمكن اصطياده جنوب خط الطول 60 درجة، وهو 40 سنتميترًا لا أكثر. في العصور الوسطى كانوا يحرقون الساحرات أمام هذه البقعة، لكن الأمور صارت الآن أكثر سلامًا.«هذا مكان هادئ»، يؤكد أونهامر، قبل أن يقرأ في سجلاته: في الساعة الثالثة ودقيقتين بعد ظهر الثاني من يناير/كانون الثاني 2015، عُثر على بذلة غطس تحتوي على رفات بشرية في منطقة ليستا.توجه فريق من خبراء المعامل الجنائية كي يلتقطوا صوراً وكي يفحصوا الجثة، لكن من الواضح أن زمناً طويلاً كان قد مر عليها في البحر بحيث لم يترك وراءه كثيرًا مما يقبل الفحص. ورغم ذلك، لم يكن فيما تبقى من رفات ما يمكن أن يشير إلى إصابات من جراء اصطدام بمحركات القوارب البخارية أو من جراء طعن بآلة حادة أو من جراء إصابة بطلق ناري. وعلى هذا، يخمن أونهامر أن الجثة غالباً تعود إلى شخص ما فُقد في بحر الشمال، وأنه سيتم التعرف عليها سريعًا.يقارن الخبراء هذه الجثة بتقرير ورد من منطقة ستافنيير عن رجل كان يرتدي بذلة واقية من البلل انقطع الاتصال به قبل عام. لكنّ تطابقًا لم يحدث، لا في هذه الحالة ولا في أي من الحالات الأخرى. يقول أونهامر: «من وقت لآخر، تصلنا جثث طافية على سطح الماء، ولم يحدث أبدًا أننا لا نستطيع التعرف على هويات أصحابها».ثمة خريطة ملاحية لمنطقة ليستا على أحد جدران الغرفة. التيارات البحرية هنا غير قابلة للتنبؤ إلى حد بعيد، ولا يستطيع حتى الصيادون المحترفون أن يعرفوا بما سيكون عليه الحال في اليوم التالي. ومن ثم، فإن من المستحيل توقع من أي اتجاه وصلت أي جثة طافية إلى هنا.في هذه الحالة، لم يكن بين يدي أونهامر الكثير. «عندما لا يكون بين أيدينا الكثير، لا مناص من اللجوء إلى سجلات اختبارات الحمض النووي DNA للبحث عن إجابة، ونحن لا نستطيع القيام بمثل هذا هنا».كان لمفتش الشرطة، بير آنييل، دور كبير في فك طلاسم الجثث المجهولة في كثير من الحوادث والكوارث منذ نهاية الثمانينات. هو رئيس «مجموعة كريبوس الوطنية للتعرف على الهوية»، وهي المجموعة التي يُلجأ إليها في ح ......
#صاحب
#البدلة
#الواقية
#البلل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752759
الحوار المتمدن
عبدالرزاق دحنون - صاحب البدلة الواقية من البلل